العلاج بالصوم

علاج, أمراض / مشاكل القلب, الإلتهابات, الصوم, المزاج, تنشيط الدماغ, شاي, داء / مرض السكري, الرضاعة الطبيعية, أمراض سرطانية

14 أغسطس 2012

الصوم هو الانقطاع عن تناول الطعام وشرب الماء لساعات طويلة متتالية. وهذا مفيد جداً للصحة لأنه يتيح تنظيف الجسم وتنقيته من المواد السامة، فضلاً عن معالجة العديد من المشكلات الصحية.
الصوم يعني عدم امتصاص أي شيء من الطعام، مهما كان شكله أو قوامه.
ثمة نوعان من الصوم: الصوم الكامل والصوم المائي الذي يسمح بشرب الماء.
والصوم معتمد منذ آلاف السنين لأسباب دينية، أو تقليدية، أو علاجية أو حتى احتجاجية. ويرى الطب غير التقليدي أن الصوم هو طريقة بسيطة وطبيعية للبقاء بصحة جيدة أو استعادة العافية بعد وعكة صحية. أما الطب التقليدي فيكتشف فضائل الصوم العلاجية، وبات وسيلة معتمدة لمعالجة مشكلات طبية.

حماية الدماغ
اللجوء إلى الصوم بشكل منتظم ولفترات قصيرة يمكن أن يؤخر ظهور أمراض معينة تصيب الدماغ، مثل أمراض التقهقر الإدراكي، وحتى المشكلات الوعائية الدماغية.
فقد أظهرت الدراسات الطبية أن تقليص مأخوذ الوحدات الحرارية يتيح زيادة كمية بعض الناقلات العصبية التي تحفز نمو الخلايا العصبية. ومن شأن هذه العملية الحدّ من تأثير داء ألزهايمر وداء باركنسون.
يمكنك إذاً الانقطاع عن تناول الطعام يومين في الأسبوع (والسماح فقط بشرب الشاي وتناول بعض الخضار) وعدم تجاوز 500 وحدة حرارية في اليوم. وفي بقية الأيام، يمكنك تناول ما تريديه.

حماية القلب
إن تقليص مأخوذ الوحدات الحرارية هو شكل من أشكال الصوم، ويكشف عن تأثير إيجابي في العديد من عوامل الخطر المسببة للأمراض القلبية الوعائية.
فقد أظهرت الدراسات أن تقليص مأخوذ الوحدات الحرارية بنسبة 10 إلى 25 في المئة بشكل دائم ومتواصل يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي في حماية القلب، وخفض مستوى الكولسترول السيء، ورفع مستوى الكولسترول الجيد، وخفض ضغط الدم المرتفع.
كما تتضاءل سماكة الشريان السباتي (Carotide) بنسبة 40 في المئة، علماً أنه تم ربط الزيادة في السماكة بالعديد من الأمراض القلبية الوعائية الخطيرة.

تخفيف التهاب المفاصل الرثياني
يوصى بالصوم عموماً لمعالجة التهاب المفاصل الرثياني، وهو النوع الأكثر شيوعاً بين التهابات المفاصل المزمنة. وأظهرت الدراسات الطبية أن الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل الرثياني يمكن أن يستغنوا عن تناول الأدوية بعد ثلاثة أو أربعة أيام فقط من الصوم.
والأكيد على ما يبدو أن الصوم الممتد على سبعة إلى عشرة أيام، والذي تليه حمية غذائية نباتية، قادر فعلاً على التخفيف من الأوجاع في حال التهاب المفاصل الرثياني، وكذلك الأوجاع الناجمة عن العديد من الأمراض المزمنة المؤلمة (مثل التهاب العضلات، وأوجاع الظهر...).

تخفيف خطر التعرض لداء السكري
الصوم بين الحين والآخر هو وسيلة فعالة جداً لعدم التعرض يوماً لداء السكري. هذا هو الاستنتاج الجديد الذي توصل إليه باحثون أميركيون.
فقد تبين أن الصوم ليوم واحد كل شهر يخفف خطر التعرض لهذا المرض بنسبة 40 في المئة تقريباً.
لماذا؟ لأن الجسم يطلق المزيد من الكولسترول، مما يتيح له استعمال الدهن بمثابة مصدر للطاقة، بدل الغلوكوز. وكلما تضاءل عدد الخلايا الدهنية في الجسم، تضاءل خطر مقاومة الأنسولين وبالتالي التعرض لداء السكري.
كما تتم ترجمة الصوم عبر تفجر لهرمونات النمو، الهرمونات التي يستخدمها الجسم للحفاظ على كتلة العضلات وتنظيم مستوى الغلوكوز في الدم.

محاربة بعض أنواع السرطان
الحؤول دون السرطانات وانتكاساتها عبر الصوم ليس بالفكرة الجديدة. لكن الجديد هو ما أظهرته دراسة أميركية حديثة أكدت أن الفترات القصيرة من الصوم (خمسة أيام) فعالة بقدر العلاج الكيميائي لمحاربة أنواع معينة من سرطان الثدي أو البشرة أو الدماغ.
فالصوم يمكن أن يبطئ نمو الأورام وانتشارها، وكذلك تعزيز فاعلية العلاج الكيميائي والحدّ من تأثيراته الجانبية.
واللافت أن الخلايا الطبيعية تتكيف مع نقص السكر الناجم عن الصوم بالارتداد إلى الدهون، وهذا ما لا تعرفه الخلايا السرطانية.

تحسين المزاج
إذا كان الصوم يحسّن وظائف الجسم، فإنه يزيد أيضاً قدرتنا على تحمل الحرمان والتوتر، خصوصاً بعد أربعة أو خمسة أيام.
يعزى ذلك إلى زيادة في مختلف الناقلات العصبية، ومنها السيروتونين التي تؤدي دوراً مهماً في تقلبات الحالة العاطفية.
هكذا، يستخدم بعض الأطباء النفسيين الصوم لتوفير الراحة للمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية مثل القلق أو الاكتئاب أو العصاب النفسي.

تأخير الشيخوخة
نعرف منذ وقت طويل أن الثدييات التي تحصل على كمية محدودة من الوحدات الحرارية، والخاضعة لفترات صوم منتظمة، تعيش لوقت أطول.
وأظهرت التجارب المخبرية التي أجريت على الحيوانات أن أمد العيش يمكن أن يزداد لغاية 40 في المئة.
صحيح أن هذه الإثباتات لم تحسم بعد عند الإنسان، لكن الدراسات أظهرت وجود رابط قوي بين الشيخوخة وتضاؤل طول أطراف كروموزومات معينة، هي التيلوميرات، التي تتقلص مع الوقت وتفضي إلى موت الخلايا.
وتبين أيضاً أنه كلما كان المأخوذ الحراري مهماً، ازداد طول التيلوميرات، وأصبح بالتالي أمد العيش ضعيفاً. فإذا أردت العيش بصورة أفضل ولوقت أطول، يستحسن تناول مقدار أقل من الطعام.

الحدّ من تواتر نوبات الصرع
في القرون الوسطى، كانت تتم معالجة المصابين بداء الصرع بالصوم. ومنذ ذلك الحين، أثبت العلم أن فائض الحموضة في الجسم، الناجم عن الصوم، يكشف عن تأثير مضاد للتشنجات.
وتم اعتماد الحمية الغذائية الغنية بالدهون والقليلة السكريات والبروتيد لمعالجة داء الصرع إلى حين اكتشاف الأدوية المضادة للصرع.
ولا يزال الصوم يوصفى حتى اليوم لمرضى الصرع عندما تخفق الأدوية في أداء مهمتها أو عندما يستحيل استعمال الأدوية لأسباب معينة (لاسيما عند الأطفال).
بالفعل، يتم إدخال المريض إلى المستشفى، ومنعه عن تناول الطعام لمدة 24 إلى 48 ساعة. وقد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها إذ خفضت النوبات بنسبة 50 في المئة عند 50 في المئة من المرضى (وبنسبة 90 في المئة عند 30 في المئة من المرضى).
وعندما تنجح الحمية الغذائية، تكون النتائج إيجابية وسريعة جداً.