نادية كوندا: هذا رأيي في أحمد عز... وهذه علاقتي بوالدة سعد لمجرد

القاهرة – محمود الرفاعي 09 فبراير 2019
بعد عرض مسلسلها الأول «أبو عمر المصري»، نجحت الفنانة المغربية نادية كوندا في كسب جماهيرية كبيرة في مصر، خصوصاً بعد فوزها بجائزة التمثيل في الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي. في حوارها مع «لها»، تكشف نادية كواليس فيلمها المغربي الجديد «أبي لم يمت»، والذي تؤدي فيه شخصية «شيخة»، وتتحدّث عن الصعوبات التي واجهتها في الغناء باللهجة المغربية، وحلمها في نشر الفن المغربي في أرجاء العالم، ورأيها في النجم أحمد عز، وعلاقتها بوالدة سعد لمجرد، وموقفها من التحرّش.


- بعد نجاحك الباهر في مسلسل الفنان أحمد عز «أبو عمر المصري»، ما هو جديدك؟

أعمل حالياً على فيلم جديد من إنتاج مغربي يحمل اسم «أبي لم يمت»، ومن إخراج العادل الفضيلي، وأقدم من خلاله شخصية «شيخة»، اللقب الذي يُطلق على مطربات الفن الشعبي و«الفلاحيّ» في المغرب، التي تغنّي في الأماكن الشعبية والأفراح وهي ترتدي الأزياء القديمة.

- هل تغنّين في الفيلم؟

كنت أودّ ذلك، لكن ما سأفعله خلال الفيلم هو تحريك شفتيَّ مع الموسيقى، لأنني لا أجيد الغناء باللهجة المغربية، مع أنني أغنّي بالفرنسية، وصوتي لا بأس به، لكن الأغنيات المغربية الشعبية القديمة تتطلّب تدريباً منذ الصغر، وضبط أدائها يستغرق وقتاً طويلاً.

- ما القصة التي تدور حولها أحداث الفيلم؟

تتناول القصة أوضاع المجتمع المغربي في ظل الاحتلال الفرنسي، وتحكي قصةَ شابّ فقد والده بعدما قبض عليه جنود الاحتلال بينما كان يشاهد أحد الأفلام في السينما، فيهتم به أعضاء سيرك ويساعدونه على رؤية أبيه من جديد، أمّا عن دوري، فيتعلق بقصة حبّ مع شاب آخر يعمل داخل السيرك. وعموماً، يطرح العمل قصصاً إنسانية عدة، تتمحور حول تمكن فقراء المغرب خصوصاً من مواجهة الاستعمار.

- هل تفكرون في عرضه بالمهرجانات العالمية؟

ما زلنا في مرحلة التصوير، والحديث عن المهرجانات سابق لأوانه.

- ما تعليق الجمهور المغربي على نجاحك الكبير في مسلسل «أبو عمر المصري»؟

لا أخفي عليك أنني لم أتابع ردود فعل الجمهور المغربي على دوري في المسلسل، لكنني أعتقد أن ما فعلته يعدّ إنجازاً كبيراً، لأن أدوار الفتيات المغربيات في الدراما المصرية نادرة، وغالباً ما تكون صورة الممثلة المغربية التي تأتي إلى مصر مشوّهة، وستُحصر في أدوار معينة، مثل دور الفتاة الجميلة الجريئة. وللأمانة، من أول يوم جلس معي المنتج طارق الجنايني والمخرج أحمد خالد موسى، قررا الاستفادة من موهبتي في تقديم صورة فتاة مغربية جميلة.

- هل يمكن أن نراك في عمل مصري جديد؟

بعد هذا المسلسل تلقّيت عروضاً كثيرة، ومن بينها دور رائع مع مخرجة مصرية أتحفّظ على ذكر اسمها، وحين سألتْني عن قدرتي في التحدّث بالمصرية، أحجمت عن المشاركة في العمل لأنني ما زلت في مرحلة تعلّم اللهجة المصرية، وكنت أعاني كثيراً خلال تلك الفترة بسبب الأداء باللغة العربية عموماً.

- كيف وجدت التعامل مع الفنان أحمد عز؟

ضيق الوقت لم يسمح لنا بالتعارف بما يكفي، لكن في الفترة التي تعاونت معه فيها وجدته إنساناً في قمّة الأخلاق والتواضع، وأبرز ما يميزه هو الاجتهاد، فدائماً ما كان يبذل قصارى جهده لإخراج المَشاهد في أجمل صورة، فهو فنان مصري بمواصفات عالمية، وأدعو له بالتوفيق والنجاح في كل أعماله الدرامية الجديدة.

- وهل فكرتِ في نقل إقامتك إلى مصر؟

كثيراً ما نصحوني بالابتعاد عن أوروبا والعيش في مصر، لأنها هوليوود الشرق، وأي فرصة للعمل الفني ستكون من خلالها. لكن قرار تغيير الإقامة من بلدٍ إلى آخر أمر صعب ويحتاج إلى تفكير طويل، وربما أحقق ذلك في المستقبل، لكنني حتى الآن لم أتّخذ القرار.

- هل تشعرين بالقلق من هذه الخطوة؟

لست خائفة أو قلقة، لكن هذه الخطوة لم تكن في بالي أو مخطّطي، لأنني شخصياً دائماً ما أخطّط لحياتي، ولم أكن أخطّط للتمثيل في مصر، لكن عندما ذهبت إلى الجونة شاهدت أعمالاً عظيمة، وبعدها شاركت في «أبو عمر المصري»، لأفكر في ما بعد بوضع خطة للاشتراك في أعمال مصرية.

- وما هي الخطة الفنية التي تعملين عليها حالياً؟

أحب بلدي المغرب كثيراً، لذلك تفكيري كله منصبّ على تقديم أفلام وأعمال ترصد أحوال المجتمع المغربي، والسعي لترويجها وعرضها في أهم المهرجانات العالمية، وأتمنى أن تصل السينما المغربية إلى كل الوطن العربي، مثلما وصلت الموسيقى المغربية على يد دنيا بطمة وأسماء لمنور وسعد لمجرد، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يشاهد فيه كل العرب أفلامنا ويفهمونها مثلما يشاهدون الأفلام المصرية ويُقبلون عليها.

- لكن اللهجة المغربية صعبة وعصيّة على الفهم؟

نعلم ذلك، لكنَّ المصريين واللبنانيين أحبّوها، بعد النجاح الكبير الذي حقّقه الفنان سعد لمجرد، وأصبحوا يتداولون مفرداتها ويحفظونها. جمال الفن هو أن تجعل المتلقّي يبحث عن مفردات العمل الذي يحبه، ولذلك مهما بلغت صعوبة اللهجة يمكن تيسيرها وتبسيطها.

- على ذكر الفنان سعد لمجرد... كيف تابعت قصة حبسه الأخيرة؟

سمعت أخيراً أنه جرتْ تبرئته ممّا نسب إليه. على المستوى الشخصي أنا لا أعرفه ولم أقابله بتاتاً، لكنّني أعرف والدته جيداً، إذ سبق أن تشاركنا في عمل درامي مغربي منذ عشر سنوات، وهي سيدة رائعة. كل ما يمكنني فعله هو الدعاء له بالتوفيق والنجاح، وأن يكون بعيداً من مثل تلك المشاكل وأيّ قضايا تنال من شعبية فنان بحجمه.

- مَن هنّ الفنّانات المفضّلات لنادية كوندا؟

أحبّ منى زكي وغادة عبدالرازق، ومنّة شلبي.

- ما أكثر ما تحبّين في مصر؟

أعشق شرم الشيخ والجونة وشمس مصر، كما أحبّ ازدحام السيارات في مصر، و«خفة دم» المصريين.

- ما الذي لا يعرفه الجمهور عنك على المستوى الإنساني؟

أنا من مواليد مدينة كازابلانكا. أحببت السينما منذ نعومة أظفاري، كان توجّهي نحو التعلّم ودراسة الهندسة، لكنني عدت إلى السينما بعدما وجدتُ أن حبي للتمثيل أقوى من الهندسة، فتركت الهندسة في العام الثالث قبل التخرّج بسنة واحدة فقط، ثمّ قصدت كندا لدراسة السينما، بسبب حبّي لها وشغفي لفهمها ودراسة تاريخها، ولم أذهب لدراسة التمثيل، لأنني أحب التعلّم بالممارسة وليس بالدراسة النظريّة.

- ما هي مواصفات فتى أحلامك؟

هذا كلام قديم، اليومَ لا مواصفات تحلم بها الفتاة وتتمناها في «فتى الأحلام»، حين «يدقّ» القلب يكون قد وجد صاحب المواصفات. العالم تغير، وبالتحديد للفتيات اللواتي خرجن من المجتمع العربي.

- ما أكثر ما يضايقك؟

أكرّه التحرش، فهذه عادة سيئة أصبحت تضرب مجتمعاتنا العربية، وباتت آفة تنخر كل المجتمعات، ولا يحدّ منها سوى إنزال أشدّ العقوبات بمرتكبيها.



CREDITS

تصوير : تصوير – محمود رؤوف