CHRISTIAN DIOR ربيع أزياء كريستيان ديور الراقية يزهر في دبي

دبي - فاديا فهد 13 أبريل 2019

لقد كان حلماً، لا بل كان احتفالاً بأحلام برّاقة متداخلة. سحر باريس انتقل الى دبي، في عرض تاريخي استثنائي خاص للأزياء الراقية لدار كريستيان ديور Christian Dior العريقة لربيع وصيف 2019. كلّ شيء كان مثالياً مثل لوحة زيتية عن السيرك بتوقيع الرسّام الكبير مارك شاغال. ألوان برّاقة وقصّات فضفاضة وسراويل قصيرة وضيّقة وياقات عالية وأقمشة منهدلة في استعراض دائم. جمالية الأزياء الراقية بحرفيتها الأكثر دقّة وروعة وإبهاراً، تجلّت في هذا العرض الرائع، وهنا تفاصيله.


السيرك، مكان مفعم بالسحر ومصدر دهشة وافتتان، عالم معلّق بين الواقع والخيال، استوحت منه المصمّم ماريا غراتسيا كيوري مجموعتها لربيع وصيف ٢٠١٩ التي عرضت في دبي. لقد كان السيد كريستيان ديور يحب الذهاب الى سيرك الشتاء، حيث قام ريتشارد أفيدون، الذي تمكّن من إعادة أسلوب السيد ديور بطريقة استثنائية، بالتقاط الصورة الشهيرة سنة ١٩٥٥ التي تحمل عنوان «دوفيما مع الفيلة» . هذه الصورة التي تجسّد بشكل مثالي سحر التصاميم الراقية وروعتها. وفي سنة 1955، عرض التلفزيون البريطاني تقريراً مصوراً يحمل عنوان «سيرك ديور يحطّ الرحال في المدينة» لمناسبة عرض الأزياء الذي أقامته الدار في فندق سافوي في لندن.

جون غاليانو أيضاً استوحى من السيرك لكريستيان ديور عرضاً راقياً، أوليس عرض الأزياء استعراضاً على صورة الإستعراض الذي يفتتح السيرك؟ فنانون كبار في القرن العشرين، مثل بابلو بيكاسو وايريك ساتيه وسيرج داغيليف وليوند ماسين بالانضمام الى جان كوكتو الذي اعتاد على حضور سيرك ميدرانو الذي كان فيديريكو فيليني أيضاً من أشدّ المعجبين به، من أجل تصميم باليه باراد في إيطاليا، مسقط رأس ماريا غراتسيا كيوري، ومدينة نابولي، قبل عرضها على المسارح الباريسية سنة 1917.

في عرض كريستيان ديور الراقي الأخير، شكّلت الفوضى الخلاقة الرائعة التي تسود السيرك، نقطة انطلاق ماريا غراتسيا كيوري. وتستعرض تصاميم المجموعة الذكريات والخيال الجامح الذي يميّز السيرك وعلاقته بالأزياء والموضة والفنون على أنواعها، وصولاً الى أعمال سيندي شيرمان التي كرّستها للمهرجين.

تتألف مجموعة كريستيان ديور الراقية للربيع والصيف من صور متراكبة من مشاهد من السيرك في عروضه الذهبية، ترجمتها ماريا غراتسيا بتصاميم رائعة تصقل الجسم وتحكي لنا قصصاً مشوّقة. وسادت المجموعة ألوان البودرة التي تتماهى وتمتزج ضمن لوحة ألوان لامتناهية. على غرار الستائر التي رسمها بابلو بيكاسو لباليه «باراد». تنانير مطرّزة قصيرة مزيّنة بالترتر البراق غير الشفّاف أصبحت كتنانير الباليه القصيرة، فأعادت الى الأذهان رموز السيرك الذي يعجّ بالهلوانات والمروّضين والفرسان.

استعانت ماريا غراتسيا كيوري بهذا التنوّع الكبير من الصور من أجل تصميم استعراضها الخاص المؤلف من السراويل الفضفاضة الفائقة الخفّة، والمشدودة عند الكاحل، والتي يمكن أن تشكّل جامبسوت رائع الجمال. في حين تمّ تنسيق السراويل القصيرة مع القمصان البيضاء الشفافة ذات الياقات العالية أو الشرائط الأنيقة. نجد أيضاً مشدّات «الكورسيه» من ا لجلد، كما أعادت المصمّمة تصميم الزيّ الهندسيّ الشكل للمهرّج الأبيض البسيط أو الفاخر من خلال المواد والتطريزات والمقاييس.

تصاميم فريدة ورائعة تحمل رموز دار كريستيان ديور الشهيرة من خلال رؤية أنثوية معاصرة تخطف الألباب، وهي تجسّد رشاقة السيرك وقوّته وروعته في مملكة الأحلام، كما جاء في وصف السيد ديور للسيرك وفساتينه الراقية في مذكراته الخاصّة. أثبتت دار كريستيان ديور مرّة أخرى، أنها متفوّقة وتعرف كيف تبهرنا وتنتزع منّا التقدير الكبير.

لفتة خاصة: 15 تصميماً راقياً جديداً

تحاكي المرأة العربية

وفي لفتة خاصّة، أضافت المصمّمة خمسة عشر تصميماً جديداً الى مجموعتها الإستعراضية، لعرضها في دبي. وتجسّد هذه التصاميم الخمسة عشر الإستثنائية المعزّزة بلمسات من الذهب وتدرّجات الأحمر الدافئ والأخضر الجميل والليلكي الذي يليق كثيراً بالبشرة السمراء، المهارة الحرفية لمشاغل دار كريستيان ديور العريقة. وتتميّز التنانير المكسّرة بألوانها المتقزّحة، وهي تعزّز السحر الخاص بالسيرك. كما نجد أيضاً معاطف «ريدينغوت» ذات القصّة الطويلة والضيّقة المزيّنة بالعقدة الصينية والمطرّزة يدوياً، الى جانب سترات المروّضين التي تشكّل إعادة تصميم مزخرفة لسترة «بار» الأيقونية. تصاميم تجسّد العلاقة القويّة والمتينة والثقة التي تربط دار «كريستيان ديور» بالمرأة العربية منذ أيام السيد ديور وحتى يومنا هذا. علاقة مبنيّة على الذوق الرفيع وتقدير الحرفية العالية وحبّ الحياة والرفاه والرقي الدائم.

حلم ليلة مقمرة

مثل سماء زرقاء ليلية ذات قمر مكتمل تزيّنها النجمات المضيئات، يتألّق هذا الفستان الأزرق الراقي بتوقيع دار كريسيتان ديور، والمصمّم خصيّصاً لعرض دبي الإستثنائي ليحاكي أذواق الزبونات العربيات المحبّات والمقدّرات للتصاميم الراقية. أعلى الفستان من القماش الأزرق المغطّى بالكامل بزخارف النجمات البرّاقة بألوان مختلفة من الذهب، يكتمل بتنورة فضفاضة بلونين من التول الأزرق ، مفتوحة من الأمام ومزينة أيضًا بتطريز تجريدي يغطّي السطح بالكامل. قطعة استثنائية أحبّت مجلة «لها» أن تعرض تفاصيلها الأكثر دقّة والمشغولة بحرفية عالية، في هذا التحقيق المصوّر بعدسة صوفي كاريه.