هكذا تتعاملين مع طفلك بعد الطلاق

جولي صليبا 29 سبتمبر 2018
بات الطلاق مشكلة كبيرة تهدّد مجتمعاتنا هذه الأيام، ويتمثل الطلاق في انفصال الأبوين وإبطال عقد الزواج بينهما. إلا أن الطلاق يفضي إلى عواقب وخيمة تهدّد الأطفال الذين يصبحون عرضة للضياع... فعلى الطفل الاعتياد على فكرة انفصال والده عن والدته وعدم عيشهما سوياً في المنزل نفسه، وبالتالي خسارة عامل الأمان والاستقرار الذي كان يكتنف العائلة السعيدة...


قد يكون تأثير الطلاق عنيفاً جداً في الطفل ويتمثل في الحزن الشديد، والغضب، والإحباط، والصدمة، والقلق، والتوتر، والرسوب المدرسي... ومن جهة أخرى، يمكن أن يخرج الطفل من تجربة الطلاق أكثر قوةً وقدرةً على التعامل مع الضغوط اليومية، وأكثر تسامحاً مع الآخرين...

المسألة مرتبطة بالتهيئة النفسية للطفل ومدى استعداده لطلاق والديه. في ما يأتي بعض الخطوات التي تساعد الطفل على تخطّي أزمة طلاق والديه...

شرح أسباب الطلاق باختصار

تجنّبي ذكر كل الأسباب التي دفعتكما إلى الطلاق، لكن إياكِ أن تخفي سبب الانفصال عن طفلك. لذا، قبل التحدّث مع طفلك بشأن انفصالك عن والده، فكّري جيداً في مشاعره وأحاسيسه الناجمة عن التغير الطارئ في هيكلية العائلة. اشرحي لطفلك متى سيرى والده، وأين سيعيش، وكيف سيقسّم وقته بينك وبين والده. تحدّثي بإيجاز من دون الغوص في التفاصيل.

التحلّي بالموضوعية

قد تظن الأم أنه يمكن التخفيف من وقع الطلاق على الطفل في حال استخدام كلمات ملطّفة، غير كلمة الطلاق. قد تقرر الأم مثلاً أن تقول لطفلها إنها ستبتعد عن والده لبعض الوقت حتى يفكر كل منهما في بعض الأمور العالقة بينهما. وقد تقول له إن والده سيبدأ عملاً جديداً، ولذلك عليه الانتقال إلى منزل آخر حتى يكون قريباً أكثر من مكان العمل الجديد.

لكن إذا حاولت تفسير الأمور بطريقة مغايرة للحقيقة، سيتمسك ذلك الصغير ببصيص أمل ويظن أن الأمور ستعود يوماً إلى طبيعتها بين والده ووالدته.

لذا، من الأفضل مصارحة الطفل بحقيقة الانفصال، وعدم الإيحاء له أن الوضع العائلي الجديد موقت.

استمرار التعاون بين الطليقين

حاولي الاستمرار في التعاون مع زوجك السابق في ما يخص تربية الأطفال، لأن ذلك سيمنح الطفل نوعاً من الاستقرار. ناقشي مع طليقك القواعد التي يجدر بالطفل اتباعها عند وجوده في منزلكِ أو في منزل والده. كما أن تعاون الطليقين مع بعضهما بعضاً سيكون أمثولة جيدة للطفل بحيث يتعلم كيف يحل المشاكل بنفسه بطريقة سليمة وعقلانية ومن دون أي توتر.

إبقاء الطفل على الحياد

لا تستخدمي طفلك وسيلةً لإيصال الرسائل إلى والده، ولا تضعيه في وسط خلافاتكما. فإذا أردت أن تقولي أمراً معيناً لزوجك السابق، ما عليك إلا الاتصال به ومناقشة المسألة معه. لا تتفوّهي أبداً بأية كلمات سلبية عن والد الطفل أمامه، وإياك أن تشجّعيه على الاختيار بينك وبين والده.

التحلّي برباطة الجأش

حاولي ألا تفقدي أعصابك على الإطلاق في أثناء التحدّث مع طليقك، مهما بلغت مشاعر الغضب لديك، خصوصاً إذا تعلّق الأمر بالطفل. نظّمي أوقات لقائك بزوجك السابق في مواعيد دورية ومحددة لترتيب أمور الأطفال، علماً أن هذه المسألة قد تكون صعبة جداً في الفترة الأولى بعد الطلاق.

وبالنسبة إلى الطفل، ساعديه على أن يتقبّل تغيّر طبيعة العلاقة بينك وبين والده، وامنحيه بعض المساحة ليستوعب الأمور.

دعم الطفل نفسياً وعاطفياً

يوصى بإشراك الطفل في نشاطات ترفيهية خارج إطار المنهج المدرسي لمساعدته على تفريغ كل المشاعر السلبية لديه، والتأكد من تعزيز وجوده ودعمه في تقدير ذاته.

لا بد أيضاً من احترام مشاعر الطفل وعدم إقحامه في أي خلاف بين الأبوين، والإبقاء على مظاهر الاحترام في التعامل معه بهدف تعزيز نموّه بشكل سليم على المستوى النفسي، السلوكي، الاجتماعي والجسدي.

كما يُستحسن عقد جلسات حوارية متعددة مع الطفل للتأكيد له أن الطلاق ليس كارثة، بل هو نتيجة خلاف في الرأي في أمور الحياة.