أنت المسؤولة عن حماية طفلك من جفاف السوائل في جسمه صيفاً!

كارين اليان الضاهر 11 أغسطس 2018

في فصل الصيف، يعتبر الطفل كما الراشد أكثر عرضةً لجفاف السوائل في الجسم. من الطبيعي أن يزيد خطر التعرض لهذه الحالة نتيجة التعرّق الزائد مع اللعب خارجاً لفترات طويلة والتعرّض خلالها لأشعة الشمس. كما أنه تسنح الفرصة للطفل لممارسة أنشطة رياضية عدة يحبها وقد لا يتم التركيز حينها على أهمية ترطيب جسمه وتأمين السوائل التي يحتاج اليها بحيث يخسر من السوائل ما يفوق الكميات التي يحصل عليها. من الضروري أن تتنبه الأم إلى كل الخطوات الأساسية التي تسمح بتجنّب إصابة طفلها بهذه الحالة التي لا يُستهان بها. إليك الأسئلة الأكثر طرحاً والأجوبة المناسبة لها. 

- ما هي حالة جفاف السوائل في الجسم؟ 

جفاف السوائل في الجسم هو عبارة عن نقص في معدلات السوائل في الجسم نتيجة حالة مرضية معينة أو التعرّق الشديد أو التعرّض الزائد لأشعة الشمس صيفاً.

- هل يعتبر الطفل كما الراشد عرضة للإصابة بهذه الحالة؟

يعتبر الطفل الصغير أكثر عرضةً للإصابة بهذه الحالة لكونه يتعرض بنسبة زائدة للعوامل المذكورة أعلاه ويخسر بالتالي المزيد من السوائل.

- ما العوامل التي تساهم في الإصابة بجفاف السوائل في الجسم؟

قد يتعرض الطفل لجفاف السوائل نتيجة حالة مرضية تسبب التقيؤ والإسهال وارتفاع الحرارة وقلّة القابلية على الأكل والشرب، مما يؤدي الى نقص السوائل والمعادن في جسمه نتيجة إصابته بالتهاب فيروسي معين. قد يكون تعرّضه لحالة كـ«فيروس روتا» السبب مثلاً. أيضاً يزيد خطر تعرض الطفل لهذه الحالة صيفاً عند وجوده في محيط حار بمعدل زائد يتعرض فيه بشكل مفرط لأشعة الشمس ويتعرّق أيضاً بنسبة زائدة. حتى أنه يمكن أن يعاني الطفل تقرّحات في الفم يجد بسببها صعوبة في الأكل والشرب، مما يسبّب له هذه الحالة أو يزيدها سوءاً إذا ترافقت مع حالة مرضية أخرى.

- هل من أعراض معينة يمكن أن تلاحظها الأم وتدعو الى القلق لاحتمال ارتباطها بحالة جفاف السوائل في الجسم؟

ثمة أعراض عدة يمكن ملاحظتها، أهمها:

● تراجع معدلات التبوّل

● جفاف في العينين

● عدم انهمار دموع الطفل عند بكائه

● التعب وقلّة الحركة

● صعوبة إرضائه وتوتره الزائد

● ميل البول إلى اللون الأصفر الداكن

● جفاف في الفم

- ما المضاعفات التي قد تنتج من جفاف السوائل في جسم الطفل؟

نتيجة جفاف السوائل في الجسم، يصبح الطفل أكثر ضعفاً وحساسية وعرضةً للإصابة بحالات مرَضية أكثر خطورة كالإرهاق الناتج من الحر الشديد والتشنّجات العضلية وضربات الشمس.

- هل يمكن ملاحظة أعراض جفاف السوائل في جسم الطفل مباشرة أثناء تعرّضه لأشعة الشمس؟

يعتبر الكسل وتعب الطفل وتوتره من أولى علامات جفاف السوائل في الجسم التي يمكن ملاحظتها. لذلك، أثناء لعبه في الخارج تحت أشعة الشمس وما إن تلاحظ الأم تعب طفلها وقلّة الحركة لديه، من الضروري أن تأخذه ليستريح في مكان أكثر برودة لا يتعرض فيه لأشعة الشمس، وأن تعطيه الماء.

- هل يمكن إعطاء الطفل أي نوع من السوائل أم أن الماء حصراً ضروري لترطيب جسمه؟

يبقى الماء السائل المفضل لترطيب الجسم مقارنةً بالعصير والمشروبات الغازية. وبشكل خاص تعتبر بعض المشروبات الغازية الغنية بالكافيين مدرّة للبول مما يزيد المشكلة سوءاً.

في المقابل، ثمة وجبات صغيرة صحية غنية بالماء يمكن أن تؤمّنها الأم لطفلها أثناء وجوده في الخارج للعب وتعرّضه لأشعة الشمس، ومنها الفاكهة الغنية بالماء كالبطيخ والفريز (الفراولة) والدراق والغريب فروت. حتى أن الخضر يمكن أن تؤمّن له حاجات جسمه من السوائل، فمنها ما هو غني بالماء كالخيار والبندورة.

- ما كمية الماء التي على الطفل تناولها يومياً؟ 

يختلف معدل السوائل التي يحتاج إليها الطفل باختلاف الحرارة التي يتعرض لها ومعدل نشاطه والفترات التي يلعب فيها خارجاً ويتعرض لأشعة الشمس. لكن حرصاً على تأمين حاجات الطفل من السوائل، يُنصح بإعطائه الماء بشكل منتظم ومتواصل خلال النهار، وحتى إن لم يشعر بالعطش. وفي أثناء اللعب خارجاً، يُنصح بتزويده بقنينة من الماء ليشرب منها طوال الوقت على أن تُعاد تعبئتها مرات عدة في اليوم. فالطفل الذي يعتبر نشاطه زائداً، يحتاج إلى ترطيب جسمه كل 15 إلى 20 دقيقة في اليوم.

نصيحة إضافية: ثقّفي طفلك حول أهمية شرب الماء من سنّ مبكرة حتى يدرك ضرورة ترطيب جسمه باستمرار ويحرص على ذلك أثناء اللعب بمفرده.

حاجات الطفل اليومية من الماء

● من سن 4 إلى 8 سنوات: 8 أكواب من الماء يومياً

● من سن 9 إلى 13 سنة: 10 أكواب في اليوم

● الفتيات من سن 14 إلى 18 سنة: 10 أكواب في اليوم

● الفتيان من سن 14 إلى 18 سنة: 14 كوباً في اليوم.

نصيحة:

لا تنتظري حتى يطلب منك طفلك أن تعطيه الماء ليشرب. احرصي على استباق هذا الأمر لأنك تعرفين حاجات جسمه أكثر منه، خصوصاً أن الشعور بالعطش يعتبر من العلامات المتأخرة لجفاف السوائل في الجسم، بشكل خاص لدى الطفل، فحتى يدرك دماغه أنه يحتاج إلى الماء ويشعر بالعطش، يكون قد أُصيب بحالة جفاف السوائل في الجسم. من هنا أهمية أن تعطي الأم طفلها جرعات من الماء بانتظام وبشكل متواصل لتأمين حاجات جسمه من السوائل وضبط حرارته الداخلية.