التحاليل الطبية ضرورة للجميع

علا الشافعي 02 نوفمبر 2018

التحاليل الطبية يعتبرها البعض في كثير من الأحيان رفاهية، وليس لها ضرورة إلا في حالة المرض، بخاصة وأنها أحد الأدوات التي تساعد الطبيب على تشخيص الحالة التي يقوم بعلاجها، وغير ذلك لا يفكر الكثيرون في إجراء التحاليل بشكل دوري، على الرغم من أهميتها.


وحسبما تقول نهي حسين على أحد الـ"غروبات" الخاصة "تعلمت الدرس جيدا، بعد أن عشت تجربة مريرة لإهمالي في عمل تحليلات دورية لابنتي، لم أنس اليوم الذي عادت فيه ابنتي من النادي بعد تدريب الباسكت (كرة السلة) وقالت لي "ماما طنط نور بتقولك لازم تعمليلي تحليل دم، يومها نظرت إليها وسألتها هل تشتكين من شىء أجابت ابنتي صداع دايما (دائما) عندي صداع، وبنهج وأنا بتدرب".

وأضافت نهى "رغم أن ابنتي أمام عيني كل يوم ونجلس ونتحدث إلا إنني وفي زحمة الحياة لم ألاحظ وجهها الأصفر، ولا رغبتها الدائمة في النوم، ودائما ما كنت أردد على نفسي إنه إرهاق المدرسة والمذاكرة والتدريب. ولكن مع ملاحظة أم زميلتها في التدريب، والتي عرفت أنها تعمل في أحد المستشفيات، اصطحبت ابنتي إلى معمل تحاليل طبية، وهناك اكتشفت إصابتها بأنيميا حادة، والتي كانت عرضا لمرض آخر يرتبط بمرحلة البلوغ، وتحديدا سمك بطانة الرحم، والتي كانت تسبب لها نزيفا شهريا، كنت أراه كأم عادي في تلك المرحلة".

وتتابع نهى في منشورها "صدمتي كانت كبيرة لأنني تركت ابنتي تعانى أكثر من 8 أشهر إلى أن أصابتها أنميا حادة، وكان علينا أن نعالج المشكلة الأساسية، والأنيميا في نفس الوقت وذهبنا إلى المستشفي ودخلنا في دوامة نقل بلازما، وحقن حديد في الوريد، والحمد لله تماثلت ابنتي للشفاء بعد أن عشت تجربة مريرة بسبب كسلي في عدم إجراء التحاليل الطبية بصفة دورية، وهو ما أصبحت أحرص عليه كل ستة شهور".

تجربة نهي تعكس ضرورة إجراء التحاليل الطبية بشكل مستمر وعلى فترات لأن التحليل، أصبح الآن ضرورياً في الكشف عن أي مرض وتشخيصه، ويساعد في معرفة أسبابه، ومن ثم يمكن للطبيب بسهولة وصف العلاج اللازم.

التحاليل الطبية في هذا العصر أصبحت ضرورة حسبما يقول الدكتور علاء أحمد بـصفحته على "فايسبوك،"حيث يري أنه "من الضروري أن يقوم الإنسان السليم المعافي بعمل تحاليل دورية مثل صورة الدم وتحليل السكر لأنه لو حدث وقدر الله وكان هناك أي مرض يسهل التعامل معه في بدايته".

ووظيفة التحاليل هي توضيح ما إذا كانت هناك أي تغييرات كيميائية حدثت بالجسم، ونوعيتها، وحجمها، ومضاعفاتها إن وجدت، وبذلك يمكن مساعدة الطبيب المعالج في تشخيص الحالة حسبما جاء على موقع m3ml المتخصص في التحاليل الطبية والذي يشرف عليه عدد من الأطباء المتخصصين.

فمثلا إذا أثبتت التحاليل وجود السكر في البول فيمكن الجزم بوجود تغييرات غير طبيعية حدثت في الجسم، وأدت إلى إفراز السكر في البول. وحدها عينات دم هذا المريض ستحدد ما إذا كان إفراز الغلوكوز في البول نتيجة لارتفاع نسبته في الدم عن المعدل العادي أو نتيجة لخلل في وظائف الأنسجة الخاصة بإفراز الغلوكوز في الكليتين.

وبتحديد نسبة زيادة الغلوكوز في الدم، يمكن معرفة مدي تطور هذه الزيادة بإجراء بعض التحاليل الأخرى مثل نسبة الكوليسترول والدهنيات في الدم، ويمكن معرفة ما إذا كانت هناك تغييرات أخرى قد حدثت نتيجة ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم.

وتجري التحاليل أيضا للأشخاص الذين يوجد في عائلاتهم تاريخ لمرض السكر. وتساعد الصورة الكاملة للدم لمرضىالسكر، الذين يتعاطون الأدوية الخاصة بهذا المرض، على كشف أمراض مثل الأنيميا ونقص كرات الدم البيضاء والتي ترتبط بجهاز المناعة وغيرها من أمراض الدم، وأيضا كل ما يتعلق بوظائف الكبد والكلي، بحسب موقع m3ml .

نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية"