ما بين عروض مسرحية ورقصات كلاسيكية وأكلات شعبية: انطلاق الدورة السابعة لـ"مهرجان الهند على ضفاف النيل"

القاهرة – طارق الطاهر 02 يونيو 2019
يُعدّ "مهرجان الهند على ضفاف النيل"، بمثابة تظاهرة فنية تقدّم أشكالاً من الفنون المسرحية والفنون البصرية الهندية المعاصرة والكلاسيكية، بالإضافة إلى عرض للمأكولات الهندية، بما يعكس التنوع الثقافي والفني للهند، بتراثها وحضارتها وواقعها المعاصر، وهو ما جعل من المهرجان واحداً من أكبر المهرجانات الدولية التي تُنظّم على أرض مصر.


ضمن فعاليات المهرجان، أحيت فرقة فيكو الموسيقية عدداً من الحفلات، وهي تضم ثلاثة أجيال من فنّاني الآلات الإيقاعية التي تتميز بها الهند، وتتوارثها الأجيال بكل ما تحمله من تراث أصيل، وهذه الآلات تعتمد على مهارة العازفين وإتقانهم سر الصنعة، بحيث يقدّمون لوحات موسيقية تعبّر عن التنوّع الموسيقي للبيئات الهندية المختلفة، كما قُدّمت في المهرجان عروض رقص أدويسي كلاسيكي هندي بعنوان "بيشواس" للفنان راتيكانت موهاباترا من مدرسة سرجان الفنية، ويجسّد العرض التواصل بين الأفكار الفلسفية، ويتضمن صوراً من الديانات الهندوسية والمسيحية والإسلامية واليهودية.

ويشكل "مهرجان الهند على ضفاف النيل" فرصة مهمة لتقديم مسيرة المناضل الهندي المهاتما غاندي، بمناسبة مرور 150 عاماً على ميلاده. وقد قدّمت فرقة إيشارا لمسرح العرائس للفنان دادي دي بودومجي، رسالة غاندي التي تدعو الى نبذ العنف، وحمل العرض عنوان "صور حقيقية" باستخدام العرائس المتحركة. وفي هذا الإطار، أكد سفير الهند في مصر راهول كولشيرشيت، أن المهاتما غاندي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ البشرية، حيث قاد كفاح الهند من أجل الحرية والعدالة من دون الاعتماد على قوة السلاح، ودافع عن قضية الفقراء والمهمّشين، وكان يدعو للتسامح، حتى أصبحت حياة المهاتما غاندي ونهجه السلمي مصدر إلهام لزعماء كبار مثل نيلسون مانديلا، ولعدد كبير من المناضلين من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم.

وتخلّل المهرجان عرضٌ للمأكولات الهندية، كُشفت فيه أسرار المطبخ الهندي الذي يقدّم أشهى الأطباق، والتي يُعتمد في تحضيرها على البهارات والتوابل المتنوعة، مما يتيح الفرصة لفهم النسيج الثقافي في الهند.

وكان لفن اليوغا أيضاً حصّته في المهرجان، ذلك أن له جمهوره الذي يحرص على الذهاب الى المركز الثقافي الهندي طوال العام، للمشاركة في دوراته المختلفة، ومن هنا يحظى هذا الفن باهتمام في مصر، ولذلك يُعد المهرجان فرصة لإقامة الورش الفنية ضمن فعالياته، للتعريف بهذا الفن الذي صدّرته الهند الى العالم، فاليوغا نشأت في الهند، وكلمة "يوغا" مشتقة من "يوغ" بالسنسكريتية، وهي تعني الاتحاد، أي الاتحاد بين الجسد والعقل والروح. واليوغا ليست مجرد تمرين بدني، بل هي نشاط يؤثر بكفاءة في الإنسان ككل.

وعن تقييمه لهذه الدورة من "مهرجان الهند على ضفاف النيل"، أكد السفير راهول كولشيرشيت أن المهرجان يقدم تظاهرة للفنون الهندية المتنوعة، قلّ نظيرها، بحيث استطاع المهرجان على مدى السنوات السبع الماضية أن يحظى بتقدير الجمهور المصري، والذي يعشق الهند، التي قدمت ألواناً وأشكالاً متنوعة من التقاليد الفنية الهندية النابضة بالحياة، ويعد هذا المهرجان فرصة للاحتفاء بالروابط التاريخية والحضارية بين الشعبين المصري والهندي.

واحتفاءً بالمناسبة، تم توزيع العدد الجديد من "آفاق الهند" التي تصدر باللغة العربية عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية، وهي مخصصة للقارئ العربي، وتقدم موضوعات خاصة بعلاقة الهند بمختلف شعوب العالم، فضلاً عن الاهتمام بتقديم فنونها وتراثها، ومن ذلك ما جاء تحت عنوان "قصة مصورة" وفيه يُسلّط الضوء على تظاهرة سوق الجِمال، إذ يعد سوق بوشكار ميلا، الذي يقع في قلب ولاية راجستان، أحد أكبر أسواق عرض الحيوانات على مستوى العالم، إذ تمتزج فيه عمليات التداول بألوان الثقافة والأنشطة الترفيهية، وتصاحب السوق إقامة مجموعة من المسابقات الترفيهية، مثل مسابقة صاحب أطول شارب، والتنافس على لفّ العمامة.

كذلك وزّعت السفارة الهندية في القاهرة مجلّتها "صوت الهند"، التي تصدر أيضاً بالعربية، وموضوعها الرئيس جاء بعنوان "الاحتفال بمرور 150 عاماً على ميلاد غاندي"، بالإضافة الى موضوعات أخرى تركز على العلاقات المصرية - الهندية.