أدارت المرأة السعودية محرّك سيارتها، وانطلقت في الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) باتجاه مقاصدها. التفّت أمام كل انعطافة، وتوقفت كلّما أضاءت الإشارة باللون الأحمر، ثم خفّفت من سرعتها التزاماً بما كُتب من إرشادات مرورية.
آمنة منصور

ومنذ ذلك الحين، راح المشهد يتكرر. كثيرات جلسن خلف المقود وعبّرن عن فرحتهن بهذه الخطوة الإيجابية، فيما شهدت "السوشيال ميديا" على تقيد المرأة بأصول القيادة وقواعدها على خطوط السير، واستشهدت في الوقت عينه تحت "هاشتاغات" مختلفة، بالتفاعل المشجّع والمثني على هذه "الإنطلاقة" التي تتماشى برأي الناشطين مع الرؤية الجديدة للمملكة، كما تضمنت تغريدات لرجال يعطون المرأة الدفع المعنوي اللازم لمواكبة الجديد، ونساء يتحدثن عن حماستهن للمرحلة المقبلة.

تحت التصرف
التفاعل لم يقف عند هذا الحدّ. فالحدث الذي تحوّل إلى "حديث الساعة"، شكل عنواناً دعائياً للكثير من الشركات والمؤسسات، التي لم تقف مكتوفة الأيدي أمام ما حدث، بل سارعت إلى التهنئة من جهة ووضع خبرتها تحت تصرّف المرأة إذا ما احتاجتها في رحلاتها البرية من جهة أخرى.. وذلك لتعلم القيادة، ثم شراء السيارة المناسبة، وفي وقت لاحق صيانتها عند اللزوم.
شركة جغوار Jaguar، على سبيل المثال، نشرت على حسابها في "تويتر" مقطعاً مصوّراً تحدثت فيه سائقة الفورمولا 1 السعودية أسيل الحمد عن أهمية منحها ومواطناتها إمكانية قيادة سياراتهن في بلدهن. وأرفق الحساب المنشور بعبارة: "سيسجل التاريخ هذا اليوم، فالنساء في السعودية حصلن فيه على الحق بالقيادة بشكل مستقل".
بدورها، رحّبت شركة "أودي" بالمرأة السعودية على مقاعد القيادة بطريقتها الخاصة. فقد خصّت الحدث بمقطع فيديو، يُظهر سيّدة تقود سيارتها في شوارع المملكة. واختارت عبارة "التاريخ يُكتب على الدوام. ولكن اليوم، تتم قيادته"، لتضيف أنه "حان الوقت لفتح أبواب جديدة. حان الوقت لأخذ عجلة القيادة".

معاينة 3D
حساب "تويوتا" المملكة العربية السعودية، كان قد واكب الإنطلاقة قبل موعدها، فنشر فيديو بقصة تضع الخطوة بين زمنين، قبل وبعد، واختصر المضمون بـ: "في يوم هو وقف معاكِ، وصلك لأحلامِك وكانت طلباتك له أوامر، قرب اليوم الي بتقدري تخلي طلباته أوامر #مكانك_تويوتا #مكانك_محفوظ #قيادة_المرأة #السعودية".
الحساب نفسه، والذي أعلن عن فعاليات ذات صلة، نشر أيضاً مقطعاً تعريفياً بأفضل أربع سيارات تناسب المرأة وتشكل خياراً ناجحاً لها، مقدّماً لها، من خلال تطبيق على الهاتف، إمكانية مشاهدة السيارة بتقنية الـ3d.
والتقنيات الإلكترونية تكررت في إعلان الحساب الرسمي لوكيل شركة  "نيسان" في المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال مضمون المنشور الذي واكب الحدث: "إذا كنتِ تحلمين باللحظة التي ستكونين فيها قادرة على قيادة سيارتك بحرية لأول مرة مع صديقاتك أو عائلتك، فإن الإنتظار انتهى!. يسرنا دائماً خدمتكم..."

قيادة آمنة
هذا على سبيل التعداد لا الحصر في ما يتعلق بشركات السيارات ووكلائها. فهل يقف الأمر هنا عند هذا الحد؟
الإجابة هي كلا. فشركات أخرى لم تغب بدورها عن التهنئة وتقديم الإرشادات اللازمة.. مثل "آرامكو"، الشركة النفطية، التي توفر مركزاً للتدريب على "بدء القيادة الآمنة"، وهو البرنامج الذي يتلاقى مع رؤية السعودية 2030 لتمكين النساء من تعزيز قدراتهن، وتشكيل مستقبلهن والمساهمة في التنمية المجتمعية والإقتصادية للمملكة.

وفيما ارتأت شركة "دوكس" للصيانة أن تنبّه من خلال مواقع التواصل إلى ملاحظات مفيدة عند قيادة السيارة، منها: "تشغيل مكيف الهواء بأقصى قدرة له يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الوقود"، قدم مركز "فـيــزان لصيانة السيارات" فحصاً شاملاً "مـجـانــياً" لأول 10 سـيدات وصلن إلى المركز.

دعم وتمكين
من جهة أخرى، وبعيداً عن الحقل المعجمي للسيارة وقطعها وكيفية قيادتها، دخلت بعض المؤسسات والشركات على خط هذه المناسبة احتفاء وتشجيعاً للمرأة. من بينها، مركز التفوق للإستشارات الصناعية، الذي أعلن: "دعماً لتمكين المرأة نسعد بتقديم خصم خاص لرائدات الأعمال بـ25 في المئة… #المرأة_السعودية_تقود_السيارة #المرور_السعودي #السعودية_الجديدة".
بينما وجه حساب نادي "فيتنس فيرست" دعوة للمرأة السعودية "مع انطلاقك في القيادة، لا تنسي أن تزوري أنديتنا لتتعرفي عليها".

نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"