التحضير للولادة ضروري لتسهيلها وللاستمتاع بأجمل إحساس...وكل ما تريدين معرفته عن الولادة في الماء

كارين اليان ضاهر 14 أبريل 2018

على الرغم من أن كثيرات يستمتعن بمرحلة الحمل وبذاك الإحساس الجميل الذي يترافق معها، قد لا يكون من الممكن الاستمتاع بلحظات الولادة بالطريقة نفسها، لا بسبب زيادة حدّة الآلام فحسب، بل بسبب عدم التصرف بالشكل الصحيح في لحظات الولادة والتعامل معها بالشكل المناسب.
هنا تبرز أهمية الجلسات التحضيرية للحامل بهدف استعدادها للولادة بأفضل ما يمكن مع وقوف زوجها إلى جانبها والذي يتم التشديد على وجوده خلال الجلسات، فتتمكن من الاستمتاع بالشعور الجميل المرافق لولادة طفلها بعد انتظار دام تسعة أشهر.
عن كل التفاصيل المتعلقة بالجلسات التحضيرية للحامل، وعن الولادة في الماء التي قد تختارها الحامل لأسباب عدة، تحدثت القابلة القانونية يولا عطا الله من المركز التحضيري للولادة MAM، مشيرةً إلى أهمية هذه الجلسات لتسهيل الولادة كاملةً.

- في أي مرحلة من مراحل الحمل يجب أن تبدأ تحضيرات الحامل للولادة؟
يجب أن يبدأ الاستعداد للولادة من المرحلة التي يقترب فيها موعد الولادة، وتحديداً تلك التي تبرز فيها حركة الجنين في الشهر السادس.

- ما نوع التحضير الذي تحتاجه الحامل قبل الولادة؟
يرتبط تحضير الحامل بجوانب عدة نفسية وجسدية. فخلال الحمل، يجب أن تستعد لتعيش إحساس الولادة- الحدث بأفضل ما يمكن. ويتم العمل أساساً على مساعدتها على الاسترخاء لتسهيل الأمور عليها من خلال تمارين معينة.

- هل تختلف طريقة التحضير باختلاف طبيعة كل امرأة؟
في الواقع، يختلف التحضير باختلاف طبيعة الحامل وأهدافها وحالتها. فقد ترغب الحامل بالخضوع للتخدير الموضعي  Epidural فتختلف عندها أهدافها في الولادة عن تلك التي ترغب بإحساس مختلف لتشعر بآلام المخاض وبكل المشاعر المرافقة لها.
كما أن التجارب السابقة التي يمكن أن تكون قد عاشتها الحامل تؤثر في ذلك، إضافة إلى ما سمعته من آخرين عن تجارب الولادة وآلام المخاض. لكن مهما اختلفت الحالات، ثمة أمور مشتركة تشغل الحامل بشكل عام وتثير قلقها وتحتاج إلى أجوبة على أسئلة معينة تطرحها، ولا بد من مساعدتها في ذلك.

- هل جلسات تحضير الحامل تكون فردية أم ضمن مجموعة؟
قد تكون الجلسة ضمن مجموعة أو فردية، بحيث يرافقها زوجها. إذ تفضّل الحامل أن تسأل بشكل فردي عما يشغل بالها، وتطرح الأسئلة التي تثير قلقها.
لكن في كل الحالات، لا بد من الحرص على وجود الزوج. في المقابل، قد يفضل البعض الانضمام الى مجموعة خلال التمارين والجلسات التحضيرية.

- ما مدى أهمية دور الزوج في مرحلة تحضير الحامل للولادة؟
دور الزوج مهم، لذلك يتم التشديد على وجوده في الجلسات التحضيرية. فدوره أساسي لدعم زوجته في هذه المرحلة وتسهيل الأمور عليها. حتى أن دوره من الناحية النفسية لا يقل أهميةً عن دور الطبيب أو أي شخص آخر. فالحامل بحاجة إلى زوج يدعمها ويفكر معها بما يشغلها، فمن تنجبه هو ولدهما، ولا بد لهما من التفكير معاً بكل ما يتعلّق به.

- هل يكون دور الزوج إيجابياً دائماً في أثناء وجوده إلى جانب زوجته؟
أحياناً، بدلاً من أن يكون دوره إيجابياً ويساند زوجته، يكون وجوده سلبياً بالنسبة إليها، إذ يخالفها الرأي. مثلاً، بدلاً من أن تلد بلا تخدير كما تحب، يُقنعها بالعكس ويحاول التأثير في قرارها.
وهو بمقدار ما يعرقل اختياراتها، لا تحقق الحامل أهدافها من الولادة. لكن بشكل عام، يعتبر دور الزوج مهماً وأساسياً، سواء في التحضير أو في الولادة.

- إلى أي مدى تتأثر الحامل في التحضيرات وفي الولادة بما تسمعه من حولها من أخبار؟
من المهم ألا تتأثر الحامل بتجارب الآخرين وآرائهم، فكل تجربة تختلف عن الأخرى. وهي نفسها إذا كانت قد أنجبت في مرات سابقة، قد تختلف كل مرة عن الأخرى. وما يحصل مع حامل قد لا ينطبق على أخرى.
قد تسمع أن الولادة ترتبط بالألم والعذاب، لكن من خلال تجربتها الإيجابية بعد التحضير لها بالشكل الصحيح والمناسب، يمكن أن تكون الولادة حدثاً سعيداً بعد السيطرة على الأمور فيها.

- بأي شكل يمكن رسم صورة جميلة عن الولادة خالية من العذاب والألم، فيما تترافق هي عادةً مع آلام كما هو معروف؟
الولادة عملية فيزيولوجية يمكن أن تحصل من دون تدخل من أحد، حتى وإن كان يحدث هذا سابقاً. وقد تبين أنه في حال التحضير الجيد لها من النواحي كافة، يمكن الحد من الألم بحيث لا تعود هناك حاجة إلى التخدير فتسيطر على الحامل المشاعر الجميلة والإحساس الرائع الذي يجب أن يكون طاغياً في تلك اللحظات بعيداً من الخوف والقلق والتوتر والألم.
نحن لسنا مع الولادة من دون تدخل طبي أو مراقبة، فذلك يعتبر ضرورياً لتجنب المشاكل، لكننا نشجع على الولادة، كما كان يحصل سابقاً بوجود اختصاصيين يشرفون عليها.
بشكل عام، يمكن أن تتم الولادة بمساعدة طبية وتدخل علاجي أو من دونهما. والأفضل أن تحصل بوجود مراقبة وبولادة طبيعية فيما لا بد من التوضيح أنه لا يمكن دمج الطريقتين في الوقت نفسه، فإما أن تختار الحامل الولادة الطبيعية من دون مساعدة دوائية، أي من دون Epidural وغيرها من الأدوية التي تساعد على الولادة، أو تختارها من البداية.
لا يمكن مثلاً أن تلجأ إلى «الطلق الاصطناعي» وبعده تختار الولادة من دون تخدير epidural. في المقابل، يمكن تركها تلد بشكل طبيعي من دون مصل أو غيره، فيتم الاتكال على هورموناتها الخاصة إلى أن تلد بشكل طبيعي.
فبمقدار ما نتدخل أكثر نزيد من عذابها وألمها. لذلك فإما أن تختار الأدوية من البداية أو ترفضها كلّها.

- لكن من الواضح أن معدل الولادة القيصرية زاد اليوم، ما الذي يمكن فعله في هذه الحالة؟
زادت معدلات الولادة القيصرية اليوم مع كثرة اللجوء إلى البرمجة وتحديد موعد الولادة. هنا أيضاً لا بد من التشديد على أهمية توعية الحامل حول ضرورة اتخاذ القرار الصحيح والمناسب لها وللجنين في ما إذا كانت تريد الإنجاب بعملية قيصرية أو لا، فيجب ألا يتخذ الطبيب هذا القرار عنها.
هذا إذا لم تكن العملية القيصرية إلزامية كما قد يحصل أحياناً لأسباب خارجة عن إرادة الطبيب والحامل، لدوافع طبية معينة.

- ما عدد الجلسات التحضيرية المطلوبة للحامل؟
عدد الجلسات التحضيرية يقارب الخمس، ومدة كل واحدة ساعة ونصف الساعة، وهي تساعد في تسهيل الأمور على الحامل لتعيش الحدث بأفضل ما يمكن. ففي الجلسات تتعرف إلى طبيعة المغص ومتى عليها أن تذهب إلى المستشفى بسبب طلق الولادة أو كم من الوقت يجب أن تنتظر قبل أن تتوجه إلى المستشفى حتى لا تزداد آلامها وتزيد فرص اللجوء إلى الولادة القيصرية.
خلال الجلسة تكتشف الحامل الطريق الذي يمر به الجنين ليولد بشكل طبيعي وكيف يمكن أن تساعده أثناء الولادة، سواء في حركتها أو في وضعيتها فتسهل الأمور عليه.
أيضاً، ثمة جلسات تتعلّم خلالها تمارين معينة لتسهيل الولادة والحد من الألم، وأخرى تطّلع فيها على التخدير الموضعي بحقنة epidural وتكتشف طرق تحمّل الألم بشكل أفضل. كما يتم تعليم زوجها في الجلسات كيفية مساعدتها، وكيف يمكن أن تضغط بشكل أفضل لتسهّل الولادة. مع الإشارة إلى أن حركة الحامل تساعدها دائماً في أثناء الوضع.
كذلك تختلف الجلسة بحسب ما إذا كانت ترغب بالتخدير الموضعي للولادة أو لا. وفي الجلسة، تتعلّم الحامل كل ما تحتاجه عن الرضاعة وما يرتبط بها، وتتعلّم أيضاً الطريقة الفضلى لغسل طفلها وطرق التعامل معه في المرحلة الأولى.
كما تتعلّم كيف تتعامل مع جسمها وتحافظ على رشاقتها وصحتها ومتى يمكن أن تبدأ التمارين بعد الولادة وما هي التغذية الصحيحة في فترة الرضاعة ووسائل منع الحمل. كما تتعرف إلى تقلّبات المزاج التي يمكن أن تتعرض لها بوجود زوجها الذي لا بد له من أن يتحضر لها أيضاً.
كل هذا يسهّل الولادة عندما تكون مستعدّة لها من الناحية النفسية فيخفف من قلقها وتوترها وتسير الأمور بشكل أفضل.

                               
الولادة في الماء

- تبرز اليوم الولادة في الماء التي قد تختارها الحامل، فكيف تتم؟
الولادة في الماء هي اختيار شخصي يمكن أن تكون الحامل قد سمعت عنه فتختار اللجوء إليه. وهو يتطلب مساندة الزوج. علماً أن الولادة في الماء هي كالولادة الطبيعية تتم من دون اللجوء إلى دواء.

- بمَ تختلف عن الولادة العادية؟
الفارق الوحيد بين الولادة في الماء وتلك العادية يكمن في أن الطفل يولد في الماء ويعتبر هذا سهلاً.

- هل يختلف معدل الألم فيها؟
الألم مشابه لذاك الذي يترافق مع الولادة العادية خارج الماء، لكن في الوقت نفسه من الطبيعي أن يتخطى معدل الألم ذاك الذي يترافق مع الولادة مع تخدير موضعي.

- لماذا تختار الحامل الولادة في الماء؟
قد تفضّل الحامل الولادة في الماء، لأن الولادة بهذه الطريقة تتم بشكل طبيعي. كما أنه مقارنةً بخارج الماء، يكون وقع الألم على الحامل أخف رغم أن الوضع يكون بلا أدوية. في الماء، عضلات الحوض تسترخي بشكل أفضل، وبالتالي يكون خطر حصول تمزق فيها أقل.
ولأن الأم تكون مسترخية، فلا تحتاج إلى كثير من الضغط، بل يولد الطفل على مهل، ولا تحتاج إلا إلى عدد قليل من الغرز الجراحية.
مما لا شك فيه، خارج الماء ثمة وسائل عدة للحد من الألم، لكن في كل الحالات المطلوب عدم تكبيل المرأة في السرير، فهو يزيد من ألمها.

- هل من خطر على الأم أو الطفل أثناء الولادة في الماء؟
ما من خطر على أي منهما، بل على العكس، فالسائل الأمنيوسي (ماء المخاض) يحمي الطفل من أي التهاب يمكن التعرض له في الماء. كما أن المياه التي تلد فيها الأم تكون نظيفة ومعقمة ومعدّة خصيصاً لهذه الغاية لتجنب أي التهاب.

- ما الخطوات التي تتّخذ بعد الولادة في الماء؟
أولاً، لا بد من التشديد على أن الولادة تتم بإشراف طبيب متخصص في الأمراض النسائية والتوليد وبحضور الزوج طبعاً وفريق مساعد.
ما إن يولد الطفل حتى يتم إخراج الأم من الماء وهي تحمل طفلها وتدفّئه بحرارة جسمها، ثم توضع على كرسي ويتم نقلها إلى سرير حيث يُزال الخلاص تحت المراقبة الطبية الدقيقة.
علماً أن الطفل لا يتنشق الهواء الطبيعي إلا بعد قطع الحبل السرّي، وهذا ما يحصل بعد أن تخرج الأم من الماء. هذه الطريقة تساعد على الحد من استخدام الأدوية. وبالنسبة إلى الطفل، ما من مشكلة، فهو يخرج من الماء في رحم أمه إلى ماء تعادل حرارته حرارة جسمها، وبالتالي لا يسبّب له ذلك أي انزعاج، بل على العكس.
فهذه الطريقة تخفف من الضغط على الطفل، كما يجد نفسه في محيط مريح له بعيداً من الضوضاء في غرف العمليات. هذه الطريقة الولادة في الماء تحترم إلى أقصى الحد الطفل الذي يولد وحاجاته، وهي معتمدة عالمياً.

كيف تتعرف الحامل على مغص الولادة؟
تبرز هنا أهمية جلسات التحضير للولادة، لأن الحامل تتعرف من خلالها على كل هذه المراحل. لا بد من أن تتعرف الأم على مغص الولادة لتحدّد الوقت الذي ستذهب فيه إلى المستشفى، لأنه بمقدار ما تصل إليه في مرحلة مبكرة ولا يكون الأوان قد حان، تزيد من آلامها وعذاباتها وتزيد معها صعوبة الولادة. من المهم أن تحافظ على نشاطها وتنتظر حتى يحين الموعد لتتوجه إلى المستشفى حتى لا تبقى في السرير ساعات طويلة. ثمة معلومات أساسية حول مغص الولادة يجب أن تعرفها:المغص الفاعل المرتبط بالولادة يكون مؤلماً ولا يمكن الأم ألا تشعر به بشكل واضح.

• مغص الولادة مشابه لأي مغص تشعر به الحامل في الشهر التاسع، لكنه يكون منتظماً فتشعر به كل 5 دقائق. عندها تكون قد دخلت مرحلة الولادة.

• الشعور بالمغص لا يستدعي التوجه السريع إلى المستشفى، بل يمكن الاستحمام والاسترخاء في المنزل حتى يصبح معدل المغص 3 خلال 10 دقائق ويشتد حدةً إلى درجة أن تتوقف عن الكلام عند حصوله أو أنه يمنعها من التنفس بشكل طبيعي. من الأفضل تمضية مرحلة الانتظار في المنزل لاختصار مرحلة الجلوس في المستشفى.