كيف يمكن التخلّص من البقع الجلدية؟

ماكياج, علاج, مستحضرات التجميل, التشخيص, النمش, طبيب الجلد, مريض / مريضة, أمراض جلدية, مشكلة / مشاكل جلدية, إلتهابات جلدية

14 يونيو 2011


غالباً ما تكون التصبّغات الجلديّة  والبقع القبيحة سبباً مُلحّاً لزيارة طبيب الأمراض الجلدية. إذ إنّ العواقب النفسية المترتّبة عنها، أكبر من أن تُهمل وأهمّ من أن يُغضّ النظر عنها، خاصة إذا كانت في منطقة الوجه. إذ يتباهى الناس بنقاوة وجوههم وصفاء بشرتهم على الدوام. وهم لا يوفّرون مستحضراً أو وسيلة طبية أو تجميلية للتمتع بالنضارة الجلدية.

وفي الكثير من الحالات، تدعو الحاجة إلى الوقاية إضافة إلى العلاج، فإنّ مشكلة تغيّر اللون في البشرة أو التلوّن القبيح، تسبّب إنعكاسات نفسية وتعباً وإنزواءً لكي لا يختلط المرء في المجتمع ويراه الناس بمظهره هذا.
إلى جانب المستحضرات التجارية  والعلاجات الموضعيّة والكريمات، تتوافر الآن تقنيات عديدة ومستحضرات طبية-تجميلية لمعالجة الإلتهابات الجلدية. ويبقى المهمّ أن يعرف المرء إختيار الطبيب المختصّ لمساعدته.

إنّ فرط التصبّغ Pigmentations مشكلة جلدية ذات عواقب جمالية وحتى إنعكاسات نفسية. كما انّ الأسباب الكامنة وراءها عديدة. فيجب إعتماد التشخيص الصحيح للحصول على الطريقة العلاجية الأنسب. وتجدر الإشارة إلى أنّ البشرة حسّاسة وهي عُرضة لمضاعفات كثيرة إذا أُهملت.
يشرح الدكتور بشارة غريّب، الإختصاصيّ في الأمراض الجلدية والتجميلية، أسباب هذه التصبّغات ودواعي تقشير البشرة والسبل الطبية-التجميلية المتوافرة. كما يفسّر الدكتور عادل زينون، إختصاصيّ الصيدلة، عن المستحضرات الموضعيّة المتوافرة في الأسواق، للإستعمال الوقائيّ والعلاجيّ.


تشخيص دقيق


يقول الدكتور غريّب: «بادئ ذي بدء، لا بدّ من معرفة نوع التصبّغ لوصف العلاج المناسب. لذلك يجب التأكّد من مصدره الدقيق، إذ قد يكون ذا دلالة خبيثة ومرتبطاً بسرطان الجلد، أو يكون حميداً. كما قد يكون محصوراً ضمن بقعة جلدية أو متفشياً، ويظهر بفعل سبب جلديّ بحت، أو يكون مرتبطاً بمرض داخليّ في الجسم».
يمكن لنهج منطقيّ تحديد التشخيص. فحسب الدكتور غريّب «لا بدّ من مقابلة المريض والأهل أحياناً لمعرفة التاريخ حول ظروف وقوع التصبّغ. إذ يجب الحصول على تقرير مفصّل متعلّق بتاريخ المريض الطبيّ والأدوية التي يتناولها والتاريخ العائليّ ونوعيّة عمله وحتى هواياته. كما يمكن التطرّق إلى حالات شكاوى عن صحّته العامة، لما يمكن من إيجاد ترابط في الموضوع».
يُجرى الفحص السريريّ في ظروف جيّدة، عن طريق فحص سطح الجلد كاملاً إذا دعت الحاجة إلى ذلك. كما يجب تكييف الإضاءة لعكس الضوء وتعديلها لتغيير زاوية سقوط الأشعة، لرصد مواقع التصبّغات وحدودها وطريقة توزيعها.
يمكن الإستعانة بالأشعة ما فوق البنفسجية عبر Wood Lamp لإبراز التصبغات عند وجودها في البشرة وطمسها عندما تقع في الأدمة. إذ يجب التمييز بينهما، لأنّ شكل التصبّغ الأعمق هو الأكثر صعوبة في العلاج.


أنواع التصبّغات


يشدّد غريّب على ضرورة «أخذ خزعة أحياناً من منطقة جلديّة غير متضرّرة، لإيضاح طبيعة التصبّغ ومكان وجوده.  إذ توجد أنواع من التصبّغات:
فرط تصبّغ مرتبط بإنتاج الميلانين: عندما تكون التصبغات في الطبقة السطحية أي البشرة، يتراوح لون البقع من بنّي فاتح إلى أسود.
قد يكون السبب زيادة عدد الخلايا الصباغية أو زيادة إنتاج الميلانين الذي يؤدّي إلى ظهور بقع نمش حميدة. أمّا عندما يكون التصبّغ أعمق ويخترق الأدمة، فيكون اللون مائلاً إلى الإزرقاق مثل تصبّغات ما بعد الإلتهاب أو وحمة Ota أو البقع المنغولية.

  • فرط تصبّغ دمويّ المنشأ: بفعل ترسّب الحديد.
  • فرط تصبّغ خارجيّ: ناتج عن وشوم عرضيّة أو متعمّدة، أو بفعل الحساسية الجلدية على بعض النباتات أو المنتجات الصناعية أو العطور، أو بفعل تسمّم من الأدوية أو بسبب الأشعة ما فوق البنفسجية وسواها. وهذه التصبغات تكون ذات لون أصفر برتقاليّ.
  • فرط تصبّغ داخليّ منتشر: بسبب التغييرات الهرمونية أثناء الحمل مثل الكلف، أو اليرقان، أو سرطان الجلد المنتشر.
  • فرط التصبّغ الخلقيّ Congenital
  • فرط التصبّغ بفعل الأمراض المعدية والفطريات والطفيليات وحتى مرض الإيدز.
  • فرط التصبّغ بسبب نقص الفيتامين من الجسم».

تستدعي هذه الحالات طلب فحص دم شامل وآخر للهرمونات في الدم عند بعض المرضى أحياناً.


وقاية وإجراءات

يقول غريّب: «كلّما أمكن، نعمد أولاً إلى معالجة السبب الرئيسيّ الذي يؤدّي إلى ظهور هذه التصبّغات. ومن ثمّ، نستعين بمستحضرات لإزالة فرط التصبّغ مع مراعاة لون البشرة ونوعها. يكون الإجراء الأوّل وقائياً بإمتياز. إذ يُمنع التعرّض للشمس منعاً باتاً لأنّ أشعتها ضارّة وتزيد البقع القبيحة. كما يجب الإستعانة بواقي الشمس ذي درجة الحماية العالية، مرّات عدة في اليوم لدحض خطر الأشعة ما فوق البنفسجية.كما يُمنع إستعمال العطور ويجب إعادة النظر ببعض أنواع الأدوية والعقاقير المستعملة».


علاجات موضعيّة


قبل التوجّه إلى العلاجات الجذريّة والوسائل الطبية-التجميلية، يمكن الإستعانة ببعض المستحضرات والكريمات لمعالجة التصبغات في المناطق الموضعيّة. وسصف العلاج الطبيب المعالج المختصّ.
 
يقول الدكتور زينون: «يمكن إستخدام الMequinol، لكن له بعض الأعراض الجانبية مثل إمكان تهيّج البشرة أو حساسية أو فرط تصبّغ متناقض. وقد يكون مظهر المناطق المعالجة غير جميل للنظر.

يوصف هذا النوع من العلاج الموضعيّ للتصبغات الناتجة عن الندوب أو عن التعرّض للصدمة Post-traumatic أوعن الإلتهابات أو عن التسمم الدوائي، أو حتى لحالات النمش. لكن لا يجوز أن تستخدمه الحوامل والمُرضعات وقبل سنّ ال12. يمكن وضعه مرّة أو إثنتين يومياً لعدّة أشهر، ومن ثمّ يتمّ تخفيفه حسب نسبة التحسّن، وتتمّ المواظبة على دهنه أسبوعياً لمنع معاودة ظهور التصبّغ».

من جهة أخرى، يرى الدكتور غريّب أنه «يمكن الإستعانة بالتريتينويين أو حمض الفيتامين أ أو حامض الريتينويك  Retinoic Acid لمنع إنتاج الميلانين. ويمكن وصفه لذوي البشرة السوداء وهو مفيد لعلاج التصبغات الملتهبة.أمّا الآثار الجانبية فهي إحمرار البشرة وتهيّجها وحساسية على الضوء، ولا يجوز أن تستعمله الحوامل والمرضعات. يجب وضعه مرّة كلّ يومين ثم مرّة يومياً للحصول على النتيجة بعد ثلاثة أشهر. وبعد ستة أشهر، يُستعمل ثلاث مرّات أسبوعياً للوقاية».
يضيف: «إنّ العلاج الأكثر شيوعاً هو الهيدروكينون Hydroquinone الذي يقلّل من عدد الأجسام والخلايا الصباغية. يُستعمل بعياري 2% و5%. يمكن أن يسبّب إستعماله تهيّج البشرة وإكزيما عند اللمس. ويحظّر الإتحاد الأوروبي إستخدامه في مستحضرات التجميل».
ويُستخدم حمض الكوجيك Kojique Acid كمستحضر للتقشير منذ 1988 في اليابان. يُكمل الدكتور زينون: «يُستخدم حمض الأزلايك Azelaique Acid  ليحول دون تشكّل الميلانين ويُستعمل أيضاً لعلاج حبّ الشباب. كما يمكن الإستعانة بالفيتامين C للسيطرة على إنتاج الميلانين. وقد نستعين الستيروييد Dermocorticoide لإزالة التصبغات لكن قد تسبّب ضمور الجلد».


طرق طبية-تجميلية


يتحدّث الدكتور غريّب عن وجود طرق عدّة لإزالة التصبغات الجلدية عبر «الماكياج المصحّح الذي يغطّي المظهر ريثما يعطي العلاج الأساسيّ النتيجة أو عبر ال Cryotherapy أي تثليج البقع والتصبغات الناجمة عن التعرّض للشمس. لكن هذه التقنية قد تؤدي إلى القصور أو إلى ظهور ندوب».
يضيف «إنّ التقشير Peeling يسمح بإزالة التصبغات عن البشرة. ويتمّ إستخدام أحماض الفاكهة AHA بتركيزات عالية، خاصة الأسيد جليكوليك، لمعالجة التصبغات الجلدية ما بعد الإلتهابات.كما يمكن إستخدام هذه التقنية بحذر على ذوي البشرة السوداء، لتفادي ردّة فعل متناقضة. أمّا طريقة الMicrodermabrasion، ففعّالة على البقع الموجودة على اليدين والوجه والذراعين. إلاّ أنها قد تُحدث فرط تصبّغ إضافيّاً كردّ فعل على البشرة المليئة بالتصبغات. ويمكن إستعمالها كعلاج مُساعد مع الليزر أو إثر الجراحة لتصحيح الندوب، وهي غير فعّالة على التصبّغات العميقة».
يلفت الدكتور غريّب إلى أنّ «أشعّة الليزر المتنوعّة تُستخدم لعلاج الآفات المتصبّغة. فليزر الروبي Rubis يبثّ موجة تمتصّها الأجسام الصباغيّة ولا يسبّب بأذى للشعيرات الدموية الجلدية.
كما أنّ احتمال تكوّن الندوب ضئيل. ويمكن أيضاً الإستعانة بليزر ألكسندريت Alexandrite وأندي ياغ Nd-Yag  أيضاً، إذ أثبتت الدراسات فعاليتهما في العلاج». هذه الأنواع الثلاثة من الليزر مؤلمة قليلاً وتسمح بشفاء الندبة كاملة في غضون عشرة أيام. كما توجد أنواع أخرى حسب الحالة المرضية.

نصيحة
لا بدّ من التنبّه إلى الحالات الجلدية التي قد لا تكون مرضيّة، لذلك لا بدّ من إستشارة طبيب مختصّ للتشخيض الدقيق. فمن الممكن أن تكون مجرّد تصبّغات أو يمكن أن تكون دلالة على مرض داخليّ. في كل الأحوال، لا بدّ من إيجاد العلاج المناسب والتزام الوقاية بعده.