الليشمانيا مرض التهابي خطير...

فيروس كورونا, سوء التغذية, الإلتهابات, ضعف المناعة, طفل / أطفال, جرثومة, خيارات المعالجة, إلتهاب الكبد, الليشمانيا

05 سبتمبر 2011

قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص الذين يحملون جرثومة الليشمانيا بـ 12 مليوناً في العالم، وعدد الإصابات السنوية الجديدة بما يراوح بين مليون ومليونين.
وينتشر هذا المرض الذي ينتقل من شخص إلى آخر من خلال بعوضة الرمل، بشكل خاص في سورية حيث أعلن عن وجود مصاب في كل عائلة.
وفيما تعتبر الليشمانيا الجلدية أكثر شيوعاً ولا تسبب الوفاة، تبرز خطورة الليشمانيا الحشوية التي تسبب الوفاة بعد أعراض صعبة وحادة يصعب كشفها في بدايتها أحياناً.
ويبرز خطر التقاط المرض عند السفر إلى البلدان التي ينتشر فيها حيث يمكن اتخاذ بعض الاحتياطات الوقائية لتجنب التعرض للبعوضة الناقلة له. عن خفايا مرض الليشمانيا وأخطاره، تحدثت الاختصاصية في علم المناعة البروفيسورة نهى النويري سلطي التي أسست فريق أبحاث متخصصاً بمرض الليشمانيا في لبنان.

- كيف يمكن الإصابة بداء الليشمانيا؟
الليشمانيا مرض التهابي ينتج عن طفيلية تنقل بلسعة بعوضة الرمل.

- هل يعتبر داء الليشمانيا من الأمراض الشائعة؟
يصيب مرض الليشمانيا الجلدية ما يقارب مليوناً ونصف مليون شخصاً سنوياً فيما تصيب الليشمانيا الحشوية حوالي 500 ألف شخص. ويعتبر المرض  مسؤولاً عن عدد مهم من الوفيات تصل فيها وفيات الأطفال إلى 70 في المئة .

- هل من بلاد يزيد فيها خطر الإصابة بالمرض؟
تنتشر الطفيلية المسببة لداء الليشمانيا أكثر في البلاد المحيطة بالبحر المتوسط وتلك التي في شرقي هذه المنطقة. إضافةً إلى دول أميركا اللاتينية.
لكن نسبة 90 في المئة من المصابين بالمرض تتركز في 7 بلدان أساسية هي أفغانستان والمملكة العربية السعودية والجزائر وإيران والسودان وسورية والبرازيل.
وبشكل خاص ينتشر المرض بشكل غير طبيعي في سورية إلى درجة أن منظمة الصحة العالمية أعلنت عن وجود مصاب في كل عائلة. وإن تكن الإصابة بالليشمانيا الجلدية غير مميتة ، فإن المصاب الذي تعافى في الظاهر ويحمل الطفيلية في دمه تعاود الأعراض الظهور لديه بشكل حاد في حال هبوط مناعته لسبب أو لآخر.

- ما طبيعة الأذى الذي يسببه المرض؟
هناك نوعان من المرض، الأول هو الليشمانيا الحشوية التي تصيب الأعضاء الداخلية وهو الأخطر كونه قد يسبب الوفاة في غياب العلاج. أما النوع الثاني، فهو الليشمانيا الجلدية وهو الأكثر شيوعاً ويظهر من خلال تقرّحات في الوجه والذراعين والساقين.

- هل تحتاج التقرحات التي يسببها المرض إلى علاج؟
يمكن أن تشفى التقرحات تلقائياً، إلا أنها قد تترك مشكلات خطيرة وآثاراً بارزة في الجلد. مع الإشارة إلى أن الجرثومة يمكن أن تبقى مختبئة في الدم دون أن يعرف المصاب.

- هل ينتقل المرض بالعدوى؟
ينتقل المرض بالعدوى لكنه يحتاج إلى ناقل وهي أنثى بعوضة الرمل . مع الإشارة إلى أن الجسم الطفيلي يوجد في محيط أنواع معينة من الحيوانات التي تخزّن هذه الجراثيم كالكلاب والثعالب والذئاب والقوارض.


- ما الأعراض التي تشير إلى احتمال الإصابة بالليشمانيا؟
تسبب الليشمانيا أعراضاً كالحمّى وآلام الرأس وآلام المعدة والزكام والالتهابات المتكررة وانتفاخ الكبد. وتصبح الأمراض الناتجة عن هذا المرض متكررة ولا يمكن الشفاء منها رغم تناول مضادات الجراثيم والفيروسات.
وتسبب الليشمانيا الحشوية أحياناً لوناً داكناً في الجلد، وقد يسبب المرض طفحاً جلدياً دائماً حتى بعد شفائه. كما يمكن أن تتّأذى الكلية ما قد يؤدي إلى فشل كلوي في بعض الحالات.  لكن عندما تطال الليشمانيا الحشوية مختلف الأعضاء كالجلد وتشل الجهاز اللمفاوي، يبدو المرض صامتاً ويصعب رصده لعدم وضوح أعراضه وتشابهها مع أعراض أمراض أخرى.
لذلك، قد لا يفكر الأطباء بتشخيص المرض إلا بعد التفكير بسلسلة من الأمراض الأخرى. وقد أظهرت إحدى الدراسات انه فيما بدت الليشمانيا نادرة، تبيّن أن كل حالة معلنة تقابلها 8 أو 12 حالة خفيّة يحمل فيها المصابون الطفيلية في الدم، حيث يبدو أن نسبة كبرى من المصابين لا يدركون إصابتهم. وفي ما يتعلّق بالليشمانيا الجلدية، فتسبب اللسعة عندها تقرحاً جلدياً يمتد وتظهر أطرافه النافرة.
لكن غالباً ما لا تكون التقرحات مؤلمة إلا في حال حصول التهاب فيها. علماً أنها تكون جافة عادة وتظهر أكثر في الوجه والأطراف. ويمكن أن يظهر تقرح واحد أو عدة تقرحات في الجلد تظهر تدريجاً. ويشار إلى أن آثار المرض تظهر خلال أسابيع من الإصابة.

- هل تبدو أعراض المرض مختلفة لدى الأطفال؟
يصيب المرض الأطفال بشكل خاص، في لبنان. فيبدو أن وزن الطفل لا يزيد  وأنه لا ينمو بشكل طبيعي. كما أنه قد يشعر بالتعب. عند ظهور هذه الأعراض لا بد من استشارة الطبيب.

- هل ثمة لقاح للوقاية من الليشمانيا؟
لا يتوافر، حتى اليوم، لقاح يسمح بتأمين الحماية للجسم من داء الليشمانيا.

- هل تتوافر علاجات فاعلة لمكافحة المرض؟
قد لا تحتاج الليشمانيا الجلدية إلى علاج بل إلى مراقبة مستمرة عندما تكون التقرّحات صغيرة وبسيطة ويبدو أنها تشفى مع الوقت. قد يتطلب شفاء التقرحات أشهراً أو حتى سنوات وتترك في مكانها آثاراً تشبه الحروق القديمة.
لكن في الحالات الحادة يمكن أن تبقى التقرحات الجلدية لوقت أطول ويمكن ألا تشفى أبداً. أما الحالات الأكثر صعوبة فتعالج بأدوية تختلف بحسب الحالة.
ويرتكز العلاج بشكل أساسي على أملاح الأنتيمون الخماسية التكافؤ ومركبات الأمفوتريسين "ب"الشحمية والبيتاميدين. وينصح باستشارة اختصاصي بالأمراض الجرثومية لتحديد العلاج المناسب.

 

حقائق عن الليشمانيا

  • لا يتخطى حجم بعوضة الرمل الناقلة لليشمانيا 2 أو 3 ملم.
  • الأنثى وحدها تنقل الطفيلية فهي تمتص دم الإنسان أو الحيوان الذي قد يكون مصاباً وتنقله إلى الآخرين.
  • ترتبط الليشمانيا بالفقر وسوء التغذية وضعف المناعة ويمكن التقاطها من البلدان التي تنتشر فيها من خلال السفر.
  • قد تعيش الليشمانيا في الجسم لسنوات دون أن يظهر لها أثر ثم تبدأ الجرثومة بالتكاثر عندما يضعف جهاز المناعة.
  • يصبح الأشخاص الذين يعيشون في بلدان توجد فيها الليشمانيا والذين تعرضوا لها في السفر، أكثر عرضة للإصابة عندما تنخفض مناعتهم نتيجة الخضوع لعلاج كيميائي أو عند الإصابة بالأيدز أو عند المعالجة بالستيرويدات.
  • تعتبر الليشمانيا الجلدية الأكثر شيوعاً وقد تسبب تقرحاً واحداً أو عدة تقرحات تشفى خلال أشهر أو سنوات وتترك آثارا وندوبا.
  • قد تسبب حالات الليشمانيا الحادة الوفاة في حال عدم معالجتها.
  • يمكن حماية الجسم من الليشمانيا باستعمال طارد الحشرات والملابس التي تحمي الجسم والشباك التي تحمي الأسرّة (الناموسية) عند السفر إلى بلاد يمكن التعرض فيها إليها.