Home Page

مديرة دار 'الآداب' للنشر رنا إدريس...

كتب, كتب الطفل / الأطفال, شبكة الإنترنت, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, موقع / مواقع إلكترونية, رنا إدريس, حجاج أدول

29 نوفمبر 2011


عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة إحدى «عاشقات الكتب» وجئنا بالاعترافات الآتية...


علاقتي بمكتبتي هي

علاقة حميمة وفوضوية وغير مرتبّة. أنا أتعامل بكثير من العفوية مع الكتاب. ففي عملي أجدني مضطرة لأن أكون منظمة مع الكتب التي أريد إصدارها ونشرها. أمّا في مكتبتي الخاصة، فتكون علاقتي مع كتبي وقراءاتي الخاصة علاقة حرّة لا تقوم على أساس التنظيم والترتيب والتوزيع.
تتجاور فيها الكتب العربية إلى جانب الإنكليزية والفرنسية والإسبانية، والرواية تجدينها إلى جانب الشعر. وعندما أصبحت مكتبتي المنزلية غير قادرة على اتساع الكتب، صرت أضع الفائض منها في خزائن ملابسي الخاصة.

أزور مكتبتي مرّة كلّ
يوم... لا يمرّ يوم دون زيارة مكتبتي وانتقاء أحد الكتب منها. أرى الفوضى يومياً وأتعهد ترتيبها إلاّ أنني أغرق أكثر فيها حتى أصبحت جزءاً من هويّة مكتبتي.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
الرواية طبعاً. كما أحبّ الكتب السياسية والفنية المصوّرة وكتب الأطفال.

كتاب أُعيد قراءته
"الأمير الصغير" للفرنسي أنطوان دو سانت اكزوبيري. قرأته عندما كنت صغيرة ثمّ قرأته مع كلّ طفل من أطفالي الثلاثة باللغة الفرنسية وبترجماته إلى كلّ اللغات التي أتقنها. وأنا مُستعدّة لأن أقرأه في شكل مستمر لأنني في كلّ مرّة اكتشف فيه شيئاً جديداً.
ففي هذا الكتاب تجد البراءة والعمق، هو كتاب يتناسب وكلّ مراحل الإنسان العمرية من الطفولة حتى الشيخوخة. كما أحبّ قراءة قصائد نيرودا من وقت إلى آخر. هذا إلى جانب "مئة عام من العزلة" لماركيز التي قرأتها باللغة الفرنسية وأعجبتني في المرّة الأولى أكثر من المرّات اللاحقة.

كتاب لا أعيره
لا أعير الكتاب الموقّع لي شخصياً بقلم مؤلّفه.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
ألبير كامو. وأكثر ما أحببت له رائعته "الغريب". هذا الكتاب يُمثّل جزءاً من حياتي العائلية. عندما تعرّفت إلى زوجي تناقشنا فيه ومن ثمّ دفعت أولادي لقراءته وناقشناه معاً. إنّ كامو ككاتب و"الغريب" كرواية لهما أثرٌ عميق وحميم في نفسي وحياتي.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
كتاب جديد صادر عن "دار العين" بعنوان "ثلاث برتقالات مملوكة" للكاتب حجاج أدول، أهدتني إيّاه صاحبة الدار في الجزائر وضممته البارحة إلى مكتبتي.

كتاب أنصح بقراءته
ليس من السهل اختيار كتاب بعينه، هذا سؤال صعب. ولكن يُمكنني أن أنصح بأحدث إصدار للكاتب الياس خوري "سينالكول" عن "دار الآداب"، وهو لم يصدر بعد. عندما قرأته ترك فيّ أثراً عميقاً وعَنَى لي الكثير لكونه يحكي عن الوضع الطائفي في لبنان، والذي أراني مُستاءة منه للغاية.

كتاب لا أنساه أبداً
"عائد إلى حيفا" لغسان كنفاني. هو أوّل كتاب جعلني أعي ماهية المشاكل السياسية في المنطقة وأدخلني عالم الرواية بسهولة واستمتاع. وكذلك كتاب "الخندق الغميق" لوالدي سهيل إدريس.
وأنا ربما بعكس رأي الغالبية، أحبّ هذا الكتاب أكثر من "الحيّ اللاتيني"، ربما لأنّه عرفني إلى نشأة والدي وجذوره وحياته ونفسه بالتالي عرّفني إلى نفسي أكثر.

بين المكتبة والإنترنت أختار
أنا طبعاً من الأشخاص الذين يعشقون الحبر والورق. أحبّ رائحة الكتاب وملمسه والذكريات المُخبّأة وراء كلّ صفحة. ولكني أشعر بأنّ المكتبة الورقية إلى زوال. أخاف جداً على مكتبتي المنزلية من الضياع بعدي لأنني لا أرى أن الجيل الجديد مهتم بالكتب الورقية.
هو يستطيع تحميل 35 ألف كتاب على لوحة محمولة لا يتعدّى وزنها النصف كيلو. أنا أهتم أيضاً بالإنترنت وبدأنا كدار نشر مشروعاً كبيراً بعنوان eadab لحفظ الحقوق الإلكترونية.
وفي هذا المشروع مصلحة المؤلف والناشر لأنّه يحمي من القرصنة ويكسر الحواجز الرقابية المفروضة علينا. وطموحنا الكامل يقتضي حفظ كلّ أرشيف "دار الآداب"، بدءاً من العام 1953، إلكترونياً.