هل عدم الإنجاب سببٌ كافٍ للطلاق؟.. حملة أزهرية تُجيب

24 نوفمبر 2018

"هل عدم الإنجاب سبب مقنع للطلاق؟"، سؤال طرحته مدربة الصحة النفسية التي تطلق على نفسها اسم "الخالة وداد" عبر صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، مسلطة الضوء على مشكلة تواجه الكثيرين، وهي من ضمن المعضلات التي تثير عادة حين طرحها جُملة من المواقف والردود المختلفة، وتتوقف في الأخير عند تقديرات كل شخص وطبيعة العلاقة بين الطرفين.
محمد خالد
 

"حسب طبيعة العلاقة بين الاتنين طبعاً.. بس (لكن) في نظري سبب كاف جداً؛ لأن في الغالب كله بيتجوز بهدف تكوين أسرة بأطفال، لو ده (هذا) متحققش الحياة بتبقى صعبة على الاتنين سوا (معاً) اللي بيخلف واللي مبيخلفش.. الأفضل يسيبوا بعض وكل حد يكمل حياته حسب ظروفه.. ونرجع نقول في جزء يخص علاقتهم سوا ومدى ارتباطهم"، بذلك التعليق تنحاز المستخدمة مريم النجار إلى خيار الفراق بين الطرفين حين ظهور مشكلة عدم الإنجاب، وترهن ذلك بطبيعة العلاقة بينهما.

وهو الرأي الذي ينحاز إليه أيضاً المستخدم إبراهيم فايد، والذي قال "عدم الإنجاب سبب كاف جداً؛ لأنه هدف رئيسي من أهداف الزواج بخاصة لو جواز صالونات مفيش حب بيجمعهم فطبيعي يتفرقوا ويجربوا حظهم بعيد عن بعض".

لكن على النقيض فإن المستخدم محمد علي أبو أسامة، لم يجد مشكلة عدم الإنجاب سبباً كافياً للطلاق، وقال "أبداً، هو رزق من رب السماء، إنما من كلام الأهل والأقرباء والجاهل.. الزواج قسمة ونصيب وحب وحنان ودفء وإيمان"، ليشير بذلك ضمناً إلى الضغوط التي يمكن أن يمارسها المجتمع (الأهل والأصدقاء والأقارب والمحيطين) على الشخص في حالة عدم الإنجاب، والتي ربما تدفعه لاتخاذ قرار الطلاق.

المستخدمة التي يحمل حسابها اسم "نور الإسلام"، كتبت "الأطفال هبة من الله تعالى لمن يشاء وطالما في مودة وتفاهم بين الزوجين يبقى حرام يضيعوا بيتهم عشان الخلفة (الإنجاب)".

وأخيراً وعلى خط الحديث الذي لا ينقطع في تلك الزاوية المجتمعية التي تمثل معضلة أخلاقية أمام الكثيرين، تتجسد في مواجهة الفردين للخيار بين الحب والعلاقة الطيبة والعشرة وبين الفراق بسبب عدم الإنجاب، أطلق المركز الإعلامي للأزهر الشريف في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري رسالة جديدة ضمن حملته الهادفة للتوعية بخطورة زيادة نسب ومعدلات الطلاق في مصر والتي تحمل شعاراً "وعاشروهن بالمعروف"، تتلخص تلك الرسالة في اعتبار أن تأخر الإنجاب – وإن كان فعلياً هو أحد أسباب حدوث الطلاق- ليس مبرراً للطلاق إطلاقاً.

الحملة التي سعت لحسم الجدل بخصوص تلك المعضلة، قالت في بيان صادر عنها إن "تأخر الإنجاب ليس نهاية الحياة وأن الرضا بقضاء الله يقي من الوقوع في براثن اليأس". ودعت الحملة الزوجين إلى "الأخذ بالأسباب ومراجعة الطبيب وأن يكثرا من الاستغفار".

كما فطنت للدور الذي يمكن أن يلعبه الأهل والمحيط في التحريض على الطلاق بسبب عدم الإنجاب، فحذرت الحملة من أن تدخل الأهل الخاطئ حال تأخر الإنجاب يؤثر بالسلب على استقرار الحياة الزوجية.

المستخدم رزق زيتون، تفاعل مع تلك المعضلة وكتب عبر "فايسبوك" قائلاً "أتكلم عن نفسي فقط: ولا مال ولا أولاد يخلوني (يجعلوني) أفرط في شريكة حياتي وأول فرحتي". فيما يثار جدل على الهامش حول طرح قضية الزواج من ثانية، حال كانت مشكلة عدم الإنجاب من المرأة، من أجل الإنجاب، مع الاحتفاظ بالزواج الأول، وهي فكرة تواجه انتقادات كثيرة من قبل البعض ممن رأوا أن الزواج من أجل الإنجاب فقط يمثل أنانية من الرجل في هذه الحالة، كما قد يعكر صفو الحياة الأسرية مع زوجتيه بعد ذلك.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية
"