منزل الراحة النفسية عناصره المتجانسة فائض من نور

روزي الخوري (بيروت) 25 أغسطس 2018

في زحمة الحياة الخارجية، لا بدّ من مساحة هدوء داخلية. كلّ شيء هنا منفصل عن العالم الخارجي. نقاء وصفاء في الألوان وراحة تامة صمّمت على أساسها المهندسة مارينا خليل هذه الشقة السكنية، ملبّية بذلك رغبة المالكين.

فقد أعادت رسم الشقة بما أكسبها مساحة إضافية وفائضاً من نور. فالشفافية واللون الأبيض وتجانس الألوان، كلّها اجتمعت في هذه المساحة، من أكبر تفصيل إلى أصغره، ببساطة وأناقة، بعيداً من الزخرفة والتكلّف. الأبيض الناصع في السقف والأرض كمّله الأثاث العصري بألوانه الزاهية البيج والرمادي المائل إلى الأزرق الفاتح. وساهمت الواجهات الزجاج في إدخال فائض من النور.
وللحفاظ على هذه الروح، استخدمت المهندسة خليل الخشب الرمادي الزاهي في قاعات الاستقبال، وفي غرفة الطعام، وخصوصاً في الخزانة التي شغلت الجدار ولعبت دور الدروسوار بأسلوب خفي.
وفي ظلّ السكون التام الذي طبع الأجزاء، سُلّط الضوء أكثر على الأثاث الفخم من ماركات ايطالية فاخرة، وعلى الطاولات التي توزّعت بتصميمها اللافت بين الجلسات. وبرزت بعض الأكسسوارات الذهبية على جدار غرفة الطعام مثلاً، فتوزعت مجموعة من القطع المستديرة على الجدار وداخل فجوة مستطيلة في جدار الصالون، مربّعات من الجفصين في داخلها رسوم ذهبية شكّلت لوحة متكاملة ممتعة للنظر لما فيها من إبداع هندسي. واستلقى أمام هذا الجدار مقعد شبه مستدير من الجلد الرمادي الفائق العصرية، يقابله مقعد من القماش بلون رمادي أكثر دكنةً. وأمام الزجاج، مقعدان أزرقان منفصلان وإلى جانبهما طاولتان من الحديد بشكل هندسي لافت. وفي الوسط، طاولة مقسّمة إلى ثلاثة أجزاء تشكّل مجتمعة تحفة رائعة من الذوق والتفنّن. ورغم انفتاح المساحة على بعضها، استطاعت المهندسة خليل أن تعطي لكلٍ منها استقلالية تامة، بحيث توزّعت الصالونات بتجانس أكسب كلاً منها خصوصية لتشكّل كلّ جلسة مساحة بذاتها.
وفي الانتقال إلى الصالون الثاني المقابل لغرفة الطعام، يطالعنا مقعدان وثيران من القماش الأزرق بتصميم فريد، خلفهما جدار ازدان بقطعة من الحديد المذهّب لعب دور خزانة لعرض الأواني الثمينة من البورسولان، طغى عليها اللون الأبيض وشتول الأوركيديه.
أما غرفة الطعام، فتحكي قصّة فريدة من الذوق والرقي الهندسي. وجه الطاولة من الرخام الأبيض الموشّى بالرمادي، وحولها المقاعد من الجلد الرمادي أيضاً. وفوق الطاولة مصباحان متشابهان مؤلفان من مجموعة مستديرات من الكريستال. والدروسوار خلف الطاولة بلونه الأبيض، درفه عبارة عن أشكال هندسية عدة.
واللون الرمادي انتقل إلى الشرفة أيضاً، حيث الطاولة من الخشب ارتفعت حولها المقاعد الرمادية في جزء من الشرفة. أما الجزء الثاني فشغلته مقاعد باللون الأبيض خلفها جدار مزروع بالشتول.
اللونان الأبيض والرمادي طبعا غرفة الجلوس لإكمال لوحة التجانس التي حرصت على إظهارها المهندسة خليل. جدار مستطيل من الخشب الأبيض ضمّ مجموعة خزائن منها المربّع ومنها المستطيل، في وسطها جهاز التلفزيون، وفي جزئها الأخير مربّعات ضمّت مجموعة من الأواني جمعها المالكون من أسفارهم، تجسّد المعالم السياحية لكلّ بلد. أما مقعدها الوثير والكبير الحجم المتصلّ الأجزاء فباللون الرمادي أيضاً.
اللوحة بعناصرها الثابتة تكمل إلى غرفة النوم الماستر، بحيث ترفل الغرفة باللون الأبيض، فيما ظهر السرير مقطّع إلى مربّعات من القماش بأحجام مختلفة تخلّلتها خيوط ذهبية أكسبت الغرفة عراقة ورونقاً خاصاً. أما حمّامها فباللونين الأبيض الموشّى بالرمادي والخشب الزاهي، وحمّام الضيوف بالأبيض والأسود، رُسمت على جداره الأبيض البورسولان شجرة أغصانها باللون الداكن وحولها العصافير. الغرفة الثانية شبابية أكثر، دخلها اللون الزهر في كلمة مضاءة تعني الحلم، فوق السرير من القماش الزاهي إلى جانب التفاصيل الأخرى للخزائن والأبواب والستائر البيض.
هكذا تكون اللوحة المتجانسة ذات عنوان كبير: الراحة التامة والأناقة الباهرة، قد طبعت كلّ الأجزاء والتفاصيل بدقة ومهارة تامة من توقيع المهندسة مارينا خليل.