"ما تستعجل".. تمر وماء للحدّ من حوادث السير في رمضان

28 مايو 2018

"تمرة على الآذان ولا روح إنسان"، "حمرة خدلك تمرة"، "روحك غالية علينا".. رسائل صاغتها حملة "ما تستعجل" الأردنية على شكل شعارات حفاظاً على سلامة السائقين خلال شهر رمضان، تحديداً أولئك الذين تأخّروا عن بلوغ مقصدهم قبل آذان المغرب، حيث يقوم شباب الحملة المتطوعون بتقديم التمر والماء للسيارات كي يفطر من فيها في الوقت المحدد، وعدم تخطي الإشارات المرورية للالتحاق بعوائلهم في تحلّقها حول طاولة الإفطار، نظراً للخطر الذي تتهدد به السرعة حياتهم وحياة الآخرين.
آمنة منصور

أمل من مأساة
انطلقت المبادرة قبل سبعة أعوام، وشكّل حينها موت أحد الشبان بحادث سير، نتيجة "تسرّعه" في الوصول إلى مقصده لتناول طعام الإفطار، دافعاً لأصدقائه في إطلاق حملة "ما تستعجل".
والأمر بدأ في ذلك الوقت على نطاق ضيق، حيث مدّت في البدء مجموعة من الأصدقاء يد المساعدة إلى السائقين لـ "كسر صيامهم" في السيارة، ومتابعة القيادة دون تهوّر كي يصلوا إلى وجهاتهم سالمين، في أماكن محدودة (عند إشارات المرور) طيلة الشهر الفضيل.
لكن في السنوات التي تلت، وبالنظر إلى الأثر الإيجابي والصدى الحسن الذي تركته هذه المبادرة محلياً، اتسعت دائرة "الخير" لتشمل أعداداً متزايدة من المتطوعين والداعمين (مادياً ومعنوياً) وتُغطي أعداداً أكبر من إشارات السير في أكثر النقاط ازدحاماً، ليس في عمان فحسب، بل في محافظات أخرى كجرش ومادبا وسلط وأربد والعقبة، حتى تمكنت المبادرة في العام 2017 من تقديم الإفطار لـ 500 ألف صائم في أنحاء مختلفة من المملكة، بحسب ما تُشير إليه صفحة "ما تستعجل" على "تويتر".

غرفة عمليات
قبل أيام من انطلاق الشهر الفضيل من هذه السنة، كشفت الحملة عن التحضيرات التي جرت على قدم وساق ضمن "غرفة العمليات" وفي الكواليس استعداداً لشهر آخر من العمل والفرح. وبدءاً من أوّل أيام الصيام راحت تنشر صور المتطوعين في عملهم الميداني، كما أضاءت على عمل متطوعين من الأطفال ينهمكون بفرح في تجهيز محتويات الحصّة الخاصة بكل سيارة.
علماً أن من رغبوا في المشاركة بـ "ما تستعجل" لهذا العام كانوا تواصلوا مع الجهات المنظمة من خلال الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص بالحملة على الهواتف الذكية، وسيحصل كل من التزم منهم بالتطوع للتوزيع على الأقل 10 أيام على "شهادة تطوعية مختومة من إدارة السير المركزية"، وذلك وفق بيانات موقع matesta3jel.com على الشبكة العنكبوتية.
وتسهيلاً لمهمة هؤلاء، توضح الحملة آلية عملها، وذلك بتسجيل المتطوعين على "أقرب إشارة سير من بيتهم"، على أن يكون التطوع "يوم آه ويوم لأ وإحنا بناخدك وبنرجعك".

بصمة مميزة
بسبب تقدّم، تحظى مبادرة "ما تستعجل" بالكثير من التشجيع في الأردن، ومن خلال السوشال ميديا، تحدّث المتطوعون فيها عن أثرها في نفوسهم، حيث كتبت آلاء: "أنا لو كنت بحب شهر رمضان مليون.. من مبادرة #ما_تستعجل صرت أحبه مليونين". وغرّدت روزانا "ليس بالغريب عنهم #ما_تستعجل لها بصمة مميزة بكل شي"، ثم أردفت "التطوع معكم لذةٌ لا يعرفها إلا من جربها. #ما_تستعجل بكم ومعكم يزيد من حلاوة الشهر حلاوة".


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"