هاني شاكر: هذه رسالتي لشيرين عبدالوهاب وموقفي من عمرو دياب وإيمان البحر درويش

أحمد مجاهد (القاهرة) 21 أبريل 2018

اهتمامه بمهامه كنقيب للموسيقيين لم يمنعه عن عشقه الأول والأكبر، الغناء، لذلك بعد طرحه آخر ألبوماته الغنائية «اسم ع الورق»، عاد منذ أيام قليلة بأغنية وطنية بعنوان «مصر محتاجانا»، وأخرى عاطفية لمناسبة يوم الحب.
النجم هاني شاكر يتحدث لـ»لها»، عن أغنياته الجديدة وأمنياته لنقابة الموسيقيين قبل رحيله عنها، والإنجازات التي حققها في فترة تولّيه منصبه، كما يوجه رسالة الى النجمة شيرين عبدالوهاب، ويكشف موقفه من مرض إيمان البحر درويش، والتعاون مع عمرو دياب، وعلاقته بحفيديه مجدي ومليكة، وأسباب وجودهما معه باستمرار في كل مكان.


- طرحت أغنيتك الجديدة «وعد مني» في يوم الحب 2018، وفي العام الماضي أيضاً طرحت «كل الحكايات» في التوقيت نفسه، هل أصبح ذلك تقليداً بالنسبة إليك؟
في كل عام، أحب مشاركة جمهوري في هذه المناسبة الجميلة بصدق، لأن الحب حينما يملأ حياتنا، يُخرجنا من أي هموم أو مشاكل، وذلك ما أسعى إليه، لا سيما أننا نحتاج راهناً الى ذلك كثيراً.
والحمد لله أن أغنية «كل الحكايات» حققت نجاحاً كبيراً، وأتمنى أن أكون عند ثقة جمهوري دائماً.

- ما سر احتفالك بيوم الحب في دار الأوبرا المصرية هذا العام؟
منذ سنين طويلة، ولدار الأوبرا المصرية وقع خاص في قلبي، وأشعر بأن هناك توأمة بيني وبين الجمهور الذي يحضر حفلاتي فيها. ويوم الحب مناسبة خاصة جداً وتحتاج الى نوعية معينة من الأغنيات، وأرى أن دار الأوبرا هي المكان المميز لتقديم هذه الأغنيات، لأن الجمهور يدقق فيها ويستمع إليها بتركيز وينسجم معها أيضاً، وتحظى حفلاتي فيها بنجاح كبير.

- يحاول البعض دائماً إثارة الأزمة بينك وبين الفنان إيمان البحر درويش، بخاصة خلال فترة مرضه أخيراً، ما ردك؟
أؤكد أن إيمان البحر درويش أخ لي، وحينما علمت بخبر مرضه حاولت الاطمئنان عليه، وطلبت من الأعضاء معرفة حالته الصحية وإبلاغي عنها.
وأتمنى له الشفاء العاجل، بخاصة أن «عشرة عمر» تجمعني به، ولا يمكن أن تكون الخلافات بيننا مؤثرة في موقفي من مرضه أبداً.

- ما الذي دفعك الى تقديم أغنية وطنية جديدة بعنوان «مصر محتاجانا»؟
خلال أي حدث مهم في بلادي، أشعر بأنني يجب أن أغني لها، وقد أحببت اسم «مصر محتاجانا»، وقررت غناءها فوراً، لأن مصر تحتاجنا بالفعل، وأنا متفائل كثيراً بالمشاريع العملاقة التي لم نكن نحلم بتحقيقها في فترة وجيزة بهذا الشكل.

- ما الذي تتمنى تحقيقه في نقابة الموسيقيين خلال الفترة المقبلة؟
أتمنى إقامة الحفلات الغنائية في كل محافظات مصر، وأن يغني فيها نجومنا الكبار ويقف بجانبنا كل المطربين والزملاء، بخاصة أن ما تم في نقابة الموسيقيين في السنوات الماضية يعتبر بالنسبة إلي إنجازاً بكل معنى الكلمة، سواء لجهة زيادة المعاشات أو ميزانية النقابة التي تعدت الملايين، وسعي الكثيرين حالياً الى الحصول على بطاقة النقابة، لأنهم شعروا بأنه أصبح لها دور فاعل.
كذلك، فاقت تكاليف العلاج السنين الماضية، وذلك كله بفضل مجهود زملائي في النقابة، حيث نتحدث في كل مكان عن مصلحة الموسيقيين بمنتهى الحب. وأتمنى في عام 2018، تنظيم خمس حفلات غنائية يعود جزء من ريعها لمصلحة «صندوق تحيا»، والجزء الآخر لمصلحة ميزانية نقابة الموسيقيين، التي أتمنى توفير مبلغ جيد لها قبل رحيلي عنها.

- البعض يرى أن عملك كنقيب للموسيقيين أخذ من فنك الكثير، ما تعليقك؟
هذا صحيح، فعملي في النقابة يأخذ مني وقتاً وجهداً كبيرين، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأزمات والمشاكل المتراكمة في النقابة منذ سنوات، والتي أحاول إيجاد حلول لها مع أعضاء الجمعية العمومية.

- ما الذي يزعجك في الساحة الفنية حالياً؟
بصراحة، نحتاج أن نقدم فناً راقياً ومحترماً للجمهور، وليس الأغنيات الهابطة والرقص والبلطجة في الأفلام، كما حصل في السنتين الماضيتين.
وفي رأيي، من قدّم هذا الفن سيكون حسابه عظيماً أمام الله، وسيأتي اليوم الذي سيندم على الأموال التي حصل عليها نتيجة هذا الفن السيئ الذي أفسد به أجيالاً وأطفالاً، فبدلاً من تعليمهم الغناء والموسيقى الجميلة، علمناهم البلطجة والانحراف بسبب هذه الأفلام الفاسدة. وأؤكد أنني والحمد لله، لم أقدم في تاريخي الفني ما أخجل منه أبداً أو أندم عليه.

- وماذا عن القوانين التي فرضتها على المطربات، والتي تقضي بالاحتشام في الملابس أثناء غنائهن على المسارح في مصر؟
هذه القوانين موجودة في نقابة المهن الموسيقية منذ إنشائها، ولست أنا من وضعها، لذلك فعّلتها، وكل المطربات ملتزمات.

- قدمت اللون الغنائي الشعبي في أغنية «هاشكي لمين يا عين»، وقد كانت مفاجأة للجمهور، ما تعليقك؟
لقد قدّمت أغنية ذات طابع شعبي لكن بكلمات راقية وهادفة، وليس أغنية مهرجانات كما نسمع هذه الأيام على الساحة الفنية.

- هل ما زال فنان كبير بحجم هاني شاكر وخبرته يقلق في كواليس أي حفلة يحييها.
بالفعل، ما زلت أشعر بالخوف والقلق الشديدين قبل أي حفلة أقدمها، رغم مشواري الفني الطويل ووقوفي خلاله على مسارح محلية وعربية ودولية عديدة.
علماً أنني قبل كل حفلة، أتناول الكثير من المشروبات الساخنة التي تعطي دفئاً لصوتي، وأخفف الكلام بشكل كبير، إضافة إلى أنني أفضل الراحة التامة يوم الحفلة حتى أكون بكامل صحتي.

- شاركت مؤخراً في مهرجان جرش للموسيقى، وأثناء وجودك في الأردن تعرضت لوعكة صحية، فما الذي حدث؟
الحمد لله كانت الحفلة ناجحة جداً، وسُعدت بتكريمي، أما الوعكة الصحية فهي أمر طارئ مرّ على خير، إذ أمضيت ساعتين في المستشفى وعدت بعدهما إلى الفندق معافى، وأشكر كل من اطمئنّ عليَّ.

- هل يمكن أن يحدث تعاون بينك وبين المنتج طارق عبدالله مرة أخرى؟
طارق أخ لي على المستوى الإنساني، لكن لن يجمعنا تعاون فني مرة أخرى، وذلك بعد الإهمال الذي صدر عنه في دعاية ألبومي الأخير «اسم ع الورق»، فبرغم الجهد الكبير الذي بذلته في الألبوم، وتحمّسه في بداية الأمر لإنتاجه، فأنه اختفى فجأة، ولم ينفذ شيئاً من الوعود في شأن تصوير أكثر من أغنية وعمل دعاية كبيرة في كل مكان...

- هل ترى أن الأغنية السينغل أصبحت بديلاً عن الألبومات؟
الزمن الآن هو للأغنية السينغل، لأن المنتج والمطرب ينفقان الأموال الكثيرة على أغنيات الألبوم، في وقت تتم سرقته من الإنترنت بسهولة وتحميله من دون أي مقابل مادي، وهو ما دمّر صناعة الألبومات بشكل عام خلال السنوات الماضية.

- كيف تقيِّم تجربتك في لجنة تحكيم أحد برامج اكتشاف المواهب؟
شاركت في لجنة تحكيم برنامج «صوت الحياة»، وكانت تجربة مميزة في مسيرتي الفنية، وشعرت بسعادة كبيرة لوجودي بجانب فنانة كبيرة مثل سميرة سعيد، وصديقي وأخي الملحن حلمي بكر.

- وكيف ترى المواهب الجديدة التي ظهرت على الساحة الفنية مؤخراً؟
أحمد جمال وكارمن سليمان وياسمينا وغيرهم أصوات جميلة حقيقةً، وأسعى دائماً الى أن يتواجد صوت جديد موهوب في كل حفلة من حفلاتي الغنائية .

- وما رأيك في برامج المواهب الغنائية مثل «ذا فويس» و«أراب آيدول»؟
«ذا فويس» برنامج مميز، وقدم العديد من الأصوات والمواهب الجيدة خلال السنوات الماضية، وأحب أعضاء لجنة التحكيم فيه، بخاصة أخي عاصي الحلاني، لأنه يتميز بخفة دم وثقل فني في الوقت نفسه، ويهابه الجميع في البرنامج، وأتمنى النجاح لهم في الموسم الجديد .

- في رأيك، ما سر نجاح عمرو دياب وتربّعه على القمة منذ 30 عاماً وحتى الآن؟
لأنه مطرب ذكي جداً في اختياراته الفنية، ويعرف دائماً ما يريده منه جمهوره، إضافة إلى أنه نذر حياته للفن فقط، فلا يقيم مشروعات تجارية ولا يهتم بشيء سوى عمله والحفاظ على لياقته البدنية وشكله أمام الجمهور، وأنا أحيي فيه هذا الاجتهاد الدائم.

- ألا تفكر في تقديم عمل فني معه؟
ليس لديَّ مانع بالطبع، لكن الأمر صعب للغاية، وذلك بسبب اختلاف اتجاه كل واحد فينا وموسيقاه، إضافة الى اختلاف شركات الإنتاج، لكن أتمنى أن نقدم عملاً معاً.

- ما حقيقة ظهورك في الدراما التلفزيونية كما أعلنت مراراً؟
بالفعل، هناك عمل درامي جديد نحضّر له حالياً مع المؤلف أيمن سلامة، ولن تكون له علاقة بالغناء، حيث اشترطت قبل العودة إلى التمثيل أن يُظهر العمل قدراتي الفنية التمثيلية وليس الغنائية، ولذلك سيراني المُشاهد في عمل غريب عليَّ فعلاً، كما أن المسلسل لن يكون مخصصاً للعرض في رمضان، ذلك أننا اتفقنا على أن يُعرض بعيداً من الشهر الكريم، وربما سنباشر تصويره خلال الفترة المقبلة، بعد الانتهاء من اختيار الأبطال المشاركين فيه.

- ما هي رسالتك للنجمة شيرين عبدالوهاب بعد الأزمة الأخيرة التي تعرضت لها نتيجة إساءتها لنهر النيل؟
شيرين مطربة مصرية موهوبة وصوتها جميل، وأتمنى أن تهتم بفنها وجمهورها وتحافظ على موهبتها، لأنها تعتبر قيمة فنية حقيقية في الوطن العربي، وأدعو لها بالنجاح في العام الجديد.

- من الملاحظ أنك تصطحب حفيديك مجدي وملكية معك في العديد من الحفلات والسفريات وحتى البروفات، ما السبب؟
بالفعل، فأنا أحبهما كثيراً، وأرغب في أن أراهما باستمرار، وانشغالي بفني وعملي في نقابة الموسيقيين يبعدانني عنهما أحياناً، لذلك أصبحت أصطحبهما معي في كل مكان، وذلك حدث في بروفات حفلاتي الأخيرة ليلة رأس السنة، كما أنهما غنيا معي بعض أغنياتي.

- بعيداً عن الفن، ما هي الأماكن التي تعشق السفر إليها للاستجمام والراحة؟
أعشق لبنان كثيراً، لأنه بلد جميل وفيه طبيعة خلابة وساحرة، وناسه طيبون، ولديَّ فيه أصدقاء كثيرون. وفي مصر، أحب السفر دائماً الى الإسكندرية وشرم الشيخ .
أحب السفر باستمرار الى لبنان، لأنه بلد جميل، إضافة الى منطقة الخليج، ولندن وباريس اللذين أسافر إليهما أيضاً للراحة من عملي الفني.

- ما هي هواياتك المفضلة؟
أحب مشاهدة كرة القدم، بخاصة مباريات فريق الزمالك المفضل بالنسبة إلي مهما كان مستواه الكروي.

- ما هي رسالتك لعائلتك؟
أقول لزوجتي وأحفادي وابني: أنتم أغلى ما في حياتي، وأنا أعيش بمحبتكم ووجودكم بجانبي.

- كيف تسير علاقتك بابنك شريف، بخاصة أنه ظهر معك في أحد البرامج التلفزيونية ولفت الأنظار إليه؟
شريف صديق لي وليس ابني فقط، ويستشيرني في أمور كثيرة، وهو قريب مني جداً باستثناء حبه للنادي الأهلي، فمعروف عني أنني أعشق نادي الزمالك. بالإضافة إلى أنه يحب أغنياتي ويحضر معي حفلاتي الغنائية من دون أن أطلب منه ذلك، وأتمنى أن يرزقه الله السعادة في حياته.

- من هم أصدقاؤك المقربون في الوسط الفني؟
لديَّ صداقات قوية مع أنغام ومحمد ضياء، والمطربة نادية مصطفى وزوجها اللذين تربطني بهما علاقة أسرية منذ سنوات، وإيهاب توفيق أيضاً من الأشخاص المقربين إلي، وباقي الزملاء أحبهم وأحترمهم جميعاً.

- من هو الفنان الذي يُطرب هاني شاكر حين يخلو بنفسه؟
مطربون كثيرون مثل أنغام وآمال ماهر، وعمرو دياب أيضاً لأن له لوناً غنائياً وطابعاً مميزاً خاصاً به. ومن الجيل القديم، فإن عبدالحليم وأم كلثوم من أكثر الأصوات التي أستمع إليها، إضافة إلى أنني أتابع أي جديد على الساحة الفنية في مصر والوطن العربي.

- ما سر احتفاظك بطاقتك ونشاطك رغم كبر سنك؟
أحمد الله على هذه النعمة، فأنا أحافظ على صحتي جيداً، سواء في نظامي الغذائي أو من خلال ممارسة الرياضة قدر الإمكان، كما أنني أحب جميع الناس ولا أكنُّ أي كره أو حقد لأحد، وأشكر الله على محبة الناس لي.