مصمّم الـ”تي شيرت” الخاص بحملة “لها” للتوعية بسرطان الثدي حسين بظاظا: مشاركتي نابعة من تجربة شخصية... وتتمحور حول القلب مركز الأحاسيس

فاديا فهد 30 أكتوبر 2018

لبّى المصمّم حسين بظاظا دعوة “لها” للمشاركة في حملة التوعية بسرطان الثدي، التي أطلقتها المجلة عبر منصّاتها الرقمية والورقية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، بالتعاون مع جمعية “القافلة الوردية” في الإمارات، وصمّم بظاظا لهذه الغاية T-Shirt يحمل شعار الحملة #PinkForward طَرّز عليه قلباً مُزهراً باللون الورديّ. وهي المرّة الأولى التي يشارك فيها بظاظا في حملة مماثلة، وقد جاءت مشاركته هذه تكريماً لجدّته لأمّه الغالية على قلبه، والتي توفيت قبل سنتين إثر معاناة طويلة مع سرطان الثدي. تجربته وكلماته المؤثرة تنبع من القلب، الذي هو محور هذا الحوار المؤثّر.


القلب وما يهوى... يضخّ حياة في الجسد، ويضخّ أحاسيس ومشاعر. يُزهر حبّاً، ويُزهر أملاً. الأمل بشفاء قريب، وحياة جديدة ملؤها المشاعر الجميلة. اختاره المصمّم حسين بظاظا ليزيّن الـ”تي شيرت” الخاص بحملة “لها” للتوعية بسرطان الثدي لشهر تشرين الأول/ أكتوبر، وهو المعروف بتضمينه كلّ مجموعة يطلقها قلوباً، حتى بات القلب شعاراً وركيزة من ركائز إبداعاته. يقول بظاظا: “القلب لي هو مركز كلّ حياة، هو نقطة ضعفي، وفي الوقت نفسه مصدر قوّتي الإبداعية، اخترته كي يزيّن “تي شيرت” الحملة، وجعلته باللون الوردي، هذا اللون الذي يرمز الى التوعية حول سرطان الثدي. وقد أخرجتُ منه أزهاراً وبراعم متفتّحة ترمز الى المشاعر الكثيفة والحياة الجديدة التي ستُكتب لمريضة السرطان، في حال اكتشفت مرضها باكراً. إنه الأمل يزهر من جديد فيها وفينا جميعاً”.


تحيّة لجدّته

وعن مشاركته حملتنا #غردي_وردي #PinkForward، يقول بظاظا: “لقد كنتُ منهمكاً في وضع اللمسات الأخيرة على مجموعتي التي ستصدر آخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر. عندما اتّصلتم بي للمشاركة في حملتكم، وافقت رغم انشغالاتي الكثيرة، لأنني وجدت في مشاركتي فرصةً لتكريم جدّتي لأمّي الغالية على قلبي، والتي توفيت قبل سنتين إثر معاناة طويلة مع سرطان الثدي. لقد أردتُ أن أوجّه تحيةً لها ولكلّ امرأة تناضل ضد هذا المرض الخبيث، تحيّة وأيضاً رسالة الى النساء العربيات بضرورة الكشف المبكر، قبل أن يصبح المرض فتّاكاً قاتلاً”.

ويروي حسين تجربته مع مرض جدّته، فيقول: “لقد فُجعتُ وعائلتي بإصابة جدّتي لأمي بسرطان الثدي قبل سنوات، هي الغالية علينا جميعاً، وخصوصاً أنا الطفل المميّز الذي كنتُه بالنسبة إليها. خضعَت جدّتي لجراحة استئصال الثدي، لكن العلاج لم يكن كافياً في حالتها، إذ اكتشف الأطباء تفشيّ المرض في أماكن أخرى من جسدها. بقيت جدّتي في المستشفى مدّة ثلاثة أشهر بين الحياة والموت، وفقدت قدراتها الإدراكية وما عادت تعرفنا: كان ذلك أصعب ما في مرضها. أذكر أنني زرتها في عزّ محنتها، حين كانت في حالة النسيان التام. وصادفت زيارتي تلك، ذكرى ميلادي، فما إن دخلت من الباب، حتى قالت لي جدّتي: تنعاد عليك يا بنيّ! فأجهشت بالبكاء. نسيَت الجميع، وتذكّرت عيد ميلادي، فقد كنتُ حقاً طفلها الصغير المدلّل! وهو ما أثّر فيّ وأبكاني، وبقيت على هذه الحال مدّة أسبوعين. كانت تجربة مرض جدّتي قاسية جداً، لا أتمنى لأحد أن يعيشها”. ويضيف بظاظا: “انطلاقاً من تلك التجربة المؤلمة، أدعو النساء جميعاً الى الكشف المبكر والمتابعة الصحّية الدائمة، لأن حياة أمهاتنا وجدّاتنا وأخواتنا غالية علينا! لو اكتشفت جدّتي مرضها في مراحل أوّلية لما كان ما كان”.


أنا والمرأة

وعن دور المرأة في حياته، يجيب: “المرأة مصدر إلهامي المستمرّ. أعيد تشكيلها في كلّ مجموعة بأحاسيس أنثوية مرهفة، ورومانسية حالمة تطلّ علينا حيناً وتستتر أحياناً، من دون إهمال الجانب القويّ والعصري الذي يميّز هذه المرأة. وهي لي دائمةُ البحث عن الحبّ، في حالة عشق أبدية تمنحها القوّة على النجاح والإبداع والإنجاز وتبؤ المراكز والتضحية والاهتمام بالآخرين والعطاء الى أقصى حد. ليست المرأة في قاموسي مخلوقاً ضعيفاً، بل هي مناضلة رائعة تصنع المعجزات بقدرتها اللامتناهية على الحبّ والعمل بكدّ والتفاني من أجل من تحبّ كما من أجل القضية التي تؤمن بها. تُلهمني نجاحات النساء العربيات في مجتمعاتنا، وهي إلى ازدياد وتألّق أكثر فأكثر”.

وعن تدخّله في اختيار النساء الشهيرات اللواتي يلبسن من تصاميمه، يقول بظاظا: “أفضّل لهؤلاء أن يكنّ متمكّنات ومثقفات ومبدعات، وفي الوقت عينه، بسيطات ومتواضعات وقريبات من القلب. أعمالي هي نسخة عنّي، وأنا إنسان بسيط لا يحبّ الأضواء، وفي الوقت نفسه صادق مع نفسي ومع فنّي، لا أدخل في المساحات الرمادية، الأمور عندي إما بيضاء أو سوداء. لا أدّعي ما لستُ عليه ولا أتباهى بما أنا عليه. أريد لتصاميمي أن تتخذ منحىً إبداعياً لا تجارياً، فتشبهني ببساطتها وفرادتها. لذا ترينني في بحث دائم عن المرأة التي تشبه أسلوبي من حيث الصدق والطيبة والإبداع والبساطة”.

يُذكر أن مشاركة حسين بظاظا حملة “لها” التوعوية تأتي بالتزامن مع إطلاقه مجموعته الجديدة التي تحمل عنوان Hotel D'Helene وتتضمن 57 إطلالة، بينها الكاجوال اليومي والكوتور الراقي.