روان بن حسين: الشهرة زادتني نضجاً ومسؤولية

ميشال زريق 08 سبتمبر 2018

اكتسبت الشابة الكويتية روان بن حسين شهرةً واسعة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، كونها اليوم، المؤثرة الأصغر بين زميلاتها، إذ أنّها لم تتخطّ الـ 21 عاماً من عمرها، وهي ناشطة في مجالات الموضة والقانون والجمال وتدرس الطيران، فضلاً عن عملها الإجتماعي، وتتنقّل اليوم بين الإمارات والكويت ولندن حيث تمكث وتدرس منذ سنوات. بعيداً عن فوضى مواقع التواصل الإجتماعي والتعليقات والمتابعين، روان شخصية صريحة ومثقفة، لديها رؤيتها الخاصة للواقع والأمور التي نختبرها ونعيشها في يومياتنا.
تفتح روان قلبها لـ”لها”، وتتحدّث في حوارنا الأول معها عن التحديات التي تواجهها في يومياتها، عشقها للموضة والجمال، نصائحها للشابات في سنّها وصولاً إلى رسالتها الإجتماعية وإطلاقها دار House of Rawan.


- بدايةً... الجميع يودّ أن يعرف من هي روان بن حسين، بعيداً من عالم التدوين والإنستغرام والنشر اليومي؟
أنا روان بن حسين، أدرس القانون والطيران، مقيمة في المملكة المتحدة في العاصمة لندن، عمري 21 عاماً وقد أطلقتُ “بوتيك” وعلامة House of Rawan لمستحضرات التجميل.

- هل للشهرة في سنّ مبكرة تأثير في المرء وتصرفاته؟
بالتأكيد، الشهرة تتطلب من المرء أن يكون أكثر وضوحاً ونضوجاً وحذراً وذا مسؤولية، حتى وإن حصل عليها في سنّ مبكرة. مهما تقدّم الفنان في العمر، يجب أن يحرص على اختيار الأفضل لمشاركته مع جمهوره ومتابعيه.

- هل تغيّرت حياة روان بن حسين بعد أن أصبحت Social Influencer؟
في الحقيقة، أنا أعيش حياتي بشكل طبيعي، وما أقدمه لمتابعيّ هو فعلاً ما أحبّه وما أحرص على القيام به في الواقع. فليس من واجبنا أن نتصنّع أو نزيّف حياتنا لتبدو وردية ومثالية، وأنا بطبعي أحب مشاركة جمهوري أجمل اللحظات وأسعدها، كنجاحاتي وكتاباتي وهواياتي وأوقاتي الثمينة مع أصدقائي. وبصفتي شخصية مؤثرة اجتماعياً، فهذا أضاف الكثير إلى حياتي، وصرت أنظر بإيجابية الى العالم من حولي، وألتمس محبّة الآخرين وإيمانهم بما أقدّمه وأتشارك معهم يومياتي.

- ما هو تعريفكِ لمدوّنة موضة Fashionista وSocial Influencer- شخصية مؤثرة اجتماعياً؟ وأيٌّ منهما أنتِ؟
Social Influencer هي شخصية عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤثر في عدد من المتابعين من خلال قصة حياتها، أو تجربتها الواقعية. ربما تكون طالبة ناجحة، أو امرأة تدير أعمالاً، أو أمّاً عظيمة، أو تحمل رسالة معينة...
أما الـ Fashionista فهي الشخصية الأكثر شغفاً واهتماماً بالموضة، وتقتصر مشاركتها عبر السوشيال ميديا على هذا المجال وطريقة تقديمها للموضة وللأسلوب الخاص بها وكيفية الدمج بين التصاميم والماركات العالمية وإطلاق صيحات والترويج لها.
على الصعيد الشخصي،أرى نفسي مؤثّرة اجتماعية أكثر، لأن رسالتي تتمحور حول تقديم أفضل ما عندي لأعكس صورة المرأة العربية بشكل عام، وأُبرز قدرتها في أن تكون قيادية بذكائها واجتهادها وكفاحها، وأُسلّط الضوء على مكانتها العالية والمهمّة في المجتمع.

- تنتمين إلى بيئة محافِظة في الكويت؛ كيف استطعتِ الإبقاء على صورة الشابة الكويتية المحافِظة واتباع نمط منفتح قليلاً في حياتك اليومية؟
على الرغم من كونه بلداً خليجياً، الكويت منفتح ومتحضّر، وفيه الكثير من الشخصيات المؤثرة إجتماعياً واللواتي يشاركن متابعيهنّ قصصهنّ وتجاربهنّ، ويتردد صدى أسمائهنّ في العالم. أنا أتحدّر من عائلة منفتحة، لكنْ هناك دائماً ضوابط وحدود لكل شيء، فكون متابعيّ كثراً ويتخطّى عددهم الملايين، وينتمون الى بيئات مختلفة وثقافات وجنسيات متعددة، فهذا يضعني أمام مسؤولية كبيرة وأحرص على انتقاء ما يناسب جميع هؤلاء الأشخاص من حيث اللباس والأفكار والمحتوى وتقديم ما يليق بهم.

- إلى أي مدى يلعب دعم العائلة دوراً في شهرة الشابة الخليجيّة وتقدّمها على المستوى العربيّ؟
لا قيمة لنا بدون عائلاتنا وأهلنا. بالنسبة إليّ، كانت عائلتي ولا تزال الحصن الذي أحتمي فيه، وداعمي الأول في كل محنة، والحضن الدافئ... لولا عائلتي وثقتهم فيّ وتشجيعهم المتواصل لي، لما تمكنت من السفر والدراسة والعمل في آنٍ واحد والعيش بمفردي. يمكنني فعل كل ذلك الآن، لأنّ عائلتي تمدّني بالقوة وتؤمن بقدراتي على تحقيق طموحاتي. أنا فخورة بهم حقاً وسعيدة بوجودهم في حياتي.

- من هو قدوتك ومثالك الأعلى في الحياة؟
أقتدي بكل شخصية ناجحة حققت أهدافها في الحياة. لكن تبقى أمي مثلي الأعلى في الحياة، فهي المرأة العظيمة التي ربّت خمسة أولاد، والزوجة المتفانية التي تحرص على تأدية دورها على أكمل وجه.

- كيف تنظّمين وقتكِ بين الدراسة والمبادرات الاجتماعية والكتابة وأخيراً الاهتمام بعالم التجميل؟
في الحقيقة، دراستي تتصدّر أولوياتي، وهذا يبرر عدم عودتي الى دول الخليج أو غيابي عنها. في دول الخليج تتاح لي فرص عمل كثيرة، إلا أنني أفضّل التركيز في دراستي، فقد علّمني أهلي أن علمي هو سلاحي في الحياة، يليه عملي، لذا أحاول أن أخصّص وقتاً في نهاية الأسبوع أو العطلات الرسمية في الجامعة للاهتمام بعملي الذي بدأته في مجال التجميل، فهو أيضاً مسؤولية من مسؤولياتي، إذ يحتّم عليّ تأمين احتياجات كل امرأة عربية من مستحضرات التجميل، وهذا يعتمد على خبرتي في السوق وتعاملي مع ماركات وشركات عالمية شهيرة.
كل ذلك ساعدني في تطوير وإطلاق “بوتيك” House of Rawan. أما بالنسبة الى الكتابة، فأنا متوقفة عنها، ولا أفكر حالياً في إصدار كتاب جديد، لأن الكتابة تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج الى صفاء الذهن وخوض المزيد من التجارب.

- بين هذه المجالات... أين تجدين نفسكِ أكثر؟
أجد نفسي في القانون وفي العمل الاجتماعي. أحب دراسة القانون والحصول على الدراسات العليا في هذا المجال، كما أسعى لتوسيع نطاق منظمة روان بن حسين لتصبح منظمة عالمية تتبنى قضايا اجتماعية مهمة مثل العنف الأسري وتعمل على إيجاد حلّ لها.

- أنتِ نجمة في العالم الافتراضي، لكن من هي روان بن حسين في العالم الواقعي؟
في الواقع، عمري 21 سنة، أحاول أن أعيش حياتي لحظةً بلحظة، وأحرص على عدم تضييع وقتي... للوقت قيمة كبيرة عندي. أحب الجو الأسري والخروج مع الأصدقاء وأتفاعل على السوشيال ميديا مع متابعيّ الذين هم سبب نجاحي. أرى نفسي إنسانة مرحة وتعشق الحياة.

- هل خضعتِ لجراحات التجميل؟
لا، لم أخضع بعدُ إلى أي جراحة تجميلية، لكنني أستعين أحياناً وعندما أحتاج بحقن البوتوكس والفيلرز.

- وهل تزعجك صور “قبل وبعد” التي تُنشر لكِ عبر السوشيال ميديا؟
أبداً، فأنا أول من نشر صورتي “قبل وبعد”... تشاركت تجربتي هذه بعد أن خسرت وزني، لأنّني أعتبر ذلك نجاحاً وجمالاً بحد ذاته... وأحببت أن أوجّه رسالة الى جميع الفتيات، خصوصاً اللواتي يبحثن عن المقاسات المثالية والصغيرة، مفادها أن لا مقاييس محددة للجمال... أنتِ جميلة بكل ما تملكين من مقومات الجمال، ويمكنك أن تكوني الأجمل بين النساء بإرادتك الصلبة وشخصيتك القوية وعزيمتك وليس بتقليد إحداهنّ والسعي للحصول على مقاسها أو شكلها. للجمال معانٍ كثيرة، وكونك فتاة تهتمين بمظهرك وصحتك وتدركين مكامن جمالك التي تميزك عن الأخريات، فهذا بحد ذاته جمال.

- ماذا يعني لك أن تكوني شابة خليجية في مقتبل العمر ويتابعك أكثر من مليوني شخص على السوشيال ميديا؟
هو شعور مخيف ويحمّلني مسؤولية كبيرة، وفي الوقت نفسه يعكس نجاحي وتأثيري القوي في المجتمع.

- هل ترين أنّ وهج شهرتكِ على السوشيال ميديا قد ينطفئ يوماً؟
وهج الشهرة لا ينطفئ، لأن الإنسان المشهور يُعرف بين الناس في الوقت الحاضر ويحافظ على شهرته مستقبلاً. لكن السوشيال ميديا هي التي تختفي، ذلك أن المنصات الاجتماعية في تجدّد دائم، فكل يوم تفاجئنا بأفكار جديدة تستهوينا ونستخدمها بكثرة فتبطل الأفكار القديمة التي كانت متداولة سابقاً.

- أين تقف حدود الجرأة بالنسبة إليكِ؟
جرأتي لا تتخطى الحدود التي ترسمها عائلتي، فرغم أن والدي منحني حرية التفكير، أرفض كل ما يراه خاطئاً ولا يحترم عاداتنا وتقاليدنا... وهو اليوم يثق باختياراتي وقراراتي الصائبة.

- ما هي الصيحة التي ترفضين اعتمادها؟
صبغ الشعر بألوان غريبة وغير مألوفة... لا أخال نفسي بشعر لونه وردي أو أصفر أو رمادي!

- لو أرادت روان بن حسين أن تبتكر عطراً يحمل اسمها... فما هي مكوّناته؟
يمكن أن يكون مركّباً من المسك والعنبر والعود... أحب هذه المكونات والروائح التي تفوح منها، وابتعد عن العطور المستخلصة من الزهور.

- كيف تصفين تجربتكِ الأولى في الكتابة؟
كانت تجربة أكثر من رائعة. كتابي أو مولودي الأول تخللته أخطاء كثيرة، لكن سرعان ما تداركتها وعملت عليها حتى خرجت بكتاب أعتبره عملاً جبّاراً، حقق صدى مدوياً ونسبة مبيعات كبيرة.

- وهل نحتاج بعد إلى الكتاب ومواقع التواصل الاجتماعي تطغى على حياتنا اليوم؟
لا غنى عن قراءة الكتب... فهي المرجع الأساس والأصح ولا يمكن مقارنتها بعالم السوشيال ميديا أو الإنترنت الذي لا تحكمه ضوابط... فالكتب سواء كانت روائية أو علمية أو أدبية تتميز بمحتواها المفيد والثري، وكل معلومة فيها موثّقة ومدروسة. القراءة كهواية أو كممارسة تُكسبني المزيد من المعلومات وتعزّز تفكيري وتشحنني بالطاقة.

- كيف تردّين على الانتقادات التي تزعجك؟
في السابق، كنت أردّ على كل التعليقات والانتقادات السلبية التي تصلني، أما اليوم فصرت أتجاهلها تماماً، لأن في مقابل هؤلاء الأشخاص المنتقدين والسلبيين، يتابعني عدد كبير ممن يحبّونني ويتمنّون لي الخير ويؤمنون بقدراتي، ولذلك أفضّل تخصيص وقتي للذين يتابعونني بمحبة ومشاركتهم تجاربي في الحياة بحلوها ومرّها.

- وما أكثر انتقاد أزعجك؟
في الحقيقة، لا أذكر. وكما قلت لك، لم أعد أقرأ الانتقادات أو الرسائل التي تحمل في طياتها الكراهية والسلبية... أتجاهلها ولا أكترث لها، فلا وقت عندي لهذه الترّهات.

- تنصحين الفتيات بأن يكنّ أنفسهن ولا يقلّدن أحداً، هل من رسالة مبطنة وراء ذلك؟
أنصح كل فتاة بأن تتصرف بطبيعية، خصوصاً في ظل انتشار ظاهرة التقليد الأعمى في الشكل في أيامنا هذه، بحيث تزور فتيات كثيرات مراكز التجميل بهدف الحصول على شكل مشابه لفنانة معينة، أو يتقمّصن شخصية غريبة في سبيل اللحاق بالموضة الرائجة، وهذا خطأ كبير... وفي ما يتعلّق بالجمال، أقول لكل فتاة: “كوني أنتِ، فالله خصّك بهذه الملامح ولا داعي لتقلّدي أحداً، فجمالنا يكمن في اختلافنا، ولكل منا خصائص جمالها، ولو كانت الفتيات متشابهات في الجمال فبالتأكيد ستبدو إطلالاتهن مملّة وتقليدية. اصنعي جمالك بيديك، وثقي بنفسك وقدراتك، ولا تصغي الى الانتقادات التي تحطّم معنوياتك، وبإرادتك تغلبي على كل من يقف في طريقك”.

- هل تؤمنين بأن تعدّد الاتجاهات قد يفقد المرء تخصصه وفرصه في أن يلمع في مجال معين؟
قد يؤثر ذلك في الشخص غير المتمكن والمشتت الأهداف، لكن طالما أن الإنسان قوي وذو شخصية موزونة، ويدرك جيداً ما يقوم به، فهو بالتأكيد سيلمع في مجال معين.
فأحياناً تتعدّد الاتجاهات والاهتمامات، إلا أنها في النهاية تخدم حقلاً واحداً وتكون كلها مكمّلة لبعضها بعضاً. وبالنسبة إليّ، كوني أدرس وأعمل في الوقت نفسه، ولي متابعون كثر، ومسؤولة عن تخصيص الوقت الكافي لكل مجال من هذه المجالات، اهتممت بتنظيم أمور حياتي، وقد نجحت في الوصول الى أهدافي لقدرتي على استثمار العوامل التي تساعدني في اقتحام أكثر من مجال في آن واحد.

- هل تفكرين في تقديم البرامج أم اقتحام مجال التمثيل؟
عُرض عليّ التمثيل منذ أن كنت في سنّ الـ 16، وأحب ذلك ولا أنكر موهبتي ومهاراتي في التمثيل، ولكنني لم أتلقَّ بعد عرضاً مناسباً، ولا أعني بالعرض المناسب شركة إنتاج ضخمة أو تقاضي أجر عالٍ، بل أنتظر دوراً يناقش قضية عامة من صميم مجتمعاتنا، فيكون عملاً رائعاً لا أندم عليه أبداً.


تنسيق: Think Smart

CREDITS

تصوير : دافيد عبدالله

شعر: ستيف وهاب

مكياج : نورا فارتان

شكر خاص : فندق Shangri- La- دبي