وداعاً لدوالي الساقين...

نصائح, تورّم الساقين, طبيب الجلد, علاج بديل للهرمونات, تخفيف ثقل الساقين, ألم / آلام القدمين, القصور الوريدي

18 يوليو 2011

يصيب القصور الوريدي امرأة واحدة من كل اثنتين، ويترافق مع ثقل وألم في الساقين. إليك هذه النصائح لتفادي المشكلة أو معالجتها...

لا علاقة أبداً لدوالي الساقين بظهور الشعر الأبيض أو التقدم في العمر. فظهور الدوالي ليس أحد الأعراض الطبيعية للشيخوخة. إنه نتيجة مرض يصيب 50 في المئة من النساء، ألا وهو القصور الوريدي.
بالفعل، تفقد جدران الدوالي مرونتها، وتتضاءل فاعلية الصمامات الصغيرة (تلك السدادات الصغيرة التي تمنع الدم المتوجه إلى القلب من النزول مجدداً). ونتيجة تطور بطيء، على مدى ثلاثين عاماً تقريباً، يتوسع الوريد ويحدث ما يعرف بالدوالي. واللافت أن هذه المشكلة موجودة منذ العصور الغابرة، منذ أن بدأ الإنسان المشي على قدميه لأن الأوردة تضطر إلى مواجهة قوة الجاذبية عبر نقل الدم من القدمين إلى القلب. وتكون النساء عرضة مرتين أكثر من الرجال لمشكلة الدوالي.
فالأوردة تملك مستقبلات للاستروجين والبروجسترون، مما يجعلها حساسة جداً للتقلبات الهرمونية. كما تعتبر الوراثة عاملاً مهماً. فالشخص الذي يكون أحد أهله مصاباً بالقصور الوريدي يكون هو نفسه معرضاً للمشكلة نفسها بنسبة 90 في المئة.
واللافت أن التطور البطيء للقصور الوريدي هو أفضل وسيلة دفاع لدينا إذ يمنحنا الوقت للتصرف بفاعلية والحؤول دون ظهور الدوالي.

استشارة الطبيب
يلجأ خمسون في المئة من المرضى إلى الطبيب بسبب الشكل الخارجي، فيما يلجأ النصف الآخر إلى الطبيب بسبب الأوجاع. الدم يركد في الأوردة، والجزيئات الالتهابية الموجودة فيه تعبر جدار الأوردة وتصل إلى الألياف العصبية: هكذا، يشعر الشخص بثقل في الساقين في نهاية اليوم، مع إحساس بالتنمل عند تمرير اليد فوق الساق، وحكاك عند العرقوبين أو انتفاخ في الساقين. وفي أية حال، يجب استشارة الطبيب فور الإحساس بانزعاج في الحياة اليومية.

تفادي المشكلة
ثمة عادات جيدة يمكن اتباعها في أسلوب العيش اليومي لتفادي مشكلة الدوالي في الساقين:

  • النهوض والمشي بشكل متواتر. إذا كان عملك يتطلب الكثير من الجلوس، استفيدي من كل فرصة للنهوض والمشي قليلاً: إحضار بعض الأوراق من المكتب المجاور، الذهاب لرؤية زميل بدل الاتصال به هاتفياً، التوجه إلى المطبخ لشرب كوب ماء... فالمشي مفيداً جداً إذ يتم تحفيز قوس القدم وربلة الساق، مما ينشط عودة الدم في الأوردة.
    كما يمكنك ممارسة تمرين معين مرات عدة يومياً، وأنت جالسة أمام مكتبك: اخلعي الحذاء، وضعي كرة صغيرة تحت قوس القدم ومرريها جيئة وذهاباً. كرري هذا التمرين لبضعة دقائق مرتين يومياً. وإذا كنت كثيرة الوقوف، يمكنك الوقوف على روؤس أصابعك قليلاً ثم العودة إلى الوضعية الأصلية. كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية، مرات عدة يومياً.
  • تجنب مصادر الحرارة، ولاسيما الشمع الساخن المزيل لوبر الساقين، والحمام الحارق، والسونا. وفي الشتاء، لا توجهي مصدر التدفئة مباشرة إلى ساقيك.
  • تفادي الملابس الضيقة جداً. فالسراويل الضيقة جداً والملتصقة بالجسم تضغط على الساقين ولا تسهل عودة الدم في الأوردة.
  • استعمال الجوارب الخاصة بالدوالي. بعد تشخيص المرض، يتم وصف هذه الجوارب بطريقة تلقائية لأنها توفر الوقاية بفاعلية كبيرة. واعلمي أن الأنواع المتوافرة اليوم عصرية وجميلة ومختلفة كثيراً عن تلك التي كانت تتوافر أيام جداتنا.
  • اختيار الأحذية الصحيحة. ويستحسن ألا يكون الكعب عالياً جداً أو مسطحاً جداً. اختاري الكعب البالغ ارتفاعه 3 إلى 4 سم، لأنه مثالي للضغط الجيد على قوس القدم.
  • تقوية الأوردة عبر ممارسة الرياضة. حين تزداد قوة العضلات، يستفيد الجهاز الدموي كله. لذا، مارسي رياضة المشي، أو الركوب على الدراجة الهوائية، أو الغولف أو السباحة أو الرياضة المائية لأنها مفيدة جداً. في المقابل، تجنبي أنواع الرياضة العنيفة مثل التنس والسكواش وكرة اليد والرولر.
  • التدليك الناعم والخفيف على مستوى أوردة الساقين، انطلاقاً من الأسفل إلى الأعلى، مفيد للوقاية من دوالي الساقين. استعملي في المساء الكريم البارد أو الهلام المنعش لمحاربة توسع الأوردة.

العمليات الجراحية

  • الدوالي الصغيرة. إنها أول مرحلة «منظورة» من القصور الوريدي، بحيث تظهر بقعة واحدة أو بقع عدة، وردية أو حمراء، على البشرة. وبفضل اللايزر، يمكن القضاء على هذه الدوالي بعد جلسات قليلة في 70 في المئة من الحالات.
    والواقع أن الدوالي الصغير، بالإضافة إلى مظهرها البشع، تعلن على المدى الطويل عن وجود قصور في جهاز الأوردة الدموية.
  • الدوالي الكبيرة. هناك طريقتان لمعالجة هذه المشكلة، حسب قطر الوريد المصاب. إذا لم يكن الوريد عريضاً جداً، يمكن حقن رغوة متصلبة لسدّه أو استعمال اللايزر.
    أما الطريقة الأخرى فتقوم على سحب الوريد المريض، علماً أنه يتم اعتماد التقنية نفسها سواء كان الوريد مؤلماً أم لا. وبما أن المرض مزمن، فإن علاج الوريد المصاب لا ينفي ظهور دوالٍ جديدة لاحقاً.
    لكن خطر ظهور الدوالي مجدداً يتضاءل في حال سحب الوريد المصاب. وفي المقابل، إذا لم تتم معالجة الوريد المصاب، قد يتفاقم الوضع، مع احتمال حصول تغير في لون البشرة أو مظهرها...