عندما يتحوّل السجن فندقًا... كوني أسيرة هذه التجربة المترفة

ديانا حدّارة 15 أبريل 2018

جميعنا نفكر في إجازة غريبة في تفاصيلها، ولكن بعضنا يرغب في إجازة عنوانها المغامرة التي ترفع منسوب الأدرينالين في أجسامنا، في حين أن بعضنا الآخر يحلم بإجازة ينعم فيها بذروة الاسترخاء.
وفي كلتا الحالين، يكون الفندق الذي ننزل فيه على رأس قائمة مطلبنا. فما رأيك في النزول في فندق كان في الأساس سجنًا؟ فمع استمرار انخفاض معدلات الجريمة في بعض مدن العالم، تحوّل عدد من السجون إلى فنادق فخمة بحيث لا يمكن التعرف على أصلها، في حين لا يزال بعضها الآخر يحتفظ بمقدار من الجمال الأصلي... فتنزلين في أحد هذه الفنادق لتكوني فيها أسيرة الإبداع والفن وليس سجينة القضبان. من هذه المدن اخترنا لك هذه الفنادق. 

                       
فندق «كاتاجانوكا» - هلسنكي في فنلندا
فندق «كاتاجانوكا» هو فندق ذو نمط حياة خاص، تم تجديده مع الحرص على أن تتناغم واجهته مع المباني التاريخية لسجن مقاطعة هلسنكي السابق. داخل جدران من الطوب الأحمر سوف تجدين عالمًا سحريًا من التناقضات حيث الراحة والهدوء، وتصميم أنيق مطعّم بروح البلاد الاسكندينافية المترفة.
كان فندق «كاتاجانوكا» مركز احتجاز المتهمين قبل المحاكمة. ويقال إن ريستو ريتي، الرئيس الخامس لفنلندا قد نزل فيه. لا يزال الفندق يحتفظ بجدران الطوب الأصلي في مطعم «جيلبيرد» الذي يضمه، حيث يمكنكِ أن تري النقوش الأصلية التي حفرها السجناء على طول الجدران.
تم تصميم الغرف بأسلوب بسيط من خلال الجمع بين اثنتين أو ثلاث من الخلايا السابقة، كما تتوافر وسائل الراحة والترف مثل الساونا في الأجنحة الأكبر حجمًا.
يعود أقدم جزء من فندق «كاتاجانوكا» إلى عام 1837، أما الجزء الرئيس فيعود إلى عام 1888. أُغلق السجن عام 2002، وبعد أعمال ترميم واسعة النطاق، افتتح فندق حديث عالي الجودة أبوابه في أيار/مايو 2007. ويحمي الممر المركزي المفتوح والجدران الخارجية من الطوب الأحمر والسور العالي حول المتنزّه، المجلس الوطني للآثار، لتبقى بمثابة تذكير بتاريخ المبنى الطويل والملون.
في أوائل عام 2017، خضع الفندق لبعض التجديد وبدا ديكوره الداخلي مبهرًا، لتكون النتيجة فندقًا عصريًا مع ديكور أنيق وخدمة استثنائية، يقع في محيط السجن التاريخي.

نزل «سيليكا» - ليوبليانا في سلوفينيا
بين النمسا وإيطاليا، تقع سلوفينيا الدولة الفخورة بتراثها الفريد. وتعدّ العاصمة ليوبليانا نموذجًا مثاليا لهذا المزيج من الثقافة الألمانية والسلوفينية والبحر الأبيض المتوسط. فالبلدة القديمة في قلب العاصمة، هي مزيج من المباني الباروكية، وعصر النهضة، والـ«آرت نوفو»، وقلعة من القرون الوسطى.
وعبور حدائق «تيفولي بارك» إلى المتحف الوطني للتاريخ المعاصر، الذي يضم تماثيل متفرقة لستالين، يجعلك تدركين هذه المدينة وما تخفيه من ألغاز تحوّل الحزن إلى فرح، ولعل نزل «سيليكا» أحدها.
يقع نزل «سيليكا» في مبنى مجدّد كان سابقًا سجنًا عسكريًا، وهو راهنًا يعتبر نزلاً عصريًا، فقد أعاد الفنانون والمهندسون المعماريون تصميم كل الخلايا لتقديم تصاميم مرحة مع الألوان الجريئة والنقوش. على الرغم من أنها قد لا تبدو مثل الخلايا الأصلية بعد طلائها، لا تزال الغرف تحتفظ  بالحانات الأصلية والنوافذ والأبواب.
يقع الفندق في مكان مريح على بعد حوالى 300 متر من محطة الحافلات المركزية ومحطة القطار، وأقل من 10 دقائق سيرًا على الأقدام (700 متر) من ساحة بريسيرن، قلب المدينة.
أعيد تصميم خلايا السجن في غرف مريحة، ليضم 20 غرفة مختلفة لكل منها أسلوبها الخاص. وتتّسع الغرف البسيطة لأربعة أشخاص أو خمسة، ولكل غرفة حمام خاص. أما المهاجع الكبيرة فتتسع لاثني عشر شخصًا، وهناك شقة تتسع لسبعة ضيوف وتقع الغرفة الصديقة للكرسي المتحرك في الطبقة الأرضية.
ويضم الفندق مطعمًا وترّاسًا لطيفًا لتناول الفطور أو الغداء. يفتح المطعم من الاثنين إلى الجمعة حتى العاشرة مساءً، ويفتح النادي الليلي طوال الأسبوع حتى منتصف الليل.

فندق «دو لا بيه» - لوانغ برابانغ في لاوس
لوانغ برابانغ هي مدينة تقع شمالي لاوس، والعاصمة الحالية لمقاطعة لوانغ برابانغ، التي كانت رسميًا العاصمة الملكية، لـ«لان- إكزانغ» مملكة المليون الفيل من القرن الرابع عشر إلى عام 1946، وتعتبر ميناء نهريًا يقع على ميكونغ، على بعد 210 كيلومترات من المنبع في عاصمة لاوس فينتيان. تشتهر لوانغ برابانغ بكثرة المعابد والأديرة البوذية. فكل صباح، قد تلتقين مئات الرهبان من الأديرة المختلفة يمشون في الشوارع لجمع الصدقات من السكان المحليين، وأحيانًا السيّاح.
بالقرب من وسط مدينة لوانغ برابانغ التجاري، يقع فندق «دو لا بيه» La Paix المعاصر، وكان في الأصل سجن المدينة، ولا يزال عدد قليل من أبراج المراقبة الأصلية موجودًا. تم تجديد الفندق ليشمل 23 جناحًا فسيحًا مع حدائق خاصة، بما في ذلك بعض الغرف التي تحتوي على حمّامات سباحة خاصة.
للفندق شعبية بين المسافرين نظرًا إلى ما يوفره من بيئة خاصة وهادئة حيث يمكن الضيوف التنزّه في حدائقه أو السباحة في الأحواض الخاصة، ما يمنح النزيل شعورًا بالخصوصية، والسرّية التامة.
عند المدخل الضخم الذي يحضن خلف الجدران العالية البيضاء، التي تطوّق الفندق بأكمله، يستقبلك الكثير من السحر، فتشعرين بأنك تعبرين نحو عالم يغلّفه الهدوء والسكينة، لتدهشك حدائق «فرانجيباني»، وحمّام السباحة الزجاجي الكبير والأجنحة الأنيقة... كل تفصيل هنا رائع ومدهش، وتشعرين بأنك عثرت على واحة من الجمال، سوف تنسيك صخب العالم الذي يتحرك خارج أسوار الفندق. 
تم تجديد مباني الفندق التي جاءت على النمط الكولونيالي الفرنسي الساحر وأُدرجت راهنًا في قائمة اليونسكو للتراث، وبشكل جميل تزاوجت بذكاء مع الهندسة المعمارية المعاصرة، رغم أن بعض أبراج المراقبة التي تذكّر بالسجن، لا تزال قائمة، مما يوفر خلفية متناقضة، ولكن مدهشة للفندق الذي يضمّ جناحين يتميّزان بغرفتي طعام مترفتين، إضافة إلى مسبحين خاصين.

فندق «مالميزون» - أكسفورد في المملكة المتحدة
منذ ما يقرب من ألف عام، كان «أوكسفورد مالميزون» قلعة تحوّلت في ما بعد إلى سجن أكسفورد الذي بقي على حاله حتى عام 1996، ليصبح من ثم أحد أفخم الفنادق - السجون المتاحة.
يقع هذا الفندق المصنّف 4 نجوم في مكان مثالي في مركز أوكسفورد، مما يجعله انطلاقة ممتازة في المدينة، وهو قريب من قلعة أوكسفورد، والمطاعم والمحلات التجارية.
يوفر هذا الفندق للضيوف خدمة الغرف على مدار 24 ساعة، معاملات فورية للحجز والمغادرة. وعلى عكس السجانين، فإن الموظفين لطفاء وعلى استعداد دائم للمساعدة في حجز الجولات السياحية والنشاطات السياحية في المدينة.
كل غرفة تقليدية في الفندق تحوي بارًا صغيرًا وكل الأشياء الأساسية التي تضمن إقامة مريحة. كما تشمل حوض استحمام خاص، وواي فاي مجاني. في إمكان نزلاء الفندق الاستمتاع بتناول العشاء في المطعم الذي يقع في المبنى نفسه.
يعتبر موقع الفندق مناسبًا لرؤية الأماكن السياحية في مدينة أكسفورد، فهو على بعد عشر دقائق سيرًا على الأقدام من «أومل كوليدج» ومكتبة «بودليان». كما يبعد الفندق مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من «متنزه جامعة أوكسفورد النباتي» ومتحف «أوكسفورد للتاريخ الطبيعي».

فندق «الكاتراز» - كايسرسلاوترن في ألمانيا
في الشمال الغربي من ألمانيا تقع مقاطعة «راينلاند بالاتينات» التي تضم 24 منطقة إدارية من بينها «كايسرسلاوترن»، والتي بدورها تعتبر إحدى أكبر وأجمل المدن الألمانية، وتعدّ مركزًا حديثًا للاتصالات والعلوم.
هنا، التراث التاريخي الغني لـ«كايسرسلاوترن» وجمالها الطبيعي الرائع جعلاها مقصد السيّاح على اختلاف هواياتهم. عشاق الرياضة والترفيه يحبّون هذه المدينة التي تحوي العديد من الحدائق والمساحات الخضراء، في كل مكان يمكنكِ أن تري مسارات الدرّاجات والمشاة.
أما هاويات التسوّق فسوف تكون «كايسرسلاوترن» ملاذهن، نظرًا إلى أنها مدينة تضم العديد من المحال التجارية، وبوتيكات دور الأزياء العالمية، والمطاعم، وأفضل مكان فيها للمشي والتسوق هو ميدان «سان مارتن». 
ولعل المعلَم الأكثر غرابةً في «كايسرسلاوترن» هو فندق «ألكاتراز» الفريد من نوعه، ويقع في قلب المدينة خلف سور الحجر الرملي الذي يعود إلى أكثر من 100 عام. كان في الماضي سجنًا شُيّد عام 1867، ويضم راهنًا 56 غرفة وجناحًا ومركزًا للمؤتمرات، ممّا يجعل المبيت فيه مغامرة لا تُنسى.
يتميّز الفندق بجدرانه المصمّمة من الحجر الرملي الأحمر النموذجي المطعّم بالغرانيت الأسود والفولاذ المقاوم للصدأ، والخشب جنبًا إلى جنب قضبان السجن الأصلية، موفرًا الراحة لنزلائه، سواء كانت إقامتهم قصيرة أو طويلة.
إضافة إلى الملحقات المثيرة، يمنحك الفندق تجربة فريدة من نوعها من خلال توفيره بيجاما مقلّمة كتلك التي تُعطى للمساجين، ما يدخلك في تجربة مختلفة، قد تتخللها رهبة، ولكن في الوقت نفسه تتعرفين مباشرة إلى ما كانت عليه الحياة داخل خلايا السجن الضخمة.
لديك خيار النوم في الغرف التي تم تجديدها حديثًا، والتي صُمّمت بشكل مترف وعصري، أو في واحدة من «غرف الخلايا»، حيث ستجدين ثلاثة مستويات من الخلايا الأصلية من السجن، بما في ذلك النوافذ المحظورة، والمراحيض المشتركة، وحتى ما يعتبرونه تقليديًا، السجن.

فندق »جيل هوستل» - أوتاوا في كندا
في مدينة أوتاوا، وتحديدًا في أونتاريو في كندا، يقع نزل «جيل هوستل» في 75 شارع نيكولاس. وذُكر في التاريخ أن هذا النزل كان في الأصل سجن مقاطعة كارلتون، المعروف أكثر باسم سجن نيكولاس.
وعندما أُغلق السجن عام 1972، اشترت شركة «هوستلينغ إنترناشونال» المبنى وحوّلته إلى فندق، ولكنها تركت جزءًا كبيرًا من هيكله الأصلي، مما سمح للضيوف بتجربة تمضية ليلة في السجن.
وقد استعادت الطبقة العلوية التي كانت خاصة بالمحكومين بالإعدام، الكثير من أحوالها الأصلية وفُتحت للجولات اليومية. عام 2009، افتُتح ملهى نزل «موغشوتس» Mugshots للجمهور. وفي تموز/ يوليو من عام  2011، تم تحويل فناء السجن السابق إلى مقهى في الهواء الطلق خلال الصيف.
عُرف السجن بأنه مكان يخضع فيه السجناء للمعاملة اللاإنسانية، وكان يبلغ عددهم 150 سجينًا يعيشون في خلايا صغيرة تفتقر إلى التدفئة والسباكة.
ويزعم البعض أنهم شاهدوا في الطبقة العلوية من السجن أشباحًا مسكونة للسجناء السابقين أثناء إقامتهم. ولا تزال المساحة العظمى من المبنى تحتفظ بتفاصيلها، بما في ذلك المشنقة، وقضبان الخلايا، والجدران الحجرية.