المصابون بـ"النيكتوفيليا"... عشاق الظلام الذين عجز الطب عن شفائهم

12 مارس 2018

من الشائع جداً خوف الناس من الظلام، وعدم الرغبة في البقاء في مكان معتم لفترة طويلة، باستثناء وقت النوم، حيث يطلب الجسم الهدوء والسكينة وانعدام الإضاءة للراحة، قبل استعادة نشاطه مع صباح اليوم التالي.

هدى امين

لكن، عكس الشائع، هناك أناس يحبون المكوث في الظلام ويعشقون الليل ويكرهون النهار. وتسمى هذه الحالة النفسية بمتلازمة "النيكتوفيليا"، وهي كلمة من أصل يوناني تعني "صديق الليل" أو الشخص العاشق لليل.

وتعتبر "النيكتوفيليا" حالة نفسية نادرة جداً، حيث يمتنع الشخص المصاب بها عن النوم ليلاً، ويشعر بسعاد بالغة في المكوث بالظلام وحيداً طوال الليل. وبالرغم من تناول المنومات، فالمصابون بـ "النيكتوفيليا" لا يتأثرون بها، وفي حال تأثر الجسم بالمنوم لا ينام المصاب سوى ساعة أو ساعتين، يحلم خلالها بكوابيس وأشياء مرعبة ليستيقظ سريعاً.

وتختلف متلازمة "النيكتوفيليا" عن الأرق، الذي يصاب به الإنسان تبعاً لحالات نفسية أو مرضية معينة، ويسعى جاهداً للنوم، ويقوم بشرب المنومات وتشغيل التلفاز وعمل أي شيء بغية مساعدته على النوم، بينما المصابون بـ "انيكتوفيليا" يجدون متعة كبيرة في البقاء لتسع ساعات في الظلام، وعدم القيام بأي شيء سوى التأمل وسط ظلمة حالكة.

​ونظراً لقلة المصابين بهذه الحالة النفسية النادرة، فلم يتم التعرف بشكل ملموس على الأسباب الكامنة وراء الإصابه بها. وأغلب الأطباء يصنفونها على أنها حالة اكتئاب ويصفون لعلاجها أدوية مضادة له، بينما تتعارض بعض أعرض الاكتئاب و"النيكتوفيليا"، ما يؤكد أنها حالة نفسية خاصة وقائمة بذاتها.

ومن الأعراض التي تدل على أن الإنسان مصاب بمتلازمة حب الظلام، حب العزلة والمكوث وحيداً في الظلام الحالك، خاصة في فترة الليل، والحلم بأحلام مزعجة، وهو الأمر الذي يؤثر على العقل الباطن الذي يرسل كوابيس تساهم في استيقاظ المريض سريعاً.

ويشعر المصاب بـ "النيكتوفيليا" بحزن وكآبة شديدين، وعدم الرغبة في الكلام أو مجالسة الناس، ويفضل المكوث وحيداً متأملاً في الظلام، بينما يشعر بتوتر شديد من أشعة ضوء الشمس أو أي ضوء قوي.

وحتى الآن، عجز الأطباء النفسيون عن إيجاد عقاقير أو أدوية خاصة لعلاج هذه الحالة النفسية النادرة، بينما يكتفي معظمهم بمعالجة المرضى المصابين بها بأدوية وعقاقير خاصة بمرض الاكتئاب الشديد.