إذا كنت تخشى الإصابة بالهوس.. احذر هذه الأكلات

30 يوليو 2018

خالد محمد


كثيرون من يخشون وجود أنفسهم في مواجهة مباشرة مع بعض الأمراض النفسية، لأسباب كثيرةK أهمها الضغوط القاسية التي يواجهها البعضK سواء كان ذلك بسبب ضغوط الحياة، وربما لفقدان شخص عزيز، أو للإصابة بأمراض مزمنة.

لكن هناك من يجدون أنفسهم مصابين بأحد هذه الأمراض من دون أن يكون لديهم أي ظروف أو مشاكل، وهو ما يعود بالضرورة ربما إلى تغيير نظام وأسلوب الحياة، وربما لتغيير العادات الغذائية. وهذا ما حذرت منه دراسة أميركية حديثة، أشارت إلى أن اللحوم المصنعة، يمكن أن تسهم في خطر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الهوس.

وفق منظمة الصحة العالمية، فإن هذا النوع من الاضطراب يؤثر على نحو 60 مليون شخص على مستوى العالم. وعادةً ما يتألف هذا النوع من الاضطرابات من نوبات هوس واكتئاب، تفصلها فترات من المزاج الطبيعي.

وتنطوي نوبات الهوس على الروح المعنوية العالية أو المزاج العصبي، والنشاط الزائد، والتحدث بسرعة، وتضخم تقدير الذات، وقلة الحاجة الى النوم. كما تُصنف حالة من يُعانون من نوبات الهوس، دون معاناة نوبات اكتئاب، باعتبارها اضطراباً وجدانياً ثنائي القُطب.

أما الدراسة التي أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة "جون هوبكينز" الأميركية، ونشروا نتائجها، في دورية Molecular Psychiatry العلمية، فقد أشارت إلى أن الهوس حالة مزاجية غير طبيعية، تتميز بالنشاط المفرط والأرق والغضب، بالإضافة لاضطرابات المزاج.

ويرتبط الهوس في معظم الأحيان مع الاضطراب ثنائي القطب، حيث نوبات من الهوس قد تتناوب مع نوبات من الاكتئاب الشديد. ويتفاوت الهوس في شدته، من الهوس الخفيف، إلى الهوس الكامل مع أعراض الذهان أو الهلوسة والأوهام، ويمكن أن تؤدي حالات الهوس إلى سلوكيات خطرة، تشمل التفكير الوهمي، ومعظم هؤلاء المتأثرين بها يعانون من دخول المستشفى المتكرر للعلاج من هذا المرض النفسي.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الفريق 1101 من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عامًا، وكان من بينهم من يعانون من اضطرابات نفسية، والباقون من الأصحاء. وراقب الباحثون السجلات الصحية، بالإضافة إلى العادات الغذائية للمشاركين، لكشف العلاقة بين الهوس وتناول اللحوم المصنعة.

وأظهرت أن المشاركين الذين دخلوا المستشفى بين عامي 2007 و2017 بسبب الهوس، كان معدل تناولهم للحوم المصنعة قبل دخول المستشفى أعلى بنحو 3.5 مرة من مجموعة الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب نفسي.

وعن السبب في ذلك، كشفت الدراسة أن المواد الكيميائية، كالنترات، وهي مواد مستخدمة لمعالجة وحفظ اللحوم المصنعة مثل اللانشون والسلامي، و"الهوت دوغ" وغيرها من اللحوم المصنعة، قد تسهم في الإصابة بالهوس. وكشفت التجارب التي أجراها الباحثون أنفسهم على الفئران، عن ظهور فرط النشاط الشبيه بالهوس عند تلك الفئران بعد أسابيع قليلة فقط من تناولها الوجبات الغذائية التي تحتوي على النترات.

قائد فريق البحث الدكتور روبرت يولكن، قال إن الدراسة الجديدة تضيف إلى النتائج التي توصلت إليها دراسات سابقة، أن بعض الوجبات الغذائية قد تسهم في الإصابة بالهوس والاضطرابات الأخرى التي تصيب الدماغ، وأضاف أن الفريق سيواصل العمل في المستقبل على هذه العلاقة، لكشف التدخلات الغذائية التي يمكن أن تساعد في التقليل من خطر نوبات الهوس.

دراسة بريطانية سابقة أيضا، كشفت أن تناول اللحوم المصنعة أكثر من 4 مرات أسبوعيًا، قد يفاقم أعراض الإصابة بمرض الربو. وكان المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، قد حذر من أن تناول قطعتين من اللحوم المصنعة، مثل السوسيس والسلامي والسجق والبرجر والنقانق يوميًا، يرفع خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 18 في المئة.

وحسب منظمة الصحة العالمية، تتوافر وسائل علاج فعالة للطور الحاد من الاضطراب الوجداني الثنائي القُطب وللوقاية من الانتكاس. وتتمثل هذه الوسائل في الأدوية التي تحافظ على استقرار الحالة المزاجية. ويعتبر الدعم النفسي الاجتماعي من العناصر المهمة في العلاج.


نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية