هشاشة العظام ونقص فيتامين 'د'...

أمراض / مشاكل القلب, سلامة الصحة, فيتامين D, ألم / آلام الكليتين, سرطان عنق الرحم, مستشفى, صحة العظام, الجلطات, هشاشة العظام, مؤتمر, مؤتمر قادة الرعاية الصحية, حماية العظام

23 أبريل 2012

تناولت أعمال المؤتمر الحادي والعشرين المختص بصحة المرأة السعودية بمشاركة المنظمة الآسيوية لصحة المرأة أبرز المشاكل الصحية التي تعانيها المرأة الخليجية، وجاءت مشكلتا هشاشة العظام ونقص الفيتامين «د» على رأس القائمة.
كما تناول المؤتمر مشكلة السمنة، وأمراض الضغط، وسرطان عنق الرحم وغيرها من الأمراض التي تتعلق بصحة المرأة الحامل بشكل خاص، والمرأة عموما، إضافة إلى الأخطاء الطبية التي يقع فيها الطبيب والمسؤولية التي يتقاسمها كل من الطبيب، الممرضة، المستشفى، والمريض.
على هامش المؤتمر التقت «لها» عددا من الأطباء في السعودية الذين خرجوا بتوصيات تهم صحة المرأة.


«
الهشاشة» المرض الصامت والأكثر انتشاراً

البروفسور حسن صالح
جمال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة، والأستاذ في جامعة الملك عبد العزيز كلية الطب قال: «المؤتمر يقام بشكل سنوي وهذا هو المؤتمر الحادي والعشرين، وما يميز مؤتمر هذا العام أنه عُقد بالتعاون مع الفيدرالية الأسيوية لطب النساء والولادة.
وضم المؤتمر 16 متحدثاً من مختلف الدول، قدموا مداخلات تحت عنوان التحديات في صحة المرأة. وشمل البحث عدة محاور منها طب الأجنة، طب علاج العقم، علاج الأورام، الأمراض النسائية المتعلقة بالجهاز البولي، وكل هذه الأمراض تصب في تخصص النساء والولادة.
ومن ضمن النشاطات أيضا الأمسية النسائية وكانت بعنوان «كيف تجعلين منتصف العمر أجمل أيامك؟».

وشدد جمال في معرض حديثه على أهمية الفيتامين «د» الذي أظهرت الإحصاءات نقصه لدى طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في المدارس الثانوية ليصل إلى 90 في المئة.
ويعد الفيتامين «د» من أهم الفيتامينات لأنه يدخل في وظائف القلب، والكليتين، وجهاز المناعة، ووظائف الدماغ، وحتى الوضع النفسي للسيدات.
وأضاف: «من أهم التوصيات تجاه هذا النوع من الفيتامينات أن تتعرض النساء للشمس ما لا يقل عن ثلاث مرات في الأسبوع لشمس الساعة العاشرة لتعويض الفيتامين «د» لمدة عشر إلى خمس عشرة دقيقة.
أيضا مشكلة هذا النوع من الفيتامين أنه نادر في الأطعمة، حيث يوجد في سمك السلمون، سمك القد، والبيض. وعادة كثير من الأسر لا تدخل الأسماك في وجباتها الرئيسية بشكل أسبوعي، والفيتامين مرتبط بالكالسيوم وفي حال قلته في الجسم تقل العناصر الأخرى لأنها جميعا مرتبطة بعضها ببعض».

وأكد أن نقص الفيتامين «د» يعد أحد عوامل الإصابة بمرض هشاشة العظام الذي تعانيه 55 في المئة من نساء الخليج وهو من الأمراض الخطيرة، لأنه من الممكن إذا تعرضت السيدة لأي حادث بسيط أن ينتج عنه كسر يستدعي جلوسها دون حراك ما يقارب الستة شهور، مما يفضي في بعض الحالات إلى الإصابة بجلطات وكثير من الالتهابات.
ووصف مرض هشاشة العظام بالمرض الصامت، ويجب أخذه على محمل الجد. ودعا المرأة في دول الخليج العربي وخصوصا السعودية إلى أن تكون أكثر حرصا على حالتها الصحية، والتعرض للشمس، وتناول الأطعمة المحتوية على كالسيوم، إضافة إلى شرب ما لا يقل عن ثلاثة أكواب من الحليب.

الخليج ثاني أكبر منطقة تعاني السمنة
وأكد جمال أن منطقة الخليج العربي تعد أكبر ثاني منطقة في العالم تعاني مرض السمنة قائلا: «من 45 إلى 50 في المئة من بنات المرحلة الدراسية المتوسطة مدخنات، وهذه نسبة ليست بالهينة، بل أنها مخيفة جدا وهي نسبة لم تشتمل على كل شرائح المجتمع وإنما شملت فقط بنات المرحلة المتوسطة فكيف إذا كانت الدراسة شاملة جميع نساء السعودية؟ هذا ما يدفعنا إلى أن نرفع توصيات هذا المؤتمر إلى وزارات دول الخليج لتأخذ كل الاحتياطات، ولأنها قادرة على تخصيص ميزانية لما يسمى الطب الوقائي الذي يقوم على التوعية بأخطار السمنة، التدخين، الأطعمة غير الصحية وخلافه...».
ولفت إلى أن التعاون ما بين السيدة، والوزارة، والجمعيات تكفل وجود مجتمع خالٍ من الأمراض بعدما شملت هشاشة العظام ما يقارب 65 في المئة من السيدات في السعودية.

علاج العقم يشهد تطورا ملحوظا
كان للعقم نصيب من الحديث في المؤتمر، علما أن هذا الجانب من الطب شهد تطورا ملحوظا في ما يخص العقم في كلا الجنسين.
وبحسب ما ذكره البروفسور حسن جمال أنه في الوقت الراهن يمكن أن يعمل الطبيب على تجميد البويضات، وأيضا طرحت عدد من الأدوية الجيدة المعالجة للعقم، إضافة إلى أخذ خزعات من البويضات عند السيدة، والأجنة قبل إرجاعها، وهذا يفيد في الأمراض الوراثية خصوصا التشوهات والإعاقات.
وأوضح أنه على المرأة الراغبة في الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين مراجعة طبيب مختص بالنساء والولادة لتفادي كثير من الأمراض، وإجراء التحليلات اللازمة للتأكد من سلامتها أثناء الحمل، وعدم تعرضها للضغط، أو الإصابة بسكر الحمل وخلافه. ومتابعة طبيبها لها خلال فترة الحمل.

الدكتورة إحسان بخش
من جانبها، أوضحت الدكتورة إحسان بخش اختصاصية النساء والولادة من المدينة المنورة، أن التحديات الصحية التي تواجه المرأة حاليا أصبح لها علاج، ولها تخصصات عليا عن العام من الطب.
«الجديد كثير هذا العام من حيث الرؤية والأفكار والطرق العلمية والعملية بنظرة شرق آسيوية، لأن كل دراستنا الطبية هي باتجاه الدراسات الأميركية والأوروبية والكندية، ولأول مرة تضاف وجهة النظر الطبية من شرق آسيا، فقد وجدنا أن لديهم بروتوكولات طبية، واطلعنا على أفكار جديدة في طب النساء والولادة، لحل كثير من مشاكل السيدات خصوصا من ناحية العقم».
ولفتت إلى أن هذا العصر له مشاكله من توترات وقلة الرياضة والأطعمة غير المفيدة، والارتخاء المادي وهو العامل المهم، فقد يعاني الرجل السمنة، ولكن في طبيعة المجتمع يمكن التخلص منها عبر ممارسة هواية رياضية معينة، لتبقى العلة مرتكزة في المرأة لأن ثقافة المرأة حيالالرياضة غير موجودة.
ورأت أن العقم هو بالفعل مشكلة المرأة الحديثة بسبب مستجدات الحياة، لكن العلاجات والأدوية تتطوّر.


الدكتورة لمياء موسى المدني

يعتبر سرطان عنق الرحم ثاني أمراض السرطان انتشارا على مستوى العالم. هذا ما ذكرته الدكتورة لمياء موسى المدني استشارية أمراض نساء وولادة في الخبر قائلة: «من المحزن أن نرى سيدة مصابة بسرطان عنق الرحم، لأنه في هذا الوقت بالذات لدينا ما يسمى تطعيم سرطان عنق الرحم، فلم يعد مرضا مستعصيا لا علاج له، فأخذ اللقاح يعطي نسبة مئة في المئة بعدم الإصابة.
ونتمنى على كل امرأة مقبلة على الزواج أن تأخذ اللقاح، ولمن لم تأخذه يجب المتابعة بأخذ مسحة زجاجية مرة كل سنتين».
وأشارت إلى أنه لا توجد ثقافة الفحص المبكر لدى السيدات في السعودية، ولا تزال هذه الممارسة محصورة في المحاولات الشخصية المنفردة من عدد من الأطباء.

وعن التوعية قالت: «تكون التوعية عن طريق توعية الأطباء، فهم العنصر الأساسي، ومقابلة المرضى، سواء في الحالة الصحية أو المرضية. بالتأكيد لدينا توصيات نأمل أن تفعَّل كما فُعّل فحص ما قبل الزواج، وإعطاء مطويات للسيدات للوقاية من سرطان الثدي أو عنق الرحم».
وشددت المدني على أهمية وجود الفحص المبكر وإقراره رسمياً من مجلس الشورى، لأن كلفته عالية جدا على السيدة، مما يعني أن على الدولة أن تتحمل مسؤولية هذا الجانب وتوفير اللقاحات المخصصة لعلاج هذا النوع من السرطان.
فهناك 167 حالة تكتشف سنويا على مستوى السعودية، إضافة إلى الحالات التي تكتشف المرض في مرحلته المبكرة وهذه لم تدخل ضمن الإحصاءات.

وعن الكلفة الكلية للقاح أضافت: «اللقاح متوافر على مستوى السعودية بكلفة جيدة إذ يصل سعر اللقاح إلى 200 ريال، وعلى السيدة أن تأخذ ثلاثة لقاحات تعمل على وقاية المرأة من سرطان عنق الرحم بشكل مؤكد».


الدكتور
هشام عرب

الدكتور هشام أحمد عرب
استشاري أمراض النساء والولادة وطب الأجنة والمناظير والعقم والأمين العام للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة، ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الحادي والعشرين بالتعاون مع المنظمة الآسيوية لطب التوليد قال: «المؤتمر يعد استمرارية لاستقطاب المعلومات الجديدة والمتطورة لنرقى بالمستوى المهني والعلمي لأطباء الوطن، ويضمن رعاية جيدة للمرأة. ولأول مرة تتعامل المنظمة الآسيوية مع دولة عربية.
وجديد المؤتمر هي التحديات التي تواجه صحة المرأة، حيث أن الأرقام التي خرجت عن طريق منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن المرأة في منطقة الخليج تختلف عن أي سيدة في المناطق العربية، فهي تعاني السمنة، والهشاشة، وأمراض السكري.
أيضا لأول مرة نناقش موضوع الأخطاء الطبية، ولا شك أنه لا بد من الاعتراف بوجود الخطأ الطبي، لأن الطبيب في النهاية هو بشر ولكن علينا أن نشرح كيف يحدث الخطأ الطبي».

ولفت إلى أن عدد القضايا التي صدرت فيها أحكام شريعة لم تتعدَّ العشرة في المئة، إضافة إلى بعض القضايا التي تشتمل على مضاعفات، مؤكداً أن المريضة يجب أن تكون مطمئنة لأنها في أيدٍ أمينة.
ولخص الدكتور حسن جمال أسباب الوقوع في الخطأ الطبي في أربع جهات: «التأخر في القرار قد يفضي إلى الوقوع في الخطأ، خطأ في التشخيص، أو المتابعة.
وتختلف باختلاف الحالة فمن الممكن أن يكون الطبيب هو المتسبب بالخطأ عندما يكون التشخيص في غير محله، أو ينتج الخطأ عن الممرضة المسؤولة عن الحالة إذ لم تكن تتابع المريض ولم تكن على اتصال مباشر مع الطبيب.
وهناك خطأ يقع على المستشفى عندما لا يوفر المطلوب منه سواء من أدوية، أو وحدات دم، أو أجهزة، أو أطباء ذوي كفاءة عالية. وهناك خطأ يقع على المريض نفسه عندما يتهاون بالمرض ويصل في الرمق الأخير».


توصيات المؤتمر

أوصى مؤتمر «التحديات في صحة المرأة» بتوجيه مزيد من الرعاية لصحة المرأة الخليجية من القائمين على الخدمات الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد في ختام أعماله في جدة أن الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة سترفع تقريراً مفصلاً إلى مكتب وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي للعمل على تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرأة الخليجية.
وأجمع المشاركون في المؤتمر على أن نقص الفيتامين «د» وهشاشة العظام يهددان صحة المرأة الخليجية إلى الحد الذي أيدت فيه إحصاءات منظمة الصحة العالمية احتمال تحول هشاشة العظام إلى وباء في منظمة الخليج العربي.
وتحدث البروفسور حسن جمال، رئيس الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة ورئيس المؤتمر، عن تطرق التوصيات إلى حالات التشوهات الخلقية للأجنة، فأكد أنها أصبحت تشكل عبئاً على المجتمع الخليجي وتحتاج إلى وعي اجتماعي للإقلال من تأثيرها كظاهرة، مع الحاجة إلى تنفيذ دراسات رأي محلية لوضع آليه لحل هذه المشكلة.

وبيّن المؤتمر في توصياته أن تجميد البويضات في حالات علاج العقم بتقنيات الإنجاب الحديثة أصبح ممكناً في بعض المراكز، وفي حالات خاصة تستدعي استخدام هذه التقنية.
مشيراً إلى أن الكشف الدوري والمبكر عن الأورام النسائية أصبح ضرورة للحد من الإصابة بأورام الجهاز التنا سلي وأورام الثدي وتفادي ارتفاع نسب تلك الأورام في دول مجلس التعاون الخليجي.
ودعا إلى تكثيف الجهود لتلافي حدوث الأخطاء الطبية عن طريق زيادة الوعي وتكامل الخدمات ورفع مستوى الأداء في المنشآت الصحية.

وأكد جمال أن المؤتمر أجمع على أن التقارير الطبية الرسمية كشفت عن مجموعة من التحديات التي تهدد صحة المرأة واعتبرها الأكثر إلحاحاً، ومن أهمها هشاشة العظام والعقم والسكري ومشكلات المسالك البولية.
فعلى صعيد هشاشة العظام، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 30 في المئة من سكان الشرق الأوسط يعانون هشاشة العظام، فيما أشار المكتب التنفيذي لوزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى أن نسبة المصابين بالهشاشة من السيدات بلغت في السعودية 44.5 في المئة، وفي الكويت 40 في المئة.
كما أكد مركز دبي للعظام والمفاصل أن أكثر من 80 في المئة من النساء في الأمارات معرضات للإصابة بهشاشة العظام، فيما ذكرت دراسة طبية أن 90 في المئة من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي يعانون نقص الفيتامين «د».

ولفتت الأوراق العلمية التي قدمت للمؤتمر إلى أن منظمة الصحة العالمية قدرت عدد حالات انخفاض الخصب بنحو 60 إلى 80 مليون حالة حول العالم. وقد تزداد النسبة في المجتمعات التي تتدنى فيها الرعاية الصحية وتنتشر فيها السمنة أو تكيسات المبيض المتعددة، كما هو موجود في منطقة الخليج والعالم العربي.
وكشف المؤتمر أن معدلات انتشار البدانة في العالم العربي جسدت خطورة الظاهرة، إذ تشير الإحصاءات إلى انتشارها بين النساء بنسب متفاوتة تصل إلى 83 في المئة في البحرين، و 75 في المئة في لبنان و74 في المئة في الإمارات و60 في المئة في مصر و51 في المئة في تونس والمغرب.

وتطرق المؤتمر إلى ازدياد العوامل التي ترجح احتمالات إصابة النساء بالسكري، ومن أهمها ظاهرة تكيسات المبايض التي تصيب 5 - 10 في المئة من السيدات، وتزيد احتمال ظهور داء السكري عند المرأة.
وظاهرة سكري الحمل التي أصبحت شائعة وبخاصة لدى السيدات فوق سن الثلاثين واللواتي يعانين السمنة أو وجود إصابة بالسكري في العائلة.
وقال إن الإحصاءات أكدت أن 5 في المئة من المريضات بسكري الحمل، يستمر لديهن المرض بعد الحمل مباشرة وفي بقية العمر.

وحذر المؤتمر من انتشار ظاهرة عدم التحكم في البول المعروفة طبيا بسلس البول. وبيّن أن الدراسات الطبية كشفت عن تراوح نسبة الإصابة بهذا المرض بين 30 و40 في المئة من السيدات في العالم، ولكن معظم السيدات يجهلن مفهوم سلس البول اعتقادا منهن انه أمر طبيعي ونتيجة حتمية للولادات، أو التقدم في العمر، أو يخجلن من البوح بها.