ودّع المصمم كيم جونز دار لويس فويتون بعد تقديم مجموعته الأخيرة لملابس الرجال لخريف 2018. وقف على المنصة مع نعومي كامبل وكايت موس وألقى التحية على الجمهور الذي وقف يصفق طويلاً تقديراً لعطاءات ذلك المبدع. شغل جونز منصب المدير الإبداعي لملابس الرجال في دار لويس فويتون منذ العام 2011، ونالت تصاميمه شهرة كبيرة، لاسيما وأنه استطاع جعل تصاميم لويس فويتون في متناول الجميع تقريباً، كما لو أنها ماركة عادية غير محصورة بالأغنياء وأصحاب الثروات.

جاءت المجموعة الأخيرة لتجسّد ذلك الاتجاه، لاسيما من خلال الكنزة الصوفية التي طبعت عليها عبارة Peace and Love أي السلام والحب. ولد جونز في أفريقيا، ولطالما عشق الموضة المناسبة للنزهات والأسفار. كما عرف بعشقه الكبير للحيوانات والطبيعة. هكذا، استمد أفكاره من أسفاره الكثيرة لتصميم هذه المجموعة، ولذلك نلاحظ سيطرة النقوش المطبعة المستوحاة من صور التقطها من جولة له في الطائرة المروحية عندما كان في كينيا. السترات الجلدية المزينة بالأزهار المطرزة مستوحاة من أجواء رعاة البقر في الغرب. وقد تجلى إبداع جونز في إضافته لنقوش المونوغرام على السروايل الضيقة اللاصقة التي يمكن ارتداؤها تحت الشورتات الحريرية الرياضية. اشتملت المجموعة أيضاً على المعاطف ذات البطانات القابلة للفك، والتي تميزت بالخيوط المعدنية والدرزات الظاهرة، في إشارة واضحة إلى اهتمام جونز بالتفاصيل والمهارة الحرفية. كما تم استعمال الأقمشة الفاخرة التي تناسب الرجل المسافر الراغب في مظهر عصري ومريح، من دون التخلي أبداً عن فخامة الماركة. برزت ومضات من الألوان الجريئة، مع ظلال النيون بين الحين والآخر، لضخ الحياة في التصاميم المريحة والألوان المعدنية. قال جونز عن المجموعة: «إنها تركز على الملابس التي يمكن أن تتغير، على الألوان التي يمكن أن تسافر وتتحول. إنها تدعو إلى اكتشاف شيء جديد. إنها رحلة دائمة». لا شك في أن تصاميم هذه المجموعة ستلقى رواجاً كبيراً، وستنفد سريعاً من الأسواق، ويجدر بالرجال الذين يشترون تلك التصاميم المميزة أن يشعروا بالفرح والامتنان. استحقت تلك المجموعة التصفيق الكبير الذي حظي به جونز عند وقوفه على المنصة لوداع محبيه، وكان برفقته كايت موس ونعومي كامبل. غادر كيم جونز دار لويس فويتون تاركاً وراءه إرثاً عظيماً وبصمة مهمة في عالم أزياء الرجال.