جيسيكا عازار: تجارب بعض النساء في السياسة... مخيّبة للآمال!

ميشال زريق 06 مايو 2018

هي إحدى جميلات الإعلام اللبناني ووجه قناتَيّ MTV اللبنانية و«القاهرة والناس» المصرية، المُحبّب إلى الجمهور. جيسيكا عازار، صاحبة الخلفية السياسية والإعلامية، قرّرت أن تخوض الانتخابات البرلمانية في لبنان، لتكون واحدةً من بين أكثر من 100 مرشّحة تقدّمن إلى الانتخابات في لوائح تتضمن خلطة سياسية، اجتماعية وذات أبعاد إنسانية. وسط انشغالاتها، حاورتها، فحدّثتني بإيجاز عن حملتها ومشروعها وعن تخلّيها عن الإعلام بعد السادس من أيار.


- ما الذي دفعكِ جيسيكا عازار، بدايةً للترشح إلى الانتخابات النيابية؟
لطالما اعتبرت مجال الإعلام الذي أعشق، جزءاً من العمل العام الذي يخدم المجتمع والمواطن. وقد قررت بترشّحي الى الانتخابات النيابية الانتقال الى مستوى جديد من هذا العمل، فالإعلامي في النهاية هو مواطن يتمتع بكل الحقوق، ومنها حق الترشح للانتخابات النيابية، إضافة إلى أنّه قد يشكل مثالاً يُحتذى لكثير من المواطنين، الذين يعتقدون أن عالم السياسة محصور بأولاد الزعماء التقليديين وأقاربهم. ولعل ما قد يميز الإعلامي المرشح عن باقي المرشحين هو بقاؤه الدائم في مطبخ الأخبار والسياسية، وفي بعض الأحيان قد يعرف أكثر من السياسيين أنفسهم في بعض الملفات، نتيجة البحث المتواصل والمتابعة اليومية للأحداث، ما يعني أنّه يدخل الندوة البرلمانية من موقع القوة. أضف إلى هذا كله، الجرأة التي يتمتع بها معظم الإعلاميين وعدم تردّدهم في تسمية الأمور بأسمائها، وهذا ما نفتقر إليه في السياسة اللبنانية، فعسى أن يُحدث وصول عدد ولو قليل من الإعلاميين إلى الندوة البرلمانية التغيير المنشود.

- كيف تعملين اليوم على التنسيق بين عملكِ الإعلامي والجولات الانتخابية؟
لا شك في أنني أبذل مجهوداً كبيراً في التنسيق بين عملي في محطة MTV ومواكبة حملتي الانتخابية. في الفترة الأولى من الحملة قلّصت عدد ساعات وأيام العمل، وقبل حوالى 17 يوماً من الاستحقاق النيابي، توقّفت نهائياً عن العمل وأخذت إجازة لأتفرّغ للتحضيرات والاستعدادات الأخيرة. وهنا أودّ أن أشكر إدارة المحطة لتعاونها معي إلى أقصى الحدود في هذا الخصوص.

- تقومين أخيراً بزيارات عدة على صعيد الجمعيات والفعاليات الاجتماعية؛ على أي أساس تكون هذه الجولات والزيارات... هل لحشد الناخبين أو للوقوف فعلاً عند أزمات الناس؟
لا شك في أن عمل الإعلامي يختلف كلّياً عن عمل النائب أو المرشح للانتخابات. وبالتالي من يعايرنا اليوم بالالتفات إلى الجمعيات والفعاليات الاجتماعية وعدم القيام بذلك من قبل، يجهل أنّ طبيعة العملين مختلفة تماماً. والنيابة تعني أن يكون النائب على تماس مع الناس والاطّلاع على همومهم ومشاكلهم لمحاولة حلّها بالتعاون مع باقي الزملاء في المجلس النيابي. ولذلك فإنّ هذه الزيارات أساسية في المرحلة الراهنة، للقيام بما يلزم في حال وفّقني الله بالوصول إلى الندوة البرلمانية.

- هل ستعتزلين العمل الإعلامي بعد الانتخابات؟
في حال وُفّقت في الانتخابات ووصلت الى الندوة البرلمانية،  سأتفرغ في السنوات الـ4 المقبلة للعمل التشريعي، خاصة أنّ هناك الكثير من المشاريع التي أنوي تنفيذها بالتعاون مع باقي الزملاء. أمّا إذا لم يحالفني الحظ، فبالطبع سأبقى في مجال الإعلام.

- ما هو مشروع جيسيكا عازار الانتخابي؟
يركّز برنامجي الانتخابي على 3 ملفات رئيسة: تمكين الشباب، حماية الحريات وتأمين العدالة والمساواة والنهوض بمنطقة المتن، وذلك من خلال التركيز على عدد من المشاريع التي من بينها حقّ تملّك العقارات السكنية بتسهيلات من الدولة، خلق فرص عمل، تحسين أوضاع المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية، إقرار قوانين تحمي حرية التعبير ومهنة الصحافة، كذلك إيجاد بيئة مؤاتية لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من المشاريع التنموية الإنسانية.

- تتوجّهين عموماً إلى الشباب في مشروعكِ؛ أين المرأة من مشروعكِ؟
لا شك في أنّ المرأة جزء أساس من مشروعي الانتخابي، والسعي لإقرار قوانين تعطيها كامل حقوقها بند مهم في الملف الثاني من برنامجي الذي يتحدث عن حماية الحريات وتأمين العدالة والمساواة. فعادة ما تُقاس درجة نمو المجتمعات بمدى قدرتها على دمج النساء في قضايا المجتمع العامة والخاصة، وتعزيز قدراتهن على المساهمة في العملية التنموية فيه، وبالتالي دخول المرأة عالم السياسة بشكل فاعل سيؤدي تلقائياً الى تطور مجتمعنا اللبناني. أضف أنّ ذلك من شأنه أن يعزز مبدأ المساواة، ليس بين الجنسين فقط، بل بين جميع المواطنين، كما أنه يشكل إحدى آليات التغيير الديموقراطي في المجتمع، والتي تساهم في إعادة تركيب بنية هذا المجتمع ونظامه السياسي استناداً إلى مصالح المواطنين وحاجاتهم الفعلية.

- هذا العام هو عام تمكين المرأة؛ ما هي خطة جيسيكا عازار الانتخابية لتمكين المرأة؟
أعتقد أن هناك الكثير من القوانين اللبنانية بحاجة الى التحديث، ولا شك في أن جزءاً كبيراً من هذه القوانين مرتبط بالمرأة وحقوقها، وإن كنت من معارضي «الكوتا النسائية». فمن قال إنّ المرأة التي هي نصف المجتمع، وهي الأم والأخت والزوجة والصديقة بحاجة إلى قانون يسمح لها بالانخراط أكثر في الحياة السياسية؟ في كل الأحوال، ثمة عناصر كثيرة متداخلة جعلت دور المرأة محدوداً في الحياة السياسية، كما أنّ غالبية الأحزاب تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، تتحدث عن رغبتها في رفع مستوى تمثيل المرأة، سواء في المجلس النيابي أو الحكومة، وعندما يحين الوقت نجدها تحصر ترشيحاتها بالرجال.

- ما هو تقييمكِ للأداء النسائي في الدورة البرلمانية السابقة؟
هناك تجارب ناجحة ويُحتذى بها كتجربة النائب بهية الحريري وستريدا جعجع والوزيرتين عناية عز الدين وريّا الحسن وغيرهنّ، لكن في المقابل كان هناك أداء مخيّب من نساء أخريات دخلن عالم السياسة.