محطات انسانية تطرق أبواب "الرحلة" بتوقيع المخرج محمد الدراجي

كارولين بزي 11 أكتوبر 2018

في محطة القطار، تستوقفك الحياة بكل عناصرها، بحلوها ومرها، بفرحها وأحزانها. في مكان حيث فُقدت الحياة، وحيث تم استيلادها. مع "سارة" تبدأ القصة، تلك الفتاة التي ذهبت إلى محطة القطار مرتديةً حزاماً ناسفاً لتفجر نفسها. في اللحظة التي تضع "سارة" يدها على الزناد يأخذها المخرج العراقي محمد جبارة الدراجي في "رحلة". في "الرحلة" تلتقي "سارة" بـ"سلام"، ذلك الشاب سيء السمعة الذي حاول التحرش بها، ثم تلتقي بأطفال وجنازة وفرح...

حاول المخرج العراقي محمد الدراجي أن يعطي "سارة" الفرصة لمراجعة نفسها، أن يطلق العنان لانسانيتها، أن يضيء على تلك النقطة التي نسيت أنها موجودة، وسيطرت عليها أفكار ارهابية، فهل تستيقظ "سارة" من غفوتها وتعود لانسانيتها وتتراجع عن قتل الأبرياء؟ سؤال طرحه المخرج العراقي على المشاهد العربي الذي عانى من الارهاب والقتل والدمار.

حاول محمد أن ينقل الواقع العراقي بكل تفاصيله بل الشرق الأوسط بكل مشاكله، وجعل من محطة القطار، محطة حياة كاملة عاشت فيها "سارة" الأتراح والأفراح، الطفولة والبراءة مع أولاد فقدوا أهاليهم جرّاء الحروب، ومع أم تبحث وتحاول استرجاع طفلتها. شدد المخرج خلال العمل على أهمية أنه لا يحق لانسان أن يحاسب أخيه الانسان، لا يحق لأي كان أن يقتل انساناً، مهما كان دينه او سلوكه أو أخلاقه، فيغوص المشاهد في عمق المشاعر الانسانية.

يعتبر المخرج العراقي أن جائزته على هذا العمل هو أن يجول بفيلمه في المناطق المحررة في العراق. كما أن "الرحلة" هو أول فيلم عراقي يُعرض في صالات السينما العراقية منذ 27 عاماً، وقد رشحته وزارة الثقافة العراقية ليمثل العراق في مسابقة الأوسكار.

ويُذكر أن فيلم "ابن بابل" و"احلام" للمخرج العراقي محمد الدراجي كانا قد رُشحا أيضاً لجائزة الأوسكار.

"الرحلة" في صالات سينما "صوفيل" في بيروت، بأربعة عروض يومياً.