ليزا هوليداي: لم أواجه تحديات لكوني امرأة فقط...

القاهرة كارولين بزي 15 ديسمبر 2018

مفعمة بالحياة والطاقة والجمال... وهي صفات عكستها في مهنتها وإدارتها لأشهر الفنادق حول العالم. ليزا هوليداي رئيسة العلامة التجارية لفنادق “الريتز كارلتون” و”السانت ريجس”، تنتقي رحلاتها وفقاً للفندق الذي ستقيم فيه. تحب الاستكشاف وتكوين الصداقات. لإيطاليا ذكريات لا تنساها، وعشقها لفرنسا ينبع من حبّها للموضة والتاريخ، أما جنوب أفريقيا فاكتشاف آخر. في هذا الحوار، تقدم ليزا نصائح عدة لعشاق السفر، كما تتحدث عن أكثر ما يهمّها في الفندق الذي تختار الإقامة فيه.


- انتقلتِ من عالم السيارات إلى الفنادق والضيافة، حدّثينا عن تجربتك هذه؟
منذ حوالى السبع سنوات، انتقلت من عالم السيارات إلى مجال الفنادق والضيافة، لأنني أعشق السفر، وأثق بأنه يُسقط الحواجز ويساهم في بناء العلاقات بين البشر. أمضيت اثني عشر عاماً في العمل في مجال السيارات، كنت اقتنص خلالها الفرص لأتعرف على أماكن جديدة. لكن ولحُسن الحظ، حضرت الفرصة بنفسها إليّ، وهي حصولي على دور رسمي في مجال أحبّه، ألا وهو السفر، والإشراف على علامة تجارية مثل The Ritz Carlton وSt.Regis، والتمتع بحياة الترف.

- هل واجهت تحديات في تطويع الفنادق والمنتجعات العالمية في الشرق الأوسط، نظراً لاختلاف البيئة والطقس؟
أحد أهم أدواري وأمتعها هو تهيئة التجربة لضيوفنا الذين يتحدّرون من ثقافات وخلفيات متنوعة. لا شك في أن الشرق الأوسط تطور بسرعة وأصبح مركزاً عالمياً للترفيه والسياحة، وبالتالي هي فرصة لنا لتقديم علامتنا التجارية الفاخرة وتجاربنا لمنطقة الشرق الأوسط، وليست تحدياً على الإطلاق. في الأشهُر القليلة المقبلة ستشهد علامتنا التجارية نمواً غير مسبوق، كما نتطلع إلى تقديم مجموعة من الفنادق والخبرات الجديدة لضيوفنا في المنطقة.  

- الفنادق التي تتولّين الإشراف عليها، كيف تواكب متطلبات العصر؟
ندرك أن الفخامة الحديثة في تطور دائم. الضيوف يبحثون عن تحقيق ذواتهم من خلال تجارب تفاعلية وذات مغزى، في حين تتمثّل قمة الرفاهية بالخدمات الشخصية التي يقدّمها الفندق. كمديرة لعلامة تجارية على نطاق عالمي، جزء أساس من دوري هو توقّع ما يبحث عنه ضيوفنا من خلال إقامتهم وتحديد كيفية تطوير تجربة الضيف والاستجابة لمتطلباته. نحن نستخدم رؤية الضيوف، إضافة إلى البحث المخصص لتحديد الاتجاهات والرغبات الناشئة لضيوفنا، ليس فقط اليوم وغداً، ولكن في المستقبل أيضاً. لقد طور تصميم MLive Studio المبتكر بالكامل الطريقة التي نتعامل بها مع المسافرين بطرق أكثر شخصية من خلال السماح لنا بالمشاركة في محادثات فردية مع المستهلكين، على المنصّات الاجتماعية حيث ينشطون.

- ما هي التفاصيل التي تحرصين عليها لدى اختيارك الفندق الذي ستقيمين فيه؟
إذا كان سفري بهدف العمل أو السياحة، أبحث عن الفندق الذي يقدّم خدمات استثنائية، يمتاز بموقع مثالي، ويتمتع بوجهة معينة إن كان من خلال التصميم، خبرات الطهو أو البرمجة. كما أحاول الحفاظ على لياقتي البدنية خلال السفر، وبالتالي يهمّني أن يتضمن الفندق مركزاً للرياضة البدنية، إضافة الى تجهيز الغرف بمجفف للشعر، وأن تتوافر في الحمّام منتجات عالية الجودة.

- كيف اكتشفت شغفك بمجال الضيافة والسفر؟
لطالما أحببت السفر منذ صغري. واحدة من ذكرياتي خلال السفر، كانت رحلات الطريق مع جدّي حول الولايات المتحدة، بسيارة الـRV. كانت تبهرني مدينتي بمساحاتها الشاسعة وتنوعها واختلافها. المرة الأولى التي سافرت فيها إلى الخارج، كانت حين ذهبت إلى إنكلترا لاستكمال دراستي، وبدأت حينها باكتشاف أوروبا. كل شيء عن تجربة أوروبا الأولى كانت مشاعري حياله مختلفة وفائضة، حتى أنني ما زلت أعيش ذاك الشعور في كل مرة أزور فيها مكاناً جديداً. وأحب فعلاً أن أجمع الناس، وبالتالي وجدت تخصّصي وشغفي من خلال الضيافة.

- ما هو البلد الذي تتردّدين إليه بهدف السياحة، ولماذا؟
ذلك يتعلّق بنوع العطلة التي أبحث عنها وتوقيت الرحلة. باريس هي المدينة التي أتردّد إليها باستمرار، لأنني أحب الطاقة والتاريخ والموضة. تزوجت في Menaggio، في ايطاليا، ولذلك تمثل إيطاليا خصوصية لي ولزوجي، تحفّزني على العودة إليها. العطل فرصة مناسبة أيضاً لاستكشاف أماكن جديدة، والآن تتصدّر أستراليا قائمتي، إذ كنت أعمل في سيدني في الآونة الأخيرة، وأحرص اليوم  على العودة إليها واستكشاف المزيد فيها.

- ما أول فندق ترك فيك انطباعاً مختلفاً عن الفنادق الأخرى؟ وما هو هذا الانطباع؟
كنت محظوظة بأنني زرت العديد من الفنادق الرائعة، ولذلك يصعب عليّ اختيار واحد منها. ولطالما تكون الذكريات الراسخة من آخر فندق زرته. أخيراً كان لي الشرف بأن أمضي وقتاً في فندق “قصر البستان” وهو “الريتز كارلتون” في مسقط، عمان. الفندق افتتح أبوابه أخيراً بعد أعمال تجديد لا تُصدّق، حيث قاموا بعمل رائع للحفاظ على الروح الفريدة للمكان، الذي يجعلك تشعرين بالانتعاش والحداثة معاً. قبل ذلك كنت في روما وجعلني فريق فندق St.Regis أشعر بالرعاية. أنا ممتنة لجهودهم، وكان ذلك بمثابة تذكير بالخدمات والرعاية الاستباقية التي يمكن أن تؤثر في الإقامة. كما كانت لي ذكريات لا تُنسى في زيارة أحد فنادق سينغيتا في جنوب أفريقيا، كما اكتشفت الحياة البرية.

- ما هو “ستايل” الفندق أو المنتجع الذي يشبه شخصية ليزا؟
أنا محظوظة لأنني أُشرف على فنادق “الريتز كارلتون” و”سانت ريجس”، وهما علامتان تجاريتان مهمتان، وقيمتهما الجمالية تحاكيني. مثلاً: “الريتز كارلتون”، بغض النظر عن مكان إقامتك فيه، تشعرين بالراحة وكأنك في منزلك. كما أحب سحر الحداثة الذي يميز تصاميم مجموعة “سانت ريجس”، إضافة إلى تراث العلامة التجارية الذي تم إحضاره من خلال بعض العادات مثل شاي بعد الظهر، وعشاء منتصف الليل. أنا سعيدة بأن هذه التقاليد تُغني تاريخ العلامة التجارية بطريقة حديثة وفريدة من نوعها.

- ما أهمية أن تشغل امرأة منصب رئيس علامة تجارية عالمية؟
بالنسبة إلى مجال الضيافة، من الجميل والجيد أن نرى نساءً في مناصب قيادية. كَوني مديرة لعلامة تجارية عالمية، يمنحني فرصة العمل ولقاء أناس من مختلف دول العالم، وهذا ممتع بالنسبة إليّ.  وأكثر ما يسعدني في عملي في مجال الضيافة هو أنني أينما جلت في العالم أجد لي الكثير من الأصدقاء. 

- هل واجهت تحديات في هذا المجال لكونك امرأة؟ وما هي هذه التحديات؟
أعتقد أن خبرتي والقيم الأساسية التي اكتسبتها خلال عملي ساعدتني لأكون ناجحة في منصبي، هذا فضلاً عن علاقة الثقة التي بنيتها مع فريقي وزملائي. التحديات موجودة في أي منصب، سواء شغله رجل أو امرأة، ودائماً أتعلّم من الصعوبات والتحديات التي أواجهها.

- ما هي نصائحك لعشّاق السفر؟
حُسن اختيار وجهة السفر، فالعديد من ضيوفنا يبحثون عن تجارب تغمرهم في رحلتهم وتوفر لهم فهماً أعمق للثقافة المحلية من حولهم. بالتالي نبذل جهداً حقيقياً في “الريتز كارلتون” و”السانت ريجس” لتسهيل ذلك لضيوفنا، إن كان من ناحية البرمجة التي تتيح للضيوف استكشاف السوق المحلية مع طاهٍ أو عرض فني يعكس تاريخ الوجهة. نصيحتي، اكتشف كل ما يجعل المكان الذي تزوره خاصاً وفريداً.