عمار العزكي: الفن ليس استعراضاً للصوت بقدر ما هو الذكاء

كارولين بزي 22 يوليو 2018

لم تفارق الغصة صوته... ابتعاده عن عائلته والأوضاع السيئة التي تعيش في ظلّها يؤثران فيه ويجعلانه إنساناً مخلوقاً من الحزن. يؤكد نجم Arab Idol عمار العزكي أن الصبر والاجتهاد وتحقيق النجاحات هي الرسالة التي يقدمها من خلال فنه لبلده الجريح، ويشير إلى أنه محظوظ إذ أُحيط بعدد من الأشخاص الذين دعموا مسيرته الفنية بعد خروجه من البرنامج، وأصدر نحو 20 أغنيةً في أقل من سنتين. في هذا الحوار يلفت عمار إلى أنه يرغب بالتعاون مع النجمة الإماراتية أحلام التي تتمع بالذكاء والكاريزما، ويتحدث أيضاً عن ألبومه «كلام أبيض»... 

- كيف كانت الأصداء بعد خروجك من Arab Idol؟  

الأصداء كانت إيجابية جداً، وكأنني الفائز باللقب. بتّ أعيش في حياتي مرحلتين، قبل Arab Idol وبعده.

- ما الذي استفدته من تلك المرحلة؟

كسبت محبة الناس، وبات عندي قاعدة جماهيرية كبيرة. أما على الصعيد الفني فلم أستفد كثيراً لأننا كنا منهمكين بالتصوير أسبوعياً ما بين التقارير والحلقات المباشرة. ولكنْ ثمة أشخاص وقفوا إلى جانبي بعد Arab Idol تعلمت منهم الكثير، بدءاً من فن المقامات وصولاً إلى الموسيقى والآلات الموسيقية.

- من قدّم لك الدعم؟

كُثر، أبرزهم علي الخوّار، سلطان مجلي، عادل عبدالله وفايز السعيد، فهم لم يقصرّوا معي أبداً ومستمرون في دعمي إلى اليوم.

- هل تبنّى الشاعر سلطان مجلي موهبة عمار العزكي؟

لا يمكننا القول إنه تبنى موهبتي ولكنه مدير أعمالي، كما أن علاقة أخوّة تجمعنا أكثر من إدارة الأعمال، ونهدف من تعاوننا معاً أن نقدم أغنيات تنال إعجاب الجمهور، كما يسعى سلطان إلى رفع اسمي عالياً في مجال الفن.

- تعاونت مع سلطان في أغلب أغنيات ألبومك...

بالفعل، لأننا نمضي وقتاً طويلاً معاً والأفكار التي تراودنا نكتبها مباشرةً، وبالتالي لست بحاجة لأن أطلب من شاعر آخر أن يكتب لي أغنية، فسلطان مجلي دائماً إلى جانبي وهو من أقوى الشعراء في دول الخليج العربي، ولا مثيل لأسلوبه في الكتابة.

- ما الأغنية التي كان لك دور فيها؟

«يا زماني»، وتقول كلماتها «يا زماني شوف أصحابي كيف كانوا، بعد ما غنيت بانوا»، ولكن استبدلنا «غنيت» بـ«حبيت» لئلا تتمحور الأغنية حولي. إذ بعد أن خضت مجال الغناء، واجهت بعض المواقف، وأديت هذه الأغنية بتأثر وانسجام، فكنت أردّد كلماتها بوجداني لا بلساني، ولكن ثمة أغنيات في ألبومي لم تلامس قلبي فعلاً.

- ما الذي خسرته بعد الشهرة؟

لم أخسر شيئاً.

- ماذا عن الأصدقاء؟

أحافظ على أصدقائي القدامى والجدد، ولا أواجه أي مشكلة في التعامل مع الناس. أعطي كل واحد حقّه، أميّز بين التصرفات الإيجابية وتلك السلبية وأعرف جيداً صديق المصلحة.

- لماذا تتحدث أغلب أغنيات الألبوم عن الفراق والجفاء؟

لم أتنبّه لهذه النقطة، ولكن ربما نصف الأغاني حزينة. صدرت أخيراً دراسة تقول إن نحو 75 في المئة من حياة الإنسان يسودها الحزن والكآبة، وبالتالي نميل أكثر إلى المواقف الحزينة، لدرجة أن الأغنيات الحزينة باتت أخيراً تُغنّى بإيقاع سريع حتى نرقص على وقع أحزاننا. المواضيع التي اخترناها ربما تلامس المشاعر والجمهور بشكل عام.

- «من بداية آدم وحوا الزمن خاين ووافي»... من خانك؟

كلمات هذه الأغنية تؤكد أن الخيانة موجودة منذ بدء البشرية، وتتحدث عن مكنونات الحب وتفاصيله. لم يخنّي أحد ولم أخن أحداً.

- ذكرت أن الإنسان بطبعه يميل أكثر إلى الحزن، أين تكمن أحزانك؟

أنا مخلوق من الحزن، نظراً للأوضاع المأسوية التي نعيش في ظلّها والتي لا تسمح لأحدنا بالابتسام. حرب وموتى ودمار وأناس مشرّدون ولاجئون... الدنيا انقلبت رأساً على عقب.

- أنت فنان يمني يعيش في الإمارات، ما الرسالة التي توجّهها من خلال أعمالك الفنية؟

أنا سعيد بالإقامة في الإمارات، لأنني لو كنت أعيش في دولة أخرى لما حققت النجاح. رسالتي تتمحور على الصبر. أبذل جهداً في فني وأتعامل مع فريق يدعمني، وعلينا ألا نيأس، فالفرج آتٍ لا محالة. وأحاول أن أنتج أعمالاً على أمل أن تستقر الأوضاع في بلدي فأعود إليها.

- هل أغنية «أربع سنين» تعكس واقعك الحزين المتمثّل بعدم قدرتك على زيارة عائلتك؟

هذا صحيح، كما أنها مستمدة من التراث اليمني.

- ما الجرح الذي لا يلتئم لدى عمار؟

كل حدث سيئ في حياتي ألغيه. لم يجرحني أحد، وإذا جُرحت أنسى... علينا ألاّ نفكر بالإساءة حتى وإن كانت موجودة.

- «اللّهم لا شماتة»، هي إحدى أغنيات الألبوم، متى تشمت وبمن؟

علينا أن نسأل الشاعر في هذا الخصوص. زُرت وسلطان مجلي فايز السعيد، وعرض علينا عدداً من الأغنيات فاخترنا هذه الأغنية، إلا أنني لم أصل بعد إلى مرحلة تسمح لي بغناء ما أريد، وفي المرحلة المقبلة سأختار أغنيات تتحدث عني وتعكس تجاربي الخاصة.

- كيف هي علاقتك بفايز السعيد؟

فايز السعيد أكثر النجوم تواضعاً ويقدم المساعدة لأي شخص يلجأ إليه، وأنا لم أواجه أي صعوبة لأن سلطان وفايز صديقان قديمان.

- هل تعتبر نفسك محظوظاً؟

بالتأكيد، أصدرت ألبوماً وأحيي حفلات. سخّر لي الله أناساً وقفوا إلى جانبي، اختصروا لي مشواراً فنياً طويلاً بسنتين، ففي سنة واحدة ضمّ رصيدي نحو 20 أغنية.

- إحدى أغنياتك تحمل عنوان «دلوع»، من هي الدلّوعة في حياة عمار؟

الدلوعة موجودة في حياتي، ولكن لا يمكنني حالياً الكشف عن اسمها.

- على من تهون العِشرة؟

العِشرة تهون على أشخاص عشت معهم، وخانوا «العيش والملح». ما من إنسان لم يتعرّض للخيانة.

- في «إذا ترجع» تطلب من حبيبتك العودة إليك شرط أن تكون أكثر شغفاً ثم تتراجع وتدعوها للعودة كما هي، إلى من تتوجه فيها؟

أحياناً يغلب الكبرياء على العاشق ليتنازل في النهاية، لأن الأهم بالنسبة إليه هو أن يبقى الحبيب بقربه. الأغنية من كلمات علي الخوّار، وأديتها بهدوء ورومانسية. وأعتقد أن الأغنيات التي تحقق نجاحاً هي تلك التي تتحدث عن معاناة أي واحد منا، مثل أغنية «داري» لحمزة نمرة.

- عُيّنت سفيراً للنوايا الحسنة، كيف استثمرت هذا اللقب؟

ثمة جمعيات عدة اقترحت عليّ أن أمثّلها، وكنت حينها أحضّر لألبومي، لكن اليوم أبحث عن جمعية أثق بنشاطها وصدقية تبرعاتها لأقدم لها أعمالي، كما سأحيي حفلات خيرية بعد عيد الفطر.

- ماذا يقول لك ولداك؟

يرويان ليّ قصصاً كثيرة، ويتعاركان في كل مرّة يرغبان فيها التواصل معي، فينتابني شعور جميل حتى لو كنت بعيداً عنهما.

- مع من ترغب التعاون فنياً؟

مع النجمة الإماراتية أحلام.

- هل شاهدت برنامج the Voice؟

تابعت البرنامج، وأحترم كل أعضاء لجنة تحكيمه، ولكن لأحلام كاريزما خاصة، فهي تتقن فن الترويج الإعلامي وهنا مكمن الذكاء. بعد مشاركتي في «آراب أيدول» اكتشفت أن الفن ليس استعراضاً للصوت بقدر ما هو ذكاء وتفاعل مع الناس، وهذا أكثر ما يميز أحلام. كما لم أتوقع خروج سهى المصري من اليمن لأنها من أقوى الأصوات، ولكن أحياناً يتأثر الفنان بالحالة النفسية التي يعيشها، وهذا ما حدث معنا فعلاً في «آراب أيدول».

أخطأت أحياناً، إذ لا يعرف الناس مقدار الضغط الذي نعيش تحت وطأته، فيعتقدون أن الغناء على المسرح أمام لجنة تحكيم سهل، لكن في الحقيقة الابتعاد عن عائلاتنا لأربعة أشهر يسبب لنا معاناة نفسية.

- لم تحز لقب Arab Idol ولكنك تأهلت الى النهائيات، سهى المصري عندما خرجت من البرنامج غرّدت على «تويتر» متهمةً المدربين بأنهم لا يأخذون برأي المشترك بالأغنية التي يؤديها، أما انت فلم تغرّد ولم تهاجم أحداً!

لكل فنان موقفه الخاص، وبمَ ستفيدني هذه الخطوة! أفكر دائماً بالناحية الإيجابية، شاركت في البرنامج وخرجت منه، سواء فزت بالمركز الأول أم لا، أين هي البصمة التي وضعتها والإيجابية التي نشرتها وأبتعد عن القيل والقال والسلبيات، وكما ذكرت سابقاً فالفن ذكاء، سهى صوت جميل ولكنها أخطأت في الانتقاد، وكان عليها أن تتقبّل فكرة مغادرتها البرنامج، والأهم أن الناس تعرفوا إليها.