بين المدن والجزر إجازة رومانسية ولا أروع

ديانا حدّارة 11 فبراير 2018

يشكّل السفر جزءًا من رومانسية الزوجين، فهما في حاجة إلى الابتعاد عن هموم الحياة اليومية والروتين الذي يجتاح حياتهما من حيث لا يدريان.
ومع بداية العام، من الجميل أن تُفاجئي شريك حياتك بإجازة في مدينة أو جزيرة، تحوزان فيها الراحة والاستجمام، وتجدّدان عهودكما، خصوصًا إذا وقع اختيارك على مكان يتوافق مع أمنيات كلٍ منكما في الوقت نفسه.
من حول العالم، اخترنا لك مدنًا وجزرًا بعضها لا يمكن إسقاطه من ألبوم الإجازة الرومانسية، فيما بعضها الآخر تجدر إضافته إلى صور هذا الألبوم. 


بوسيتانو في إيطاليا
من المستحيل ألاّ تجدي في ساحل أمالفي بقعة رومانسية، ولكن بوسيتانو من المدن الإيطالية الساحرة بتفاصيلها الرومانسية. فهذه المدينة الرائعة تمزج بين المباني الملونة بالباستيل التي تبدو متدحرجة إلى أسفل الجبل، والشوارع المتعرجة، والشواطئ المثالية والمياه الزرقاء الصافية، ناهيك عن غروب الشمس المذهل.
بوسيتانو هي واحدة من تلك الوجهات التي صُنعت لأجل الرومانسية والهروب من صخب الحياة وهمومها. فوفقاً للأسطورة، فإن نبتون، ملك البحار، هو الذي أسّس بوسيتانو، تعبيرًا عن عشقه لإحدى حوريات البحر. لا تزال أبنية المدينة الحديثة على حالها كما شُيّدت قبل  قرن من الزمن.

ماذا يمكن القيام به في هذه المدينة الجميلة؟
رغم صغر مساحة بوسيتانو، هناك الكثير من الأمور الرائعة التي يمكنك القيام بها في إجازتك التي تكون عمومًا قصيرة، وبالتالي فهذه المدينة سوف تجعل أيامك المعدودة مليئة بالذكريات الرائعة.
فعند الصباح، يمكن التوجه نحو سبياغيا ديل فورنيلوارمي Spiaggia del Fornillo  وتناول الفطور في أحد المقاهي المفتوحة على البحر، وبدء يومكما بمشهد بانورامي لشاطئ أمالفي، ثم خوض مغامرة الإبحار في كهف غروتا ديلو سميرالدو Grotta dello Smeraldo حيث تشعرين كأنك مغلّفة بضوء الزمرد في أثناء اختراق القارب الكهف.
أما قبل إسدال الليل ستارته، فيمكنكما ركوب المصعد الهوائي نحو قمة مونتي فايتو Monte Faito، وهي قمة جبلية من الحجر الجيري حيث تستمتعين وشريكك عند الوصول إليها بالمناظر الطبيعية الخاطفة للأنفاس، ولا سيما في لحظات الغروب حين ترمي الشمس خيوطها الذهبية، ويتحول غروب الشمس إلى ريشة ألوان ترسم أيامك.
لا تفوّتي تصفّح الأسواق والمتاجر المحلية وتناول الطعام في المقاهي المندسّة في الشوارع الضيقة وعلى طول الشاطئ والاستمتاع بالأطباق الإيطالية.

بروج في بلجيكا
بروج، إحدى مدن بلجيكا التي تعود إلى العصور الوسطى وواحدة من المدن الأكثر رومانسية وجمالاً في أوروبا. فهي تضم بحيرة العشّاق الشهيرة التي تقول عنها الأسطورة إن عاشقاً  ولهاناً دفن عروسه وصبّ المياه لتشكيل بحيرة فوق قبرها.
يبدو أن هذه المدينة شُيّدت لتكون مدينة نزهات العشّاق البطيئة على طول القنوات والشوارع المرصوفة بالحصى، وعشرات المطاعم الدافئة الجميلة.
لا يمكنك زيارة بروج دون  تجربة طبق البلح البحري، يليه الشوكولاته المصنوعة يدويًا أو احتساء كوب من الشوكولاته الساخنة في دي بروفيري.  

حصن ليزلي في موناغان، إرلندا
المبيت في قلعة واقعية يبدو في قمة الرومانسية، وحصن ليزلي في منطقة موناغان في مدينة غلاسلو عند الحدود الإرلندية يوفر هذه الرغبة. يقع كاستل ليسلي على مساحة 1000 فدان من الريف الإرلندي الخصب الذي يحضن البحيرات المبهرة والغابات القديمة. الإجازة الرومانسية فيه تكون بأسلوب الترف الإرلندي بكل تفاصيله.
يوفر القصر- الحصن مجموعة واسعة من النشاطات المتاحة، بما في ذلك صيد الأسماك، والانغماس في العلاجات العضوية في غرف العلاج الفيكتوري، والغوص في حوض الاستحمام الساخن في الهواء الطلق، والمشي في الطبيعة ذات المناظر الخلاّبة، وبشكل استثنائي مشاهدة فيلم في السينما الخاصة بالقلعة.
أما خيارات تناول الطعام فمُتاحة بكثرة، من وجبات الفطور اللذيذة إلى وجبات الغداء والعشاء الرومانسي الذي يضم المطبخ المحلي وكذلك الخبز الطازج  ومختلف أنواع الكعك.
تم تصميم القلعة بالأسلوب الاسكتلندي الباروني عام 1870 للسير جون ليزلي، قريب ونستون تشرشل. يستقطب القصر- الحصن عددًا كبيرًا من المشاهير الذين يلجأون إليه بعيدًا من صخب الشهرة من أمثال رولينغ ستون، ومايك جيغر. وفي عام 2002، أُقيم فيه حفل زفاف السير بول ماكارثني وهيذر ميلز.

مدينة البندقية
البندقية، المدينة الإيطالية التي تتصدّر دائمًا قائمة المدن الأكثر رومانسيةً في العالم، بحيث لا يمكن أن يُقال عنها سوى أنها رمز الرومانسية.
وهي النجمة في الكاميرا الهوليوودية، فمهما كان نوع الفيلم، تكون البندقية حاضرة، فهذه المدينة الإيطالية العاشقة للماء المنساب في شرايين جسدها، تفتخر ببهاء تاريخ عصر النهضة المتجسّد أبينةً وقصورًا تعانق الماء وتتواصل عبر جسور تبختر عليها كازانوفا ابن البندقية العاشق الأكثر شهرةً في التاريخ، فكان هدف الكاميرا الهوليوودية التي نقلتنا إلى تفاصيل البندقية في القرن السابع عشر، لتنداح مع حركتها حركة قنواتها المائية قصص الحب الجميل، وتروي ساحاتها حكايات أسفار ابنها الرحّالة ماركو بولو، أما شكسبير فقد جعلها مسرح روايته «تاجر البندقية»، وفيها صُوّر فيلم Dangerous Beauty  فمنح البندقية نظرة فاتنة في عصر النهضة، حيث بدت المدينة أكثر رومانسية عندما دارت الكاميرا الهوليوودية بين تفاصيلها.
أما فيلم «ذا توريست» The Tourist لأنجيلنا جولي وجوني ديب فصوّر حكاية حب عصرية امتزجت فيها الحبكة البوليسية والجريمة المنظّمة والشك، وسط عالم البندقية المتشبّث بتاريخه.
القنوات المائية أبحرت فيها المراكب السريعة، فيما الغوندول كان للحظات الرومانسية. ركوب الغوندول لا بد منه لزوّار البندقية، ولكن لجعله أكثر رومانسيةً تلزم نزهة صغيرة عند غروب الشمس، وتحديدًا الإبحار في واحد من أكثر مسارات المناظر الطبيعية الخلاّبة من باسينو أورسيلو بالقرب من ساحة سانت مارك، برفقة عازف كمان ليتجدّد عهدكما كما الماء المتدفق في قنوات البندقية.

براغ عاصمة تشيكيا
تفتخر مدينة براغ بقلاعها التي توحي بالقصص الخيالية ولوحة من الأسقف المزيّنة بالبلاط الأحمر جنبًا إلى جنب الكنائس القوطية والجسور الجميلة والمنازل المقوّسة بألوان الباستيل والمطاعم الحميمة، وهي مثالية لإجازة رومانسية.
كما تضم براغ جانبًا حديثًا حيث المطاعم والفنادق المبتكرة، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المتاجر المثيرة للاهتمام. سوف تتنزّهين وشريك حياتك تحت مصابيح الغاز الساحرة المتدلية على خط من الممرات المرصوفة بالحصى، أو يمكنكما القيام برحلة نهرية رومانسية في نهر فلتافا في قارب مستوحى من قوارب البندقية حيث تظهر لكما آفاق رائعة من المدينة القديمة من الماء.
يمكنك الإقامة في أحد فنادق المدينة العتيقة حيث الشوارع مرصوفة بالحصى، والذي يوفر إطلالات مذهلة على الأسقف  المعتمرة بالقرميد الأحمر، إضافة إلى الغرف الواسعة مع أرضيات خشبية وأثاث قديم، وإذا كان الطقس مشمسًا في شباط/فبراير، تستطيعان أن تبدآ يومكما مع وجبة فطور لذيذة على الشرفة.

بورتوريكو
بورتوريكو هي وجهة أخرى رائعة في منطقة البحر الكاريبي، «جزيرة السحر»، الإجازة فيها فرصة للاستمتاع بدفء الشمس في فصل الشتاء على أكثر من 200 ميل من الشواطئ والتمتع بثقافة نابضة بالحياة.
إذ تفور عاصمتها سان خوان بحركة فريدة تجمع بين العراقة والحداثة، مما جعلها مقصداً للسيّاح الباحثين عن المغامرات الفريدة من كل لون وصنف.
فالشمس تضيء نهار المدينة لتمنح راغبي السُمرة بشرة برونزية، وتُغري زرقة البحر الكاريبي اللازوردية هواة الغوص ليكتشفوا السحر المخبّأ في الأعماق، وتُضيء ليلها أنوار فضية تتراقص على نغمات موسيقى السالسا التي تصدح في أجواء ملاهيها الليلية. فيما تقدّم المطاعم الراقية أفضل الأطباق في منطقة البحر الكاريبي. 

جزيرة فريجات في سيشيل
السفر إلى جزر سيشيل هو في حد ذاته إبحار إلى عالم افتراضي بكل تفاصيله، فكيف إذا كان السفر في إجازة رومانسية؟ لا بد من أن تكون خاصة جدًا، وهذا ما توفّره لكما جزيرة فريجات في سيشيل.
إنها جزيرة خاصة مساحتها 740 فدانًا حيث يمكنك نسيان كل شيء عن العالم الحقيقي وتمضية إجازة رومانسية في منتجع مذهل حيث لا يضم أكثر من 40 ضيفًا في وقت واحد. تُعدّ الجزيرة المورقة موطنًا لـ 2200 من سلاحف الدابرا العملاقة ذات التجوال الحر، وملاذًا لآلاف الطيور، وتضمّ سبعة شواطئ وعددًا لا محدودًا من أماكن تناول الطعام الرومانسية، بما في ذلك «الشجرة الفريدة» التي تُعتبر واحدة من أشجار البانيان المعمّرة في الجزيرة.
يمكنك وشريك حياتك الاستمتاع أيضًا بالجاكوزي الخاص بك ودش في الهواء الطلق، وسيكون لكما نادل خاص عندما تريدان تجديد المشروبات الاستوائية.

جزيرة كاواي في هاواي
جزيرة الحديقة... هكذا يسمّونها نظرًا إلى جوّها الرومانسي، فهي جزيرة هادئة تمتد فيها الشواطئ اللؤلؤية المنعزلة الرائعة، وتحضن الحدائق الخلابة المنتشرة فيها الزهور الاستوائية والشلاّلات أكثر من أي جزيرة أخرى في هاواي.
زيارة ساحل نا- بالي، الذي يحضن شواطئ رائعة تخطف الأنفاس، وواحد من أكثر المواقع إبهارًا على هذا الكوكب، والذي يمكن الوصول إليه فقط إما من طريق المشي لمسافات طويلة، أو عبر قارب أو طائرة هليكوبتر.
وعلى شواطئ ماوليبو، وهي الشواطئ النائية في كاواي، تكتشفين وشريكك إحدى صور البطاقات البريدية حيث يمكنك الحصول على بقعة خاصة بكما، أو حتى القيام برحلة إلى أحد الشلاّلات الجميلة العديدة في الجزيرة التي تحتوي على برك هادئة في الجزء السفلي منها مثالية للغطس الخاص.