الرضاعة الطبيعية...لا تحرمي طفلك من هذا الكنز الذي تملكين!

كارين اليان ضاهر 12 أغسطس 2018

على الرغم من أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها الكثيرة للأم والطفل، يبدو واضحاً أن معدلات الأمهات المرضعات قد تراجعت بشكل ملحوظ في أيامنا هذه. ثمة عوامل كثيرة قد تلعب دوراً في ذلك، منها عدم توافر الظروف للأم العاملة المرضعة لتتمكن من الاستمرار في إرضاع طفلها بعد عودتها إلى العمل مع انتهاء إجازة الأمومة. كما أن كثرة المغريات اليوم وضيق الوقت وعدم تمتع بعض الأمهات بالصبر اللازم وتخوّفهن أحياناً على رشاقتهن وعلى مظهرهن، كلها عوامل قد تقلّل من رغبتهن بإرضاع أطفالهن. كثيرة هي الأسباب، لكن تبقى النتيجة واحدة في أن عدم إرضاع الطفل يحرمه من مصدر غذائي مهم يؤمّن له كل حاجاته وسبل المناعة لمواجهة أمراض كثيرة يمكن أن يتعرض لها. هذا من دون أن ننسى فوائد الإرضاع للأم، والتي تمكّنها من حماية نفسها من مشكلات عدة يمكن أن تواجهها. 

ما الفوائد التي يعود بها الحليب الطبيعي على الطفل؟

يعتبر الحليب الطبيعي الغذاء الأمثل الذي يمكن أن يحصل عليه طفلك. إذ يعتبر مزيجاً ممتازاً من الفيتامينات والبروتينات والدهون التي يحتاجها الطفل لنموّه السليم. كما يمتاز بكونه سهل الهضم للطفل.

- يحتوي الحليب الطبيعي على أجسام مضادة تساعد الطفل على مكافحة البكتيريا والفيروسات التي يمكن أن يتعرض لها.

- يساعد الحليب الطبيعي على الحد من احتمال إصابة الطفل بالربو والحساسية.

- يعتبر الأطفال الذين يحصلون على الحليب الطبيعي حصراً في الأشهر الستة الأولى أقل عرضةً لالتهابات الأذن وأمراض الجهاز التنفسي والإسهال، بالتالي يقل معدل زيارتهم للطبيب أو دخولهم المستشفى.

- يعتبر الأطفال الذي يرضعون أكمام أمهاتهم في الأشهر الأولى أقل عرضة لمشكلات الأسنان وتسوّسها في سنوات لاحقة.

- تظهر المشكلات النفسية لدى الأطفال الذين يرضعون الحليب الطبيعي بمعدلات أقل. كما أنهم يملكون قدرات تعليمية فضلى مقارنةً بالأطفال الذين يتناولون الحليب المصنّع.

- تبين وجود علاقة ما بين الرضاعة وارتفاع معدلات الذكاء لدى الأطفال الذي يرضعون من أثداء أمهاتهم.

- يساعد الحليب الطبيعي على الحد من معدلات السُمنة بين الأطفال لاعتباره يؤمّن للطفل الوزن المناسب من دون زيادة أو نقصان.

- تخلق الرضاعة الطبيعية علاقة عاطفية متينة بين الأم وطفلها، كما تُشعر الطفل بالأمان.

- تبين أن الحليب الطبيعي يساعد على الحد من خطر تعرض الطفل لمتلازمة الموت المفاجئ.

- يساعد الحليب الطبيعي على الحد من خطر إصابة الطفل بالسكري والسُمنة وبعض أنواع السرطان.

وفائدة إضافية بعد!

أظهرت إحدى الدراسات، أن الرضاعة تساعد على التخفيف من معدلات التوتر لدى الأم، كما تصبح أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. 

ماذا عن فوائد الرضاعة للأم؟

- بخلاف ما تعتقد كثيرات، يساعد الإرضاع الأم على استعادة رشاقتها بسرعة لاعتباره يساهم في حرق الوحدات الحرارية، مما يسمح بالتخلص من الكيلوغرامات الزائدة التي اكتسبتها خلال الحمل. إذ تساعد الرضاعة على حرق 300 أو 500 وحدة حرارية إضافية. لذا يمكن التخلص من الكيلوغرامات الزائدة التي تم اكتسابها خلال الحمل بتناول كميات الطعام نفسها من دون زيادة.

- يساعد الإرضاع على إطلاق هورمون الـOxytocin الذي يساعد الرحم على استعادة حجمه الطبيعي بسرعة كبرى. كما قد يساعد على الحد من النزف في الرحم بعد الولادة.

- تساعد الرضاعة على الحد من خطر الإصابة بسرطانَي الثدي والمبيض.

- يمكن أن تخفف الرضاعة من خطر إصابة الأم بترقّق العظام.

- تساعد الرضاعة على الحد من مشكلات ما بعد الولادة فتتعافى الأم بسرعة.

- تفسح الرضاعة في المجال للأم للاسترخاء والهدوء فيما تضم طفلها إلى صدرها، وتخلق روابط متينة بينهما.

- تسمح الرضاعة بتوفير الوقت الذي قد تحتاجه الأم لتعقيم قناني الحليب.

- في فترة الإرضاع، تبلغ قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم ذروتها.

- تساعد الرضاعة على الحد من خطر إصابة بالأم بالسكري من النوع الثاني.

- تبين أن النساء اللواتي يرضعن أطفالهن أكثر من 12 شهراً هنّ أقل عرضة لارتفاع ضغط الدم لاحقاً. كما أن الرضاعة قد تساعد على الحد من خطر إصابة الأم بأمراض القلب في سنوات لاحقة.

تخشى أمهات كثيرات ألا يكون الحليب الذي تعطينه لأطفالهن كافياً، كيف يمكن التأكد من ذلك؟

يتميز الحليب الطبيعي بكونه يتناسب مع حاجات الطفل. ففي الأيام الأولى يشكل الـColostrum الذي يُعرف بالسائل الذهبي غذاءً أمثل للطفل فيؤمّن حاجاته كافة، كما يساعد جهازه الهضمي على البدء بهضم الحليب الطبيعي، وإن بكميات صغيرة فهي كافية لتلبية حاجاته. وفيما تزيد حاجات الطفل يبدأ الحليب بالإدرار تلبيةً لمتطلباته. علماً أن الخبراء والأطباء ينصحون الأمهات دائماً بإرضاع أطفالهن حصراً من دون الحليب المصنّع حتى لا تخف كميات الحليب لديهن.

قد تجد الأم في البداية صعوبة في معرفة احتياجات طفلها لتلبيتها بالشكل المناسب بالرضاعة، كيف يمكن أن تعتاد على هذه المرحلة؟

- على الأم أن تراقب طفلها جيداً لتتعرف على علامات الجوع التي يمكن أن تظهر لديه حتى ترضعه في الوقت المناسب. ففي الأسابيع الأولى بشكل خاص، قد تضطر الأم إلى إرضاع طفلها بين 8 و12 مرة في اليوم. يجب أن ترضع طفلها كلّما شعرت بحاجته إلى ذلك من دون أن تنتظر سماع بكائه. علماً أن بعض الأطفال يعبّرون عن إحساسهم بالجوع بتحريك اليدين باتجاه الفم وبمصّ الإصبع مثلاً.

- يجب أن تتحلّى الأم بالصبر في كل مرة يرغب فيها طفلها بالرضاعة. يحتاج الطفل إلى مدة 10 إلى 20 دقيقة ليرضع من كل ثدي. 

- يجب التركيز على عنصر الراحة حيث من المهم أن تحرص الأم على الاسترخاء في أثناء إرضاع طفلها حتى ترضعه بشكل أفضل وتلبي حاجاته.