كارول سماحة: أنا ضد الطلاق إلا في حالات استثنائية

حوار: هنادي عيسى 15 يونيو 2019

استحقت النجمة كارول سماحة التكريم من مهرجان "الموركس دور" في دورته التاسعة عشرة حيث حصدت لقب أفضل فنانة لبنانية لعام 2018، وأفضل نجمة استعراضية. بعد التكريم، كان لـ "لها" هذا الحوار مع سماحة التي تكلمت عن هذا الحدث، فضلاً عن أغنية "نعم أنا المطلّقة" التي أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، لما حمل مضمونها من كلمات قاسية ومعبّرة عن حال المرأة في المجتمع الذكوري.


- بعد تكريمك في "الموركس دور" في دورته التاسعة عشرة، ماذا تقولين عن هذا التكريم؟

لن أضيف شيئاً إلى ما قلته على خشبة المسرح بعد تسلّمي الجائزة في حفل "الموركس دور"، فأي فنان يفرح عندما يتسلّم جائزة، لكن التكريم الأكبر كان بتوصيفي نجمة المهرجانات والحفلات الاستعراضية رغم عدم حبّي لهذا اللقب، لأنه في رأيي "خفيف" وقد تناله أي فنانة تهزّ خصرها، لكن ليس "هزّ الخصر" الذي أقدّمه في أعمالي الاستعراضية. أسعدني أن القيّمين على "الموركس دور" ميّزوا عملي وقدّروا جهودي، فأنا أسعى الى تقديم كل جديد في الفنون التي أستعرضها على المسرح في مواسم الصيف في لبنان، فيكون لها وقع خاص في نفوس الجمهور.

- تسويقك لأغنية "نعم أنا المطلّقة" رافقه نوع من البروباغندا، خصوصاً أنك حذفت صورتك مع زوجك من موقع "إنستغرام"، مما أثار تساؤلات كثيرة حول طلاقكِ... لماذا لجأتِ إلى هذا الأسلوب؟

قمت بهذه الخطوة نزولاً عند رغبة المسؤول عن تسويق الأغنية إذ طلب مني أن أحذف الصورة لـ"زكزكة" الجمهور ونشر "البلبلة" بينهم.

- إذاً، أثرت البلبلة حول طلاقك من أجل الترويج لأغنيتك...

أول جملة نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي هي "نعم... أنا المطلّقة"، وهي موجودة فعلاً في الأغنية. بصراحة، الصحافة هي التي علّمتنا اللجوء الى العناوين الرنّانة لشدّ انتباه الجمهور.

- لكن خبر طلاقك من زوجك وليد مصطفى متداول في الإعلام منذ سنة تقريباً، فما السبب؟

لا أعرف سبباً لذلك، وهذه الشائعة أزعجتني أنا وزوجي كثيراً، وجميع الصحافيين اتّصلوا مراراً بمدير أعمالي ماريو أسطى للاستفسار عن صحة هذا الخبر، فكان دائماً ينفي خبر الطلاق ويؤكد لهم أنه مجرد شائعة. لكن بعد كل هذه الضجة، اقترح مدير التسويق أن نستفيد من الشائعة في الترويج للأغنية، وبالتالي تتضح الصورة الحقيقية للناس، ويتأكدون من أن طلاقنا هو فعلاً شائعة.

بصراحة، علاقتي بزوجي جيدة ولا مشاكل بيننا، خصوصاً أننا كنا نعرف بعضنا لسبع سنوات قبل الارتباط، مما يعني أننا لم نتعجّل في خطوة الزواج، فيبدو زواج مصلحة. وأنا شخصياً ضد الطلاق من جانب المرأة إلا في حالات استثنائية، كأن يعاني الزوج مرضاً نفسياً أو يعنّف زوجته ويحتقرها.

- من الواضح أن "نعم... أنا المطلّقة" مجرد إعلان موقف وليست أغنية يمكن حفظها.

الأغنية هي صرخة تعكس موقفاً.

- تردّد أن كلمات الأغنية قاسية جداً وذكورية بامتياز.

هذا صحيح، وكما قلت هي صرخة في وجه المجتمع الذكوري، لأن كلماتها تمسّ كل رجل شرقي.

- لكن كان يمكنك استخدام تعابير أقل قسوةً في الأغنية.

هناك مدارس عدة في الشعر الغنائي، منها الشعر الرومانسي والرمزي... وأنا بطبعي أحب الجرأة التي قد تصل أحياناً حد الوقاحة، وأعبّر عن رأيي بكل صراحة وأبتعد عن المجاملات والكلام المنمّق.

- وكيف خطرت لك فكرة تقديم أغنية عن المرأة المطلّقة بالتعاون مع الشاعر علي المولى؟

الشاعر علي المولى عرض عليّ ثلاثة نصوص شعرية عن المرأة، لفتني من بينها نص أغنية "نعم... أنا المطلّقة"، فهو مكتوب بحِرفية فنية عالية، وكلماته لامست مشاعري ووجداني. وعلى الرغم من أنني امرأة عصرية ومنفتحة، فضّلت الانفصال عن مجتمعي، وتقديم هذا العمل الذي يلامس شرائح عدة في المجتمعات العربية. والجدل الذي أثارته الأغنية، خير دليل على أن موضوع المرأة المطلّقة لا يزال مثار أخذ وردّ في مجتمعاتنا.

- في ما يخصّ تلحين الأغنية، من اقترح عليك أن يكون نصفها كلاماً ونصفها الآخر مغنّى؟

هي فكرتي. وبصراحة، عندما قرأت نصّ الأغنية خطَرَ لي أن أقدّمها كلها كلاماً لا غناءً. لكن بالاتفاق مع مدير أعمالي، والملحن ميشال فاضل الذي يمتلك حساً درامياً في الموسيقى، انطلق العمل بناءً على الفكرة التي ذكرت، وحصلنا على هذه النتيجة التي أثارت جدلاً واسعاً، وجاء دور المخرج بهاء خدّاج الذي جسّد الصورة التي أحلم بها، والتي قرّرت أن تكون باللونين الأبيض والأسود، ونجحت الفكرة لأننا في رأيي، قدّمنا نموذج المرأة التي لا ترى ألوان الحياة من شدّة تعنيف الرجل لها.

- بعد تواصلك مع نوال الزغبي على "تويتر" حول هذه الأغنية، هل حصل اتصال بينكما؟

لا، لكنّ مواقع التواصل الاجتماعي تختصر مسافاتٍ طويلة.

- هل تحضّرين لمشاريع فنيّة جديدة؟

أُحضّر حالياً لأكثر من عمل فنّي، لكن بعد الصدى الإيجابي الذي حققته أغنية "نعم... أنا المطلّقة"، أُفضّل التريّث في اختياراتي، وأسعى لطرح أغنية مختلفة بعد شهر رمضان المبارك، وتناسب أجواء الصيف المرحة.

- أخبرينا عن الحفل الذي أُقيم في مصر وجمعك بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من خلال تقنية "الهولوغرام"؟

الحفلة التي أُقيمت في 19 نيسان/أبريل استُحضر فيها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من خلال استخدام تقنية "الهولوغرام"، فقدّمت معه أغنيات ديو، وكانت تجربة رائعة وأعتز بها.

- لكنّ محطة "أم بي سي" كانت السبّاقة في تقديم هذه الفكرة من خلال برنامج تلفزيونيّ جمَع النجوم الحاليّين مع العمالقة الراحلين؟

هذا صحيح، لكنّها المرّة الأولى التي أقف فيها على خشبة مسرح المنارة وأطلّ على حشد جماهيريّ ضخم، ويرافقني صوت عبدالحليم حافظ في أربع أغنيات رائعة.

- جمعك لقاء عمل مع زياد الرحباني، ما تفاصيل هذا اللقاء؟

التقيت بزياد الرحباني، لكن لم أتمكّن حتى الآن من إنجاز أغنياتي بالتعاون معه لأنه مشغول بجولته الأوروبيّة. كما أن إقامتي في مصر ووجود زياد في لبنان حالا دون لقائنا بصورة مستمرّة، ورغم أننا حدّدنا أربع أغنيات لكنني لم أضع بعد صوتي عليها. بصراحة، لن أعِد الجمهور بألبوم، وقد أتأخّر في طرح هذه الأعمال، علماً أنّني أوشكتُ على الانتهاء من تسجيل أغنيتين فقط ستصدران منفردتين.

- الألحان التي اخترتِها من إبداع زياد الرحباني، الى أيّ نوع تنتمي؟

لم أشأ الذهاب إلى أعمال زياد "المجنونة"، إنما طلبت منه ألحاناً مميزة تشبه تلك التي بدأ بتلحينها للسيدة فيروز، مثل "سألوني الناس" وغيرها. علماً أنّني بعد إصراره اخترت أعمالاً غنائية يتخلّلها بعض الجنون، وهي من إنتاجي الخاصّ.

- ماذا عن فيلم "صدفة" الذي انتهيت من تصويره منذ أكثر من عام؟

أتمنّى لو توجّهين هذا السؤال إلى المخرج باسم كريستو. فهو رغم انشغالاته الكثيرة، وعدني بأن يُعرض الفيلم في موسم الخريف المقبل، ويتضمّن العمل أغنية من تأليف وتلحين مروان خوري.

- تقيمين في مصر حيث كوّنت صداقات في الوسط الفنّي، وأخيراً استقبلتِ في منزلك النجمات ماجدة الرومي وإلهام شاهين ويسرا، كيف نشأت هذه الصداقات؟

تكوين العلاقات في مصر أسهل بكثير منه في لبنان، فالشعب المصري يتّسم بالبساطة في التفكير ويتّصف بالمحبة الصادقة، وإذا كانت هناك منافسة بين الفنانين في العمل، فإنهم يتخطّونها في الحياة الاجتماعية، لأنّهم حريصون على مشاعر بعضهم بعضاً، وهذا أكثر ما يلفتني في الوسط الفني في مصر. أما إلهام شاهين ويسرا، فتعرّفت إليهما من خلال زوجي وليد مصطفى، وأصبحنا صديقات مقرّبات نلتقي في كل أسبوع، إلا أنّني لا أوثّق لقاءاتنا بالصور وأنشرها على السوشيال ميديا.

- لكن لا مجال للمنافسة أو الغيرة بينك وبين إلهام شاهين ويسرا، فهما ممثلتان أما أنتِ فمغنّية...

هذا صحيح، ونلتقي أحياناً مع سميرة سعيد وأصالة وتجمعنا صداقة متينة. أما ماجدة الرومي فعلاقتي بها بدأت في لبنان وقبل سفري إلى مصر وزواجي بوليد مصطفى، وحين زارت "الماجدة" مصر لإحياء حفل، استقبلتُها في منزلي وترسّخت علاقتنا لدرجة أن عبّرت لي عن استيائها من الفنانين اللبنانيين، الذين تنعدم الصداقات القوية بينهم، بعكس الحال في مصر.

- لاحظنا أنّك في السنتين الأخيرتين أصبحتِ تكثّفين نشاطك الفنّي أكثر من السنوات الماضية، هل بعد زواجك وإنجابك انطلقت فنيّاً بشغف أكثر؟

في السابق كنت نشيطة فنياً، لكنّ الراحة والاستقرار النفسيّ بعد الزواج والإنجاب وفّرا لي مساحة كي أفكّر مليّاً وأدرس خطواتي الفنيّة. هذا لا يعني أنّني لم أكن أقيم الحفلات وأشارك في المهرجانات في لبنان والدول العربية، لكنّ هذه النشاطات لم تكن تُبثّ تلفزيونيّاً فكان الناس ينسونها. وحين بدأتُ بتصوير كلّ حفلاتي الضخمة وعرضها على شاشات التلفزة، ترسّخت أكثر لدى الجمهور. كان هذا التحوّل في سنة 2015.

- عندما تغنّين أو ترقصين وتمثّلين، تنتقّلين بين ثلاثة عوالم، كيف تصفين هذه الأجواء؟

الغناء والتمثيل والرقص "ثلاثةٌ في واحد" كما يقال، "Package". وهذا ما يشكّل تعدّديتي الفنية. لقد عملتُ في المسرح الغنائيّ ودرستُ التمثيل في الجامعة، وصقَلَتْ التجارب شخصيتي الفنية وسكبتْها في قالبٍ فنّيِّ واحد. لكنْ أحياناً أشتاق الى التمثيل، وفي أحيانٍ أخرى يتملّكني الشوق إلى عالم الموسيقى وهكذا... فالفنّ كلٌّ لا يتجزّأ. وإذا أصررتِ على الترتيب الهرميّ، فربما الموسيقى تأتي في المرتبة الأولى والتمثيل في المرتبة الثانية، والرقص يأتي مكملاً لأعمالي على المسرح. لكنْ عندما أقدّم استعراضاً أو عملاً مسرحيّاً غنائيّاً فيه دورٌ تمثيليّ وراقصٌ، أعود وأقول لا يمكن الفصل بين الفنون الثلاثة.

- متى يجب على الإنسان أن يرقص؟

في الفنّ لا وجود لشيء اسمه "يجب". برأيي الرقص هو حرّية، يحرّر الجسدَ ويحرّرنا من كلّ الضغوط النفسيّة ومن الأشياء المكبوتة داخلَنا. وعندما لا يستطيع الفنّان أن يعبّر بالغناء أو التمثيل "يفش خلقه" بالرقص. الرّقص يُخرج كلّ التّوتّر والطاقة السلبية من الجسد والروح.

- ما هي الرقصات التي تعلمتِها؟

تعلّمت أنواعاً عدّة من الرقص، ففي فترةِ تدرّبتُ على "الباليه جاز"، وفي فترة أخرى تمرّنت على الرقص الشرقيّ... وهكذا بحسب الحاجة.

- أنت الفنانة الثانية بعد السيّدة فيروز التي كتَبَ لها الرحابنة مسرحية. كيف أثّر هذا في مسيرتك؟

صحيح، ويعني لي الكثيرَ أن يُذكر اسمي على عملٍ لمنصور الرحباني، وأن يَكتب لي دوراً في مسرحيّة "زنوبيا" قبل وفاته. وهذا الدور من أهمّ أدواري وأصعبها. نعم أعتبر نفسي محظوظة.

- عندما تريدين الهروب من عالم الأضواء، إلى أين تذهبين؟

أحبّ الطبيعة. أحياناً أمضي فيها ومعها ساعتين أو ثلاث ساعات لوحدي بين الأشجار، في الغابة، أو على شاطئ البحر. علماً أنه بوجود ابنتي "تالا"، تبدّلت الظروف وأصبحت أمضي معظم أوقات فراغي معها.

- لمن تشترين الهدايا؟

لـ"تالا" وأمّي التي لا يمكن أن أنساها.

- بعدما صرّحتِ بأنّك تنوين التعامل مع زياد الرحباني، لاحظنا توجّه عدد من المطربات إليه للعمل معه، ومنهنّ شيرين عبدالوهاب ولطيفة، وقد جمعتْكم حفلته في مصر، فهل الغيرة الفنية جمعتْكم أيضاً للتّعامل معه؟

لا أعرف. ربّما "وجهي خير" على زياد الرحباني. وعموماً أنا سعيدة لأنّه عاد إلى نشاطه الفنّي.