محمد الأحمد: لا يوجد نجم أول في سوريا

نرمين زكي (القاهرة) 27 مايو 2018

أثار حالة من الجدل بعد تجسيده شخصية «أبو طلحة» في مسلسل «غرابيب سود»، حيث أتقن دور القاسي القاتل، فأشاد كثر من النقاد بأدائه. النجم السوري محمد الأحمد، يكشف لنا في هذا اللقاء، كواليس كثيرة متعلقة بهذا العمل، ويتحدث عن موقفه من التهديدات لصناع العمل، وأصعب مشهد قدمه، وردود الفعل التي وصلته.
كما يوضح الأحمر موقفه من العمل في الدراما المصرية، وأفضل نجوم سوريا في رأيه، ولماذا لم يتزوج حتى الآن، ورأيه بمواقع التواصل الاجتماعي، وعيوبه الشخصية التي يريد التخلص منها.


- حققت نجاحاً كبيراً في الدراما والسينما السوريتين، لماذا لا تفكر بالعمل في مصر؟
أنا أفكر وأتمنى أن تحدث هذه الخطوة، لكن كل ما في الأمر أنني أنتظر العرض المناسب الذي يضيف الى رصيدي الفني، فالعمل في الدراما أو السينما المصرية حلم بالنسبة الى أي فنان عربي، لأن مصر هي هوليوود الشرق، وتاريخها السينمائي والدرامي عريق، ويطمح أي فنان الى المشاركة فيه.

- من هو النجم المصري الذي تريد العمل معه؟
لا يوجد اسم محدد، فالنجوم المصريون عباقرة وشرف لي العمل معهم، لكن أتمنى تكرار التجربة مع الفنان سيد رجب، الذي عملت معه من قبل من خلال مسلسل «غرابيب سود»، فهو مبدع بكل ما تعنيه الكلمة.

- من هو النجم السوري الأول في رأيك؟
لا يوجد في سوريا مصطلح النجم الأول، فهذا الأمر غير واقعي هناك، والنجم الأول في هذا البلد هو الفيلم وأحداثه، ثم المخرج وفريق العمل، لكن إذا كان السؤال عن ألمع نجوم سوريا من وجهة نظري فالجواب هو رشيد عساف وسلوم حداد، فهما عبقريان.

- رغم امتلاكك موهبة قوية وفقاً لما أكده النقاد، إلا أن أعمالك الفنية قليلة، فما السبب؟
هذا صحيح، فأنا لا أشارك في بطولة أي فيلم أو مسلسل يعرض عليَّ، سواء سورياً أو عربياً، لأنني أختار كل دور بعناية شديدة، وأفكر جيداً قبل اتخاذ أي قرار، وما لا يعرفه كثر عني، أن المال والأجر لا يشغلاني ولا يحركان خطواتي، فالأمور المادية هي آخر شيء من الممكن أن أفكر فيه.

- كيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك حول دورك في مسلسل «غرابيب سود»؟
بصراحة شديدة، 90 في المئة من التعليقات وردود الفعل التي وصلتني كانت إيجابية للغاية، وأشادت بالعمل وبدوري فيه، بل وطالب كثر من المشاهدين بتقديم مزيد من الأعمال التي تفضح تنظيم «داعش» وتكشف عن حلول لمواجهة هذا الخطر، لكن للأسف 10 في المئة من ردود الفعل هاجمت المسلسل، واتهمت صناعه بتشويه صورة الإسلام، رغم أن هدف العمل في الأساس كان العكس تماماً، لكن هذه الآراء لم تزعجني، فأي عمل فني يختلف عليه كثيرون، فالبعض يرى أنه مميز، والبعض الآخر يهاجمه، لذلك لم أهتم بهذه الآراء، لأنها خاطئة ولا تمت الى الواقع بأي صلة.

- هل ترى أن حالة الجدل التي أثيرت حول المسلسل أفادته؟
بالطبع، أي جدل يحدث حول أي عمل، سواء كان مسلسلاً أو فيلماً أو أغنية، يفيده ويزيد من نسبة الاهتمام به، وبالتالي ترتفع نسب المشاهدة، وهذا ما حدث مع «غرابيب سود»، الذي كانت رسالته واضحة وتتلخص في الكشف عن المصالح الخاصة لتنظيم داعش.

- هل ترددت قبل الموافقة على تجسيد دور أمير داعشي؟
بصراحة لا، لأنني أحب الأدوار المستفزة غير التقليدية، وأعتقد أن شخصية أمير داعشي من الأدوار الصعبة التي لا يمكن تقمّصها بسهولة، وهذا كان بمثابة تحدٍّ بالنسبة إلي، ولا أنكر أنه من أصعب الأدوار التي قدمتها على مدار مشواري الفني.

- ما أكبر الصعوبات التي واجهتك؟
لا أنكر أن مشاهد القتل والضرب التي اعتمدت على الدماء كانت صعبة، لكن الأصعب بالنسبة إلي هو العنف الداخلي في الشخصية وكيفية إظهار التناقض فيها، فرغم عنفه وحبه للقتل والذبح، إلا أنه عاشق ويحب امرأة ولا يستطيع أن يسيطر على نفسه أمامها، فهي نقطة ضعفه الوحيدة.

- لكن ما أصعب مشهد قدمته؟
كما قلت لك، مشاهد القتل والعنف أرهقتني، لكن إذا تحدثنا عن أصعب مشهد فسيكون مشهد القصف وحملي مليكة ومحاولتي إنقاذها في أي شكل، فتصوير هذا المشهد استغرق أياماً، رغم أن مدته لم تتجاوز الدقائق.

- هل أثر هذا الدور في نفسيتك؟
هذا صحيح، فالشخصية استنفدت طاقتي وأرهقتني على المستوى النفسي، أما على المستوى الجسدي فهي أصابتني بإرهاق شديد، لكن في النهاية دور أمير داعشي لم يجعلني شخصاً شرساً ولم يحولني إلى إنسان عنيف، فالشخصية لم تسيطر عليَّ الى هذه الدرجة.

- البعض انتقد قصة الحب التي جمعت بين الأمير الداعشي ومليكة، فما ردك؟
أرفض هذه الانتقادات، ففي النهاية أبو طلحة إنسان، وطبيعي أن يقع في الحب وأن تحركه مشاعره، حتى وإن كان قاسياً وقاتلاً، فالقتلة يعيشون قصص حب ويتزوجون، السبب الثاني أن أبو طلحة في النهاية شخصية درامية ضمن عمل درامي من المستحيل أن تعتمد أحداثه على القتل والعنف والذبح فقط، بل يجب أن يحتوي على خطوط رومانسية أيضاً، حتى لا نخسر قاعدة كبيرة من الجمهور الذي يبحث عن قصص الحب في الدراما.

- كيف استقبلت التهديدات لصناع العمل؟
كان شيئاً متوقعاً منذ اليوم الأول من التصوير، والتهديدات لم تصل فقط الى القناة التي عرضت المسلسل، بل الى كل شخص شارك فيه، سواء كانوا ممثلين أو عاملين خلف الكاميرا، لكن هذا الأمر لم يخفنا ولم يجعلنا نتردد في تقديم المسلسل، إلا أن هذا لا يمنع أن الحذر واجب، ولا بد أن نضع هذه التهديدات في الاعتبار، لأنهم من الممكن أن يصيبوا أي شخص بالأذى.

- البعض اعتقد أن الجهة المنتجة اكتفت بعرض 20 حلقة خوفًا من التهديدات، فهل هذا صحيح؟
كلام فارغ لا يمت الى الواقع بأي صلة، فالمسلسل انتهى عند الحلقة 20، لأن أحداثه انتهت ونحن غير ملزمين بتقديم 30 حلقة، فما دامت الأحداث انتهت لا يمكن أن نلجأ الى المط والحشو والتطويل.

- ما الأعمال الدرامية التي أعجبتك خلال شهر رمضان؟
للأسف، لم أتمكن من متابعة أية مسلسلات، لأنني استغللت شهر رمضان للحصول على إجازة من كل شيء، والسفر الى أكثر من دولة أشعر بالراحة فيها.

- ما أقرب أعمالك الى قلبك؟
أعمال كثيرة، منها شخصية أبو طلحة رغم قسوتها، كما أنني قدمت طوال مشواري الفني تسعة أفلام، لكن أقربها «مطر حمص». أما في الدراما، فأنا أحب شخصية جابر التي قدمتها من خلال مسلسل «دومينو».

- غادر عدد كبير من النجوم السوريين سوريا بسبب الحرب وما تشهده من أحداث سياسية متوترة، فماذا عنك؟
لن أترك بلدي مهما حدث، وما زلت أعيش فيه ولا أخشى من شيء، وفكرة نقل إقامتي الى دولة أخرى مثل مصر أو دبي غير واردة ولم تخطر على بالي من الأساس.

- ما هي هوايتك المفضلة؟
العزف على الآلات الموسيقية والاستماع إلى الموسيقى بكل أشكالها وأنواعها، فأنا مستمع من الدرجة الأولى وأحب الاستماع الى أغاني المطربين العرب والأجانب.

- لو لم تكن ممثلاً لكنت؟
عازف موسيقى بلا أي شك.

- كيف تسير علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
أحرص على التحدّث مع المتابعين لي ولفني من خلال هذه المواقع، خصوصاً إنستغرام وفايسبوك، وأكشف لهم دائماً عن أخباري الفنية الجديدة، وأحب معرفة ردود أفعالهم حول ما أقدمه. والحالة الوحيدة التي تجعلني أنقطع عن التواصل مع المتابعين لي هي انشغالي بالتصوير.

- كثر من متابعيك لا يعرفون شيئاً عن حياتك الخاصة، فما السبب؟
لا يوجد سبب أو سر، فأنا لست متزوجاً ولا أعيش قصة حب، وبصراحة أنا لا أفكر في الزواج، وقررت تأجيل خطوة الارتباط لفترة معينة من أجل التركيز في فني وفي خطواتي التمثيلية المقبلة، وبصراحة، أنا مقتنع بقراري بشكل كامل، لكن كل شيء في النهاية قسمة ونصيب.

- لكن، هل لديك مواصفات لفتاة أحلامك؟
لا توجد مواصفات ولم أفكر في هذا الأمر من قبل، لسبب بسيط، هو أنني لن أتزوج سوى المرأة التي أحبها، بغض النظر عن عيوبها أو مميزاتها.

- ما هي أبرز صعوبات المهنة؟
التفكير الدائم في المستقبل والخطوة المقبلة والبحث عن الأفضل والجديد وغير التقليدي، فهذه الأمور ترهق الإنسان نفسياً وجسدياً، وتجعله يشعر بالتوتر في الكثير من الأوقات، بل إنه إذا حقق نجاحاً كبيراً في خطوة معينة يزيد توتره وقلقه ويشعر بمسؤولية أكبر، فالفنان الحقيقي لا يكتفي بالنجاح المحدود أو الموقت.

- وما ميزة الفن؟          
البعد عن الروتين والإبداع، فهذه الأشياء تتوافر في مجالات محدودة للغاية، وأعتقد أن كثراً من الأشخاص يعانون من الروتين في العمل، لكن الفنان والمبدع لا يعاني من هذه الأزمة.

- ما هو العيب الذي تريد التخلص منه في شخصيتك؟
التوتر والتفكير دائماً في المستقبل.


أخفيت وسامتي...

- هل ترى أن وسامتك لعبت دوراً في نجاحك؟
بصراحة لا، والدليل على ذلك نجاحي في مسلسل «غرابيب سود»، الذي لم يعتمد على شكلي الخارجي، بل ظهرت من خلاله بذقن طويلة وأخفيت وسامتي، لأن الشخصية تعتمد على القساوة والفكر الإرهابي، ومشاهدي كانت تتركز على القتل والذبح. ما أريد قوله أن الموهبة أهم من وسامة الفنان.