ماغي بوغصن: إسمي يفرض عليّ أداء أدوار البطولة

حوار: ميشال زريق 13 أبريل 2019

باتت لاسمها مكانة ثابتة على الخريطة الرمضانية، تتنقّل بين الكوميديا والتراجيديا بثقةٍ، متسلّحةً بحبّ الجمهور وإعجابه بما تقدّمه. "بروفا" هو عنوان مسلسلها الرمضاني المقبل، وتؤدي في إطار أحداثه شخصية "ليال"، عازفة أكورديون ومدرّسة ثانوية، وتعوّل كثيراً على الشخصية ورسالتها والعمل الهادف ككلّ. ماغي بوغصن دائمة الانشغال، قليلةُ الكلام وكثيرة الحصاد، تقلّب صفحات النجاح في حوار مع "لها"، هو الأوّل قبل عرض "بروفا"، لتكشف فيه جوانب جديدة من شخصيتها وحبّها للتمثيل، وتتحدّث عن المنافسة والسوشيال ميديا والتحدّيات الدرامية... وللحديث تتمّة في الأسطر الآتية.


- مضى عامان على لقائنا الأخير... كيف ترين تطوّر شخصية ماغي بوغصن دراميّاً؟

أولاً، للقاءاتي مع مجلة "لها" ومعكَ ميشال طعم خاص، دائماً أقول لكم ما لا أقوله في حوار آخر. شخصيتي تغيّرت كثيراً، منذ بدأت التمثيل حتى اليوم. أصبحت اليوم أنضج وأكثر هدوءاً في الأداء والصوت والحركة والإحساس. طبعاً هذا في التمثيل فقط، ففي حياتي لا يمكنني أن أفقد عفويتي وجنوني أبداً. تجربتي اليوم صارت أعمق، فبعد عملي مع عدد كبير من المخرجين، تبلورت لديّ قدرات لم أكن أستخدمها، وتفاصيل لم أكن ألتفت إليها، وطبعاً الفضل يعود الى كل من عملت معهم.

- كيف ترين المنافسة عاماً بعد آخر على الساحة الدرامية في رمضان؟

(تضحك)... "يا ويلي، المنافسة نار السنة"... كل عام يزداد عدد الأعمال الدرامية ويكثُر النجوم المشاركون فيها، وبالتالي تكبر المنافسة بينها، كما تتطور هذه الأعمال لتصبح أكثر جودةً وأهميةً، وكل هذا يخلق صراعاً درامياً مطلوباً وضرورياً لتطوير الدراما، وأنا جاهزة للصراع الدرامي المقبل.

- هل باتت كل نجومية الممثلات اليوم "محاصصة" ولم يعد هناك الأولى والثانية في رمضان؟

سؤال صعب... القصّة ليست في المحاصصة. دائماً أقول إنّ النجومية لا يمكن حصرها بشخص واحد، فلكل فنانة أو ممثلة ناجحة قاعدة جماهيرية تتابعها، لذا فالقمة تتسع لاثنتين وثلاث وأربع وحتى خمس نجمات. المشكلة في الأنا المتضخمة لدى بعض من يرغبن بأن يكنّ وحدهنّ في المقدّمة، فيحاولن إلغاء الأخريات، لكن هذا لا يحصل، ولم يحصل يوماً، لا في لبنان ولا في سوريا أو مصر.

- هذا أول حوار لكِ قبل عرض مسلسلكِ الجديد "بروفا"... إذا أردت اختصار التجربة، ماذا تقولين؟

مسلسل "بروفا" من أجمل ما قدّمت حتى اليوم. النص للمؤلفة يمّ مشهدي. هذه الكاتبة خطيرة في عباراتها وحواراتها، حمّلتني مسؤولية شخصية جديدة، هادئة ومجنونة، طريفة وسيدة ناضجة في آن واحد. حواراتها تتضمن رسائل مبطّنة كثيرة، وهو الأكثر متعةً في العمل. أما رشا شربتجي فهي مخرجة موهوبة جداً، أستاذة في إدارة الممثل، أقبل ملاحظاتها وألتزم بها حَرْفياً، لإيماني بقدرتها وبرؤيتها الثاقبة. أعتقد أننا سنقدّم مشروعاً مختلفاً هذه السنة. أجواء التصوير رائعة، التناغم موجود بيننا جميعاً، والمشروع يحمل قضايا اجتماعية دقيقة وحساسة وبالغة الأهمية.

- ما الذي شدّ ماغي بوغصن في نصّ يمّ مشهدي؟

الإحساس في نصّها يفوق الوصف. يمّ كاتبة مختلفة. هي امرأة جريئة جداً، عفوية، ناضجة في حواراتها وعميقة.

- معروف عن يمّ نصوصها وحواراتها المتشعّبة والمعقّدة والتي تميل إلى التراجيديا وبعض الكوميديا السوداء... كيف كانت مقاربتكِ لنصّها؟

في "بروفا" ستجدون التراجيديا والكوميديا. ستبكون وتضحكون. العمل خفيف وعميق في آنٍ واحد، الرومانسية فيه لها وقع خاص. أعتقد أنّنا نلعب في مساحة جديدة.

- ما الجديد في "بروفا"؟

كل شيء بالنسبة إليّ. النص، الحوارات، الرسائل، الأداء، الهدف من العمل... بدايةً من الاسم الذي يريد القول بأنّ البروفا تتجسّد على المسرح فقط، ولا وجود لها في واقع الحياة. لا نملك الفرصة للقيام بالتمرينات قبل العرض، فالعرض مباشر أمام الجميع، والحياة مسرح مباشر.

- لماذا عُدتِ إلى الأعمال الخفيفة بعد النقلة النوعية في تراجيديا "ثورة الفلاحين"؟

لا كوميديا في "بروفا". العمل اجتماعي رومانسي بحت، قد تجد لطفاً في الإيفيهات والطرح، لكنه ليس عملاً كوميدياً.

- ما أسباب ابتعاد حسن الرداد عن دائرة العمل؟

انشغال حسن في أعمال سبق أن وقّع عليها في مصر، حالت دون التعاون معه، لكنّ أعمالاً جديدة ستجمعه بشركة Eagle Films قريباً.

- كيف ترين التجربة مع أحمد فهمي؟ وما الذي سيُضيفه إليكِ الوقوف إلى جانبه؟

أحمد من أكثر الممثلين الذين تعاملت معهم حرفيةً وموهبةً. رائع هذا الرجل في تعاطيه مع النص، والتحضير له، والعفوية في الأداء، والبساطة في التمثيل. أنا مستمتعة جداً بالتعاون مع أحمد، وأعتقد أنّ بيننا كيمياء درامية جميلة جداً، نلمسها خلال التصوير، وأتمنى أن تصل الى الناس عبر الشاشة.

- إلى أي مدى أنتما متفقان وهناك كيمياء بينكما؟

نحن متفقان تماماً، وصرنا صديقين منذ اللقاء الأول. هناك كيمياء بيني وبين أحمد، ستترجمها عين المخرجة رشا شربتجي ونص يمّ مشهدي في "بروفا".

- وإلى أي مدى أنتما مختلفان؟ أحمد فنان وممثل بالفطرة أمّا أنتِ فتعتمدين على التقنيات في التمثيل...

قبل أيام كنت أتحدّث مع أحمد في هذا الموضوع. فنحن نشبه بعضنا بعضاً، كلانا يمثّل بتلقائية، وكلانا لا يأخذ الأمور على محمل الجدّ. أنا وأحمد ملتزمان في كل شيء، نحفظ ونحضّر ونعيد التصوير أكثر من مرة بدون كلل أو تعب، لكنّنا لا نحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، وهذا أجمل ما في شخصيتينا.

- أين سنرى Input وبصمة ماغي بوغصن في الشخصية؟

في التفاصيل الصغيرة، ستلاحظ اختلافاً في الأداء والصوت والحركة، وتطوراً في تقديم الشخصية، والفضل طبعاً لإدارة المخرجة رشا شربتجي.

- علمتُ أنّ العمل موجّه إلى الشباب والجيل المراهق؛ من أي منظار سيتمّ طرح القضايا الحساسة؟

جزء من العمل يدور في مدرسة، وللطلاب دور أساس فيه. سنطرح قضايا ومشاكل يعانيها طلاب الثانويات والجامعات اليوم، ونعرض قصصاً حقيقية تحصل مع كثيرين، وسبق أن حصلت مع بعضنا. نناقش في النص قضايا عدة تتعلق بأسس التربية في المنزل، وصولاً إلى طريقة تصرف كل طالب، وكيف تتم ترجمة ذلك من خلال أفعاله ويومياته. سنلامس كل شاب وفتاة، ونعبّر عن مخاوفهم ومشاكلهم بشكل حقيقيّ جداً.

- إلى متى سنظلّ نرى ماغي بوغصن في أدوار أكثر قرباً إلى الشباب من الأدوار المعقّدة والشخصيات الطاعنة في السنّ؟

لا أزال شابة، لم أكبر في السنّ بعد يا صديقي... لكنّني في هذا العمل ألعب دور سيدة في مثل سنّي، عازفة أكورديون، ومعلّمة مدرسة. أتعاطى مع الطلاب الأصغر مني سنّاً، أتعلم منهم وأعلّمهم. في "ثورة الفلاحين"، قدّمت في خمس حلقات شخصية معقّدة جداً، صعبة ومرهقة، أمّا في "بروفا" فأؤدي شخصية جديدة، فيها كل تناقضات الحياة، وحين تشاهد العمل ستفهم ما أقول.

- أين تكمن الجرأة في رسالة المسلسل؟

في المواضيع التي نطرحها، بحقيقتها بدون "روتوش"، بطريقة معالجتها وصياغتها. لا جرأة في الصورة، بل في المضمون.

- عادةً في الدراما نطرح المواضيع ونادراً ما نعالجها... كيف ستتناولون المواضيع الاجتماعية في العمل؟

سنطرحها ونعالجها. بعضها عصيّ على العلاج، كما هي حقيقة الأمور في حياتنا. "بروفا" مسلسل اجتماعي حقيقي، ينقل الواقع بتفاصيله، لا خيال فيه ولا مبالغة. يعكس هذا العمل الحياة، ويقدّمها بجماليتها وبشاعتها.

- أخبريني عن شخصيتك، عن اللوك والأداء والتحضيرات التي سبقت التصوير...

بالنسبة الى اللوك، فقد اخترت البساطة مع لمسة جنون خاصة. فأنا عازفة أكورديون، أي فنانة، وفي شخصية أي فنان "شعطة" ما. هل تعلم أنّ عازفات الأكورديون في لبنان والعالم العربي عددهن قليل جداً، وهذه المهنة حكر على الرجال؟ هذه ميزة تُضاف الى الشخصية أيضاً.

- فاجأتِ الجمهور بنشر صورة وبشرتكِ فيها سمراء؛ لماذا حذفتِها؟

أردتُ من خلال هذه الصورة، أن أسلّط الضوء على واحدة من القضايا التي نطرحها، فالعنصرية موجودة في مجتمعنا، والتنمّر يأكلنا، وكثر يعيشون بيننا، يكرهون ذوي البشرة السمراء أو الداكنة ويسخرون منهم، كما يتصرفون بازدراء مع كل شخص مختلف عنهم، سواء في لون البشرة، أو حجم الجسم، أو أي تفصيل آخر. في الصورة، قدّمت نفسي كامرأة بشرتها سمراء، لكن جميلة ومختلفة، وهذا ما أردته، لكنّ عدداً من النشطاء لفت انتباهي إلى قضية الـBlack Face، وهو قانون لم أكن على علم به، يوصي النجوم حول العالم، بعدم التقاط صور ببشرة سمراء، وذلك منعاً لاعتبار أصحاب البشرة السوداء مغايرين لذوي البشرة البيضاء، ولئلا يساهموا في التنمّر عليهم. طبعاً لم أقصد الإساءة، بل كانت رسالة صادقة، بأن البشر متشابهون وإن اختلفت طرقهم في العيش، لذا حذفت الصورة لكنني أبداً لست نادمة عليها، بل فخورة بها.

- هل ماغي بوغصن "جبانة"؟ أم لم تحسبي هذه الخطوة جيداً فأتت عفوية وردود الفعل صادمة؟

لست جبانة أبداً، بل جريئة جداً... لكنّني أستمع لآراء الناس، خصوصاً المثقفين منهم والمطّلعين وأصحاب الرأي.

- ردود فعل الجمهور على ما نشرته، كيف أثّرت فيكِ؟

تعليقات الناس كانت أكثر من رائعة، والصورة كما الرسالة حققت نجاحاً كاسحاً لم أتوقعه حتى، وانتشرت بشكل كبير جداً. لكنّني حذفتها احتراماً لقانون الـBlack Face واحتراماً لرسالتي، لا لشيء آخر.

- أين ستوظّف ماغي بوغصن عفويتها في الشخصية؟

في الصراع بيني وبين أحمد فهمي في المسلسل، وفي علاقتي بالمحيطين بي أيضاً، كذلك في علاقتي مع الطلاب. العفوية أساس شخصية "ليال".

- أين يكمن الخوف اليوم؛ في فشل المسلسل أم في عدم تقبّل الناس لشخصيتكِ؟

كل عمل نقوم به خاضع لمزاج الجمهور. فالمسؤولية كبيرة، والمنافسة أكبر، والقرار في النهاية للناس. أي عمل نقدّمه معرّض للنجاح كما الفشل. وشخصيتي أيضاً كشخصية أي ممثل في العمل.

- دائماً أسألك... إلى أي مدى سيقترن اسمك بأسماء الممثلين "الحلوين" على الشاشة؟

لا علاقة للجمال باختيار الممثلين. نحن نبحث كما يفعل الآخرون في أي مسلسل، عن البطل الذي يناسب الشخصية التي سيلعبها. يمكن ألاّ يكون وسيماً، لكنّه الأنسب للكاراكتير، وهذا ما يحصل معي دوماً.

- ومتى ستمنح ماغي الفرصةً لشاب موهوب غير ذائع الصيت لكي يشاطرها البطولة؟

أتمنى ذلك. نحن في حالة بحث دائمة عن مواهب جديدة وقوية، تتمكن من إضافة شيء للعمل. سأخبرك بتفصيل مهم لم نصرّح به بعد. في "بروفا" البطولة ليست لي ولأحمد ووسام صباغ ونهلة داوود وفيفيان أنطونيوس وسميرة بارودي فقط، بل هي أيضاً وبشكل كبير جداً لمجموعة طلاب وطالبات، كلهم وجوه جديدة، يقدّمون أدوراً صعبة، وسيصبحون قريباً نجوماً.

- كيف تنتقد ماغي بوغصن نفسها؟

أنا لستُ دائماً راضية عن نفسي. وغالباً ما أنتقد نفسي بقسوة عندما أشاهد أدائي على الشاشة. لست من المعجبات بنفسي، ولا من المصفّقات، لأنني إن فعلت سأقع. في كل عمل أتعلّم الكثير عند مشاهدته، فأهرب من تكرار الخطأ في العمل الذي يليه.

- الجمهور أحبّكِ بالأدوار الشعبوية؛ هل تخافين من الانتقال إلى أدوار أكثر فخامة فتفقدين هذه الجماهيرية؟

الممثل يجب أن يلعب كل الأدوار، وهذا ما أحاول القيام به. لا شكّ في أنّ الجمهور يحب عفويتي وشعبويتي، لكنني بحاجة أيضاً الى التغيير. وعندما يكون التغيير منطقياً ومحترفاً، صدّقني سيحبّه الجمهور. في "جوليا" قدمت عشر شخصيات مجنونة، فرّغت فيها الكثير من طاقتي، لكن اليوم ألعب في مكان جديد، وفي مساحة أكتشفها في نفسي مع الناس.

- هل التحدّي بالنسبة إليكِ اليوم هو خلع عباءة السيدة الثرية والدخول في شخصيات فقيرة أم بعد انتهاء التصوير والعودة إلى حياتكِ؟

لا علاقة لحياتي بأدواري. أساساً في يومياتي لا أتصرف كامرأة صاحبة نفوذ ومكانة ونجومية وثروة، ولا أعيش الدور. أنا أُشبه الناس، أخرج بدون ماكياج، أرتدي ما يريحني، لا ألتزم بقوانين النجومية ولا أدرس أفعالي في الأماكن العامة، وأعتقد أن هذا ما يحبّه الناس فيّ، فمن يلتقون بي يقولون لي: أنت تشبهيننا، لست Fake، وهذا يرضيني.

- معظم الأدوار التي قدّمتِها لم تكن تشبهكِ...هل تحملين معكِ بقايا وآثار الدور خارج البلاتوه؟

أبداً. تنتهي الشخصية عندما تُطفأ الكاميرا.

- هل تغريكِ اليوم مساحة الدور؟

لا شكّ في أن اسمي يفرض عليّ تقديم أدوار البطولة، لكن في "ثورة الفلاحين" أغرتني شخصية "عنبر" التي تطل في خمس حلقات فقط، ولم أعر اهتماماً لمساحة الدور ولا لعدد مشاهده.

- كيف تتعاملين مع ملاحظات المخرج والسيناريست على البلاتوه؟

أحب المخرج الذي يعطي ملاحظات ويعيد تصوير المشهد أكثر من مرة حتى يحصل على ما يراه مناسباً. المخرج البطل هو الذي يعرف كيف يدير ممثليه خلال التصوير.

- هل تنفقين على أدوارك من حسابكِ الخاص؟

ألتزم بالميزانية التي تحدّدها الشركة للشخصية. قد أنفق من حسابي الشخصي في حال رأيت أنّ الأمر يتطلب ذلك، فلا مشكلة في ذلك.

- هل هناك اكتفاء مادي في التمثيل؟

نعم. حالياً نعيش ازدهاراً درامياً كبيراً، وهو ما جعل وضع الممثل اللبناني أفضل بكثير من السابق، وصارت الأجور أكثر منطقية.

- ألاحظ سلمية في تصريحاتكِ دائماً... هل تعيش ماغي بوغصن على "كوكبها الخاص"؟

لا أدّعي السلمية ولا أمثّلها. أنا كذلك، مُسالمة، أكره السلبية، وأحب الحياة بجنونها. لكنني أيضاً ككل البشر، أُخطئ، وأغضب، وأحزن. لست من كوكب آخر، أنا مسالمة ومُحبّة، لكن من يخترق مساحتي ويعتدي عليّ، أوقفه عند حدّه، وأواجهه علناً. لا أسكت على حقي، ولا أساوم أبداً في ذلك.

- أنتِ محبوبة في الشارع العربي، ولكن رغم هذا الإجماع... هل أنتِ متصالحة مع فكرة أنّ هناك شريحة لا تحبّكِ؟

طبعاً، أنا متصالحة جداً مع هذا الموضوع. نعم هناك من لا يحبّني، ولا يرغب بمشاهدتي، كما هناك من ينتظرني ويتابع أعمالي. أعتقد أنّ حالي كحال كل من هم تحت الضوء. لا أسعى لإرضاء الجميع، ومن يحبّني فليتابعني، أما من لا يرغب برؤيتي فهناك عشرات الممثلات الأخريات اللواتي يقدّمن أعمالاً تناسبه وتناسب ذوقه. الأمر بسيط جداً، لا يستحق الكراهية ولا حتى الإساءة الى بعضنا البعض.

- ما رأيكِ بلعبة الأرقام على السوشيال ميديا؟

لعبة مزيفة وبشعة، أن يُصنَّف الناس بأرقامهم، وأغلب هذه الأرقام مدفوعة الثمن. النجاح الحقيقي تلمسه على أرض الواقع، لا على السوشيال ميديا.

- ألستِ متصالحة مع فكرة أنّ هذه الأرقام قد تزول في أي لحظة وما يبقى هو رأي الجمهور التقليدي في الشارع؟

هذه هي فعلاً الحقيقة. الشارع هو من يحكم. السوشيال ميديا تخدم "الفرقعة" الآنية، وليست مرآة للشارع وللواقع للأسف.

- ما هو الحيّز الذي تشغله السوشيال ميديا من يومياتكِ؟

لا يمكنني الادّعاء أنني لا أتابع السوشيال ميديا بكثرة في يومياتي، بل أستخدمها كجميع الناس، لكنّي أُخصص الوقت الأطول لعائلتي وعملي.

- ألا تراقبين حسابات الآخرين؟

ألحق بمن أحب، وأراقب من يعني لي أو يشدّني فقط.

- كثر من النجوم يعتمدون على حسابات وهمية لمراقبة الآخرين...

نعم للأسف. حتى أنهم يشاركون في حملات تشويه ضد الآخرين، ويمارسون أبشع الألعاب تحت أسماء وهمية. هؤلاء يعانون عِقد نقص... هذا جبن، وليس بطولة.

- في بعض المرّات تكون تغريداتك "مسمّة" ولكن بلباقة وتحمل رسائل مبطّنة... هل تتعمّدين ذلك؟

(تضحك)... "أنا مش مسمّة"... أعبّر عمّا يجول في خاطري بصدق. ليس كل ما يحدث يُقال، لذا أقوله بشكل يليق بي وبمن يلحقون بي.

- هل خفّفت السوشيال ميديا من وهج اسمكِ كممثلة؟

أبداً، لأنني لا أظهر عبرها بشكل مبالغ فيه، ولا أستعرض أو أعيش على نشر صوري ونقل عالم لا يشبهني لأرضي الناس. السوشيال ميديا تخدم عملي فقط لا غير، وتعبّر عني وعن شخصيتي بالقدر الذي أريده أنا. لم أسمح لها بأن تأسرني، لذا فهي لم تؤثّر في اسمي ولا في مكانتي.

- برأيكِ؛ من حاول إرضاء الناس تعب أم تفوّق أكثر؟

تعب، ثم فشل وانتهى. أنا أُرضي نفسي أولاً، ومن يحب ذلك فليلحق بي ويتفاعل معي، ومن لا يرغب بذلك فليلحق بالآخرين. الأمر بسيط جداً، وليس بحاجة الى تعقيد.

- هل أباركُ لك عودة المياه إلى مجاريها مع سيرين عبدالنور في اتصالٍ هاتفي جرى بينكما في الفترة الماضية؟!

علاقتي بأغلب زملائي وزميلاتي جيدة جداً، وكلها علاقات مهنية بحتة. نعم حصل بيني بين سيرين عبدالنور اتصال هاتفيّ لإنهاء كل ما سبق وحصل من سوء فهم. وعلاقتي بها كمعظم زميلاتي قائمة على الاحترام المتبادل.

- ما جديدك بعد رمضان؟ وهل بدأتم التحضير لفيلم سينمائي؟

بدأ فريق العمل في شركة Eagle Films التحضير للمشاريع المقبلة. لكن حالياً لا أستطيع التركيز إلا على "بروفا". لا وقت لدي لأقرأ أو أبحث عمّا هو آتٍ. عندما أنتهي من شهر رمضان، أبدأ التفكير بما هو مقبل.

- كلمة أخيرة تقولينها للجمهور...

لا يمكنني أن أوفّيهم حقهم بكلمة. الجمهور المحبّ والداعم هو الثروة الحقيقية للفنان. هوسبب ما أنا عليه اليوم، ومن أجله ما زلت مستمرة في هذه المهنة، إرضاءً لما يرغب وللشغف الذي يتملّكني، ولهذه المهنة المتعبة التي أعشق.