ماذا تعرف عن "طاقة الاسماء"؟

15 مارس 2018

"أسامينا شو تعبنا أهالينا.. تالاقوها وشو افتكروا فينا"، مطلع لأحدى أشهر أغنيات السيدة فيروز، التي تلمح فيها إلى ان الاسماء ليست مجرد حروف لها موسيقى تميز إسماً عن الآخر، وان مهمة اختيار الاسماء ليست بالسهلة على الاطلاق.

والبعض يعتقد انها مجرد أسماء، تميزنا عن غيرنا وحسب. غير أن كل اسم له معنى، وخلف كل اسم من أسمائنا قصة فيها من الذكريات والطرافة والغرابة الكثير، اسأل عنها والديك أن كنت تجهل سبب تسميتك باسمك حتى اللحظة.

"سيف"، و"أمير"، و"ريان"، و"زينة"، و"لين"، و"حنين" هي أسامينا التي تولد قبلنا أحيانا، قبل الولادة، لا نختارها، لكنها تلتصق بنا طوال حياتنا، وتظل ملازمة لنا، وشاهدة على نجاحاتنا واخفاقاتنا، وتؤدي وظيفة أكبر من كونها مجرد أسماء.

حسام بركات

انعكاس الاسم على صاحبه

يعتقد علماء النفس أن لكل اسم طاقة تؤثر في شخصية الانسان وطباعه وتصرفاته، وفي صحته، وحتى مستقبله. ويرى بعضهم أن هناك اهتزازت للحروف ثؤثر بشكل كبير على طاقة الجسد، وأن طاقة الاسماء هذه ترتبط بطاقة الكون، فتؤثر وتتأثر بالكون كله.

ويرى غيرهم من علماء النفس أنه قد يبدو لنا أن طاقة الأسماء تعمل، وانها تؤثر فينا سلبا أو ايجابا، لكن في الحقيقة التأثير النفسي للاسم في العقل الباطن هو الذي يؤثر بنا وينعكس علينا، وليست طاقة الأسماء.

وبين هذا الرأي وذاك، أصبح من الممكن اليوم (كما يعتقد البعض)، تحديد ما اذا كان هناك توافق وانسجام بين "أحمد" و"منى" من خلال اسميهما، أو ان كان من الممكن لعلاقة "عمر" و "سارة" أن تحقق النجاح أم لا،قبل أن تبدأ علاقتهما، وأيضا باعتماد الاسم فقط، ضاربين بعرض الحائط التوافق الفكري والثقافي والاجتماعي والتعليمي وأثرها في نجاح العلاقات كلها.

هل تشبهنا أسماؤنا؟

قالوا قديما "لكل امرئ من اسمه نصيب"، وقال ابن القيم:" الأسماء قوالب للمعاني وفي الغالب يكون بين الاسم والمسمى تناسب وارتباط". فـ "ماهر" يمتلك بالضرورة مهارة معينة في مجال ما، و"فرح" هي شخصية تشع فرحا وبهجة، و"أمل" لا بد ان مليئة بالايجابية، وكل "فاتن" هي جميلة، والأمثلة تطول.



واليوم، جاءت دراسات حديثة لتثبت صحة هذا الامر، حيث استطاعت برمجيات الكترونية التنبؤ بأسماء أشخاص اعتمادا على أشكالهم ومظاهرهم.

وفي تجربة حقيقية، قام مشاركون بتخمين "تصنيف" أسماء بعض الأشخاص المجهولين (بالنسبة إليهم) كل حسب اسمه الصحيح بشكل مدهش، معتمدين على ما يوحي لهم الشكل فقط، ما جعل الباحثين يؤكدون أن الناس يشبهون في الغالب الصورة المرتبطة بأسمائهم.

أسماؤنا توقعنا في الحرج

غير أن لكل قاعدة شواذ، ويحدث ان نقابل كثيرا من الناس ونتعرف إليهم، لنكتشف في ما بعد أن أحدهم اسمه كريم وهو بخيل بماله أو مشاعره، واخر اسمه جميل لكن حظه من الجمال قليل، وهذا اسمه ليث ولا يملك شجاعة كافية تليق باسمه، وقد يحمل اسم سعيد وقلبه يحمل حزن الدنيا بأكملها، وغيرها من مفارقات الاسماء التي قد توقع أصحابها في حرج.

وتختلف الأسماء من مكان لاخر، ومن ديانة لأخرى، وتواكب الموضة وتتغير، وتحكي العادات والتقاليد في كل بلد أحيانا، وتعكس المجتمع وأحداثه أيضا، حتى أننا أحيانا وبمجرد سماع الاسم نتعرف على بعض من شخصيات أصحابها وبيئتهم دون أن يعرف عن نفسه، وفقط من اسمه.

أسماؤنا هي نحن، نحن من نصنع الاسم، ومهما كان الاسم جميلاً فنحن من نضيف اليه ونجعله مميزا. فكم من اسم اخترناه لاننا أحببنا صاحبه، وكم من اسم لا يعجبنا رغم جماله، لكن القلب نفر من حامله. ترتبط أسماؤنا بنا، وتربطنا مع غيرنا، بعضها له ذكرى بين القصص القديمة، وبعضها الآخر مكانها القلب، ومنها ما كانت لأحدهم ممن أحببناهم ورحلت أجسادهم عنا وبقي منهم الاسم.