Portrait of a Lady نوال الزغبي أعيش الاكتفاء الذاتي وحدسي لا يخونني

حوار و Photoshoot Producer: ميشال زريق 10 يناير 2019

اللقاء معها في كلّ عام تكون له متعةً خاصة، فهي السيدة الناضجة والأم المتصالحة والصارمة تارةً مع أولادها، والمتساهلة تارةً أخرى... هي النجمة التي قضت عقدين ونيّف من النجومية وحوّلت الأنظار إلى فنّها وشخصيتها وإطلالاتها. على أبواب العام 2019، يتجدّد اللقاء مع النجمة الذهبية نوال الزغبي، في حوارٍ من القلب، يُقلّب صفحات حياتها الخاصة والشخصية بعيداً من الضوء، وصفحات جديدها الفنّي والتعاونات الفنّية... والباقي في الأسطر الآتية.


- بدايةً، أخبرينا بلمحة سريعة كيف كان عام ٢٠١٨ على نوال الزغبي؟

كانت الـ٢٠١٨ جيدة عموماً على الصعيدين الشخصي والمهني، تخللها تحضيري للألبوم الجديد، والكثير من النجاحات التي سعدت بتحقيقها، سواء في الحفلات والأغنيات واللقاءات التي أجريتها... الحمد لله.

- ما هي طقوس نوال لاستقبال العام الجديد؟

في الحقيقة لا طقوس معينة... قد يكون الطقس الوحيد الذي أتبعه دوماً، هو أن أكون إيجابية تجاه العام المقبل بطريقة تفكيري وتعاملي مع الأمور، أمّا وككل عام، فالسنة الجديدة أستقبلها في حفلات غنائية مع الجمهور على المسرح.

- حفلان استقبلتِ من خلالهما العام الجديد مع الجمهور؛ ألا تحبّين أن تكون هذه المناسبة أكثر خصوصية؟

كأي فنان، طبيعة عملي تفرض عليّ أن أكون متواجدة بين الجمهور وعلى خشبة المسرح، فهي ليلة مهمة فنياً، لذلك أولي اهتماماً لليلة الميلاد (الكريسماس)، فهي الليلة التي أستمتع فيها بالخصوصية وأجتمع مع عائلتي، وأحرص على هذه العادة دائماً.

- لكلٍّ منّا أمنيات مُعلنة أو خاصة... ما هي أمنيتك للعام الجديد؟

أمنيتي أن يستعيد لبنان عافيته ونشاطه، وأن ينعم بالاستقرار كما عهدناه في السابق، هذا على الصعيد العام. أمّا على الصعيد الشخصي، فأتمنى أن يحفظ الله لي عائلتي وأولادي، ويديم علينا نعمة الصحة، وبالنسبة إليّ هذه أهم نعمة قد نحصل عليها. أما مهنياً، فأتمنّى أن أقطف ثمار المجهود الذي بذلناه خلال العام الماضي، وأن يحقق الألبوم النجاح الذي أتوقعه والأصداء المنتظرة.

- هل صحيح أنه كلما نضج المرء تصبح أمنياته أكثر شمولاً؟

ليس بالضرورة أبداً... جميعنا نفكّر في أنفسنا وعائلاتنا، ولكل منا أمنياته الشخصية التي ترافقه مهما نضج وكبر... لا علاقة للأحلام والأمنيات بالنضوج.

-  إذا عرضنا بانوراما ٢٠١٨، ما أجمل ذكرى بالنسبة إلى نوال الزغبي؟

للأمانة، كانت جميلة كل لحظة عشتها في الـ٢٠١٨. هي ذكرى جميلة بالنسبة إليّ... كل نجاح على المسرح، كل إنجاز، كل مقابلة موفّقة هي ذكرى جميلة تبقى محفورة في وجداني.

- وأسوأ ذكرى؟

سبق أن ذكرتُ لك، أنا إيجابية دائماً في حياتي، أنسى الأمور السيئة سريعاً، ولا أسمح لها بأن تتحول إلى ذكريات.

- توأمك احتفل منذ فترة وجيزة بعامه السابع عشر؛ هل بُعدهما عن السوشيال ميديا هو قرار شخصي؟

نعم، إنه قرارهما الشخصي وأحترم رغبتهما، فهما يفضّلان الاحتفاظ بخصوصيتهما بعيداً من السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنهما لا يحبّان التقاط الصور أبداً.

- كيف تتصرّف أمٌّ شابة مع ولديها الشابين؟

صارا ناضجين ومسؤولين عن قرارهما. أتدخل فقط في الأمور الأساسية في حياتهما، وأوجّههما طبعاً، فهما يستشيرانني في الكثير من الأمور الخاصة، لكنّني أترك لهما مساحة كافية ليختبرا نتيجة قراراتهما وبعض الحرّية، فالإنسان يتعلّم من أخطائه وتجاربه.

- هل من أمور تكونين حازمة فيها؟

بالتأكيد... أنا صارمة في الأمور التي تخصّ دراستهما وصحتهما. عدا ذلك، لست أمّاً حازمة.

- أكثر ما يجعل المرأة متألقة هو شعورها بالاكتفاء الذاتي أو العاطفي أو النجاح على الصعيد الشخصي، أياً من هذه الأمور تعيشين؟

أعيش الاكتفاء الذاتي، وهو عامل أساسي ومتوافر حتماً في حياتي، والنجاح الذي أحققه يشغل وقتي وينأى بي عن كلّ الأمور الأخرى.

- هل يعوّض النجاح المهني عن بعض الثغرات في الحياة الشخصية من حب وعدم وجود شريك؟

لا أحسب الأمر على هذا النحو. النجاح المهني يحقق الاكتفاء للإنسان ويمدّه بالطاقة الإيجابية، ويجعله أكثر اتّزاناً وحكمةً في حياته. أمّا الجانب الشخصي من حياتي، فله وقته وحساباته، ولا يرتبط بالشق المهني على الإطلاق، وغياب الشريك لا يعوضه النجاح المهني ولا يرتبط به أساساً.

- قالت لي ديانا حداد في أحد اللقاءات إنّها «اعتادت الحياة بلا رجل»... هل أنت كذلك؟

ربما... لا أفكّر كثيراً بالموضوع. الحب ليس خياراً، والعلاقة العاطفية لا يمكن التخطيط لها.

- لمن تغنّي نوال الزغبي اليوم؟!

لنفسي... (تضحك)... ليس كل ما نغنّيه يعبّر عن حالتنا النفسية وتجاربنا الشخصية. أغنّي الموضوع الذي يلفتني لا الذي يخصّني. لذا أغنّي للناس ولنفسي أيضاً.

- علمتُ أنك متحمسة جداً للألبوم الجديد؛ ماذا تخبرينا عنه؟

متحمسة جداً لهذا العمل، لأنه سيكون نتيجة بحث وتحضير لسنتين. تأنّيتُ كثيراً في اختيار الأغنيات التي سيضمّها الألبوم، أردتها كلها مميزة وجديدة، تحمل تنويعاً واختلافاً على صعيد الكلام واللحن والتوزيع والمواضيع المطروحة. بصراحة، حاولت أن أضمّ في ألبومي الجديد أكبر عدد من الأغنيات الضاربة، وأنا واثقة بأنّ الألبوم سيكون وقعه مميزاً على الناس. متحمسة جداً لإصداره ولسماع رأي الناس فيه.

- وماذا تخبرينا عن تعاوناتك في هذا الألبوم على صعيد الكلمة واللحن؟

في ألبومي الجديد تعاونتُ مع أسماء كبيرة، منهم عمرو مصطفى ومحمود خيامي وفضل سليمان وأيمن بهجت قمر وأمير طعيمة وخالد تاج الدين ونور الدين محمد ومازن ضاهر... إضافة إلى أسماء شابة قدّمت لي أعمالاً جديدة ومختلفة فيها نبض مميّز، منهم عمرو الشاذلي وعمرو المصري ومصطفى العسال وإيهاب عبدالعظيم.

- مواهب جديدة منحتِها فرصة في ألبومك؛ هل يأتي هذا من باب مواكبة الجديد أم بهدف تطعيم الألبوم بنكهة شبابية؟

طبعاً، فالأسماء التي تعاونت معها في ألبومي قدّمت لي مادة جديدة ومختلفة عمّا غنّيته من قبل، وأضافت نكهة خاصة من حيث الكلام واللحن والتوزيع. أنا بطبعي ألحق بالعمل الجميل، أياً كان صاحبه.

- ماذا عن وفاء نوال في تعاوناتها الفنية مع ملحنين وشعراء رافقوها منذ البدايات؟

في ألبومي الجديد تعاونت مع أسماء رافقتني منذ بداياتي وجمعتنا أعمال ومحطات ناجحة جداً و»هيتات» كثيرة، منهم عمرو مصطفى ومحمود خيامي وأيمن بهجت قمر وأمير طعيمة وخالد تاج الدين وكثر غيرهم. هو ليس وفاءً، بل كيمياء تنشأ بن الفنان والملحن والشاعر، وهذه الكيمياء تستمر وتنضج وتُثمر أعمالاً أجمل.

- أذكر تماماً أنك تعاونت منذ سنوات مع شاعر من نادي معجبيك في أغنية «قولها»... هل المعجبون هم الأصدق في التعبير عن حبّهم للفنان؟

لا شك في أنّ من يحبّك يعمل لك بحبٍّ وتفانٍ وصدق. لكنّني كما أسلفت، أسعى وراء العمل الجميل أياً كان صانعه.

- هل ستعمدين إلى تصوير أغنيات الألبوم؟

نعم سأصوّر أكثر من أغنية على طريقة الفيديو كليب، وأحاول حالياً اختيار الأغنيات التي سأصوّرها، وهذه عملية تطلّب تخطيطاً وتركيزاً.

- أبارك لك العودة الى «روتانا»، هل نقول إنها ستكون عودتك «الأخيرة» إلى الشركة؟

لطالما كانت علاقتي بشركة «روتانا» جيدة، وتعاوننا كان دائماً مثمراً، فأنا فأل خير لهم، والعكس صحيح. كل أعمالنا معاً حققت نجاحاً كبيراً وكانت من أبرز المحطات الفنية لكلينا. أنا أتفاءل بهم، وهم أيضاً.

- ماذا عن علاقتك بالشركة؟

علاقتي بالشركة والقائمين عليها كانت جيدة جيداً وستبقى...

- ما هي تطلعات ومتطلبات نوال الزغبي من «روتانا» في ظل سيطرة «الديجيتال» على سوق الأغنيات؟

واجباتي أقوم بها على أكمل وجه، وحقوقي سأحصل عليها حتماً. لا متطلبات معينة لدي، فنحن نعمل كفريق كامل ومتكامل لنُنجِح مشروعنا، سواء كان على صعيد الديجيتال أو غيره. سأحصل على حقوقي، فأنا نوال الزغبي، وهم شركة كبيرة ومحترفة.

- هل تخافين أن تُحصر أعمالك على منصة واحدة فيُحرم جمهورك من تعدد الوسائط التي يتمكنون من خلالها الاستماع الى أغنياتك؟

من يحبّك سيسمعك أينما عرضت أعمالك، وسيلحق بكَ أينما ذهبت. لا أتدخل في شؤون الشركة الإدارية، ما يهمّني أن يصل عملي بالشكل الصحيح إلى الجمهور وأن يتم التسويق له كما يجب.

- علاقتك بالسوشيال ميديا وطيدة؛ كيف ترين تطورها في خدمة فنك؟

أستخدم منصات السوشيال ميديا للتواصل مع المحبين، وكمنبر لتسويق أعمالي، ولا شكّ في أنها منبر مهم لخدمة الفن، لكنّني سئمت طريقة البعض في التعاطي معها، وكيف صارت منبراً للاستهلاك والتفاعل غير المجدي. صدّقني، كثرٌ لا يتقنون استخدام السوشيال ميديا، و»فاهمينها غلط».

- سأعود الى موضوع الألبوم، حدّثيني عن عودة التعاون مع الفنان عمرو مصطفى... كيف كان اللقاء وما هي ثمرته؟

اجتمعنا في ثلاث أغنيات، أعتقد أنها ستكون Mega Hit الألبوم. أراهن على أغنية باللهجة المصرية، ستصبح على كل لسان. عمرو مبدع وألحانه تدخل إلى القلب مباشرة. وكل من تعاونتُ معهم في الألبوم، قدّموا لي أغنيات جميلة جداً، وهم مبدعون فعلاً، ولكنّك سألتني عن عمرو... ولن أنسى طبعاً محمود خيامي الذي أعدّ لي أغنية رائعة ستكون ضاربة أيضاً، وتعاوني الثاني مع فضل سليمان سيكون بمثابة مفاجأة.

- عندما تُغرم نوال بألبومها... ماذا تكون النتيجة؟

تكون النتيجة ألبومي المقبل الذي ستسمعونه قريباً، فأنا مغرمة بأغنياته، وكل أغنية تعني لي.

- هل قدّمتِ عملاً ولم تكوني راضية عنه؟

لم يحصل ذلك أبداً... ربما توقعت النجاح لأعمال ولم تحقق ما رأيته. لكنّني لم أصدر يوماً أغنية غير مقتنعة بها أو راضية عن نتيجتها، فاسمي يحمّلني مسؤولية أمام الناس.

- تعتمدين على حدسك أو عاطفتك أو عقلك، في العمل كما في الحياة الشخصية؟

على الصعيد المهني، أعتمد على حدسي حصراً. ألحق بقلبي وإحساسي تجاه العمل أو الأغنية. العقلانية مطلوبة لكن ليس في منطقة الإبداع.

- ما الضريبة التي قد تدفعينها لو تبعتِ إحساسك في عملك؟

أصيبُ الهدف... فحدسي لا يخونني.

- في المملكة العربية السعودية شريحة كبيرة من معجبي نوال الزغبي؛ والمملكة اليوم تشهد سلسلة حفلات فنّية... متى سنراك على أرض المملكة في حفل غنائي؟

أنا متشوقة جداً لزيارة السعودية، وتلقيتُ أكثر من عرض لإحياء حفلات في المملكة بداية العام المقبل، سأختار الأنسب بينها وسأحيي أكثر من حفل فيها. الجمهور السعودي ذوّاق ومحبّ للحياة والفن، وأنا بدوري أحبّهم كثيراً.

- في رأيك، ما هو الأصعب على الفنانة، التقدّم في السنّ أم خفوت النجومية؟

النجومية ستخفت يوماً لا محالة. الفنان الذكي هو الذي يقرر الابتعاد في الوقت المناسب، قبل أن يتخلّى الضوء عنه. أما مسألة التقدّم في السنّ، فلم تعد مصدر قلق لأحد، ذلك أننا نعيش في زمن بلغ فيه التطور مستويات مخيفة، وصرنا قادرين على محاربة الشيخوخة والحفاظ على شكل وقور وجيد نسبياً.

- بمناسبة الحديث عن السنّ، كان لافتاً ظهورك في «حكايتي مع الزمان» والتعليقات حول عدم تغيير لون شعرك الى أبيض أو رمادي كباقي الضيوف... ما هو تعليقك؟

«بشرفكن»... أي امرأة تصل اليوم الى عمر الـ٦٠ أو الـ٨٠ ولا تصبغ شعرها؟ هل الصبغة غير متوافرة أو صعبة المنال؟ لا أتخيّل نفسي في الـ٨٠ إلا كما رأيتني في البرنامج، وهكذا سأكون... أنا واثقة من ذلك.

- كيف تصفين تجربة الرحلة عبر الزمن... حتى لو كانت مجازية؟

كانت تجربة جميلة فعلاً، لأنّني حرقت مراحل وحاولت أن أعيش فترة لاحقة سأعيشها يوماً... مسألة العمر لا تزعجني، فلكل عمر حلاوته وميزاته.

- متصالحة مع فكرة التقدم في السنّ أم أنك والعمر «أصدقاء»... تجارينه في كل تغيراته؟

أجاريه حتماً... سأبقى جميلة وأنيقة وأضجّ بالحيوية.

- لنكن أكثر عقلانية في هذا الصدد؛ أعطني حكمة واحدة اكتسبتها في سنّ العشرين وأخرى في الثلاثين واليوم في هذه المرحلة من حياتك بعد تراكم الخبرات...

في سنّ العشرين، كنت أختبر المرحلة وأتعلّم منها... في الثلاثين صرت أكثر نضوجاً، وأقل تسرّعاً وتهوراً. اليوم أعيش اللحظة بكل تفاصيلها، أستمتع بأيامي، وبما أحققه كل يوم، لأنّني صرت أكثر إدراكاً وصبراً وخبرة.


في الـ 2019

 سأصبح أكثر: إشراقاً

 سأصبح أقل: تسرّعاً

 سأسامح: من أخطأ في حقّي عن غير قصد، لكن لم يعتدِ على حقوقي

 سأقطع علاقتي: بكل شخص سلبي

 سأنفق أكثر: على ما يستحق

 سأغنّي لكل: من يحبّني أينما كان

 سأتوقف عن: التفكير بمن كنت أعتقد أنهم يحبّونني

 سأرتبط أم سأظل حرّة؟! لا أعلم... حرّيتي لا تتقيد بارتباطي... «خلينا ننطر ونشوف»...