الدكتورة نجاة مجيد: أطفال الشوارع هم الأكثر عرضة للأخطار

حماية الطفولة, طفل / أطفال, طفولة, حقوق الإنسان, عنف ضد الطفل

21 نوفمبر 2011

سيدة كثيرة الأسفار والتنقل، حاملة هموم الطفولة إلى أقصى بقاع العالم، وعبر منتديات دولية. هي أول امرأة عربية  تهتم بمشاكل أطفال الشوارع، تحملت مسؤولية جمعية «بيتي» رفقا بأطفال الشوارع وحمايتهم من الإقصاء الاجتماعي، حصلت على جائزة حقوق الإنسان من الجمهورية الفرنسية لعام 2000، وعيّنها العاهل المغربي الملك محمد السادس أخيراً ضمن أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسانفي هذا الحوار تتحدث الناشطة المغربية نجاة مجيد عن الجمعية وأهدافها وقضايا أخرى


- أخبرينا عن تأسيس جمعية «بيتي».
فكرة إنشاء الجمعية جاءتني بعدما التقيت طفلا في الشارع. وبعد متابعتي لنحو 40 طفلا يعيشون في الشارع، هزتني محنتهم واكتشفت أيضا شجاعتهم و روح البقاء لديهم، فرأيت أنه من الضروري فعل شيء لأجلهم ومعهم.

- كيف اختير اسم «بيتي» لهذه المؤسسة ولماذا؟
الأطفال اختاروه، فالبيت يمثل لهم الملجأ، الحماية والحب، وهذا بالضبط ما ينقص هؤلاء الأطفال.

- ما هي الأهداف الأساسية للجمعية؟
مهمة «بيتي» هي حماية الأطفال ضحايا الإقصاء، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومنحهم فرصة لإعادة التأهيل النفسي وإعادة إدماجهم في الأسرة، وضمان حقوقهم.

- كيف دفعك عملك كطبيبة أطفال لتأسيس هذه الجمعية؟
معلوم انه في طب الأطفال نعالج، نستمع، ننصح، نعالج المعاناة الظاهرة وغير الظاهرة. وكطبيبة أطفال، لا يمكنني أن أرى أطفالاً يعانون وغير قادرين على الحصول على الرعاية والحماية.

- ما هي أولويات «بيتي» في التعامل مع أطفال الشوارع وماهي المقاربة التي تعتمدونها؟
الهدف الأول والأساسي كسب ثقتهم، حمايتهم من العنف والاستغلال، إنقاذهم من الشارع،  ومساعدتهم على وضع مشروع لحياتهم. والنهج الذي نتبعه هو أننا نعتبر أن لهؤلاء الأطفال حقوقاً منها الحق في نمو متناسق، الحق في الصحة، الحق في التعليم، الحق في الحماية، والحق في المشاركة.

- أنت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالاتجار بالأطفال واستغلالهم. من هذا المنطلق ما هي الأخطار التي يواجهها أطفال الشوارع؟
أطفال الشوارع هم الأكثر عرضة لأنهم من دون حقوق ودون حماية، وهم يتعرضون لكل الأخطار التي يمكن أن نتخيلها، منها  الموت والاغتصاب والاعتداء الجنسي، والمخدرات، والمرض، والاتجار...

- كيف تتدخل «بيتي» لمواجهة هذه الآفة؟
«بيتي» تحاول بكل تواضع مساعدة هؤلاء الأطفال عن طريق وضع برامج مصممة خصيصا لحالتهم، من خلال تدريب عاملين اجتماعيين مختصين، ودعوة السلطات إلى القيام بواجباتها.

- ألم تتعرضي لمضايقات في بداية عملك؟
في التسعينات، كان التكلم حول أطفال الشوارع في المغرب من الممنوعات. وقد اعتقلت مع أطفال ومربين، والأكيد أن رجال الشرطة لم يفهموا ما كنا نقوم به ولا يثقون بما نفعله. لكن الأمور تغيرت كثيرا منذ ذلك الحين.

- ما هي الأسباب المباشرة التي تدفع هؤلاء الأطفال للخروج الى الشارع؟
الأسباب لا تزال في الأسرة: الضرب والاعتداء الجنسي والنفسي، الرفض، الحرمان من العطف، وعدم التقدير، والترهيب... انخفاض المستوى الاقتصادي هو أيضا أحد العوامل.

- هل لديكم أرقام عن أطفال الشوارع في المغرب وكم استقبلت جمعيتكم من هؤلاء؟
تستعد الوزارة لإصدار نتائج دراسة قامت بها خلال الأشهر الأخيرة بمساعدة جمعية «بيتي» ووحدة الإسعاف الاجتماعي المتنقل بالدار البيضاء.

- مرّت سبع سنوات على مدونة الأسرة، ماهي ملاحظاتكم عليها في ما يخص جانب الطفولة؟
تنفيذ المدوّنة يواجه مشاكل عديدة فيما النساء والأطفال يعانون، وخصوصاً الأطفال الذين يحرمون من النفقة ومن أبسط الحقوق.

- كانت لمؤسسة «بيتي» تجربة في المجال السينمائي مع المخرج المغربي نبيل عيوش في شريط «علي زاوا»، الذي حصد مجموعة من الجوائز العالمية بفضل صدق أداء الأطفال، فما مصير هؤلاء؟
عملنا مع هؤلاء الأطفال بمعية السيد نبيل عيوش من أجل إدماجهم مدرسيا، مهنيا، وأسريا. ولقد تكفل المخرج بكل المصاريف بما في ذلك الإيواء. إلا أنه كما هو الحال بالنسبة الى جميع الأطفال والشباب، فمنهم من تجاوز مشاكله وبنى مستقبلا أفضل ومنهم من فضل العودة إلى الشارع ومنهم من اشتغل مع المخرج.

- بعد مرور 16 سنة على هذه التجربة المهمة، الى أي حد استطاعت الجمعية ان تقلص ظاهرة أطفال الشوارع؟
نحن لا نرى أي تراجع في هذه الظاهرة في عملنا اليومي، وليس لدينا فروع في كل المدن المغربية، لذلك فإننا لا نستطيع أن نقلل كثيرا عدد أطفال الشارع.

- ماهي الحلول التي تقترحونها للحد من ظاهرة اطفال الشوارع؟ 
لابد من وضع سياسة متكاملة وإقليمية لحماية الطفل، مع تحديد أهداف واضحة من جانب الجميع، وكذلك إعداد  الموارد البشرية والمالية المتخصصة.