مشيرة منصور.. أطباق بلمسات الفنانة الشيف

آمنة منصور 03 ديسمبر 2018

عملًا بمقولة أن العين تأكل قبل الفم، تبدأ رحلة الطعم مع الحواس قبل فعلي التذوّق والمضغ.

وبالنظر إلى ما تنشره مشيرة منصور على صفحتها الفايسبوكية، يُمكن القول أن شكل الأطباق التي تعدّها يُنبئ بأكثر من طعم حلوٍ أو مالحٍ ينتظر متذوّقيه، بل يوقِن كل الناظرين إليها بموهبة قلّ نظيرها في جمعها الفن والطبخ في صحن واحد.

خارج المألوف

على الموقع الأزرق، حيث تتناسل المنشورات بالنشر حيناً والمشاركة أحياناً، فتقدّم معلومات متفاوتة الدقّة والأهمية، تُخرج الصفحة التي تحمل اسم الفنانة الشابة ذات الـ24 ربيعاً محتوى المساحة الافتراضية عن روتينها الذي بات ـ في كثير من الأحيان ـ يُفشي الشعور بالملل فيصرف المستخدمين إلى شؤون أخرى. عبر عرضها لإبداعات تُعيد تشكيل الصحون "الجرداء" من خلال هندسة محتوياتها التقليدية بأسلوب مميز وبعيد كل البعد عن المألوف في مجال الزينة.

وهكذا تستقطب صفحة الشابة الغزاوية، التي درست في كلية الفنون الجميلة، عدداً كبيراً من المهتمين، فتستوقف المتصفّحين الذين ما أن يقعوا على أطباقها حتى تتراوح ردود أفعالهم إزاء المنشورات بين العجب والتعجّب، فتثمين أفكار مشيرة الخلّاقة.

فهُنا يجتمع الأرز والخضار المقطّع لتنفيذ وجه ضاحك، وهناك تُلقى المهمة كلها على عاتق الأرز وحده لرسم وجه امرأة على طبق، وهنالك تتحوّل الخضروات المقطّعة إلى ملابس على حبل غسيل وفي صحن آخر إلى امرأة حامل، ومثلها شجرة عملاقة من تحتها من يتفيّء بظلّها، وأب يحمل طفلته على كتفيه في حديقة غنّاء، ووجه نمر مكتمل التفاصيل، بالإضافة إلى بورتريه لشخصيات مشهورة في عالم الكارتون وعلى أرض الواقع.

هل هذا كل ما في "جعبة" الصفحة؟.

كلا، فصور أخرى لأطباق معَدّة للأكل تبدو على درجة عالية من الترتيب، ما يسترعي الانتباه ويستدعي التفحّص لاكتشاف آلية التزيين وسر الأناقة التي تتوازى فيها المكوّنات تارةً وتتشابك في تارات أخرى، متّخذة من الألوان الطبيعية للفاكهة والخضار مادةَ جذب أساسية تُضاعف من جمالية الطبق وتوحي بطعمه الشهي.

وللعلم، فإن الشيف مشيرة، التي تختصر الكثير عن فنّها بعبارة "أرسم على الأطباق بالطعام وأرسم بالريشة على اللوحة"، لا تتحفّظ عن ذكر مكوّنات وصفاتها ولا تترك المشاهدين ـ الذين فاق عددهم الأحد عشرة ألف متابع ـ في حيرة من أمرهم، بل تُبادر إلى تبديد استفهاماتهم بنشر تفاصيل المحتوى واضعةً المقادير وطريقة الإعداد بالمتناول.

فتركت لها ياسمين تعليقاً على أحد الأطباق قالت فيه "بشهّي والله، أحسن من شغل الأجانب تقولي بنتفرّج على أكل صيني. نفس طريقتهم بالتزيين شغل حلو ومرتب يسلمو"، فيما وصفت عُلا ما تقوم به مشيرة بكلمتَي "فن وإبداع".

نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية"