التمر مصدر غذائي مهم تعرفي على فوائده وواظبي على تناوله

هبة الشيخ 11 مايو 2019

من المعروف أنه مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، تجتاح التمور الأسواق بأنواعها المختلفة وأشكالها المميزة، ولهذا يعمد الكثير من الناس إلى تقديمها كهدايا في الشهر الفضيل، وذلك يعود إلى الفوائد الكبيرة التي توفرها التمور للصائمين تحديداً، ناهيك عن أهميتها اليومية لما تحتوي عليه من مواد غذائية أساسية وفيتامينات وسكريات مهمة للجسم. لذا تعرفي على تاريخ وأصل شجرة النخيل التي تحمل ثمرة التمر، وكيف تساهم هذه الثمرة في تعويض الجسم عن الكثير من المواد الغذائية الأخرى، واكتشفي أنواع التمور المختلفة والمتعددة.


أصل وتاريخ شجرة النخيل

تعتبر شجرة النخيل من الأشجار التي ازدهرت زراعتها منذ القدم، وتُعرف بأنها نبات شجري ينتمي إلى الفصيلة النخلية أو الفوفلية. أما عن الموطن الأصلي لشجرة النخيل، فيجمع كثيرون على أن منطقة الشرق الأوسط هي الموطن الأصلي لها، وتحديداً دول الخليج العربي، ولذلك تُعدّ ثمرة التمر من الأغذية الأساسية لسكان هذه المنطقة، كون زراعتها مزدهرة لديهم. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أكثر من ألفَي صنف من التمور حول العالم.

أكثر ما يميز شجرة النخيل أنها معمّرة وتُثمر لفترات طويلة من الزمن، بالإضافة إلى أنها ذات ساق غليظة وطويلة، والبعض منها مثمر بينما البعض الآخر هو للزينة فقط. لذا تتم زراعة الأنواع المختلفة من أشجار النخيل للحصول على ثمار تمر متنوعة، بالإضافة إلى المنظر الجميل والجذاب لهذه الشجرة، كونها ذات ساق غليظة وسعف مميزة.

هل صحيح أن تناول 7 حبّات من التمر في اليوم يحمي الإنسان من العين والحسد؟

سنّ النبّي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) سنّة نبوية تقضي بتناول التمر بعدد فردي، أي 3 تمرات أو 5 أو 7... وقد بينت بعض الأبحاث أن تناول التمر بعدد فردي يحوّل السكر فيه إلى كربوهيدرات، بينما تناول التمر بعدد مزدوج يحوّل السكر الذي فيه إلى آخر ضار للجسم.

وقد توارث الجميع سنّة نبوية بتناول 7 حبّات من التمر على الريق، لتثبت الدراسات أن تناول التمر بهذا العدد يولّد حول الجسم هالة زرقاء تشكل درعاً واقيةً من الأمواج الكهرومغناطيسية التي تحمي الإنسان من العين والحسد، وقد ثبُت ذلك علمياً، فالتمر يحتوي على الفوسفور، وهو معدن غني بالإلكترونات والشحنات الموجبة. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من تصبّح سبع تمرات عجوة لم يضرّه ذاك اليوم سمٌّ ولا سحر".

ما هي فوائد التمر على الصحة؟

تتميز ثمرة التمر بطعمها الحلو اللذيذ، والذي يفضله الكثير من الناس على أنواع فواكه أخرى ذات طعم حلو أيضاً. لكن قد يغيب عن بال الكثيرين أن التمر يحتوي على العديد من المركّبات والعناصر الغذائية المهمة التي تمنح الجسم فوائد صحية مختلفة لما فيها من معدلات كبيرة من السكر الطبيعي والألياف والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنزيوم. أما الفوائد التي تمنحها ثمرة التمر للجسم فهي:

● يعتبر التمر مصدراً غنياً بالبوتاسيوم، الذي يلعب دوراً رئيساً في بناء العضلات والسيطرة على السوائل، بالإضافة إلى تنظيمه ضربات القلب وضغط الدم، والذي يقي الجسم من السكتات الدماغية وأمراض القلب المختلفة والخطرة.

● يحتوي التمر على الفيتامين B3 الذي يساهم في تحويل الطعام إلى طاقة داخل الجسم، كما يتدخل في وظائف الأعصاب المختلفة. كذلك يُعدّ التمر مصدراً جيداً للفيتامين B6 المهم أيضاً في بناء العضلات ونمو الشعر والأظافر.

● عنصر الحديد حاضر بقوة في ثمرة التمر، وهو من العناصر الأساسية التي تدخل في تكوين كريات الدم الحمراء التي تعمل على نقل الأوكسجين إلى كل خلايا الجسم.

● التمر غنيّ بالألياف، ولذلك فإن تناول أربع حبّات من التمر يومياً يزوّد الرجال بما يقارب 21%، والنساء بما يقارب 30% من احتياجاتهم اليومية من الألياف التي تساهم في الوقاية من الإمساك من خلال تليين المعدة.

● يحتوي التمر على الفيتامين B الذي يساعد على تحسين وظائف الدماغ والجهاز العصبي لكونه يحتوي على البوتاسيوم أيضاً.

● يشتمل التمر على حمض التّانّيك الذي يحتوي بدوره على بعض من مضادات الأكسدة الطبيعية التي تُعرف بالبوليفينول، والتي تساعد خلايا الجسم على الوقاية من التلف، بالإضافة إلى امتلاكه خصائص مضادة للالتهابات، وتقي الجسم من السرطان.

● يحارب التمر مرض الأنيميا، وذلك لاحتوائه على عنصر الحديد الذي ينتج كمية كبيرة من مادة الهيموغلوبين المهمة في علاج فقر الدم الحاد، وخاصة عند الأطفال.

هل يجب على مرضى السكري الامتناع عن تناول التمر؟

يعتقد الكثيرون أن التمر بسبب طعمه الحلو واحتوائه على كمية كبيرة من السكر، لن يكون مناسباً لمرضى السكري، لأنهم بطبيعة الحال ممنوعون من تناول أطعمة وفواكه تحتوي على السكريات، إلّا أن الأبحاث أثبتت عكس ذلك. فعلى الرغم من غنى التمر بالكربوهيدرات والسكريات البسيطة كالغلوكوز والسركوز والفركتوز، لكن في إمكان مريض السكري تناوله باعتدال وبشكل يومي إذا رغب بذلك.

لذا ينصح الأطباء مرضى السكري بتناول 3 إلى 5 حبات من التمر يومياً ضمن خطة غذائية مدروسة، وبذلك يتمكن مريض السكري من الاستمتاع بمذاق التمر الحلو اللذيذ، والذي حُرم منه بسبب إصابته بالمرض.

هل يفيد التمر المرأة الحامل أو التي على وشك الولادة؟

أكدّت دراسات كثيرة أن التمر مهم جداً للمرأة الحامل ونمو جنينها، لغناه بالفوائد الغذائية، ولكن تزداد أهميته في الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل، لأنه يساعد على توسيع عنق الرحم وتقوية عضلاته، وبالتالي يقلّل الحاجة إلى الطلق الاصطناعي. كما بيّنت إحدى الدراسات أن النساء اللواتي يتناولن 6 تمرات يومياً في الأسابيع الأربعة الأخيرة من الحمل، تزداد نسبة الولادة الطبيعية لديهن وتتقلص مدة مخاضهن مقارنةً بالأخريات.

كيف يساهم التمر في حماية البشرة والحفاظ على نضارتها؟

يساهم التمر في حماية البشرة والحفاظ على نضارتها، وذلك لاحتوائه على الفيتامين B5 الذي يعد من أفضل الفيتامينات للبشرة إذ يساعد في ترميمها وتجديد خلاياها.

كما أن تناول التمر بشكل يومي ولو بكميات قليلة يساهم في إنتاج مادة الكولاجين المهمّة للبشرة، وذلك لغناه بالفيتامين C المسؤول عن إنتاج الكولاجين، ومضادات الأكسدة التي تخفف من ظهور التجاعيد.

أيضاً يحول التمر دون تراكم مادة الميلانين في الجسم، وبما أنه المسؤول عن لون البشرة، فهو يعمل على تنقيتها من الشوائب ويساهم في إفراز الميلانين باعتدال. كذلك يلعب التمر دوراً مهمّاً في نضارة البشرة وترطيبها وحمايتها من التشققات، لأنه يساعد على تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي يخلّص الجسم من السموم المتراكمة، والتي تظهر على شكل شوائب وإفرازات دهنية في بشرة الوجه.

هل يُسمح بتناول التمر في الحميات الغذائية؟

مع أن التمر يحوي نسبة لا بأس بها من السعرات الحرارية والدهون والسكريات، إلّا أنه من الفواكه المهمة للريجيم والحميات الغذائية، خاصة إذا تم تناوله باعتدال. وتكمن أهمية التمر في منحه الشعور بالشبع لاحتوائه على نسبة عالية من العناصر الغذائية التي تُشعِر الشخص بالامتلاء وعدم الحاجة الى تناول أطعمة أخرى. لذا من الضروري في الحميات الغذائية، التركيز على التمر باللبن، لأنه الأشهر بينها، بحيث يخفّض الوزن من جهة، ويؤمّن حاجات الجسم من الغذاء من جهة أخرى.

ريجيم التمر واللبن:

صباحاً: خمس حبّات تمر مع كوب من اللبن

ظهراً: ثلاث حبّات تمر مع كوب من اللبن

عصراً: خمس حبّات تمر مع كوب من اللبن

مساءً: ثلاث حبّات تمر مع كوب اللبن.

ما أهمية التمر للصائم؟ ولماذا يُنصح بأن يبدأ إفطاره به؟

يعتبر التمر غذاءً أساسياً على المائدة الرمضانية، كما أن من الضروري للصائم أن يبدأ إفطاره بتناول 3 أو 5 حبّات من التمر عملاً بالسنّة النبوية، وذلك للفوائد التي يعود بها التمر على جسم الصائم بعد انقطاع عن الطعام لساعات طويلة، ومن هذه الفوائد:

● بما أن التمر يحتوي على نسبة عالية من الألياف والمعادن والفيتامينات، فهو يساعد الصائم على الشعور بالشبع، ويعزّز قدراته على تحمل العطش.

● التمر سريع الهضم ولا تستغرق عملية هضمه أكثر من ساعة ليقوم بدوره في رفد الجسم بالطاقة التي يحتاجها بعد الصيام.

● يحفّز التمر المعدة والأمعاء على إفراز كل الإنزيمات الهاضمة، كما يساهم في تفكيك العناصر المركبة والمعقدة كالكربوهيدرات والبروتينات، وبالتالي يجنّب الصائم الشعور بالتخمة بعد تناول الإفطار، لأن المعدة تكون قد باشرت عملية الهضم.

● يُعدّل التمر نسبة الحموضة في البول، والتي تضطرب نتيجة الصيام، وبالتالي يحمي الجسم من تكوّن الحصيات في الكلى.

● في حال تناول الصائم التمر بعد الانتهاء من الإفطار، فذلك يساعده على التخفيف من الشعور بالعطش، لأنه يحتوي على نسبة كبيرة من البوتاسيوم.

● يعوّض تناول التمر عند الإفطار مباشرةً نقص السكر الذي يتعرض له الجسم بعد فترة الصيام الطويلة، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات الضرورية والأساسية للجسم، بالإضافة إلى نسبة من الكربوهيدرات والعناصر المعدنية.

● يقضي التمر على الشعور بالدوار وزوغان النظر التي تحدث نتيجة الامتناع عن تناول الطعام لفترات طويلة، وخاصة اذا تناول الصائم التمر عند الإفطار مباشرةً لكونه يحتوي على فيتامينات تمدّ الجسم بالطاقة.

ما أشهر أنواع التمور وأكثرها انتشاراً؟

تختلف أنواع التمور ومذاقاتها وأشكالها بين دولة وأخرى، وأحياناً بين مدينة وأخرى في الدولة الواحدة، وهذا يعود إلى انتشار زراعة شجر النخيل في أكثر من منطقة في العالم، وبالتالي تتنوع ثمار التمر ويختلف طعمها وشكلها. أما أشهر أنواع التمور، والتي تزيّن المائدة الرمضانية، فهي:

● تمر العجوة: هو من أشهر أنواع التمور وأكثرها انتشاراً حول العالم. يتميز بالليونة والجفاف وبمذاقه الرائع، كما أنه ذُكر في الكثير من الأحاديث النبوية.

● تمر العنبرة: يأتي في المرتبة الثانية من حيث الشهرة، لكنه من أغلى أنواع التمور، ولذلك يطلق عليه اسم "تمر الملوك". يشتهر بحجمه الكبير الذي يشبه المستطيل وصغر نواته ولونه الأحمر الجذّاب. ونظراً لقيمته الكبيرة، يقدّمه البعض كهدية فاخرة في رمضان.

● تمر الصفاوي: يتميّز هذا النوع من التمور بلونه الأسود الداكن وحجمه المتوسط، كما يتم إنتاجه بكميات كبيرة، ولهذا يتوافر في الأسواق بشكل دائم، وتعتبر المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية من أكثر المناطق التي يُزرع فيها.

● تمر الخضري: يتوافر هذا النوع في الأسواق بكثرة، حيث يمكن شجرة النخيل الواحدة أن تنتج ما يقارب الـ 350 كيلوغراماً من التمر.

● تمر الخنيزي: من أجود أنواع التمور الإماراتية، ويتميز بلونه الوردي الغامق وشكله البيضوي.

● تمر المجدول: من أفضل أنواع التمور المغربية وأغلاها ثمناً، يتميز بنكهات فريدة من الكراميل والعسل البرّي ويشتهر بحجمه الكبير.

● تمر الخلاص: من أشهر وأجود أنواع التمور العمانية التي تتميز بقيمتها الغذائية الكبيرة.

● تمر الزغلول: هو من التمور الشائعة بكثرة في مصر، يتميز بحجمه الكبير ولونه الأحمر وفقره بالألياف.