ملكة جمال لبنان 2018 بيرلا حلو: حققت الكثير رغم الدعم القليل الذي قدّمه لي المعنيون

كارين اليان ضاهر 11 أغسطس 2018

بعد أسابيع قليلة، تُسلّم ملكة جمال لبنان 2018 بيرلا حلو التاج إلى جميلة أخرى من لبنان تمثّل لبنان طوال عام. عندما تسلّمت بيرلا التاج قبل حوالى عام عند بداية ولايتها، اختارت مشروعاً عملت في إطاره ورسمت أحلاماً وطموحات وآمالاً، منها ما نجحت في إنجازه ومنها ما تعذّر تحقيقه بسبب صعوبات وعوائق لم تكن في الحسبان. عن ذلك العام الذي مرّ كالحلم والذي سيبقى في ذاكرتها إلى الأبد مع ذكريات جميلة لن تنساها أبداً، تحدثت بيرلا مشيرةً إلى الدروس التي تعلّمتها، وإلى الأسى الذي يملأ قلبها بسبب الدعم القليل الذي تلقّته من الجهات المعنية. كما أسدت نصيحة ذهبية إلى الشابة التي ستتربّع على عرش الجمال بعدها.

- مع بداية مدة ولايتك وتربّعك على عرش الجمال وضعت مشروعاً وسعيت إلى تحقيق إنجازات عدة والقيام بنشاطات في هذا الإطار، ما تلك التي استطعت تحقيقها؟

حققت الكثير من الإنجازات وقمت بأنشطة عدة. كما شاركت في حفلات أُقيمت بهدف دعم جمعيات، وزرت مؤسسات عدة تعنى بالنساء وبتقديم الرعاية للمحتاجين في مناطق مختلفة في شمال لبنان وأخرى كثيرة. ولي أيضاً مشروع جديد سأعمل عليه وسأشارك في عدد من الأنشطة في هذا الإطار، في منطقة زحلة تحديداً بالتعاون مع جمعيات عدة.

- مما لا شك فيه أن توقعات شابة في مثل سنّك عند تتويجها كانت كبيرة في بداية العام وطموحاتك كذلك، هل شعرت بالخذلان على أرض الواقع فلم تتمكني من تحقيق أحلامك الكبيرة؟

في بداية مدة ولايتي، كانت طموحاتي ملائمة للواقع ولم أحلم بشكل يتخطى ما يمكن تحقيقه. على العكس، كانت طموحاتي مستندة إلى المنطق والواقع الذي نعيشه. فمنذ البداية كنت أعلم جيداً أننا نفتقر في لبنان إلى المتابعة الجدية والدقيقة على الصعيد الرسمي، مما يزيد من الصعوبات التي يمكن مواجهتها، وبالتالي يحدّ ذلك من القدرة على تحقيق الأهداف المنوي بلوغها. هذا واقع لا يمكن أن نهرب منه، وليس في وسعنا إلا أن نتقبّله. قد لا يكمن السبب في الإهمال والتهاون ربما، بل في ضعف الإمكانات الاقتصادية وصعوبة التمويل.

- ما العوائق التي واجهتِها على أرض الواقع في سعيك إلى تحقيق مشاريعك وأهدافك؟

في المجال الذي أعمل فيه وفي المشروع الذي اخترته، أرى أن العوائق الكبرى قد تمثّلت في عدم تجاوب بعض المعنيين، مما زاد من صعوبة تحقيق إنجازاتي ومشاريعي. أعتقد أن هذا كان العائق الأكبر الذي واجهته والذي كان سبباً في إضاعة الوقت سدى من دون تحقيق الأهداف التي سعيت إليها. فمن المؤسف فعلاً أن نجد هذا الكم من التهاون في قضايا إنسانية اجتماعية جدّية نعمل على معالجتها من دون أن نلقى آذاناً صاغية.

- ما أجمل إنجاز استطعت تحقيقه؟

يسعدني أنني استطعت خلال مدة ولايتي، أن أزرع البسمة على وجوه الكثير من الأشخاص الذين تعاملت معهم وسعيت إلى مساعدتهم. قدمت المساعدة على قدر المستطاع والإمكانات المتوافرة لديّ، لأنني كنت أعمل منفردة في كثير من الأحيان ومن دون أن أتلقّى أي دعم رسمي من الجهات المعنية. سعادة الأشخاص الذين ساعدتهم هي أكثر ما يفرحني.

- ما توقعاتك لمسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان المقبلة نظراً للتغيرات الجذرية التي أُحدثت فيها؟

أتوقع أولاً أن تكون الظروف كافة فضلى لملكة جمال لبنان، حتى تحقق القضية التي ستختارها وتعمل عليها، خصوصاً أنه سيكون هناك فريق عمل إلى جانبها يدعمها ويقدم لها المساعدة في كل خطوة تقوم بها. وهذا إنجاز بذاته. هذا ما تم تأسيسه والعمل عليه بشكل جدّي هذا العام، وهو ما لم يكن متوافراً يوماً. أتمنى لها التوفيق في كل خطوة تخطوها، وأن نتعاون معاً في سبيل تحقيق الأفضل.

- هل تتوقعين أن يكون الحفل مختلفاً عن الأعوام السابقة، كما يُحكى؟

وفق ما نسمعه من أخبار عن الحفل فمن المتوقع أنه سيكون رائعاً. من الطبيعي أن نشعر بحماسة لذلك ولكل ما ينقل صورة جميلة عن لبنان ويحمل خيراً له. لذلك أتمنى أن يتم الحفل بأفضل شكل ممكن وبأجمل صورة نعكسها عن بلدنا.

- لدى تمثيلك لبنان في العام الماضي، ما الصعوبات التي واجهتها في الخارج وما الذي كان ينقصك لدى المشاركة في مسابقة عالمية مقارنةً بملكات الجمال الأخريات المشاركات؟

العوائق الكبرى والصعوبات التي واجهتها تمثّلت في أنه كان هناك فريق كامل يرافق كل ملكة جمال ويعمل ويتعاون معها، وهذا ما كان ينقصني نظراً لغياب الدعم. لكن على الرغم من ذلك، استطعت أن أحقق إنجازاً كبيراً ومهماً للبنان، وقد ربحت في مسابقات عدة شاركت فيها وفزت بالمرتبة الرابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكنت السابعة في اختيارات الناس وتم اختياري من بين الـTop 20. لكن للأسف، خلال هذه التجربة تسلّمت كل المهمات والمسؤوليات بمفردي بمساعدة أصدقائي وبلا أي دعم من جهة رسمية، بعكس معظم ملكات الجمال المشاركات اللواتي كنّ مدعومات من حكومات بلادهن. وهذا مؤسف فعلاً. لكن أعود وأكرّر توقعاتي بأن تكون الظروف فضلى في العام المقبل لملكة جمال لبنان 2019، فهي لن تواجه العوائق نفسها والصعوبات التي واجهتُها في مشاركتي، لأن ثمة فريق عمل سيكون إلى جانبها ويدعمها ويسهّل لها الأمور. وأنا شخصياً على أتمّ الاستعداد لأقدم لها المساعدة في كل ما يمكن أن تحتاجه.

- غالبية ملكات جمال لبنان اتّجهن إلى التمثيل بعد انتهاء مدة ولايتهن وبعد أن تلقّين عروضاً في التلفزيون وفُتحت لهن مجالات عدة، هل مشروع التمثيل وارد لك؟

ثمة عروض عدة قُدّمت لي في هذا المجال وغيره، لكنني أحرص على دراستها كلّها لأختار منها ما يناسبني أكثر من حيث المجال أو الموضوع. سواء بالنسبة إلى التمثيل أو غيره، سأختار ما أُفضّل وأشعر بالرغبة في القيام به. لكن حتى الآن لم أتخذ أي قرار نهائي بعد.

- أي نصيحة ذهبية تقدّمينها إلى الصبية التي ستتسلّم منك التاج؟

أنصح الصبية التي ستُتّوَج ملكة جمال لبنان في العام المقبل أن تكون على طبيعتها ولا تحاول أن تغيّر في شخصيتها، فهذا ما يحبّه الناس وما سيفضلونه لديها. هكذا أحبّني الناس... لذا أنصحها ألاّ تلجأ إلى التصنّع لتحوز محبّة الناس.