صاحب أغنية «3 دقات»: الشهرة لم تغيّرني

محمود الرفاعي (القاهرة) 25 مارس 2018

ما زال المطرب المصري «أبو» يحصد نجاح أغنيته الشهيرة «3 دقات»، التي أصبحت واحدة من أهم الأغنيات في الوطن العربي خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، بل امتدت شهرتها ونجاحها عبر مختلف قارات العالم، وبلغات أخرى غير العربية.
«أبو» يتحدث الى «لها» عن تفاصيل الأغنية، ويرد على اتهامه بسرقتها، ويكشف عن الجديد الذي سيقدمه خلال الفترة المقبلة، كما يتكلم عن حياته الشخصية والأسرية التي لا يعرف أحد شيئاً عنها.


- بين ليلة وضحاها، أصبحتَ من أشهر نجوم الغناء في مصر والوطن العربي بفضل «3 دقات»، هل كنت تتوقع أن تحقق الأغنية هذا النجاح كله؟
عندما كنت في صدد كتابة الأغنية وتلحينها، توقعت لها النجاح، لكن طبعاً ليس بهذا الشكل الخيالي، فالعالم العربي بأكمله انقلب بسببها، كما أنها حققت انتشاراً وشهرة خارج الحدود العربية.

- هل راودتك فكرة العالمية أثناء صناعة الأغنية؟
رحلة صناعة الأغنية بسيطة للغاية، فهي كانت عبارة عن حالة مزاجية شعرت بها وقمت بترجمتها كتابةً، إلى أن تقابلت مع صديقي السيناريست تامر حبيب، الذي استمع الى جمل متفرقة كنت قد كتبتها، مثل: «لما شوفتها قلبي دق 3 دقات»، و«وقت غروب البحر واقف على الشط بعيد، عمال أحكيله وأشكيله وأشرح وأعيد» و»يا عيني ياه يا سيدي على الأيام»، فأعجب بها للغاية وشاركني في صنعها، واتفقنا على طرحها خلال وجودنا في مهرجان الجونة.
وعندما استمع إليها رجل الأعمال نجيب ساويرس، أصرّ على إنتاجها، فاقترحت عليه أن نقوم بتصويرها في الجونة أيضاً، أما فكرة تصويرها «فيديو كليب» فهي للمخرجة مريم أبو عوف.

- هل وجدت صعوبة في إقناع الفنانة يسرا بأن تشاركك في الأغنية؟
إطلاقاً، فالاتفاق لم يستغرق وقتاً طويلاً، إذ تحدث معها تامر حبيب، الذي بمجرد أن استمع الى الأغنية في شكلها الأخير رحب بفكرة مشاركة يسرا فيها. وبالفعل، تحدثنا مع يسرا وعرضنا عليها الأغنية ووافقت بشدة وحماسة، وبدأت بوضع صوتها على الأغنية في اليوم نفسه من عرض الفكرة عليها.

- هل تتضايق بسبب إسناد البعض نجاح الأغنية الى يسرا وليس إليك؟
يسرا هي من صنعت نجاح الأغنية، وشرف كبير لي أن أشارك فنانة مثلها في أغنية، فمنذ الوهلة الأولى أيقنتُ تماماً بأن يسرا ستضيف الى الأغنية كثيراً، وبالفعل تحقق ذلك لكونها فنانة ذات مشاعر وأحاسيس.

- ما سر نجاح الأغنية رغم طرح عشرات الأغنيات التي تتضمن أفكاراً وأشكالاً موسيقية أكثر تطوراً منها؟
النجاح يتلخّص في محبة فريق عمل الأغنية لبعضهم البعض، فالجميع شارك فيها من أجل إنجاحها وليس لحصد المال، ولم يتقاضَ أي فرد منهم أجراً نظير المشاركة في العمل.

- كونك موسيقياً، ما تقييمك لصوت الفنانة يسرا؟
الغناء من وجهة نظري حالة فنية جميلة، أي ليس ضرورياً أن يكون الفنان مطرباً لكي يصبح الأفضل ويقدّم أروع ما لديه، إنما يجب أن يكون لديه صوت جيد يستطيع توظيفه في عمل يليق بصوته، وهو ما تفعله الفنانة يسرا، فهي لديها صوت رقيق وإحساس مختلف في الغناء.

- ما ردك على الاتهامات التي وُجهت إليك بسرقة الأغنية بعد ظهورها باللغة الإسبانية؟
لا أرد على الاتهامات لأن الحق ظهر في النهاية، فالأغنية من أفكاري ولا توجد أي سرقة أو اقتباس. وللأسف، مشكلتنا في الوطن العربي أننا لا نصدّق قدرة أي فرد فينا على الوصول الى العالمية أو على تقديم عمل محترم يسعى الغرب إلى اقتباسه وسرقته، وذلك لكي نظل نحن فقط السارقين والمقتبسين. فكل ما في الأمر، أن الفنان اللبناني جوني عواد، أحب فكرة الأغنية وطلب مني أن يعيد غناءها وتقديمها باللغة الإسبانية، وأنا لم أرفض الأمر، لأنني لست ضد أي شخص أُعجب بالأغنية وأراد أن يقدّمها بطريقته.

- الأمر نفسه تكرر مع الموزع المصري عادل حقي، الذي اتهمك بسرقة الأغنية من موسيقى فيلم الفنان تامر حسني «تصبح على خير»، فما ردك؟
لا تعليق.

- ما الذي تسعى الى تقديمه خلال الفترة المقبلة؟
الخطوة المقبلة ستكون صعبة للغاية، وأدعو الله أن يوفقني فيها، فلا بد أن أقدم عملاً بنجاح «3 دقات» نفسه أو يتفوّق عليها، وهو أمر ليس سهلاً، لكن سأفعل كل ما في وسعي لمواصلة النجاح.

- ما الذي تغير في «أبو» بعد هذا النجاح الكبير الذي حقّقه؟
الاختلاف الكبير الذي حدث لي ربما يكمن في عدد المعجبين، حيث ازدادت أعداد متابعيَّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خيالي. لكن في حياتي الشخصية، لم يتغير أي شيء، فأنا كما أنا، إلا أن الأغنية جاءت ربما تأكيداً فعلياً على أنني عملت كل ما في وسعي لإثبات موهبتي، والحمد لله أنني استطعت تحقيق ذلك.

- هل ستستمر في طرح الأغنيات السينغل أم هناك ألبوم غنائي تحضّر له؟
شرعت في ألبومي الغنائي قبل طرح أغنية «3 دقات»، وحتى الآن نفذت منه ثلاث أغنيات، لكن ما زلت في مرحلة الاختيارات والتسجيل، ولم أحدد بعد موعد طرحه أو عدد الأغنيات الذي سيتضمنه، وكل ما أستطيع التحدث عنه حالياً، أن هناك أغنية خاصة للمرأة، فكرتها جديدة ومختلفة بعنوان «شربات»، إضافة الى أغنية شعبية.

- ما تقييمك للأغنية الشعبية التي تقدَّم في مصر حالياً؟
الأغنية الشعبية من أكثر الأغنيات انتشاراً على مستوى الغناء في مصر، فهي تحمل معاني كبيرة تعبر عن بعض فئات المجتمع المصري، والسبب الرئيسي لنجاح أي مطرب، قدرته على إيصال الأغنية الشعبية بشكل صحيح.

- هل ستظل مختفياً حتى طرح الألبوم؟
لا، سأعمل خلال الفترة المقبلة على طرح أغنية سينغل كل شهر أو شهرين، لكي أستمر مع جمهوري، وذلك حتى أنتهي من تسجيل أغنيات الألبوم، كما أن لديَّ أفكاراً حول التسويق والحفلات ما زلت أعمل عليها.

- لماذا يهاجم بعض الموسيقيين الكبار جيلكم ويتهمونه بأنه سبب إفساد الفن العربي؟
هذا رأيهم في النهاية، لكن جيلنا مختلف عن أي جيل سبقه، كونه جيلاً لا يرضى إلا بالنجاح والتفوق، فهو يسعى دائماً الى النجاح ولا يفكر مطلقاً في الفشل، وإن حدث وفشل فلا ييأس بل يستكمل نجاحه ويقدم كل ما هو جديد، لذلك نجد أن معظم أبناء هذا الجيل نجوم كبار في سماء الأغنية العربية. كما أن جيلنا تأثر كثيراً بالغرب، فأصبح يستمد منه كل ما هو جديد ويطوّر عليه.

- ما الأصوات التي تحب الاستماع إليها؟
أستمع إلى الهضبة عمرو دياب، والجميلة شيرين عبدالوهاب ومحمد حماقي ومحمد محيي وغيرهم من المطربين الذين يقدمون حالة فنية مختلفة نشأنا عليها. ومن الجيل القديم، أستمع الى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.

- ما تقييمك لما حدث للفنانة شيرين عبدالوهاب في أزمتها الأخيرة مع نقابة الموسيقيين المصريين؟
رغم عدم معرفتي بالفنانة شيرين، لكنني أرى أنها أيقونة الغناء المصري والعربي، وأحب عفويتها وجمالها المصري، وأرفض ما حدث لها. شيرين فنانة مصرية تحب بلدها، وهي من أفضل الفنانات اللاتي غنّين لمصر، فلا يجب أن نحاسب الفرد على كل كلمة يتفوّه بها.

- لماذا لا تتحدث كثيراً عن حياتك الأسرية؟
حياتي الأسرية أمر شخصي لا يهم كثيرين، كما أنني أحب أن أعيش حياة هادئة برفقة أسرتي. باختصار، لقد تزوجت منذ أشهر عدة من نهال ليهطة، وهي مصممة ديكور.

- هل تتحدث مع زوجتك دائماً في أمور فنية كونها فنانة مثلك؟
أحاول أن أجعل أوقات المنزل خاصة لأمورنا الشخصية، وأن نبتعد عن التحدث في شؤون العمل الذي يرهقنا طيلة اليوم.

- ما هي علاقتك بوسائل التواصل الاجتماعي؟
لديَّ حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وأحاول من وقت لآخر أن أتواصل مع جمهوري من خلالها، لكنني لست من مدمني تلك المواقع، وأستخدمها تحديداً في الأوقات التي لا يكون لديَّ فيها عمل.

- ما هي أكثر المدن التي تحب زيارتها؟
بعد النجاح الذي حققته أغنية «3 دقات»، بالتأكيد أصبحت مدينة الجونة من أقرب المدن إلى قلبي.

- ما أقرب أغنياتك الى قلبك إذا استثنينا «3 دقات»؟
«الناس مبترحمش».


- من هو أفضل فنان مصري قدّم الأغنية الشعبية؟
بالتأكيد الفنان أحمد عدوية، والذي تعاونت معه سابقاً في أغنية، وأتمنى أن أعيد التجربة معه مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.

- كيف استطعت أن تقنع الفنان أحمد عدوية بأن يغني معك، رغم أنك كنت مبتدئاً في ذلك الوقت؟
الفكرة جاءت خلال برنامج «الفرنجة»، حيث كنا نعمل على تتر للبرنامج الذي يقدمه كل من أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد. في البداية، قدمت الأغنية لفريق البرنامج، وطلبت أن يغنيها أحمد عدوية معي كونها تبرز فكرة الأب مع الابن، وبالفعل تم الاتفاق مع عدوية، فذهبت إلى منزله، واستمع خلال الجلسة الى الأغنية وأُعجب بها. ثم إن الأغنية كانت لعدوية ولم أشارك فيها إلا بجزء بسيط في نهايتها، حيث كنت أقول: «وفين تاني تسمع يا عيني يا ليل يا ليل».