تغمر الأم السعادة عندما تضع مولودها وتعمل كل ما في وسعها من أجل راحته، فترى الابتسامة على ثغرها وهي ترضعه ليلاً رغم أنه أيقظها من نوم عميق، وينتابها القلق إذا ما أصابه الإمساك أو الإسهال، وتشعر بالعجز عندما يبدأ بالبكاء الشديد خلال الليل بسبب مغص أصابه. الإسهال والإمساك والمغص القولوني واحمرار بشرة مؤخرة الرضيع مشكلات يعانيها معظم المواليد. عن هذه المشكلات تسأل الأمهات ويجيب الاختصاصيون.

- ما هي أسباب مغص القولون عند الرضيع وما إشاراته؟
مغص القولون هو الذي يسبب بكاء الرضيع الشديد نسبة إلى قاعدة «الثلاث»: ثلاث ساعات من البكاء خلال اليوم، أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، وخلال الشهور الثلاثة الأولى للرضيع. وعادة يكون بكاء الرضيع شديدًا خلال الليل، فيطلق صراخًا، ويتلوى، ويطوي فخذيه باتجاه بطنه، رغم أنه لا يعاني أي مرض أو عارض صحي. وتشعر الأم بالعجز أمام آلام طفلها الرضيع. أما أسباب مغص القولون فهي إما أن جهاز الهضم عند الرضيع لا يستطيع هضم البروتين الموجود في الحليب الصناعي أو اللاكتوز مما يسبب له عسر هضم، أو أن الأم المرضعة تتناول حبوب الحديد المكملة أو الكافيين الموجود في القهوة والمشروبات الغازية.

 

كيف يمكن مساعدة الرضيع في التخلص من مغص القولون؟
بحسب الطريقة التي يتناول فيها الرضيع الحليب:

إذا كان يرضع من ثديي الأم

• على الأم تجنب تناول الأجبان والألبان مثل الحليب والجبن الأبيض والكريما، واليوغورت، لأن PLV الموجود في هذه المواد الغذائية يتسرب إلى حليب الأم المرضعة ويمكن أن يسبب مغصًا للرضيع. لذا على الأم تجنب هذه المواد الغذائية في الأسبوعين الأول والثاني من بعد الوضع.
• يفضل إرضاع الطفل من الثدي نفسه خلال الرضعة وخلال مرتين متتاليتين كي يتمكن من الحصول على الحليب الدسم في نهاية الرضعة والذي يجنبه مغص القولون.
• التوقف عن تناول حبوب الحديد المكملة Tardyferon إذا استمرت حالة المغص وتطورت. فهذا مؤشر لأن هذه الحبوب هي السبب. ويجب عندذاك الطلب من الطبيب وصف حبوب أخرى.
• عدم تناول مواد يشتبه بأن تكون ملوثة مثل السكريات والصودا.

إذا كان الرضيع يتناول حليبًا صناعيًا

• التقيد بكمية حليب البودرة المناسبة لكمية الماء، وغالبًا ما يكون مشاراً إليها على علبة الحليب.
• تناول الرضاعة ببطء وفي جو هادئ ومريح.
• تغيير نوع الحليب إذا كان الذي تستعمله الأم يسبب مغصًا للطفل. وعليها طبعا استشارة طبيب الأطفال.

 

هل تعلمين أيتها الأم أن 25 % من الرضع يعانون من مغص القولون

- متى يمكن الاشتباه بأن الطفل مصاب بالإمساك؟
يمكن القول إن الطفل مصاب بالإمساك عندما يتبرز أقل من ثلاث مرات في الأسبوع وعندما يكون برزاه قاسيًا وجافًا يخرج بصعوبة.

- كيف يمكن معالجة الطفل من الإمساك؟

• إذا كان رضيعًا يمكن إعطاؤه رضاعة من ماء الهيبار بين الرضعة والأخرى.
• لإراحة الرضيع يمكن الأم أن تمدده على طاولة الغيار ونزع حفاضه وتدليك بطنه برفق حول الصرّة أو طي فخذيه نحو معدته لتساعده على التغوط إذا كان مصابًا بالإمساك.
• جعل الطفل يشرب الكثير من الماء وتجنب المشروبات المحلاة.
• تزويد الطفل بالأغذية الغنية بالألياف، مثل الخضار الخضراء والفاكهة و والفواكه المهروسة وعصير الخوخ المجفف ومشتقات اللبن.
• تقليص تناول النشويات مثل الأرز والمعكرونة، وكذلك الجزر والتفاح والموز والشوكولا.
• تعليم الطفل الذهاب إلى الحمام بعد تناوله وجبة الفطور، بشكل دائم.
• استشارة طبيب الأطفال إذا استمر الإمساك أو إذا كان الطفل لا يتوقف عن البكاء.

 

هل تعلمين؟
إذا كان الطفل قد خضع لعلاج ارتداد مَعِوي Reflux Gastrique أو علاج تجشؤ، فإن أدوية ضد الأكسدة تسبب إمساكًا. لذا على الأم استشارة طبيب الأطفال.

متى يمكن الاشتباه بأن الطفل مصاب بالإسهال؟
يمكن التأكيد أن الطفل مصاب بالإسهال عندما يتغوط ثلاث مرات أو أكثر في اليوم برازًا سائلاً. وكلما ازدادت كمية البراز السائل ازدادت مشكلة الإسهال خطورة.

إرشادات لعلاج الإسهال:

• عدم إطعام الطفل الحليب والفاكهة والخضار ومشتقات اللبن.
• تجنيب الطفل الجفاف بإعطائه محلول منع الجفاف من دون تخطي كمية 200 مل في اليوم. وإذا كان الاسهال حادًا جدًا يمكن تزويد الطفل بلترين من المحلول خلال اليوم كحد أقصى. وإذا لم يتجاوب مع هذا المحلول وأصابه التقيؤ على الأم التوجه إلى المستشفى.
• إطعام الطفل الأغذية النشوية مثل الأرز والمعكرونة والمعجنات والفاكهة المسلوقة والخضر المسلوقة كالجزر، فهي تساهم في التخلص من الإسهال.
• على الأم أن تتبع نظام نظافة حازمًا لتجنيب الطفل الإسهال، وعليها غسل يديها بعناية فائقة بالماء والصابون في كل مرة تغير حفاض الطفل وقبل تحضير وجبة طعامه.
• الذهاب إلى المستشفى إذا كان الطفل مرتخيًا وعيناه محاطتين بالسواد وبوله قليلاً وقاتمًا ويعاني حرارة ويرفض كل أنواع الطعام.

هل تعلمين؟
يختلط الأمر على الكثير من الأمهات الحديثات الوضع فيعتقدن أن البراز اللين عند المواليد الذي يرضعون من الثدي إسهال. ولكن يؤكد الاختصاصيون أن هؤلاء الرضع يكون برازهم عادة أقرب إلى السائل، لذا فإن على الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن من أثدائهن ألا يخفن إذا كان براز مواليدهن سائلاً.

- ما هي أسباب الطفح الوردي لبشرة مؤخرة الطفل الرضيع؟
إن نعومة بشرة الطفل، والعرق واحتكاك بشرة المؤخرة بالحفاض، والتعدي الكيميائي للبراز والبول وظهور الأسنان غالبًا ما تكون أسبابًا للطفح الوردي لبشرة الطفل. ويستمر هذا الطفح من خمسة إلى ستة أيام ويختفي.

كيف يمكن معالجة الطفح الوردي؟

• تغيير الحفاض بشكل متكرر لتفادي زيادة الطفح.
• تجفيف بشرة مؤخرة الطفل برقة ومن دون حك بل بطريقة التربيت لا سيّما المنطقة المصابة بالطفح.
• ويمكن إرخاء الحفاض بحيث يسمح بتسرب الهواء إلى المؤخرة إذا كان ذلك ممكنًا لفترة لتفادي الاحتكاك.
• استعمال المستحضرات الخالية من المواد الملونة والمركبات الإضافية والمواد المعطرة.
• تفادي استعمال حليب الحمام الذي يثير احمرار البشرة والاكتفاء بغسل مؤخرة الطفل بالماء والصابون الذي يعرف بصابون من دون صابون Without soap أو فوط من دون كحول.

هل تعلمين؟
إذا كان الطفل يتناول مضادًا حيويًا فإن هذا يسبب التهابات فطرية وطفح بشرة المؤخرة الوردي. لذا على الأم أن تتخذ تدابير نظافة فائقة أثناء تناول طفلها مضادًا حيويًا.

في كل الحالات

• توفير الجو الهادئ جدًا للطفل، وخفض الإنارة، وهدهدة الرضيع ومحاولة تهدئته والصبر قدر المستطاع.
• تجنب إرضاع الطفل في شكل مبالغ فيه.
• الحد من ابتلاع الطفل للهواء أثناء إرضاعه خصوصًا إذا كان يرضع من الزجاجة، وعلى الأم أن تجعله يتجشأ بعد كل رضعة.
• تدليك بطن الرضيع بلطف بشكل دائري في الاتجاه الذي تأخذه عقارب الساعة، وغالبًا ما يختفي الألم عندما يتبرز الرضيع أو يصدر غازات.
• حمل الطفل في حمالة الطفل، فمغص القولون ظاهرة نادرة في البلدان التي اعتادت الأمهات فيها على حمل أطفالهن معظم الوقت.