نساء في مهمات خطرة
حقوق المرأة, الإعلام السعودي, المرأة السعودية / نساء سعوديات, إعلامية, سعاد الشمري, إختصاصي إجتماعي, حقوق المرأة السعودية, سميرة مدني
14 نوفمبر 2011رغم زعم الكثيرين أن المرأة لا تجيد سوى الأشغال الخفيفة والأعمال البسيطة، فإن المرأة في السعودية استطاعت أن تتصدى لمهمات ووظائف صعبة جعلتها تقف في دائرة الخطر في مهن مختلفة. فبين قيادة الطائرة وإصرار الإعلامية على تغطية الحروب، وقدرة المشرفة الاجتماعية على علاج المدمنين، ومع أوراق المحامية والناشطة للدفاع عن المرأة، وقفت «لها» لتطّلع من المعنيّات على الصعاب والأخطار التي يواجهنها في العمل...
الكابتن الهندي: الخطورة نفسها في الطيران سواء كان الكابتن رجلا أو امرأة
الكابتن هنادي الهندي بدأت دراسة الطيران عام 2002، تخرجت من الأردن عام 2005 ومن ثم سافرت إلى بريطانيا للحصول على معادلة لرخصتها (الرخصة البريطانية) لكنّ ظروفاً خاصة حصلت معها، وتوقفت عن الطيران ومن ثم عادت إليه بعد انقطاعها لفترة طويلة. تقول: « لا أعتبر مهنتي خطرة بل على العكس أشعر بأن فريق العمل الموجود بقربي والأمان والحماية في الطائرة تنقلني من دائرة الخطر إلى السهولة والراحة أكثر من قيادة السيارة. منذ 8 سنوات تقريباً وأنا أحمل رخصة في الطيران لكني كسعودية لم أمارس الطيران، وأغلب رحلات الطيران التي قمت بها خارج السعودية كانت ضمن نطاق التدريب فقط.
الخطورة هي نفسها في الطيران سواء كان الكابتن رجلا أو امرأة، وهناك الكثيرون ممن يقولون إن المرأة لا تصلح لهذه المهنة لضعف قلبها، لكن رؤيتي الخاصة انه يجب على الكابتن أن تتمتع بشخصية قوية كافية. في الطيران لم يقع معي أي طارئ بل كان معظمه من باب التدريب فقط لا غير».
وأضافت: «عملي في الطيران الخاص التابع لشركة الأمير الوليد بن طلال، يوفر لنا الكثير من الحماية والأمان أثناء الطيران، وهذا الأمر يقلل نسبة الخطورة في هذه المهنة. بفضلٍ من الله لم يقع معي أي حادث إلى الآن وأتمنى أن لا يحدث... الخطورة التي شعرت بها هي عندما كنت مريضة وتحاملت على نفسي خوفاً من إيقافي عن العمل، لكنهم سرعان ما اكتشفوا الأمر، وتم إيقافي عن العمل وعدت إلى السعودية لإكمال علاجي».
مدني: عندما سمعت دويّ الصواريخ أيقنت أني في مكاني الصحيح مهما كان الخطر
قالت الإعلامية السعودية في برنامج «كلام نواعم» سميرة مدني إن الإعلام ليس مهنة خطرة وإن الأمر يتوقف على قوة شخصية الإنسان نفسه، ووضعه لبصمة مميزة في هذا المجال. سميرة مدني التي رصدت أحداث الحوثيين في جنوب السعودية، وشاهدت القصف بالطائرات والصواريخ وصراخ الأهالي وذُعر الأطفال. أضافت: «الإعلام منحني إحساسا أكبر بالمسؤولية خاصة عندما واكبت أحداث الجنوب ووجود الحوثيين. ورغم وجود الخوف بداخلي فإن اقتناعي بأني وحدي من يجب أن يوصل الرسالة إلى العالم، وشخصيتي التي تتمتع بالإصرار كانا من أكبر الدوافع لكسر حاجز الخوف والإقدام على هذه الخطوة».
وأكدت أن خوف عائلتها من هذه الخطوة لم يمنعها من التوجه إلى المطار والسفر إلى الجنوب لرصد الأحداث بواقعية ومصداقية. «أقنعت عائلتي بأن هذا واجبي ولم يؤثر فيّ خوفهم. أطفالي كانوا جلّ اهتمامي وخوفي من عدم رؤيتهم مرة أخرى، إلا أن الموت حق أينما كنا سواء في منطقة حرب أو في منزلك».
وفي الميدان «خاطرت بحياتي بشكل كبير جداً خاصة بعدما وصلت إلى الحاجز الأول، وعندما صعدت مع الجيش السعودي وسمعت الصواريخ وشاهدت الأحداث تلاشى هذا الخوف وشعرت بالفعل بأني في مكاني الصحيح مهما عظُم الخطر».
الشمري : التمييز ضد المرأة السعودية من أكبر الأخطار التي نواجهها
قالت المحامية والناشطة في حقوق المرأة سعاد الشمري إن مهنتها خطرة فقط في السعودية، بسبب المجتمع والعادات والتقاليد والنظرة الذكورية المتشددة والمتطرفة وهيمنتها على المجتمع. وأوضحت: «انا لا أعاني هذه المعاناة في بلد آخر، ففي الدوائر الحكومية تسيطر الفئة الذكورية ويُنظر إلى المرأة على أنها كائن غريب. ثمة رجال يعتقدون أن خروج المرأة من منزلها هو هروب».
وأضافت: «في المحكمة تغيرت هذه النظرة الا من البعض، فأصبح بإمكاني الدخول إلى المحكمة او مركز الشرطة دون أن يطالبني الحاجب او الشرطي بإحضار ولي أمري أو المحرم. فالخطر الذي تتعرض له المرأة يكمن في النظرات التي قد تصل إلى التحرش. وأذكر أن وزير العدل قال أنه سيمنحنا تصريح مزاولة مهنة، هذا الامر جعل القضاة مبدأياً يتقبلون المحاميات، ولكن من الممكن أن يأتي أحدهم ويُشكك فينا ويجعلنا نخسر قضايانا ويطعن في مرافعتنا بحجة أننا لا نملك رخصة. كل الأخطار تتلخص في أن المجتمع ما زال يُميز ضد المراة السعودية كونها أنثى».
وختمت: «في ما يتعلق بعائلتي كان الامر يتلخص في انزعاجهم من كوني إمرأة أخرج دون نقاب أو دون ذكر لقب القبيلة وغيرها من هذه الامور، كما أن ولدي في المدرسة كان يعاني في بداية الامر مع اصدقائه من باب معرفتهم بإسم والدته ويحضرون له الجرائد ويبدأون بالسخرية. والمشكلة تكمن في ان الكبير لا يزال يعتبر أن اسم المرأة عورة. ولكن يجدر بي القول إني ألمس تغييراً، حتى أنني ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بدأت اتواصل مع أفراد القبيلة واكتشفت انهم متقبلون لمهنتي ويطالبون بمرافعتي عن قضاياهم، حتى ان ولدي بات يمشي متفاخرا بين أصدقائه بأن والدته ناشطة حقوقية وتدافع عن المرأة والجميع يحترمها، بفضل من الله».
المشهدي: لم أتعرض لتهديدات حقيقية
قالت الاختصاصية الاجتماعية في مركز لعلاج امادن المخدرات سوزان المشهدي إن هذه المهنة معروفة عالمياً بأنها مهنة خطرة : « أعمل في هذه المهنة منذ 13 سنة ولم اشعر في يوم من الايام بالخطورة، والسبب أني بفضل الله استطيع تكوين علاقات مهنية طيبة مع المرضى من كلا الجنسين، وأثناء تعاملي معهم لا اشعر بأي خطورة او أية أذية. من الممكن أن أتعرض لتهديدات من بعض المرضى وتتمثل في السؤال عني وعن عائلتي ومكان عملي، وبفضل من الله لم أتعرض لتهديدات حقيقية فغالبيتها تهديدات شفهية.
وعندما أشعر بأن هناك خطرا قريبا مني أتصرف أمام المريض نفسه بتلقائية شديدة إلى ان أخرج من هذا الموقف. ولعل أكثر الامور التي تزيد عنف الشخص هو شعوره بأن من يقف أمامه خائف منه وبما أني أكون مسيطرة على هذا الخوف لا أجد أية خطورة قد تلحق بي بفضل من الله».
وتضيف المشهدي: «أفراد عائلتي يشعرون بهذه الخطورة ومتخوفون طوال الوقت، لكن في السنوات الأخيرة اقتنع زوجي بأني قادرة على استشفاف المواقف الخطيرة والانسحاب منها بسهولة. ولم أشعر حقيقة بأن هناك خطراً يحدق بي، فكل ما أسمع عنه يقال او يحدث من وراء ظهري، وأمامي لم يحدث أي شيء».