ريتا حرب: نجاحي في شخصية «رغدة» لا يلغي أدواري السابقة

حوار - هنادي عيسى 05 أغسطس 2018

انتقلت الجميلة ريتا حرب من عالم الجمال إلى عالم الإعلام حيث حققت حضوراً مميزاً، ما دفع بعض المنتجين إلى تشجيعها على  دخول مجال الفن من خلال التمثيل في عدد من الأعمال الدرامية المحلية، لتتألق أخيراً بدور «رغدة» الذي قدّمته في مسلسل «طريق» الذي نال انتشاراً واسعاً. في هذا الحوار تتحدث ريتا حرب عن تفاصيل دورها في هذا العمل، وجديدها على الصعيدين الدرامي والإعلامي.

- كيف تم ترشيحك لدور «رغدة» في مسلسل «طريق» الذي حقق نجاحاً كبيراً في رمضان الفائت؟

لست على دراية تامة بتفاصيل ترشيحي، أهو من شركة الإنتاج أم من المخرجة رشا شربتجي. وكل ما أعرفه أنني تلقيت اتصالاً من مكتب الشركة في بيروت يخبرونني فيه أن السيدة لمى صادق صبّاح رشحتني بالاتفاق مع المخرجة رشا شربتجي للمشاركة في مسلسل «طريق» لأؤدي شخصية «رغدة». وبعد سلسلة من المفاوضات وقّعنا عقد العمل وصوّرت دوري فيه.

- قبل البدء بتصوير «طريق»، هل قرأت رواية «الشريدة» للأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ وهل شاهدت الفيلم الذي اقتُبس منها وقامت ببطولته نجلاء فتحي ومحمود ياسين ونبيلة عبيد؟

لم أقرأ رواية «الشريدة»، كما أنني لا أرغب بمشاهدة فيلم اقتُبس من القصة نفسها، لئلا أتأثر بشخصية أُسند إليّ تقديمها فأبدو كأنني أقلّدها. علماً أن مسلسل «طريق» لم يترجم أحداث الرواية حرْفياً، فمؤلفا المسلسل حرصا على إضافة تفاصيل أخرى على الأحداث، وبدوري بذلت جهداً مع المخرجة رشا شربتجي لتخرج شخصية «رغدة» مختلفة تماماً عن شخصية نبيلة عبيد في الفيلم.

- صرحت أن «رغدة» هو الدور الأكثر تأثيرا لدى الناس بين الشخصيات الأخرى التي قدمتها في مجال الدراما...

لا، هذا الكلام قاله  لي أحد الصحافيين حين أجرى معي حواراً، ففي رأيه أن دور «رغدة» هو الأكثر تأثيراً في مسيرتي التمثيلية، حاله حال الكثير من الإعلاميين الذين أبدوا إعجابهم بدوري هذا. بصراحة، شخصية «رغدة»، ورغم فرحي بنجاحها، لن تمحي أدواراً تألّقت في تقديمها، كمسلسلات «عشرة عبيد زغار» و«أدهم بيك» و«أول نظرة»... لكن حين تتوافر شروط النجاح في عمل مثل «طريق» فمن الطبيعي أن يظهر التأثير القوي لكل الشخصيات المشاركة في العمل. وبالنسبة إلى «رغدة» فقد شهدت حياتها تقلّبات كثيرة، واختلف أداؤها باختلاف المراحل التي مرّت بها، فنراها تارةً المرأة المكسورة التي هجرها خطيبها بسبب اتّهامات هي بريئة منها، واستشراسها في الدفاع عن حبّها، وطوراً المرأة الغارقة في تعاطي المهدئات تحدوها الرغبة في الانتقام... وكلها حالات أغنت الدور، وتطلّبت مني بذل جهود كبيرة لتترك الشخصية أثراً طيباً في نفوس المشاهدين.

- انتُقدت كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب المشهد الذي خرجت فيه بملابس الحمام والماكياج ظاهر على وجهك... فما ردّك؟

لا بل كان ماكياجي خفيفاً لدواعي التصوير، وبعد هذا المشهد ظهرت في أكثر من عشر حلقات بدون ماكياج وبدا شعري مرفوعاً بسبب تعاطيّ المهدئات... وهذا فرضته عليّ طبيعة الشخصية.

- في مسلسل «طريق» بدا أداؤك التمثيلي أكثر نضجاً، وهذه نقطة تُحسب لك!

بسبب تعاوني المثمر مع المخرجة رشا شربتجي، تمكّنت من تقديم شخصية «رغدة» بنجاح، تلك الشخصية التي تعاطف معها الناس في كل مراحل حياتها باستثناء المرحلة التي قررت فيها الانتقام من خطيبها السابق جابر سلطان وتدمير علاقته بزوجته «أميرة».

- مسلسل «طريق» عُرض على أكثر من قناة عربية، حدّثينا عن ردود الفعل التي تلقيتها عن هذا العمل؟

كانت فرصة جميلة أن أشارك للمرة الأولى في العمل اللبناني السوري المشترك «طريق» من بطولة عابد فهد ونادين نسيب نجيم، فالدور نال إعجاب المشاهدين ووصلتني عنه ردود فعل إيجابية على مواقع التواصل الاجتماعي. من مختلف الدول العربية.

- هل فتح لك هذا العمل آفاقاً جديدة في عالم التمثيل؟

حدّثني البعض عن ضرورة المشاركة في أعمال فنية جديدة، لكن لا شيء جدّياً بعد، خصوصاً أنني حالياً بحاجة الى إجازة أرتاح فيها من عناء تصوير المسلسل وتقديمي برنامج «بدي رأيك» الذي عرض خلال شهر رمضان على شاشة تلفزيون osn.

- بعد نجاحك في التمثيل، هل ستولينه أهمية على حساب عملك في الإعلام؟

في اعتقادي أن التمثيل والتقديم التلفزيوني يسيران في خطين متوازٍنين، خاصة أنني لا أشارك سوى في عمل درامي واحد في السنة، باستثناء عام 2017 الذي قدّمت خلاله عملين، أما ما تبقّى من وقتي فأكرّسه للعمل الإعلامي والاهتمام بعائلتي.

- حدّثينا عن برنامج «بدي رأيك»...

«بدي رأيك» برنامج يرتبط بمواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً «تويتر»، وهو ذو طابع اجتماعي وبثّ مباشرةً على الهواء بحيث كنا نطرح قضية اجتماعية ونضع احتمالات ونُجري استفتاءات ونستمزج آراء الناس، كما استضفت مجموعة من السيدات اللواتي يعملن في مجالات مختلفة، وقد تفاعل الناس مع هذا البرنامج طوال عرضه في شهر رمضان.

- لماذا لم تقدّمي برنامجاً فنياً كعادتك؟

في السنوات الأربع الماضية، قدّمت برامج استضفت فيها فنانين من كل المجالات مع فرقة موسيقية، لكن هذا العام فضّلت التغيير وقدّمت برنامجاً اجتماعياً لاقى أصداء طيبة رغم انشغال المشاهدين بمتابعة الأعمال الدرامية.

- باستثناء مسلسلك، ما هي الأعمال التي تابعتها في رمضان الفائت؟

لم أستطع متابعة أي عمل، باستثناء مشاهد لبعض المسلسلات على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب انشغالي بتصوير مسلسل «طريق» وتقديم برنامجي التلفزيوني، إلا أنني سمعت أصداء جيدة عن مسلسلات «تانغو» و«الهيبة- العودة» و«جوليا» و«مشيت»... أما الأعمال المصرية فلم يتسنّ لي مشاهدة أيٍّ منها، ومع ذلك سمعت بالأصداء الرائعة التي حقّقها مسلسلا «لعنة كارما» لهيفاء وهبي، و«ضد مجهول» لغادة عبدالرازق.

- بعد مضي سنوات طويلة على عملك في محطة «أوربيت»، هل يمكننا الجزم بأنك لن تغادريها يوماً؟  

أنا موظفة رسمياً في محطة «أوربيت» منذ سنوات طويلة، ولست إعلامية متعاقدة على تقديم برنامج أو برنامجين وانتهى الأمر... لكن إذا تلقيت عرضاً مميزاً على الصعيدين المعنوي والمادي، من المحتمل أن أغادر المحطة، لكن لا أحد يعرف ماذا يخبّئ له المستقبل.

- تشاركت مع الممثل إداورد في تقديم برنامج «القاهرة اليوم» على قناة مصرية، فكيف وجدت تعامل المصريين معك؟

كان الانسجام واضحاً بيننا، والعاملون المصريون أحبّوني وأحببتهم، وسعدت بهذه التجربة.

- اللهجة اللبنانية، هل كانت عائقاً أمام عملك في مصر؟

لا، لأن القائمين على برنامج «القاهرة اليوم» طلبوا مني التحدّث باللهجة اللبنانية، لكنني كنت أضطر أحياناً لاستعمال بعض الكلمات المصرية حتى يتمكن المشاهد المصري من فهمها.

- مسلسل «أدهم بيك» الذي لعب بطولته يوسف الخال، لماذا لم ينل حظه من النجاح؟

كثر أشادوا بدوري في هذا العمل وأكدّوا أنني قدّمت مشاهد مميزة إلى جانب النجم يوسف الخال، إلا أن العمل لم يحقق نجاحاً كبيراً أثناء عرضه في رمضان 2017، لكن حين عُرض للمرة الثانية على شاشة تلفزيون «الجديد»، لاقى قبولاً من المشاهدين.

كلمة أخيرة...

أريد أن أوجّه الشكر الى المخرجة رشا شربتجي التي أعطتني فرصة مميزة من خلال مشاركتي في المسلسل الناجح «طريق».