التخدير بحقنة الEpidural...

تورّم الساقين, فحوص طبية, حقائق, عضلات الساقين, التخدير العام أو الموضعي, الوقاية من ألم / آلام الظهر

23 أبريل 2012

تحمّلت أمهاتنا وجداتنا آلام المخاض والولادة دون أن تتوافر لهن وسائل لتخفيفها وإن بدرجات بسيطة. وبحسب الطبيب اللبناني الاختصاصي في التوليد والأمراض النسائية نبيل ضو إن آلام الولادة تعتبر أقوى آلام يمكن أن يشعر بها إنسان سواء كان رجلاً او امرأة.
لذلك أوجد الطب وسائل حديثة للتخفيف من حدة هذه الآلام وأبرزها التخدير بحقنة ال
Epidural التي باتت تسمح للنساء بالوضع دون الإحساس بألم يذكر.
فكثيرات من النساء اللواتي عشن هذه التجربة أكدن أن الولادة كانت سهلة وأنهن لم يعانين آلاماً تذكر، كما كنا نسمع سابقاً.
ورغم ذلك، تفضّل كثيرات الوضع دون تخدير نظراً إلى الأفكار الشائعة التي تحيط بالتخدير بحقنة ال
Epidural والمتعلّقة بالمضاعفات التي يمكن أن تنتج عنها.
ضو صحح كل ما يقال في هذا الموضوع وأجاب عن كل الأسئلة في هذا المجال مؤكداً أن الألم الذي ينتج عن حقنة ال
Epidural لا يذكر ويوازي ربع مغصة من المغص الذي يرافق آلام المخاض.

- بأي طريقة تعطى حقنة التخدير الموضعي Epidural؟
لا بد من التوضيح أن التخدير الموضعي لا يعطى عند حقن الEpidural كما يعتقد البعض. فالحقنة هي وسيلة يتم من خلالها إدخال قسطرة رفيعة إلى مكان معيّن قبل الدودة الشوكية حيث تمر الاعصاب المسؤولة عن البطن والساقين ويعطى التخدير الموضعي تدريجاً في عملية الولادة من خلالها.
وبالتالي يجري ذلك بواسطة حقنة رفيعة هي حقنة الEpidural يتم إدخالها لمدة نصف دقيقة في موضع معين في الظهر ونصل فيها إلى ما قبل غشاء الدودة الشوكية حيث يتم إدخال قسطرة صغيرة ثم تسحب الحقنة.
وتكون القسطرة قد وضعت في مكان معين تمر فيه الأعصاب الخاصة بالساقين والبطن. بعدها من خلال هذه القسطرة يعطى التخدير الموضعي للمرأة فيصل إلى الأعصاب المعنية.

- هل من إجراءات معينة وفحوص تجرى قبل حقنة Epidural؟
قبل الحقنة يجرى فحص دم للتأكد من عدم وجود مشكلة سيلان دم. كما يتم التأكد من عدم وجود مشكلات معينة أو أمراض دينامية في الاعصاب والدماغ كالتصلّب اللويحي. ويجب التأكد أيضاً من عدم وجود التهاب في الجلد يحول دون إجراء الحقنة.

- في أي مرحلة من مراحل المخاض تجرى حقنة Epidural؟
تجرى الحقنة بعد أن يكون عنق الرحم قد اتسع سنتيمترين أو 3 سنتمترات لأنه قبل هذه المرحلة يمكن أن تؤثر الحقنة سلباً على التطور في مرحلة الولادة بحيث لا يعود عنق الرحم يتجاوب بالشكل المطلوب مع الطلق، فيحصل ثبات في تطور الولادة مما يوجب اللجوء إلى الولادة القيصرية.

- لكن هل يمكن أن تبدّل المرأة رأيها مع ازدياد آلام المخاض وعدم القدرة على تحمّلها، وأن تقرر إجراء حقنة Epidural في مرحلة لاحقة من الولادة، بعد ان تكون قد رفضت ذلك في البداية؟
صحيح أن الحقنة لا تجرى أبداً قبل أن يكون عنق الرحم قد انفتح سنتيمترين أو 3 سنتمترات، لكن في الوقت نفسه يمكن أن تجرى في أي وقت لاحقاً.
ولا بد من التوضيح أنه لا جدوى من إجرائها في مرحلة متأخرة بعد أن يكون عنق الرحم قد فتح 5 سنتيمترات إذا كانت الولادة ستتم بعد فترة قصيرة. فبهذه الطريقة تكون قد عانت كل آلام المخاض ولا فائدة من إجراء الحقنة.
علماً أن عنق الرحم يفتح بمعدل سنتيمتر واحد كل ساعة لكن بعد أن يصل إلى مرحلة 5 أو 6 سنتيمترات تصبح العملية أسرع.

- هل تعتبر حقنة Epidural مؤلمة؟
يبقى الألم الناتج عن الحقنة أقل من ربع مغصة في آلام المخاض، فآلام الولادة أقوى بكثير.

- في حال زوال مفعول التخدير أثناء الولادة، هل يمكن حقن جرعة إضافية؟
في كل الأحوال، يعطى التخدير بكمية معينة في البداية من خلال القسطرة التي تم إدخالها، ثم تعطى جرعات إضافية صغيرة بشكل مستمر طوال فترة الولادة من خلال حقنة تعطي الجرعات تلقائياً بشكل منتظم.

- هل يمتد أثر الحقنة إلى الساقين فتفقد المرأة الإحساس بهما؟
من الطبيعي أن يؤثر التخدير في الساقين لأنه يصل إلى الأعصاب الخاصة بهما فيخف الإحساس فيهما.

- هل تجرى حقنة Epidural سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية؟
يعطى التخدير بالEpidural عادةً في الولادة الطبيعية فيما يجرى التخدير بال spinal في الولادة القيصرية.

- لماذا لا يعطى التخدير نفسه في الحالتين؟
يختلف نوعا التخدير من حيث المفعول، فمفعول الspinal لا يستمر أكثر من ساعتين أو 3 ساعات حداً أقصى. وبالتالي لا يستمر طوال فترة الولادة التي تطول عادةً أكثر وقد تستغرق ساعات طويلة. لذلك لا يمكن إجراء الspinal مرات عدة خلال فترة الولادة الطبيعية.
كما أن الEpidural تجرى في الولادة الطبيعية لتجنب الدخول إلى النخاع الشوكي. من جهة أخرى مفعول ال spinal أقوى ويتم الدخول إلى النخاع الشوكي فيها، لذلك يفضل اعتمادها في الولادة القيصرية.

- كيف يختلف كل من نوعي التخدير في طريقة الحقن والتأثير؟
في التخدير بحقنة spinal نصل بالحقنة إلى النخاع الشوكي بواسطة حقنة رفيعة جداً يتم إدخال التخدير بواسطتها إلى النخاع الشوكي. وأشير إلى أن أطباء التوليد يجرون أحياناً حقنة Epidural،أما الSpinal فيجريها دائماً الطبيب الاختصاصي في التخدير.
وتكون حقنة الEpidural أكثر سماكة من تلك التي تستخدم في تخدير العمود الفقري. وهنا تكمن الخطورة، فلو تم إدخال حقنة Epidural الأكثر سماكة في النخاع الشوكي يسبب الثقب الناتج عنها تسرّباً مهماً في السائل الشوكي النخاعي.
لذلك لا بد من إدخال الحقنة بدقة إلى ما قبل النخاع الشوكي مباشرةً لمنع حصول هذه المشكلة. أما في التخدير ال Spinal فلا تحصل هذه المشكلة لأن الحقنة رفيعة جداً ولا خطر في ذلك.
وهنا تكمن مهارة الطبيب الذي يجري أياً من نوعي التخدير لتجنب اي مشكلة محتملة.

- ما الذي ينتج عن هذا التسرّب؟
يؤدي هذا التسرّب إلى آلام حادة في الرأس يصعب تحمّلها. ويحصل ذلك في نسبة 2 في المئة من الحالات التي يتم فيها اعتماد التخدير بالEpidural.

- هل من علاج لهذه الآلام؟
يمكن معالجة هذه الآلام بأخذ دم من المرأة يعاد حقنه بتقنية دقيقة معقمة، في موضع التسرّب لمعالجته.

- ألا تهدأ هذه الآلام بالمسكّنات العادية؟
لا تساعد المسكنات العادية في تهدئة هذه الآلام التي تعتبر حادة جداً ويصعب تحمّلها. وتستمر عادةً أسبوعاً.

- تخشى كثيرات اللجوء إلى التخدير بحقنة الEpidural بسبب الآثار الجانبية والمضاعفات التي يحكى أنها تنتج عنها، ما مدى صحة ذلك؟
مما لا شك فيه أن إجراء الحقنة يتطلب دقة ومهارة من الطبيب. فبراعة الطبيب تسمح بتقليص المضاعفات التي يمكن أن تنتج عنها. لكن في الوقت نفسه، ثمة آثار جانبية يمكن أن يتعرض لها البعض كهبوط ضغط الدم.
لهذا السبب يتم تحضير المرأة التي تلد بنصف ليتر من المصل قبل إعطائها التخدير لتجنب مشكلة هبوط ضغط الدم.
وفي كل الحالات، في حال تعرّضها لهذه الحالة، ثمة دواء يكون حاضراً باستمرار في وقت الولادة ويعطى مباشرةً عند هبوط الضغط، اذ تراقب المرأة بدقة في فترة الوضع.
من جهة أخرى، من الآثار السلبية للحقنة التأثير على دفع الحامل للولادة بحيث لا تدفع بما يكفي كونها لا تشعر بالموضع المخدّر ولا تشعر بالألم فتطول مدة الوضع أكثر بعد أن يفتح عنق الرحم.
وفي هذه الحالة، عندما تطول مدة الولادة، تزيد احتمالات استعمال جهاز الVacuum أو الforceps لسحب الطفل. كما يرتفع خطر حصول نزف والتهابات.
وتعاني البعض أيضاً عجزاً في التبوّل في اليوم نفسه بسبب الحقنة. في الوقت نفسه، لا بد من الإشارة إلى أنه تبرز حاجة أحياناً إلى حقنة التخدير بالEpidural كعلاج لارتفاع ضغط الدم، فتجرى عمداً في الولادة لأنها تخفض ضغط الدم للواتي يعانين حالة ارتفاع ضغط الدم في الحمل Preeclampsia.
كما أنه عندما تكون ولادة أولى، ويتوقع اللجوء إلى جهاز سحب الطفل بال forceps لضيق الحوض، من الأفضل اللجوء إلى الEpidural لأنها تسهّل الولادة في هذه الحالة.

- هل هذا يعني أن لتخدير الEpidural أثراً إيجابياً معيّناً على الولادة نفسها؟
يساعد هذا التخدير في جعل عنق الرحم ينفتح بسرعة كبرى.

- ماذا عن آلام الظهر التي يمكن أن تنتج عنها وتخشاها كثيرات؟
هذه الآلام التي يتم التحدث عنها ليست إلا وهماً، إذ أنه لا يتم إدخال الحقنة إلا لمدة نصف دقيقة وهي رفيعة جداً ولا يمكن أن تشعر المرأة بأي ألم في الظهر جراء ذلك.

- ألا يخشى من ان تصل نسبة معينة من التخدير إلى الجنين؟
لا يصل التخدير أبداً إلى الجنين، فتأثير التخدير موضعي على الأعصاب.

- هل من وسائل أخرى لتخفيف آلام المخاض؟
لا تتوافر وسيلة أخرى يمكن أن تخفف آلام المخاض في عملية الولادة نفسها قبل أن يفتح عنق الرحم 10 سنتمترات. لكن ثمة وسائل أخرى في الولادة كالتخدير الموضعي للجلد الذي يساعد في تخفيف الألم عند قص الجلد.
وثمة تخدير موضعي في الحوض يجرى حول العصب وقد يخفف من الأم.

- كم يستمر مفعول تخدير الEpidural؟
نحو ربع ساعة أو نصف ساعة بعد الوضع.