طفلك خجول.. ساعديه على الخروج من العٌزلة

آمنة منصور 19 أكتوبر 2018

تأخّر ابراهيم بعض الشيء في شكواه، لكن في ذلك الوقت لم يكن باليد حيلة، فالخجل والحياء الذي عانى منه في الصغر طغى على حياته في البيت وفي المدرسة، وكانت النتيجة بحسب ما غرّد على "تويتر: "ما استمتعت بطفولتي".


أعراض عديدة

حال ابراهيم يتشابه إلى حد كبير مع ما عاشه عدد من الراشدين في طفولتهم، ومع ما يكابده حالياً الكثير من الأطفال، فالشائع أن الخجل شعور يُقصي صاحبه عن محيطه ويجعله متردداً في التواصل مع الآخرين.

كما يترك على صاحبه مجموعة أعراض أشار إليها الدكتور راشد السهل، الذي يوضح التعريف الخاص به في حسابه على "تويتر" أنه بروفيسور علم نفس تربوي مرخص عالمياً في الإرشاد السلوكي المعرفي، في إحدى تغريداته ومما جاء فيها: "الطفل الذي يعاني من خجل يعاني من الاتكالية، وضعف التقدير لذاته، وميل للعزلة، وشعور بالفشل، ومخاوف مختلفة، وأعراض جسمية".

ويشكل وضع حد لهذه المعاناة غاية يجب على الأهل تحقيقها من أجل تفعيل حضور الطفل الخجول في بيئته ليتفاعل مع من وما فيها، فيغدو اجتماعياً وتسقط عنه الصفة غير المرغوبة. ولفت السهل في هذا الصدد وفي تغريدة أخرى إلى مجموعة محظورات في التعامل مع الطفل الخجول تضمنت "إجباره على الكلام، وإلزامه بعمل معين، والتناقض في التعامل معه، ومعاملته بقسوة، وتوبيخه وتهديده، وإحراجه في موقف".

في المقابل، نصح بالقيام ببعض الخطوات المساعدة، كإعطائه تعليمات واضحة، وتشجيعه على الكلام، وتعريفه بإيجابياته، ومحاورته بعد موقف، كما عرض لمجموعة عبارات رأى أنها تساعد الطفل الخجول، منها: "رأيك يعجبني"، و"تصرفاتك مع الكاشير جميلة"، و"التعامل مع صديقك ممتاز، وأحب طريقة حوارك معي".

من جانبه اعتبر أن "الخجل من المشكلات التي تؤثر على ثقة الطفل في نفسه، فيتجنب المشاركة في أي نشاط، أو تحمل أي مسؤولية، أو تكوين أصدقاء"، أكد المستشار التربوي في تنمية الطفل عبدالله الحربي في تغريدة على "تويتر"، أنه "يمكننا التغلّب على خجل الطفل عن طريق تشجيعه على الأنشطة التفاعلية مع الأطفال".

أما حساب "خدمة مَعين التربوية" على تويتر، والمعرّف عنه أنه "أول خدمة تربوية إلكترونية تفاعلية لغرس القيم والمهارات، إشراف د. جاسم المطوع"، فقد تشَارك مع متابعيه خطوات تساعد على جعل الطفل ناجحاً إجتماعياً.. وتمت من خلالها دعوة الأم إلى جعل طفلها واثقًا من نفسه ومعاملته بحنان، واصطحابه إلى أماكن عامة يكثر فيها الأطفال. كما حثّ الأهل على أن يكونوا اجتماعيين ليحذوا الطفل حذوهم في حرصهم على التواصل مع الناس.

لا تغيريه

بدوره حساب موقع "عائلتي" على "انستاغرام" قدّم مقاربة لافتة في موضوع الطفل الخجول في مقطع فيديو، أشار فيها إلى أن "الطفل الخجول قائد ناجح في المستقبل، هو ليس ضعيف ويتمتع بصفات القائد، يسمع بدل أن يتكلم، فيفهم غيره ويتعامل معهم بالطريقة المناسبة، يراقب ماذا يحصل من حوله جيداً، فيتعلم بسرعة ويحلل، يأخذ وقته عادة بكل ما يفعله، فيتفادى المشاكل أو يجد حلولاً فعالة لها، يفضل نوعية الأصدقاء على الكمية، فيكون محيطه إيجابي ما يسمح له أن يتقدم ويزدهر".

وختم بعبارة: "لا تحاولي أن تغيري طفلك الخجول.. مستقبله لامع وسيتكلم عنه".


نقلاً عن شبكة حياة الإجتماعية