Home Page

عزيزة القرني… تجربة التصوير في الحد الجنوبي من أمتع الرحلات في حياتي

التصوير الفوتوغرافي, إخراج, الأمير سلطان بن عبد العزيز, فن تشكيلي, نورة الفايز, المرأة السعودية / نساء سعوديات, مونتاج, شهر رمضان, خادم الحرمين الشريفين, عزيزة القرني

28 يونيو 2010

لم يمنعها كونها فتاة أن يكون لديها حلم بأن تؤسس أكاديمية شاملة وجمع هواة الضوء والظل تحت سقف واحد من تشكيلين وفوتوغرافيين... بدأت المصورة السعودية عزيزة القرني رحلتها مع الفن بالفرشاة والألوان ثم انتقلت إلى عالم التصميم ودعمت مسيرتها بالدورات المتخصصة في عالم التصوير، وحظيت إحدى لوحاتها التي تحمل عنوان «روح الأصالة» بأن تكون إهداء للسفارات السعودية في الخارج. «لها» التقتها وكان هذا الحوار.

- كيف بدأت فكرة التصوير لديك؟
بدأت التصوير منذ صغري، وكان دائما ما يتردد على أسماعنا «حرام التصوير»، فكنت في المرحلة الابتدائية اعبر عن جمال الطبيعة بالرسم ورسم قصص الأطفال، وكان يجذبني الخيال في هذه القصص فاعبر عنها بالرسم. وكنت دائما ارسم ما تقع عليه عيناي من أشياء، سواء طبيعة صامتة أو مناظر طبيعية، مما دعا معلمتي إلى تشجيعي بشكل مباشر. وفي المرحلة المتوسطة اقتنيت كاميرا. ورغم حبي للتصوير كنت أتعامل معه بحذر والجأ إلى تصوير الطبيعة. واشعر بأن هذا التأثير لم أتخلص منة بسهولة فأنا مقلة جداً في تصوير البورتريه، إلا حينما أشاهد أحد كبار السن أمامي، عندها لا استطيع مقاومة ذلك لأن المسنّ  يعبر عن تاريخ وحضارة. وبعدها اشتريت كاميرا ديجتيال، وأخذت ابحث عن التعليم الاحترافي وثم اشتريت الكاميرا الاحترافية فلم يهدأ لي بال ليل نهار في البحث عن كل جديد لذا رحت أسافر من مدينة إلى أخرى، إلى أن أصبحت بحمد الله مدربة معتمدة من المجلس الخليجي للتنمية البشرية.

- يقول الفنانون التشكيليون إن المصورين الفوتوغرافيين ليسوا فنانين، بل ناقلون للواقع فقط. فما تعليقك على هذا؟
الفنان التشكيلي والفوتوغرافي هما وجهان لعملة واحدة... لا نستطيع التقليل من حق أي فن، فأنا فنانة تشكيلية ومدرب معتمد للتصوير الفوتوغرافي وأرى إن كل فن له جمالياته، فالتشكيلي يجعلك تقف أمام إبداع فرشاته، بينما الفوتوغرافي يجعلك تقف أمام إبداع عدسته. كنت في البداية أعتقد أن التصوير الفوتوغرافي سهل، لكن مع الممارسة والدراسة والتعمق اكتشفت انه من الصعب أن تحصل على صورة فنية بمجرد ضغط زر الكاميرا، بل لابد من إعداد العدسة المناسبة والتوقيت المناسب وإعدادات سرعة الغالق، بالإضافة إلى الإضاءة الجيدة. ولا نتجاهل الزاوية وأهميتها، تماماً كما يهتم التشكيلي باختيار الألوان ومزجها وتوزيع الاضاءة لتظهر جماليات الرسمة .

- هل واجهتك صعاب خاصة ان فن التصوير الفوتوغرافي حتى فترة قريبة لم يكن يحظى بالاهتمام المطلوب؟
في البداية وجدت صعوبة في الحصول على المعلومات وطلب الشهادة الأكاديمية، فقد كنت إذا سمعت عن دورة مع فنان كبير ومحترف أسافر واقطع الأميال من اجل الحصول على معلومة. ولكن اليوم أصبحت المعلومة سهلة المنال، فوفرة المصورين وعشاق التصوير فضلا عن الكتب والانترنت سهلت ما كان يطمح إليه المصور. والأهم من ذلك استحداث كاميرات مبسطة يستطيع أي شخص أن يلتقط بواسطتها صورة مقبولة. أما من يريد أن يتخصص ويحصل على شهادة أكاديمية في أي من مجالات التصوير فعليه أن يكلف نفسه العناء مادياً ومعنوياً.

- ما هو جديد الفنانة عزيزة القرني؟
ولله الحمد الآن مشرفة نادي التصوير في إحدى الأكاديميات في الخبر، وأنظم دورات في كل مجالات التصوير الفوتوغرافي. كما دشنت موقعي الفوتوغرافي على الانترنت. وفي مجال عملي المدرسي أُصدر كتيب خاص بمناسبة عودة سيدي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وفكرته بعد احتفاء جميع المدارس المنطقة الشرقية بعودة ولي العهد وقد رشحتني مديرة إدارة نشاط الطالبات نوره الشهراني ومساعدتها هالة الحميد، ثم صدر أمر التكليف من الدكتور سمير العمران مدير تعليم البنات في المنطقة الشرقية بتصوير ونقل مشاعر احتفال إدارة التعليم و المدارس بهذه المناسبة. هذا الكتيب البسيط مع «سي دي» وقُدم هدية للأمير سلطان بن عبد العزيز، ومن ثم لجميع أفراد إدارة التعليم في أنحاء المملكة، وانا أتقدم منهم بالشكر الجزيل لمنحي هذه الفرصة، فأنا فخورة بهذا الانجاز.

- هل هناك شروط معينة أو أجواء تفضلينها عند التقاطك للصور؟
أحب في التصوير الخارجي «لاندسكيب» السماء عندما تكون صافية، أو متلبدة بالغيوم. وأحب التصوير في منتصف الشهر عندما القمر يكون بدراً في التصوير الليلي.

- كيف تستطيع عزيزة القرني أن تجعل الشخص يتجاوب مع عدستها؟
عند وجود الكادر المناسب مع الشخصية، أولا من أخلاقيات الفوتوغرافيين الاستئذان وتهدئة النفس بالحديث قليلا عن سبب التقاط هذه الصورة، هل هو توثيقي أم صحافي أم لهدف آخر؟ ومن ثم اختيار الزاوية المناسبة والتركيز على القواعد الأساسية، مثل قاعدة الأثلاث والابتعاد عن التوسيط وهكذا.

- شاركتِ في تصوير بعض الطائرات على الحد الجنوبي كيف وجدتِ التجربة، وهل قابلتك مواقف طريفة أثناء التصوير ؟
رحلة تصوير الطيران من أمتع الرحلات و تجربة رائعة بكل المقاييس. وهنا أتقدم بالشكر للجمعية السعودية للتصوير الضوئي ممثلة بمديرها السيد محمد بالبيد لترشيحي لخوض هذه التجربة، وشرف المشاركة في المعرض الذي أقيم في الجنادرية 25.

- ما أحب الصور إلى قلب الفنانة عزيزة القرني؟
أحب الصور إلى قلبي  لوحة روح الأصالة التي قدمت إهداء لجميع السفارات خارج المملكة، فقد أوصلتني الى العالمية وأهديت أيضا لبعض الدوائر الحكومية مثل الشرطة العسكرية والمباحث العامة، وأيضاً نائبة وزير التربية والتعليم الدكتورة نورة الفايز، ومدير التعليم في المنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران، فهي تعبر عن كرم العرب بالإضافة إلى التقنية المستخدمة في تصويرها، وهو فن  تصوير «الاستل لايف» بالومضات ويعتبر أصعب أنواع التصوير.

- مشهد تتمنى  الفنانة عزيزة القرني أن تصوره؟
أتمنى إن تتسنى لي الفرصة لتصوير الحرمين الشريفين وخاصة مكة المكرمة في يوم 27 رمضان  وفي يوم عرفة دون سماع عبارة «ممنوع التصوير». فالصورة هذه ليست جمالية وفنية فقط بل مشاعر دينية إسلامية، واعتز بها كمسلمة وليس كفنانة فحسب.

- بناتك هل يستهويهن التصوير؟
نعم بناتي ولله الحمد من محبي الفن. وابنتي عهود موهوبة في جميع مجالات الفنون وأتوقع لها بمشيئة الله مستقبلاً زاهراً في مجالات الفنون المختلفة، وأتمنى أن أجد من يتبنى موهبتها للارتقاء بمستواها إلى آفاق جديدة.

- هل سنشاهد لك معرضاً في القريب؟
بمشيئة الله سيكون لي معرض قريب في الخبر بالمنطقة الشرقية، ومن ثم سننقله الى لبنان.

- إلى متى تتحكم العادات والتقاليد في النشاط النسائي عندنا؟
اعتقد  انه آن الأوان للتخلص من بعض المفاهيم الخاطئة بعض العادات والتقاليد التي لا تمت الى الدين بصلة. فديننا الإسلامي أروع الديانات. وأنا أتفاءل كثيراً بالأيام المقبلة، وأن تصل رسالة إن المرأة إنسانة مبدعة متى منحها الثقة والمساعدة وأوكل إليها امرأ ما.

-  نجاحك اللافت في فنك وعملك هل تقابله تضحيات من أسرتك؟
أحاول جاهدة التوفيق بين عملي وبيتي وفني. ولله الحمد لدي أسرة متفهمة جداً ومتعاونة ويقدر أفرادها كثيراً جهودي. وزوجي أيضاً فنان تشكيلي وخطاط رائع.

- كون أسرتك وقفت إلى جانبك، هل ساعدك هذا على التفوق أم جعل التحدي أصعب؟
الحمد لله ساعدني كثيرا في تجاوز كثير من العقبات ولكن فعلا جعل التحدي أقوى وأصعب لكي أسوق لهم النجاحات والتفوق الدائم.

- ما الحلم الذي لا تتنازلين عنه والخطأ الذي تعترفين به؟
الحلم الذي لا أتنازل عنه حبي للفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي والاهتمام بكل ما يتعلق به وتقديمه للمجتمع بأرقى صورة. وأتمنى إن أجد دعماً لتأسيس أكاديمية شاملة وجمع هواة الضوء والظل تحت سقف واحد من تشكيلين وفوتوغرافيين. ليس هذا فحسب بل جمع كل اهتمامات الفتاة تحت سقف واحد لكل طموحة تبحث عن الجديد: مونتاج، إخراج، تصميم موديلات وفساتين أفراح و تنسيق كوش وزهور فن الاتكيت... الخ.

- بعيداً عن التصوير كيف تتفاعل المرأة السعودية مع القضايا حولها؟ وهل تؤمنين بالمشاركة السياسية للمرأة السعودية؟ 
نشهد الآن في عصر خادم الحرمين الشريفين تقدماً كثيراً  وحصول المرأة على كثير من حقوقها. والمرأة السعودية متى تسنت لها الفرصة ستكون مبدعة، وستشرف وطننا الحبيب بمشيئة الله. ونلاحظ الآن وصول المرأة السعودية الى الانجازات العالمية وحصدها جوائز التفوق في  مجالات علمية والمجالات الفنية، والقادم أجمل بمشيئة الله.

- منح المرأة فرصة النجاح في السعودية يلزمه قرار سياسي أم قرار اجتماعي؟
من وجهة نظري إن منح المرأة فرصة بأي مجال يلزمه قرار اجتماعي قبل أن يكون سياسياً. فمثلا قيادة المرأة للسيارة حتى لو سمحت بهاحكومتنا لن يطبقها الكل، لأن للأمر وجهه الاجتماعي أيضاً.