كيف تتعامل مع "تمرد" ابنك في سن المراهقة؟

ميس حمّاد 08 يناير 2019

"نعم للحوار.. لا للصدام. هنا يكمن الحل في مشكلة تمرد الأبناء بخاصة في سن المراهقة، وذلك في بناء الودّ مع المراهق، وتكوين علاقة صداقة معه، وإعطائه الحق في الاستمتاع بمساحة كافية له من الحرية والاهتمام بأفكاره. ولا يوجد مانع من إعطائه بعض الأمور لتحمل المسؤولية، كما يجب توعيته بأن أسرته الملجأ الأول له عند مواجهة أي صعوبات، ليشعر بالأمان والطمأنينة منزله"، نصائح قدمها مدرب الحياة الدكتور مجدي هلال لمتابعينه، بالإشارة إلى الطريقة الأمثل لحل مشكلة تمرد المراهقين في موقع "فايسبوك".

الاختصاصية النفسية الدكتورة إكرام خليل عبر حسابها في "تويتر" غرّدت بأن "سبب تمرد المراهقين يعود إلى استخدام صيغة الأمر معهم، واتخاذه أسلوباً بديلاً عن المشاركة، ولذلك فإن صيغة الأمر وعدم المشاركة تقود المراهق إلى التمرد. كما أنه يجب اكتشاف المواهب لدى الأطفال والمراهقين، وتنميتها ذلك لأن المواهب تحميهم من الانحراف وهو الأسلوب الأسلم لتفريغ الطاقات السلبية بداخلهم".

جميع المراهقين يمرون بمرحلة من الجنون والتمرد والعصيان والرغبة في البحث عن الاستقلالية والحرية بطريقة خاطئة في نظر الآباء وسليمة بنظرهم، وهو أمر يبدو طبيعياً بالنسبة لهذه المرحلة العمرية، كما أنه جزء من النمو ومرتبط بالتغيرات التطورية للدماغ التي تساهم في النهاية بأن يصبحوا بالغين، فماهو هذا التمرد؟ وكيف يمكن للوالدين التعامل معه وتحويله لأعمال أقل خطورة؟ تساؤل أشار إليه موقع "WebMD".

من جانبه ذكر ديفيد ألكيند أستاذ تنمية الطفل في كلية الطب بجامعة تافتس في بوسطن بأنه ومع بداية البلوغ وأعتاب سن المراهقة تظهر العديد من الأعراض، وتطرأ الكثير من التغيرات الفسيولوجية والنفسية على الأبناء، بخاصة عندما يبلغ سن 15 من عمره، تتغير سلوكياته ورودود أفعاله ورغباته فى كسر كل قواعد التربية التى اعتاد عليها، بحسب الموقع.

وأوضح ألكيند للموقع، عدة أسباب وراء تمرد الطفل خلال سنوات المراهقة ومنها الرغبة في الاستقلالية، ما يؤدي إلى زيادة التحدي للقواعد، وعدم الاستماع إلى الآباء والأمهات، وكذلك الرغبة في الحرية والابتعاد عن قواعد التربية الأسرية التي تصبح خانقة لهم في هذا السن. يقول الخبراء إن المراهقين يبحثون دائماً عن التشويق ومواجهة تجارب مثيرة، ولتحقيق ذلك يتخذون قرارات سريعة تتعارض مع القواعد ويتجاهلون المخاطر لصالح المكافآت والمتعة التي يحصلون عليها جراء فعلهم، كما أن تركز دماغ المراهق بشكل أكبر على رأي مجموعات الأقران والرغبة في القيام بأمور لإرضاء الأقران حتى لو كان الآباء ضدها.

إيمي بوبرو، أستاذة علم النفس السريري وأستاذة في مركز دراسة الطفل في كلية الطب في جامعة نيويورك في مانهاتن، ذكرت - وبحسب الموقع - عدة نصائح للأهل للتعامل مع تمرد المراهقين ومنها على الأسرة أن تُدرك حساسية هذه المرحلة، التي يمر بها أبناؤهم والتعامل معهم بنوع من المرونة وعدم التشدد في انتقاد تصرفاتهم وأمورهم الشخصية.

المراهق يحتاج دائماً لسماع عبارات المديح والثناء على إنجازاته و عدم توجيه الاتهامات دوماً لهم، والتغاضي عن بعض الأخطاء البسيطة، والحرص على استخدام لغة حوار مرنة والتقرب من المراهق وتجنب استخدام الأسلوب الجارح وتوجيه اللوم، من أنجح الطرق التي تساهم في تخفيف حدة التمرد والعصيان، فضلاً عن احترام خصوصية المراهق، ومساعدته على بناء شخصيته المستقلة. الاستعانة بآرائه في الشؤون الأسرية ما يعزز ثقته بنفسه.