مفاجآت صالون الكتاب الفرنكوفوني

ثقافة, روائي , معرض الكتاب الفرنكوفوني, صالون الكتاب الفرنكوفوني, جيل لوروا, دومينيك دو فيلبان, جان ماري غوستاف لوكليزيو, خبز فرنسي

22 أكتوبر 2009

بعد الصراع المحتدم الذي ظلّ دائراً بين اللغتين الأكثر أهمية وشيوعاً في العالم «الإنكليزية» و«الفرنسية»، اعترفت فرنسا بالتلميح عوضاً عن التصريح بانتصار الإنكليزية على لغتها الأم، إلاّ أنّها أبت، وبمساندة باقي الدول الفرنكوفونية المتمسكة بالفرنسية كلغة ثانية، رفع الراية البيضاء والإستسلام للغة شكسبير على حساب لغة موليير. لذا نلحظ مرّة تلو أخرى حجم الجهود الفرنكوفونية المتضافرة لإعلاء النبرة الفرنسية التي كانت في وقت من الأوقات أهم لغات العالم.

ومن بين النشاطات الثقافية التي تحتضنها فرنسا بشدّة وبحماسة عالية من خلال دعم سفارتها لها يأتي معرض الكتاب الفرنكوفوني في بيروت بدورته السادسة عشرة والذي أصبح بمثابة ظاهرة ثقافية سنوية يحتفي بها لبنان كلّه. ويُفتتح هذا المعرض الذي كان يُقدّم سابقاً تحت شعار «إقرأ بالفرنسية والموسيقى» قبل أن يتحوّل إلى «صالون الكتاب الفرنكوفوني» في ال ٢٣ من الشهر الجاري ويستمرّ لغاية ٢ تشرين الثاني/ نوفمبر.

 ويتميّز المعرض هذا العام عن الأعوام المنصرمة بأنّه يأتي متزامناً مع مناسبة ثقافية أخرى يحتفل بها لبنان على مدار سنة كاملة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب». لذا تندرج تحت هذا المعرض، الذي يُعتبر واحداً من أهم ثلاثة معارض للكتاب الفرنكوفوني بعد فرنسا ومونتريال، مفاجآت كثيرة ومتنوعة تبدأ عشيّة الإفتتاح بحيث يصل الكتّاب المدعوون على متن باخرة تأتي بهم إلى مرفأ بيروت. ومن بين الكتّاب المدعوين يحضر الكاتب المعروف والحائز جائزة نوبل للآداب العام الفائت لوكليزيو، إلى جانب  الكاتب "جيل لوروا" صاحب الرواية الشهيرة Alabama Song والتي نال عنها أهم الجوائز المرموقة في فرنسا «غونكور» عام ٢٠٠٧.

وضمن فعاليات المعرض سيكون هناك احتفالية كبيرة بالشخصية الكاريكاتورية المشهورة Schtroumphs أو «السنفور» بمناسبة مرور خمسين عاماً على وجودها. ومن بين المحطات المهمة التي يُقدّمها المعرض نشاط «بروست حين نقرأه فيلماً سينمائياً» للمخرجة فيرونيك أوبوي التي ارتأت تجسيد نص الكاتب الفرنسي الكبير مرسيل بروست صورةً على الشاشة بأسلوب جديد ومغاير، إذ قدّمت مقاطع متفرّقة من رائعة بروست «البحث عن الزمن الضائع» يقرأها عدد من الناس والشخصيات الفرنكوفونية ومن بينهم الكثير من القرّاء اللبنانيين. ومن المقرّر عرض هذا الفيلم المصوّر خلال ساعات المعرض وبشكل متواصل.

ويُقدّم المعرض أيضاً نشاطاً آخر تحت عنوان «إقرأ مع سمير قصير»، (تُطلقه مؤسسة سمير قصير)، ويطرح قراءات لمؤلفات سمير قصير من قبل أصدقاء وفنانين وإعلاميين ومثقفين. كما يُستكمل النشاط الخاص بالأديب اللبناني جبران خليل جبران والذي اعتدناه في المنصّة الخاصة باسم الكاتب «نزهات فوتوغرافية في حديقة النبي لجبران خليل جبران».

هذا بالتأكيد إلى جانب تواقيع الكتب داخل أجنحة المعرض المختلفة والندوات واللقاءات مع الكتّاب والشعراء الفرنكوفونيين و«الطاولات المستديرة» التي ستُعقد حول مختلف المواضيع الخاصة بالأدب الفرونكوفوني. فضلاً عن تقديم عروضات مسرحية وموسيقية متفرقة في أكثر من منطقة لبنانية. والجدير ذكره أنّ هذا المعرض الذي يجمع حوالي أكثر من ١٥٠ كاتباً فرنكوفونياً يُفتتح برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ويُنظّم من قبل البعثة الثقافية الفرنسية بالتعاون مع نقابة مستوردي الكتب في لبنان.