وعد البحري: لا أخشى منافسة تامر حسني وإليسا

نيرمين زكي (القاهرة) 08 سبتمبر 2018

بعد قرار اعتزال مؤقت، وشعور بالإحباط والتخبّط، عادت الفنانة وعد البحري الى الساحة الغنائية، من خلال ألبوم “فرحتي بيك”، والذي تطلب منها تحضيرات استمرت لمدة عامين، إلا أنها اختارت توقيتاً غير متوقع لطرحه، حيث قررت الظهور به على الساحة الغنائية بالتزامن مع صدور ألبومات إليسا وتامر حسني وعدد كبير من النجوم، مؤكدةً عدم خوفها من المنافسة، وشعورها بأن ألبومها قادر على إثبات نفسه، لأنها بذلت فيه مجهوداً كبيراً.

في هذا الحوار، تكشف وعد البحري كواليس عدة تتعلق بالألبوم، ورأيها في المنافسة، كما تتحدث عن علاقتها بزوجها وابنها، وتُطلعنا على أسوأ وأفضل قرار في حياتها، وسبب رفضها خوض تجربة التمثيل.

- طرحت ألبومك الأخير “فرحتي بيك” بالتزامن مع صدور ألبومات جديدة لعدد من النجوم، ألم تخشي من تلك الخطوة؟

بالعكس، لم أفكر بهذه الطريقة إطلاقاً. أنا لا أخشى المنافسة، لثقتي بأن الجمهور لا يحب سماع مطرب واحد، بل يفضّل الاستماع الى الكثير من الألوان والأشكال الغنائية المختلفة.

فالساحة الغنائية تحتمل طرح أكثر من ألبوم في التوقيت نفسه، وهذا ما يحدث منذ سنوات طويلة، وكل فنان مجتهد يحصد نتيجة جهده وتعبه.

- وما الألبومات التي نالت إعجابك؟

طُرحت ألبومات كثيرة على الساحة الغنائية، منها ألبوما إليسا وتامر حسني وغيرهما، لكنني لم أستمع بعد إلا إلى بعض أغاني ألبومَيْ تامر حسني ورامي جمال، ووجدتها أكثر من رائعة، وأتمنى للجميع التوفيق والنجاح في ظل هذه المنافسة الشريفة.

- لكن ماذا عن ردود الفعل التي وصلتك حول ألبوم “فرحتي بيك”؟

كما قلت لكِ، الله سبحانه وتعالى لا يضيّع جهد أحد، وقد بذلتُ في هذا الألبوم جهداً استمر لأكثر من عامين، والآن أجني ثمار هذا الجهد، رغم المنافسة القوية. وقد أشاد عدد من الموسيقيين والشعراء بالألبوم، كما تلقيت عنه ردود فعل جيدة وإيجابية من خلال حسابي على “تويتر”، فالألبوم أثبت نفسه في سورية ومصر ولبنان والخليج، ونجح في إرضاء مختلف الأذواق.

- هل تدخّل زوجك المنتج أحمد البنّا في اختيار أغاني الألبوم؟

كل أغاني الألبوم من اختيار زوجي، فهو بذل مجهوداً فاق مجهودي، وكان يسهر الليالي في الاستديو للإشراف على كل أغنية بنفسه، ويحرص على خروج الألبوم بأفضل صورة، فهو شريكي في التعب والنجاح، وأشكره على كل ما فعله من أجلي ومن أجل هذا الألبوم.

- لكن، ألم تختلفا في وجهات النظر؟

بالطبع، اختلفنا على أكثر من أغنية، لكن كنا نتناقش للوصول الى القرار الأنسب. هي مجرد خلافات في وجهات النظر ولم تصل إلى حد الخصام أو الشجار.

- هل اخترت الأغاني التي ستُصوّر على طريقة الفيديو كليب؟

أفكر جدّياً في تصوير أغنيتين، وهما “فرحتي بيك” و”غير أي حد”، لكن في الوقت نفسه سأستشير جمهوري قبل أن أختار الأغنية التي ستصوّر على طريقة الفيديو كليب.

- لماذا لم تفكّري في خوض تجربة التمثيل؟

لأنني لست موهوبة بالتمثيل ولا أرى نفسي ممثلة، فنجاحي في تقمّص الشخصيات التي أقدّمها في الكليبات لا يعني أنني قادرة على تأدية دور في السينما أو الدراما، كما أفضّل التركيز في الغناء لأنني أعشق الموسيقى والطرب.

- من وقت لآخر، تخضعين إلى نظام غذائي للتخلص من وزنك الزائد، فما هي تفاصيله؟

هذا صحيح، فقد خضعت مراراً للريجيم، لكنني وجدته صعباً للغاية، فالحرمان من النشويات والسكريات والمأكولات الدسمة ليس سهلاً، ولذلك توقفت عن الحمية الغذائية، وكانت النتيجة أن ازداد وزني بشكل ملحوظ.

- لكن ألا تمارسين رياضة تساعدك في التخلص من الوزن الزائد؟

أمارس السباحة، وهي تساعدني في التخلص من الكيلوغرامات الزائدة، وقبل انشغالي بالكثير من الارتباطات الفنية كنت أسبح لساعات يومياً.

- هل تؤيدين الآراء التي تؤكد أن الغناء يؤثر في حياة الفنانة العائلية؟

أؤيدها بقوة، لكن زوجي يساعدني في تحقيق المعادلة الصعبة والتوفيق بين عملي وعائلتي.

- صرّحت أخيراً أن هيفاء وهبي قلّدتك، فماذا كنت تقصدين؟

نشرت منذ فترة صورة أظهر فيها بملابس زيتية اللون وأحمل بندقية، وبعد أيام نشرت هيفاء صورة مشابهة لها، لذلك علّقت وقتها على سبيل المُزاح قائلةً إن هيفاء تقلّدني، لكن البعض أخذ كلامي على محمل الجد، إلا أنني في الحقيقة أحب هيفاء وهبي وأعتبرها أيقونة الجمال والأناقة، كما أعشق أغانيها.

- في رأيك، من هو المطرب الأكثر نجاحاً في التمثيل؟

لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال، لأنني لا أهوى متابعة الأفلام أو المسلسلات، فالموسيقى والغناء هما كل حياتي، ولا أرغب في مشاهدة التلفاز أو الذهاب إلى السينما، لكنني أتمنى التوفيق لكل مطرب خاض تجربة التمثيل.

- ما هي خطوطك الحمر في الفن؟

إلى جانب استخدام البعض العري والإثارة لتحقيق الشهرة، أرى أن دخول أصوات سيئة لا تقدّم إلا النشاز والفن الهابط هو خط أحمر ومرفوض. فالغناء والموسيقى والطرب فنون راقية، ومن غير المسموح للدخلاء وغير الموهوبين البقاء في مجال الفن.

- من هو مطربك المفضل؟

أنا مطربة، ومن واجبي وكجزء من عملي الاستماع الى ما يُطرح في سوق الغناء، لمتابعة آخر تطورات الموسيقى والغناء. لكن إذا أردت الاستمتاع، أستمع الى أغاني الزمن الجميل، فيروز وعبدالحليم حافظ وأسمهان وأم كلثوم ونجاة ووردة الجزائرية.

- هل ما زلت تشعرين أنك مظلومة فنياً؟

لا يزال هذا الشعور يمتلّكني، لأنني أتمتع بصوت قوي وجيد بشهادة جميع الموسيقيين، لكنني لم أحصل على الفرصة الكاملة بعد، رغم الجهود المستمرة التي أبذلها.

- ما النصيحة التي تسدينها الى كل فنانة ما زالت في بداية مشوارها الفني؟

أنصحها بالصمود ثم الصمود ثم الصمود، فمجال الفن صعب للغاية ويحتاج الى الصبر، كما أقول لها: “اتّبعي إحساسك دائماً ولا تفعلي إلا ما تحبّينه وتشعرين به”.

- ما هو أجمل يوم في حياتك؟

اليوم الذي حققت فيه حلم الأمومة، وأنجبت ابني “عيسى”، الذي أعتبره سبب سعادتي وحبّي للحياة.

- وأسوأ يوم؟

يوم اتخذت قرار الاعتزال منذ أكثر من عام، فقد شعرت حينها بالإحباط واليأس، ورفضت الاستمرار في مجال الغناء، لأنني رأيت أنني لا أتقدّم أي خطوة إلى الأمام، بل على العكس أرجع إلى الوراء ومن دون أي سبب... لكن مع مرور الوقت، تأكدت من أنه شعور كاذب، ويجب ألاّ أتخلّى عن موهبتي، ولا بد من مواصلة نشاطي الفني، وقد ساعدني في ذلك زوجي وأهلي وأصدقائي، وعدد كبير من الصحافيين المؤمنين بموهبتي.

- هل هذا يعني أنك لن تفكري في الاعتزال ثانيةً؟

هذا مستحيل، وسأستمر في الغناء حتى آخر يوم في حياتي.

- ما أفضل قرار اتخذته في حياتك؟

الزواج والإنجاب.

- وأسوأ قرار؟

ضيّعت عليّ الكثير من فرص المشاركة في مهرجانات ضخمة بسبب شعوري المستمر بالتردّد والقلق.

- تعيشين حياة زوجية مستقرة وهانئة، فما سر نجاحها في رأيك؟

السر يكمن في ثلاثة أمور: الاحترام، التفاهم والصداقة، فنحن لسنا مجرد زوجين، بل صديقان، وحين نواجه أي مشكلة أو نختلف في الآراء نلجأ الى النقاش المبني على التفاهم والاحترام المتبادل.

- ما هي أحلامك المستقبلية؟

لا أفكر إلا في ابني “عيسى”، فأتمنى أن يكون إنساناً ناجحاً، خصوصاً في تحصيل العلم، وأن يعيش حياته سعيداً وراضياً، وأن يفيد مجتمعه بأي شكل.

- هل توافقين على دخوله مجال الفن؟

لا أتمنى له ذلك، لأن مجال الفن مليء بالصعوبات، ويعرّض كل من يعمل فيه للأزمات النفسية والضغوط، لكن إذا اختار الفن فلن أتردد في دعمه ومساندته، وسأنصحه دائماً بألاّ يفعل إلا ما يحبه ويكون مقتنعاً به.

- لماذا لا تفكرين في تقديم أغانٍ للأطفال؟

لطالما راودتني هذه الفكرة، وأن يظهر ابني معي في أغاني الأطفال، لكن انشغالي بألبوم “فرحتي بيك” دفعني لتأجيل التحضير لهذه الخطوة، وربما أبدأ بها قريباً.

- هل يشبهك “عيسى” أم يشبه والده؟

هو يشبهني كثيراً، لكنه حنون مثل والده ويحاول تقليده في كل شيء.

- هل تفكرين في إنجاب طفل آخر؟

دائماً، لأنني أرغب في تكوين أسرة كبيرة، ولا أحب أن يبقى “عيسى” وحيداً بلا أشقاء، لكن فكرة الإنجاب مؤجلة، لأن “عيسى” ما زال طفلاً صغيراً ويحتاج الى رعايتي واهتمامي، كما أريد التفكير في خطواتي الفنية المستقبلية، ووجود طفل آخر في الوقت الحالي سيُصعّب عليّ الأمور.