يوسف إدريس... قضايا الإبداع

طارق الطاهر (القاهرة) 17 نوفمبر 2018

عن المركز القومي للترجمة، صدرت الطبعة العربية لكتاب “يوسف إدريس.. قضايا الإبداع” لمؤلفته المستشرقة الروسية فاليريا كيربتشنكو، ترجمة الدكتورة إيمان يحيى، تقديم الدكتور خيري دومة، الذي يرى أن المؤلفة رصدت في هذا الكتاب “مرحلتين على الأقل في مسيرة يوسف إدريس الإبداعية، مرحلة التألق والصعود التي كشفت عن موهبته في الحكي، والتي دفعت الناقد الدكتور شكري عياد ذات مرة للقول بأن يوسف إدريس يبدو وكأنما ولد في أسرة من الحكّائين بالفطرة، وهي المرحلة التي تعرفت فيها المؤلفة إليه من خلال روايته القصيرة “قصة حب”، المرحلة التي كتب فيها مجموعاته الأولى، أمثال “أرخص ليالي”، “قاع المدينة”، “جمهورية فرحات”، “أليس كذلك”، “البطل” و”حادثة شرف”، وروايته “الحرام”، وهي مرحلة رسمت صورة لكاتب شاب متحمس إيجابي، منخرط في النضال واكتشاف الجوهر النابض بالحياة لجماعته المغمورة في الريف على وجه الخصوص، ثم جاءت المرحلة الثانية التي أحاطت بهزيمة 1967، وهي المرحلة التي كشفت عن شروخ عميقة في نظرته الجدلية القديمة إلى عالم الواقع المصري، فقدّم فيها وجوهاً جديدة للإنسان لم تكن مطروحة في مرحلته الأولى، وهو إنسان تدعو صورته القدرية إلى التشاؤم محكوماً بغرائزه وموروثاته”.

أما فاليريا كيربتشنكو فتكشف عن السبب الذي جعلها تغوص في إبداعات يوسف إدريس، إذ سجلت في كتابها: “كانت طبيعة موهبة إدريس وجدانية عميقة، فهو لا يستطيع الكتابة من دون أن يكشف عن روحه بشكل كامل، أو يعرّي نفسه حتى النهاية. وإذا كان يوسف قد اختار أن يطلق في مجموعة مقالات صحافية له مكتوبة في أوقات مختلفة عنوان “بصراحة ليست كاملة”، وهو ما يناقض عنوان “بصراحة” الذي يكتب تحته الصحافي الشهير محمد حسنين هيكل مقالاته، فإن الأول في إبداعه الفني لم يتحفّظ في طرح أفكاره وأحاسيسه، ولم يكبحها بقيود التصورات المتعلقة والملاءمات واختيارات التوقيت المناسب... كانت شخصية الكاتب ووجهات نظره الاجتماعية والجمالية مفضوحة بشكل كامل”.